خبر

دريان: لحسم الجدل والتجاذب حول الحقائب الوزارية الكبرى

قال مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان خلال رعايته حفل تخريج 373 طالبا وطالبة في الصفوف النهائية في ثانويات ومعاهد جمعية المقاصد “صحيح أن المقاصد تواجه مصاعب مالية ولكن رسالتها فوق هذه المصاعب والذين يؤمنون بهذه الرسالة، ويحرصون عليها من أهل الوفاء في لبنان، ومن أهل الخير خارج لبنان، لن يتركوا لموجة عابرة أن تجتاح سفينة شامخة عمرها مئة وأربعون عاما. إن أسرة المقاصد هي أسرة مسلمي لبنان وهي واحدة من الأسر المتعددة في لبنان التي تشكل في تعددها شعبا واحدا. المقاصد قلعة صامدة بإذن الله. إن للمقاصد ربا يحميها كما كان يقول الرئيس الراحل صائب سلام ، وأن لها مؤمنين برسالتها، وفي مقدمة هؤلاء، خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي ما إن علم بالصعوبات المالية التي تمر بها الجمعية، حتى قرر المبادرة إلى مساعدتها”.

وتابع: شكرا لخادم الحرمين الشريفين ، وشكرا للمملكة العربية السعودية على كل مبادراتها الخيرية، التي نذكرها دائما بالشكر والثناء، كما نشكر دولة الإمارات العربية المتحدة على وقوفها إلى جانب مؤسساتنا. شكرا لجميع المؤمنين برسالة المقاصد، والداعمين لها”.

وقال: “أحذر من تفريغ الشرق الأوسط من المسيحيين، ذلك أنه لن يكون هناك شرق أوسط من دون المسيحيين الشرقيين الذين نتعايش معهم في وطن واحد ونتقاسم معهم رغيف الخبز ونتنشق معهم هواء واحدا. فمصيرهم ومصيرنا واحد، معا نكون أو لا نكون”.

أضاف: “نجدد دعوتنا للمسيحيين إلى “التجذر في أوطانهم، وإلى عدم الاستجابة تحت أي ظرف من الظروف الضاغطة، والعابرة، إلى الهجرة منها. وشاركنا الأزهر الشريف في هذه الدعوة، حيث جرى إسقاط مقولة الأكثرية والأقلية، ورفع لواء المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات. فإذا كان تهجير المسيحيين على يد حفنة من المتطرفين الإرهابيين جريمة بحقنا جميعا ، فإن تشجيعهم على الهجرة ، وتسهيل إجراءات هذه الهجرة ، يشكل جريمة أكبر، بحقنا جميعا أيضا”.

وتابع: “لا بد في هذه المناسبة المقاصدية من أن نناشد جميع المعنيين بالشأن الحكومي، أن يعملوا على تسهيل مهمة الرئيس المكلف سعد الحريري وعدم وضع الشروط التي تؤخر عملية التأليف. انطلاقا من ذلك، ندعو إلى حسم الجدل والتجاذب حول الحقائب الوزارية، فالأوطان لا تبنى إلا بالتعاون والتضامن والوحدة، ولا تبنى بالحصص والمصالح الذاتية أو الفئوية ، ونطالب الجميع بالخروج من مواقع التناحر، والدخول جميعا إلى رحاب الوطن ، وتعميم ثقافة المواطنة ، لبناء لبنان الواعد والمنتظر، لقيام دولته، دولة المواطنين جميعا، لا فرق بين مواطن وآخر إلا بما يقدم لهذا البلد من وسائل الأمن والاستقرار والأمان”.

وختم: “إن دار الفتوى، ستبقى داعمة لمؤسسات الدولة، ومشروع بناء الدولة، ولها حرصها الخاص على مقام رئاسة مجلس الوزراء، وبقية الرئاسات والمقامات، كما لها حرص خاص على مؤسسات المجتمع الأهلي كافة، وعلى وجه الخصوص، الجمعية الأعرق، جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت، لما لها من دور إسلامي ووطني وعروبي، ما يقارب القرن والنصف”.