ثلاثون يوماً من العطاء ترجم في القرية الرمضانية بأبهى الصور، من خلال فريق عمل متكامل وصل عدده الى المئات بين متفرغين ومتطوعين، بذلوا كل جهدهم في المساعدة على تحضير مئة الف وجبة للفقراء، وتجهيز الطاولات لاستقبال الضيوف الكرام، لتقديم الطعام من أفضل الأنواع، كل ذلك بادراة واشراف " جمعية بيروتيات" حتى استحق هؤلاء الشباب التكريم من " مؤسسة مخزومي" التي اعتادت منذ ست سنوات اقامة هذا العمل الخيري الكبير على ارض دار الافتاء في فردان.
بفرحة المنتصر بالانجاز الكبير، المتمثل برسم البسمة على وجوه المحتاجين على مدى كل هذه الايام، تمّ تكريم كل من ساعد في المشروع العظيم من متطوعين ينتمون الى جمعيات ومدارس وجامعات على امتداد اراضي لبنان، من قبل رئيس " حزب الحوار الوطني" النائب فؤاد مخزومي، على رأسها الجامعة اللبنانية - الاميركية ممثلة بالدكتورة الفت السبع، وقد القى مخزومي كلمة اشاد خلالها بما قدمه المتطوعون، شارحاً" ابتدأنا العمل في مؤسسة مخزومي في العام 1996، وفي جمعية بيروتيات منذ نحو 8 سنوات، أذكر في السابق وقبل سفري الى اميركا والخليج انه لم نعش في لبنان أجواء رمضان التي نعيشها اليوم، بسبب حرب 1958 وحرب 1967 وحرب 1973، لذلك اردنا ان يعيش المواطنون ما لم نعشه نحن، وهذا الذي امامكم هو نتيجة هذا التفكير والرؤية".
وأضاف" عندما قلنا في شهر شباط الماضي ان مؤسسة مخزومي علّمت 160 الف طالب تسألوا هل هذا يعقل؟! وعندما قلنا ان مشروع القروض الصغيرة قدّم ما يزيد عن 10 الاف قرض تسألوا هل هذا يعقل؟! كذلك الامر عندما تطرقنا الى تقديمنا 600 الف خدمة طبية ، لهؤلاء نقول نعم هذه الحقيقة والنتيجة التي ترونها ترجمة يومية وعلى مدار الساعة في القرية الرمضانية، لا بل اؤكد اننا لا نقوم بهذا العمل من اجل المزايدة على غيرنا او من اجل الترشح للانتخابات، بل من منطلق ايماننا بالعمل الاجتماعي والخيري الذي من المفترض ان يستمر بمعزل عن السياسة والحسابات الشخصية".
ما يشدد عليه النائب مخزومي" ضرورة التحول من الانا الى النحن"، لذلك كما قال" عندما طرحت السيدة هدى قصقص فكرة بيروتيات، كان الهدف ان تصل مؤسسة مخزومي الى تمكين المجتمع وليس فقط المواطن، وها نحن نترجم الفكرة اليوم، الامر الذي يفرح قلبي لاسيما عندما اراكم مع بعضكم البعض من كل الطوائف والمناطق"، ولم ينس الحديث عن الشاب اللبناني المخطوف في سوريا مصطفى دياب حيث اشار" قدّمنا مكتوباً الى وزارة الخارجية والاسبوع القادم سازور الوزير جبران باسيل لاطالب بحل، فمصطفى من الاشخاص الذين عملوا معنا في القرية، لذلك يجب ان نكون يداً واحدة للمطالبة بالافراج عنه".
كما كان للشق السياسي نصيب من كلمة النائب مخزومي فقال" خضنا معركة انتخابية، انتخبني اهالي بيروت وها نحن اليوم في مرحلة البناء، وسأعمل على تحسين وضع الذين انتخبوني والذين لم ينتخبوني، فهؤلاء اهلي الذين سأعمل معهم على مدار 4 سنوات والذين سينتخبونني في المرات القادمة لانهم سيرون برنامجني الذي سأنجح بتطبيقه"، وعن تشكيل الحكومة لفت الى انه" جميعنا لدينا مصلحة ان تتشكل الحكومة باسرع وقت، ليس لكي يحصل اشخاص على لقب وزير، بل لان الوضع الاقتصادي لا يتحمل تصفية حسابات مع بعضنا البعض، ونحن كنواب سنراقب عمل الوزارء واداءهم، لكن ما رأيناه في الاستشارات ان هناك كتل ركبّت من اجل المطالبة بوزارة ما يعني ان الامر يحتاج الى 70 وزارة بحسب مطالبهم".
رئيسة "جمعية بيروتيات" السيّدة هدى قصقص وفي حديث خاص تمنت ان" يتوسع مشروع القرية الرمضانية في السنة القادمة، أن تصبح اجمل ويشارك بها عدد اكبر من الشباب، فما يهمنا في هذا المشروع مشاركة الجميع، وابراز عطاءهم، فالتكافل الاجتماعي هو الاساس" وعن رضاه عن العمل هذه السنة أجابت" نحمد الله انه منذ ست سنوات الى اليوم كل سنة افضل من ناحية التنظيم والتقديمات، فالتطور هدفنا، في هذا الشهر الكريم حرصنا على تقديم الفي وجبة بشكل يومي، 600 منها داخل القرية والبقية حصص غذائية توزع الى خارجها" وعن المتطوعين شرحت" اكثر من 400 متطوع عمل معنا، فالعمل التطوعي كالمغناطيس يجذب الافراد الى العمل الايجابي من كل الجمعيات والجامعات والمدارس، حيث يفرحون بالساعات التي يعملون بها معنا، مع العلم ان عدد المتطوعين قد يصل في اليوم الى المئة فرد، وعلى الرغم من عدم حاجتنا الى كل هذا العدد لكننا نشجع التطوع في كافة فروع القرية".
من خلف الكواليس عملت مي بيضون مسؤولة المطبخ من اجل تقديم اشهى الاطباق، هي فرحة بالانجاز والنجاح الذي حققته القرية هذه السنة كما في السنوات السابقة، شارحة انه" أجمل شعور ان تعمل في خدمة الناس، نحن فريق عمل كبير يتألف من 42 شخصاً بين من يحضّر الفتوش ومن يطهو الطعام الى عمال الجلي والمستودع ومسؤولة العلاقات ومن يشتري الاغراض".
انتهى شهر رمضان لكن العطاء لم ينته في " مؤسسة مخزومي" التي اعتادت على تقديم الخير في كل الأوقات...