لتشعر بمأساة الفقراء والمحتاجين، انظر من بعيد الى طفل عجز أهله عن شراء ثياب جديدة تكسوه في العيد، كيف يراقب الأطفال الأوفر حظا ومالاً منه، وفكّر حينها ماذا لو كان هذا المحتاج إبنك أنت، ماذا سيكون شعورك كأب مكلوم يرقب حسرة ولده على شيء لا يملكه، وما الذي ستفعله حينها لتراه سعيدا كحال غيره من ميسوري الحال ؟!
على أعتاب عيد الفطر الذي من المفروض أن يكون مصدر سعادة للجميع هناك المئات بل الألوف من الأطفال وأسرهم قد يمر العيد من أمامهم مرور الكرام، يسكن قلوبهم شيء من أسى وكثير من الخيبة والخذلان، بعد إدبار شهر رمضان، شهر المودة والإحسان، فمن ذا الذي يمسح عن وجوههم الحزن الذي يعتريها، ومن ذا الذي يجلي عن قلوبهم مايشقيها؟!
"مؤسسة "مخزومي" بذراعها "جمعية بيروتيات" تسعى دائماً لرسم البسمة على وجوه الفقراء من خلال مشروع "ثوب العيد" الذي يهدف إلى كسوة المحتاجين لبنانيين كانوا أم لاجئين عبر توزيع ملابس جديدة حتى ولو كانت مستعملة، حيث يعمل هذا المشروع على إستقبال الملابس الجديدة والمستعملة التي يتم جمعها ومن ثم إرسالها إلى المصابغ التي تعمل على غسلها وكيها لتبدو بأفضل حلة و حال لتستفيد منها الأسر المتعففة والمحتاجة، وبحسب ما شرحه مسؤول المساعدات والخدمات في "جمعية بيروتيات" نبيل نعمانه " بدأنا العمل في هذا المشروع منذ 7 سنوات، كبر مع مرور الأيام، بداية وزعنا ملابس على 300 عائلة، السنة الماضية بلغ عدد المستفيدين 1100 عائلة وهذه السنة وصل الى 1400 عائلة، ونأمل في السنة القادمة أن يزيد العدد أكثر".
" 80 بالمئة من الملابس التي توزع جديدة، تقدمها شركات ومحلات بيع الالبسة، اما البقية فيقدمها اشخاص مقتدرين، عملنا منظم بشكل كبير، لدينا مندوبين موزعين على كافة المناطق في بيروت وخارجها، كل مندوب يعلم من هي العائلات المحتاجة في منطقته، يوزع بطاقات على كل منها محدد فيها اسم المستفيد وعدد القطع التي سيحصل عليها، وتاريخ استلامها" قال نعمانه قبل أن يضيف" انهينا توزيع الملابس لهذه السنة وكم هي فرحتنا كبيرة حين نجد ابتسامات المحتاجين بما نقدمه لهم".
الملابس التي يقدمها المتبرعون من كافة الألوان والموديلات والمقاسات تدخل السرور على قلوب المستفيدين من خدمة هذا المشروع الإنساني، وهي خطوة تُعزّز من "متعة التسوّق المجاني" لدى المحتاجين، والجدير بالذكر أن هذا المشروع يحرص على تأمين الملابس لكافة الأعمار ولكلا الجنسين ذكورا وإناثا، لتعم الفرحة قلوب الكبار والصغار على حد سواء.
حين تكفكف دموع المحتاجين وترسم البسمة على شفاه وقلوب المتعففين، ستؤمن حقاً وتكون على يقين، بأن السعادة الحقيقية تكمن في معرفة الوصول إلى قلوب الآخرين.