أقامت مؤسسة كونراد اديناور، بالتعاون مع سمارت سنتر، اللقاء الحواري الاول مع البرلمانيات لمناقشة برامجهن الوطنية، بمشاركة طلاب وطالبات من نوادي المناظرة من الجامعات اللبنانية، برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وشاركت في اللقاء وزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية في حكومة تصريف الاعمال عناية عز الدين ممثلة الرئيس بري، والنائبات: بهية الحريري، بولا يعقوبيان، ديما جمالي ورلى الطبش.
بعد النشيد الوطني، تحدث عن مؤسسة “كونراد اديناور” مالت غاير فشكر الشباب على “مشاركتهم في هذا النشاط”، مشيرا الى ان “هذا اللقاء يعقد في وقت تزور المستشارة الالمانية انغيلا ميركل لبنان”.
وتحدث عن “العمل البرلماني وضرورة تفعيل دور الشباب في الحياة السياسية والعامة والاجتماعية”، مركزا على “فاعلية هذا الدور في بناء المجتمعات”.
ثم تحدثت ممثلة الرئيس بري الوزيرة عز الدين، فقالت: “اسمحوا لي ان اعبر عن مدى اعتزازي بتمثيل دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري وبان اكون معكم هنا في هذه المناسبة بدعوة من مؤسسة كونراد اديناور الالمانية، وبالتعاون مع مركز سمارت، تزامنا مع زيارة المستشارة الالمانية السيدة انغيلا ميركل للبنان”.
وأضافت: “ان لقاءنا اليوم هو فرصة للتواصل مع الشباب الجامعي اللبناني لاجراء حوار حول البرامج الانتخابية المطروحة من البرلمانيات اللبنانيات، من جهة، كما انه، من جهة اخرى، مناسبة للحوار والتلاقي والانفتاح بين بلدين متفاوتين في الحجم والموقع والدور الا انهما يحظيان بقواسم مشتركة وتحديات مشتركة غير قليلة.
فكلا البلدين، لبنان والمانيا، مرا بتجربة الحرب الاليمة والمدمرة وكلاهما اعادا اعمار ما تدمر بارادة وعزيمة، وعلى الرغم من اختلاف الظروف، الا ان هناك اشياء كثيرة مشتركة تجمع الشعوب التي عاشت تجربة الحرب واعادة الاعمار، ولعل اهمها هو اخذ العبرة، واستيعاب الدروس والعمل على تفادي تكرار الاسباب التي ادت الى اندلاع حروب، نذكرها ونتذكرها ولا ننساها. ولكننا نأمل ونرجو ألا تعاد ابدا، وكما نقول بالعامية اللبنانية “تنذكر ما تنعاد”.
وفي المانيا جالية لبنانية كبيرة وجدت في تلك البلاد الواسعة حضنا ومأوى وفرصة عمل ومستقبلا علميا وعمليا للأبناء الاحفاد، وفي لبنان قوة بحرية المانية مشاركة في قوات “اليونيفيل” تساهم في صناعة سلام منشود من اجل مستقبل افضل”.
وتابعت: “اما التحدي الابرز والاكثر الحاحا بالنسبة الينا في السنوات الاخيرة، كما في المانيا، فهو ذلك المنبثق من الحرب في سوريا فقد استقبل لبنان زهاء مليون ونصف مليون نازح سوري اضيفوا الى قرابة نصف مليون لاجئ فلسطيني موجودين على اراضيه منذ عقود.
وقد اسهم هذا النزوح في مفاقمة الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتأزمة اصلا في بلادنا، فارتفعت نسبة الفقر الى 30 في المئة، وتضاعفت معدلات البطالة الى ما يزيد على 20%، وازداد الضغط على الخدمات العامة والبنى التحتية، وارتفع حجم العجز في المالية العامة، واتسعت فجوة الثقة بين المواطنين والسياسيين اكثر فأكثر، على خلفيات صراعات اقليمية ودولية مستعرة لم نشهد خواتيهما بعد.
وتكفي الاشارة الى ان نسبة عدد النازحين السوريين بالنسبة الى عدد المواطنين اللبنانيين هي اكثر بعشرات الاضعاف من النسبة في المانيا، لندرك حجم المشكلة التي تتطلب وقوف دول الاتحاد الاوروبي وعلى رأسها المانيا الى جانب لبنان في ازمته وتقديم كل انواع الدعم له للحصول على مقومات الصمود الضرورية في هذه الازمة، مع تأكيدنا ان الطريقة المثلى للحل هي توفير الظروف المساعدة لعودة النازحين الى بلادهم”.
وقالت: “ان لبنان يقع في قلب منطقة متفجرة وساحة صراع اقليمي ودولي. زاننا ولسوء الحظ نجاور دولة عدوانية هي اسرائيل. بالتأكيد نحن كدولة لبنانية نقدر مشاركة المانيا في القوة البحرية “لليونيفيل”، ولكن نتمنى عند توقيع بلادكم اتفاقات عسكرية مع اسرائيل ان تأخذ في الاعتبار ان اسرائيل دمرت بلادنا اكثر من مرة وقتلت شعبنا ولا تزال حتى اليوم تحتل جزءا من ارضنا وتتباهى علنا بخرق طائراتها لسيادتنا بشكل يومي”.
وأضافت: “ان لبنان البلد الصغير بحجمه ولكن الكبير في تنوع مجتمعه بثقافاته ودياناته واتجاهاته الفكرية. الكبير في التزامه قيم الحرية وانفتاحه على الآخرين، والكبير ايضا في صموده امام التحديات على اختلاف انواعها. لبنان يتطلع الى المانيا الدولة الكبيرة والقوية والعريقة لفتح مسارات التعاون معها على مختلف المستويات الاقتصادية والسياسية والانمائية والتنموية”.
وتابعت: “ان نشاطنا اليوم، بالتعاون مع جمعية كونراد اديناور، وبالتعاون مع سمارت سنتر، هو خطوة في هذا المسار، خطوة على طريق الشراكة من اجل عالم مختلف لا يمكن الوصول اليه الا من طريق التنمية المستدامة وعمادها الشباب والمرأة”.
وقالت: “ان الشباب والنساء هم عوامل حاسمة في إحداث التغيير ودورهم محوري لتحقيق التنمية المستدامة. ان الاستثمار في الشباب والنساء وتمكينهم من الانخراط في عمليات التنمية هو اولوية حاسمة وملحة وشرط اساسي لتحقيق تقدم ملموس ومستدام في التنمية والاستقرار”.
وأضافت: “ان تمكين المرأة والشباب لم يعد ترفا، وتوسيع الخيارات والحريات امامهم اصبح ضرورة اجل مستقبل اكثر استقرارا وازدهارا. وهذا ما يتطلب ادخال تغييرات جذرية في البيئة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تسبب تهميشهم واقصاءهم.
والبداية لهذا التغيير يفترض ان تبدأ من المجالس النيابية المنتخبة. صحيح ان المجلس النيابي اللبناني يعمل في بيئة بالغة التعقيد سياسيا واقتصاديا وامنيا، الا ان املنا كبير بإحداث تغيير جذري خلال هذه الولاية. كما اننا نعول على لقائنا اليوم ليساهم في توسيع الافاق وتحديد الرؤية ووضع السياسات”.
بعد ذلك، ادارت الدكتورة فاديا كيوان الحوار وشددت على “دور الشباب”.
ثم عرضت البرلمانيات البرامج السياسية والوطنية.
وقالت النائبة الحريري: “هذه خطوة قد تؤدي الى حوار مستدام في كل القضايا المطروحة”، وقدمت عرضا لمسيرتها النيابية منذ العام 1992، مشيرة الى ان “كل القضايا كانت اولويات بالنسبة الينا، الطرقات والكهرباء والمياه، والتعليم والمدارس وتحديث القوانين، فقامت ورشة كبرى منذ عام 1992”.
وشرحت تلك الفترة، واضافت: “كانت لدينا ارادة وامل للقيام بالورشة الوطنية الكبرى التي شارك فيها الجميع، هذا الموضوع استمر الى ان جاءت عملية الاغتيال عام 2005 واختلطت الامور كلها مع بعضها. ثم حرر البلد من كل اعمال الوصاية، ثم في عام 2008 بدأنا بعملية بحث علمي وحوار حول الاولويات، ثم بدأنا بورش واتحدث عن مدينتي ارست قواعد برنامج كتبته الناس. وكانت الورشة عبارة عن مهمة النائب ودوره ودور المواطن، وهذا الموضوع هو امانة تتجدد”.
وتطرقت الى “العمل من 2009 الى 2018، وعن ورش العمل التي تدرب حولها الشباب: طريقة ادارة الدولة والمراسيم التنظيمية وحوار مع كل القطاعات اذ تمكنوا مما انجز وخرجوا ببرنامج مع آليات متابعة”.
وقالت: “لا شيء مستحيلا اذا كان هناك ارادة حقيقية ولدينا قضايا كبيرة سنعمل عليها، ونحن فخورون بأنكم المستقبل وستحملون الامانة”. وتناولت “دور الشباب والتنمية المستدامة”، وقالت: “علينا ان نخلق نمطا حوارا مجتمعيا”. واكدت ان “التربية ستبقى القضية الاكبر وهذا البلد كانت الناس تقصده لتتعلم فيه”.
وتحدثت النائبة يعقوبيان عن النفايات اذ انه “اثناء الانتخابات كان الاعلام الغربي يسمينا “مزبلة المتوسط” والتقارير تتحدث عن شاحنة تفرغ نفاياتها في البحر كل دقيقة. هذا الفساد الذي يقول الجميع انهم يريدون محاربته يقتلنا، وهذه النقطة سأبدأ بها في برنامجي وسأكملها. واذا لم نستطع ان نوحد اللبنانيين حول صحتهم وحياتهم وتلوثهم وليس لدينا بحر او شاطئ وهناك امراض جلدية، هذا الامر يتوقف على مركز البحوث العلمية، فهذه أولوية ولدي اقتراحات قوانين في هذا المجال”.
وتناولت موضوع المرأة وشددت على “ضرورة الكوتا النسائية اذ ان لبنان ملتزم هذه الكوتا. وتأكدنا ان تمثيل المرأة في لبنان خاضع لمزاج الزعيم او من يقرر في البلد”. واعتبرت ان “هناك مطالبة ولا يوجد نضال اذ ان البلد بتركيبة طائفية ومذهبية تبلع كل شيء”.
وشددت على “مشاركة المرأة في الحياة السياسية والنيابية وعلى الكوتا النسائية”. واكدت انها “شددت على ذلك مع رئيس الجمهورية ومع رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة”. ولاحظت ان “اعلى نسبة سرطان في المنطقة هي لبنان، وهذا ايضا موثق”.
وتمنت ان “تكون السيدات معها وان يتمثلن في موقع القرار”. وأكدت ان “المرأة تحتاج الى تعزيز وضعها”.
واعتبرت ان “لبنان بلد لا يوجد فيه معارضة”، مشددة على “دور المرأة”.
وعادت الوزيرة عز الدين الى الحديث، فتناولت “ضرورة وضع تشريعات مهمة من اجل خفض الفساد”. واعتبرت ان “اهم شيء بالنسبة الى الشباب هو فتح فرص عمل واسواق عمل”، مشددة على “ضرورة الشراكة بين القطاعين الخاص وعلى مشاركة كل القطاعات الوطنية ومع الخارج ليكون له اثره على الشباب”.
وتطرقت الى “دور المرأة”، واكدت “وضع تشريعات مهمة لالزام اعتماد الجودة والنوعية”. وتوقفت عند “دور المرأة في التنمية في المجتمع”. ورأت “ضرورة معالجة النفايات والنفايات الصلبة لما لها من اثر وضرر على البيئة”. وقالت: “نحن في حاجة الى تشريعات خاصة في هذا المجال”. وشددت على “ضرورة تنظيم المقالع والكسارات”.
وتناولت النائبة جمالي دور القطاع الخاص، ولفتت الى “اهمية المشاركة في الامور الاساسية”، وأبرزت “اهمية مؤتمر “سيدر”، ودعت الى “وضع قوانين جدية لدعم المرأة وووقف العنف ضدها ومنحها حق اعطاء الجنسبة لاولادها”. واكدت انها مع الكوتا النسائية، وشددت على “تفعيل دور الشباب ودعم ذوي الحاجات الخاصة اذ إن الامر في حاجة الى تشريعات ليعملوا ويندمجوا”، مؤكدة انها “ستتابع هذا الملف وتعطيه اولوية ولا سيما ان للشباب دورا اساسيا”، مشددة على “التنمية المستدامة”.
وشكرت النائبة الطبش الرئيس بري على رعايته هذا اللقاء، واعتبرت ان “اهم اسس التنمية المستدامة هو توفير الامان”. وقالت ان “برنامجنا معروف هو عابر للطوائف”. وركزت على مؤتمر “سيدر”. وشددت على الحاجة الى “مشاريع بنيوية مثل الكهرباء والمياه والمواصلات”. وتوقفت عند “وضع المرأة ودورها في الاطار التشريعي”، ولفتت الى “وجود سلة من القوانين”، واملت ان “تتحول وزارة الدولة لشؤون المرأة الى وزارة حقيقية”.
وشددت على “دور الكوتا النسائية”، ورأت ان “المرأة تعمل من خلال الكتل السياسية”، دعت الى تشجيع الشركات الناشئة والى وضع تشريعات تعطي حوافز للشركات الناشئة مشددة على تعطيل دور الشباب اللبناني.
بعد ذلك، عقدت حلقات نقاش بين البرلمانيات والشباب من الجامعات اللبنانية وجرى عرض لنتائج النقاشات والاولويات.