رأى النائب سمير الجسر في حديث الى تلفزيون “المستقبل” ضمن برنامج “كلام بيروت”، ان “الولايات المتحدة الاميركية تضرب بعرض الحائط كل القرارات الدولية، ولا تحترمها”.
وقال تعليقا على ما يجري في فلسطين المحتلة: “لو ان هناك حدا ادنى من التضامن العربي لما كان حدث كل هذا، والمشكلة ان نقل السفارة الاميركية الى القدس جاء في الذكرى ال 70 للنكبة، وهذا نوع من القهر ويحمل دلالات كبيرة”.
أضاف: “الحق ان لم تحمه القوة يتحول الى استسلام، والرد على ما يجري يكون بتضامن عربي والاخذ بأسباب القوة، وان لم يحدث ذلك فلن نستطيع ان نصل الى اي حق”.
وردا على سؤال عما يجري داخل تيار “المستقبل”، قال الجسر: “بعد الكلام الذي قاله الرئيس سعد الحريري لا مجال للاجتهاد، فهو تحدث عن محاسبة وكلامه هذا يختصر الامر ولا داعي للشرح”.
أضاف: “من الطبيعي جدا بعد اي استحقاق ان يصار الى تقييم، والرئيس الحريري منذ سنة اختلف اداؤه كثيرا، فالتسامح الذي كان والذي اوجد دلعا لدى كثيرين، يترجم اليوم بقرارات حاسمة، بعد ان تبين ان هناك اخطاء في الماكينة الانتخابية بالتالي لا بد من المحاسبة، كذلك في المنسقيات. المحاسبة يجب ان تكون شاملة وعادلة لانه يمكن ان يكون هناك اشخاص مظلومين في التركيبة لكنه يصار للنظر الى المنسقية بشكل عام، والمحاسبة تكون بعد الاستحقاق لانها اذا تأخرت سنة او يزيد لا قيمة لها”.
وعن استقالة نادر الحريري، قال: “منذ حوالي الاربعة اشهر أعلن الشيخ نادر عن رغبته في الاستقالة، ومن الممكن ان يكون توقيتها قبل الانتخابات مؤذيا، لذا فإن تأجيلها لبعد الانتخابات كان أسلم”.
وقال الجسر عن امكانية انتقال المقالين الى احزاب سياسية اخرى: “من ينقل البارودة من كتف الى كتف ليس محل ثقة وهو يعري نفسه، وهذا يعطي مبررا اكثر لاتخاذ الاجراء بحقه. قرارات الرئيس الحريري كانت جريئة وهو ربطها بكلام قال فيه انه استمع للناس، وهذا أوجد ارتياحا كبيرا لدى الناس، وهو بالطبع لن يتجنى على احد، وبأدائه الجديد لن يتساهل مع احد ايضا”.
وعن رأيه بنتائج الانتخابات، قال: “النتائج كانت جيدة ونحن الكتلة الحزبية الاكبر في مجلس النواب، طبعا كان من الممكن ان تكون النتيجة مرضية اكثر لنا كتيار لو ان عمل الماكينات كان اسلم ومنضبطا اكثر، لكن بطبيعة الحال نحن نحترم ارادة الناس”.
أضاف: “لقد تبين ان تحفظاتنا على قانون النسبية كانت في مكانها، فمثلا ضمن الاجواء الشيعية فعليا لم يكن هناك نسبية، ونامل اذا استمر القانون النسبي ان يوجد من لديه الجرأة والاقدام، ونعلم ان هناك متنورين في الطائفة الشيعية، مع العلم طبعا ان تقسيم الدوائر يلعب دورا، والكل يعلم ان قانون الانتخابات أقر على عجل”.
وإذا كان هناك امكانية لتغيير القانون الحالي، قال: “الرئيس نبيه بري اعترض عليه منذ فترة، وكذلك فعل الوزير جبران باسيل، لكن لا ادري الى اي مدى يمكن ترجمة هذا الاعتراض إنما اذا تكون رأي كبير معترض داخل مجلس النواب فيمكن ان يصار الى تغييره”.
وعن نتائج الانتخابات النيابية في طرابلس، قال الجسر: “طرابلس أعطتنا كتيار مستقبل وتبين ان لدينا تمثيلا حقيقيا في المدينة، ومع احترامنا لكل المقاعد عندما تمنحك 3 من 5 للمستقبل تكون امام امر ملفت، ولا تزال القاعدة السنية معنا. وقد أظهرت النتائج ان التمثيل الحقيقي المرتبط بنهج الرئيس رفيق الحريري أغلبه معنا”.
أضاف: “كنا نتمنى ان يكون معنا احد المقاعد غير السنية، ولكن طبيعة القانون فرضت ذلك، ونحن من كان حريصا على اشراك كل الطوائف في الانتخابات البلدية رغم ان قانونها لا يفرض تمثيلا معينا للطوائف، ودفعنا يومها الثمن بأن تمثلنا بثلاثة اعضاء من اصل 24، وكنا يومها في أوج قوتنا”.
وتابع: “هناك حاجة وضرورة لتشكيل حكومة بأسرع وقت، خاصة في ظل ما يجري حولنا في المنطقة، ونتمنى أن تكون طريق الاستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة معبدة، من أجل الاسراع في تشكيل حكومة”.
وأشار الى أن “المملكة العربية السعودية حريصة جدا على استقرار لبنان”، لافتا الى أن “رئاسة مجلس النواب محسومة للرئيس نبيه بري لان لا منافس له، ونيابة رئاسة المجلس ستؤول للتيار الوطني الحر”.
وعن الحقائب الوزارية وتوزيعها، قال الجسر: “أعتقد انه في ضوء الاستشارات يمكن رسم خريطة معينة للقوى السياسية ويعمل من خلالها على نوع من التوزيع العادل والمنطقي الذي يمكن ان يرضي كل الاطراف، الامر ليس سهلا لكنه ممكن، ويبدو اننا امام حكومة وفاق وطني”.
وقال ردا على سؤال: “الرئيس الحريري قال ان لا أعراف بموضوع وزارة المالية، اما الاعراف في الرئاسات الثلاث فعمرها 60 سنة واتفاق الطائف كرسها، وبعدها ليس هناك من اعراف”.
وعن توزير السنة من غير “المستقبل”، لفت الى أن ذلك “مرهون بكيفية تشكيل الحكومة، فإذا كانت حكومة وفاق وطني وفيها تمثيل للكتل كافة، يصار ايضا الى توزير آخرين مستقلين من الطائفة الشيعية”.
وشدد على أن “الاولويات الحكومية يفترض ان تكون الاقتصاد ومكافحة الفساد لان هناك مشكلة اقتصادية حقيقية ليس فقط في لبنان بل في كل العالم”. وقال: “هناك خلط اوراق داخلية ونحن مستمرون بالتسوية السياسية ولن نخرج منها، واغلب التحالفات ستكون تحت عنوان من يشارك في الحكومة”.
وردا على سؤال قال: “الرئيس الحريري سيبقى شاغل الناس، وما تعرضه لهجوم كبير خلال الحملة الانتخابية الا بسبب امتداد التيار على كل المناطق اللبنانية بقاعدة سنية كبيرة، وهم كانوا يحاربونه وبالوقت عينه يعترفون انه عنصر استقرار في البلد”.