خبر

العريضي في تشييع علاء ابي فرج: لن نسمح لأحد بسرقة انتصارنا في الانتخابات ولا في تشكيل الحكومة

شيع الحزب التقدمي الاشتراكي ومدينة الشويفات الشهيد علاء ابي فرج، في مأتم مهيب تقدمه النائب المنتخب تيمور جنبلاط يرافقه النواب: غازي العريضي، أكرم شهيب وهنري حلو، والنواب المنتخبون: هادي ابو الحسن، بلال عبدالله، فيصل الصايغ وأنيس نصار، بحضور شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن، الوزير السابق وئام وهاب، وفد كبير من قيادة الحزب ضم نائب الرئيس للشؤون الخارجية دريد ياغي وأمين السر العام ظافر ناصر وعدد من أعضاء مجلسي القيادة والمفوضين ووكلاء الداخلية وحشد من رجال الدين وفاعليات بلدية واجتماعية.
وألقى العريضي كلمة قال فيها: “يعز علينا ان نلتقي اليوم في الشويفات في هذا اليوم الحزين، لوداع بطل من ابطال هذه المدينة المناضلة الشهيد علاء ابي فرج في ذكرى شهداء سقطوا منذ سنوات وشهداء سقطوا في الزمن الصعب. إلا اننا وتحت ثابت ايماننا ورسوخ عقيدتنا وبقناعة تامة بأن الموت حق، نقف بكل إكبار واجلال امام هذا الشهيد وكل الشهداء لنطلق تحت قرار قيادتنا وزعامتنا الوطنية الممثلة برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط وبقرار منه وتحت عنوان رفض الفتنة والتهدئة والاحتكام الى الدولة رسائل عدة”.
أضاف: “الرسالة الاولى: اذا اعتقد البعض ان دم علاء سيكون طبقا لمشروع فتنة فهو مخطىء بالتأكيد لاننا مررنا بظروف صعبة وسقط لنا شهداء في غير الموقع الذي يجب ان يكونوا فيه، الا ان قرارنا كان دائما رفض الفتنة والتهدئة، والاحتكام الى الدولة لانها المرجعية والملاذ. واننا نقول للجميع اذا كنا منذ ايام واسابيع وفي مرحلة المعركة الانتخابية قلنا بأن الباب الى الجبل هو المصالحة مع الاخر، والحمد لله تأكدت هذه المصالحة وثبت للجميع ان الفتنة لن تعود، قد قلنا ونؤكد اليوم ان الفتنة في البيت الداخلي ليس لها مكان على الاطلاق وهذا قرارنا وشعارنا، وهذه رسالتنا وضمانتنا وثوابتنا وقناعتنا وكرامتنا واستمرارية وجودنا في لبنان بهيبة وعزة وكرامة ووحدة تحفظ في داخلها التنوع اذا كان ثمة خلاف سياسي في البيت الواحد. فالارض الثابتة الصلبة هي ألا يكون هناك خلاف يذهب الى حد الفتنة او الاقتتال في هذا البيت. هذا كان موقفنا وسيبقى ونؤكده اليوم في هذا الموقع امام هذا المشهد المهيب يتقدمه كبارنا ومشايخنا”.
وتابع: “الرسالة الثانية هي الى مشايخنا، رجالنا كبارنا مراجعنا اجلائنا الذين كانت لهم مواقف كالعادة شجاعة مسؤولة كبيرة احتكمنا فيها الى جانبهم الى الحكمة والعقل، رسالتنا التحية الكبيرة الى المشايخ الاجلاء في كل مواقعهم في الهيئة الروحية وفي كل المواقع والقرى وصولا الى مشيخة العقل الكريمة، نعم بتعليماتكم وبتوجيهاتكم وبياناتكم ونداءاتكم واتصالاتكم ومساعيكم تمكنا من ان نمنع الفتنة الى جانب قرار الزعيم الوطني وليد جنبلاط. وهي مناسبة ايضا لنشكر كل الذين أيدوا هذا الموقف وانضموا اليه تأكيدا على وحدة الصف ومنع سقوط الدم في بيتنا الواحد. والتحية ايضا الى الذين زفوا علاء في انتقاله من بعبدا الى الشويفات، نعم التحية لهم في الدفاع المدني وعلى المستوى السياسي من قبل كل الذين واكبوا الجثمان وصفقوا وزغردوا وهتفوا لعلاء تأكيدا لمصالحة حقيقية قد تمت وستبقى ناجزة ومحمية بإذن الله”.
وقال: “الرسالة الثالثة اليكم ايها الرفاق والانصار والمحبون في الحزب التقدمي الاشتراكي، فقد خبرتكم القيادة في اصعب الظروف والمراحل وهي تعرفكم ابطالا اشاوس واشداء ورجالا احرارا شهودا شهداء، امناء اوفياء للرسالة وللوصية وللمعلم وللقيادة وللتضحيات الكبيرة التي قدمت على مدى عقود من الزمن، اذا طلبت اليكم التهدئة والتصرف بحكمة ومسؤولية فذلك ليس انطلاقا من ضعف او لانكم ضعفاء وانتم رجال رجال وكبار الرجال، خبرتكم الساحات وخبركم لبنان، الا انكم خبرتكم قيادتكم وآمنتم بها وانتم تعرفون ان لهذه القيادة هيبة وانها تحتكم الى العقل والحكمة والمسؤولية والتاريخ وتعرف تقدير الظروف والمحطات التي نمر بها، وبالتالي تعرف كيف يكون حفظ الاخوان والامن والسلام والاستقرار داخل البيت الواحد”.
أضاف: “من هذا المنطلق التحية لكم ولانضباطكم وتلبيتكم النداء، والتحية لكم في تصرفكم المسؤول والشجاع ولوقوفكم موقف الرجال تلبون نداء رجل الرجال وليد جنبلاط والى جانبه وعلى رأسنا اليوم النائب تيمور جنبلاط. الشكر لكم والتحية والتقدير على ما فعلتم اليوم في استقبال الجثمان بالتصفيق والزغاريد المعبرة عن حب لعلاء وامانة الالتزام بالمسؤولية وقرار قيادتكم، فهكذا تثبتون انكم الكبار، هكذا تثبتون انكم حريصون على الوحدة والامن وعلى الاستقرار وعلى وأد الفتنة من اي جهة اتت”.
وتابع: “أما الرسالة الرابعة فهي للمؤسسات والاجهزة الامنية والدولة عموما، مع تسجيلنا الشكر والتقدير للجهود التي بذلت وللدور الذي قام به عدد من المسؤولين الامنيين ولما وصلنا اليه حتى الان. إلا اننا نقول وأسمح لنفسي هنا ان يكون القول باسم كل اللبنانيين الحريصين على امنهم وسلامهم واستقرارهم، لا يمكن لوطن ان تستقر فيه اوضاع ولا يمكن لمواطنين ان يشعروا بالامن والاستقرار والسلام اذا لم يكن ثمة دولة عادلة قادرة وقوية بمؤسساتها لا باستقواء البعض بالمؤسسات، اذا كان ثمة دولة قوية بمؤسساتها الامنية والقضائية والادارية تضمن سلامة الناس وتحاسب المجرمين والقتلة والفالتين الذين يستهدفون الابرياء ويثيرون الفتن هنا وهناك، فإننا باسم الجميع نطالب هذه المؤسسات بالاستمرار بدورها وصولا الى توقيف المتهمين بالقتل وإنزال أشد العقوبات بهم تحت سقف القانون الذي هو المفصل الاساس في الدولة التي نريد ان نحتكم اليها”.
وقال: “الرسالة الخامسة، لقد خرجنا من انتخابات وكنا نأمل ان تكون اللقاءات في كل المناطق مختلفة عن هذا اللقاء، فليحتفل الذين فازوا وهذا حقهم لأن الناس عبرت عن رأيها وليذهب الجميع الى ممارسة حقهم بحرية وديمقراطية كاملة في التعبير عن نتائج هذه الانتخابات. نحن فريق فاز في هذه الانتخابات بجهد وثوابت وقناعات وتفاهمات بالمصالحة بالبرنامج باللقاء مع قوى اساسية ثمة انسجام بيننا وبينها تحت عناوين ومفاهيم تتطلع الى مستقبل لبنان والدولة السيدة والقوية بمؤسساتها والمستقلة والتي ترعى كل أبنائها”.
أضاف: “فزنا ونقول للجميع ونظرا لما شاهدناه في المرحلة الانتخابية من البعض وما تلاها وما تنبىء به ايام سمعنا ورأينا مؤشراتها في بعض المجالس والتصريحات العلنية، نقول لكم جميعا الذين يريدون اخذ نتائج الانتخابات الى ما يريدونه: لن نسمح لاحد بأن يسرق هذا الانتصار بالفتنة في بيتنا او عامة بالفوضى في لبنان، ولن نسمح لهم بسرقة الانتصار من خلال الاستمرار بالعبث في الدولة ومؤسساتها وفي اهدار المال العام وتعميم كل اجواء التشاؤم وانقطاع الامل لدى اللبنانيين الذين لا يشعرون بأمن واستقرار وبأنهم امام دولة بل بأنهم امام مصالح يريدون نهش مصالح اللبنانيين لتحقيق بعض الغايات السياسية الرخيصة. فأخيرا واولا لن نسمح لكم بسرقة الانتصار في عملية تشكيل الحكومة وسنكون حاضرين واقوياء وفاعلين بقرار الناس الذين أنجزوا هذا الانتصار وبتفاهم مع قوى سياسية لديها الموقف ذاته”.
وختم: “أخيرا اليك يا علاء السلام، عليك السلام معك السلام، التحية لك من زعامتنا الوطنية من رئيسنا وحبيب قلوبنا وليد جنبلاط ومن تيمور جنبلاط والحزب قيادة وقواعد، التحية لك ولكل الشهداء. التعزية للعائلة الكريمة وللاهل ولمؤسسة الدفاع المدني. والعزاء لهذا الموقف وهذا الجمع المهيب وهذه الحكمة التي ترسخت، رحم الله علاء وشكرا لكل من واسانا في هذا اليوم”.