أجواء التشكيل استعادت بعض الإيجابية، وإن كان الثنائي الشيعي لم يعلن موقفه بعد من مبادرة الحريري، إلا أن الرئيس بري يؤكد أن هناك خرقا ايجابيا على صعيد المسار الحكومي مبديا تفاؤله، كاشفا عن تحرك سيحصل خلال الساعات المقبلة، وقال "مش مطولة لأن ما بقا فينا نحمل".
فيما نقل عنه الفرزلي ان التشاؤم لم يعد سيد الموقف حكوميا، وهناك إمكانيات واعدة يمكن البناء عليها ولكن علينا الانتظار قليلا.
وفي انتظار الموقف الشيعي الرسمي من مبادرة الحريري التي رحبت بها فرنسا، دعا وزير خارجيتها الى ضغوط دولية لدفع المسؤولين اللبنانيين لتشكيل حكومة، ومن دون اصلاحات لن يكون هناك دعم مالي للبنان. فيما حث اعضاء مجموعة الدعم الدولية للبنان قادته على التوحد لدعم تشكيل الحكومة في الوقت المناسب.
وازاء المواقف والمبادرات، بيان لرئاسة الجمهورية يوضح انه حرصا على المبادرة الفرنسية، وبما ان البيانات والمواقف المختلفة والمتباينة في بعض الأحيان قد تحجب المسار الدستوري الذي يجب اتباعه حتما للوصول الى تشكيل الحكومة.
تذكر رئاسة الجمهورية بأن الدستور ينص على ان رئيس الجمهورية يصدر بالاتفاق مع رئيس الوزراء مرسوم تشكيل الحكومة، ما يعني ان الرئيس معني بالمباشر بتشكيل الحكومة.
بدوره، الرئيس المكلف الذي ينتظر الموقف الشيعي قبل ان يزور قصر بعبدا، اعلن حرصه على تشكيل حكومة مهمة ترضي جميع اللبنانيين وتعمل على تنفيذ ما جاء في المبادرة الفرنسية، لافتا الى انه آل على نفسه التزام الصمت طيلة هذه الفترة تحسسا منه بالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه، ومن أجل الوصول الى تقديم تشكيلة بالتشاور مع رئيس الجمهورية ضمن الأطر الدستورية.
الى ذلك، يلقي الرئيس عون كلمة لبنان في الجمعية العمومية للأمم المتحدة بعد قليل عبر تقنية "الفيديو"، وستتطرق الى الشأن الداخلي خصوصا ونتائج انفجار المرفأ التي فاقمت من المخاطر التي يواجهها لبنان.
انفجار مرفأ بيروت، تطرق اليه العاهل السعودي الملك سلمان الذي اعتبر انه حدث نتيجة هيمنة حزب الله على صنع القرار في لبنان بقوة السلاح، داعيا لنزع هذا السلاح لتحقيق الأمن والاستقرار والرخاء.
وقبل الدخول في تفاصيل النشرة، نشير الى ان عداد كورونا سجل اليوم 940 اصابة و13 حالة وفاة.
البداية من جديد المواقف في قصر بعبدا.
مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون أن بي أن"
ترقب لما سيكون عليه موقف الثنائي الوطني من إقتراح الرئيس سعد الحريري الحكومي بقرار منفرد وفق تعبيره.
حتى الآن لم يصدر أي تعليق من الثنائي وما تم تناقله عبر بعض محطات التلفزة والمواقع الألكترونية ووسائل التواصل عن لسان مصادر الثنائي غير دقيق على أن يتبلور الموقف في ضوء الإتصالات واللقاءات الجارية قبل إكتمال المشهد.
هذا في وقت علقت فيه رئاسة الجمهورية على البيانات والمواقف المختلفة والتي قد تحجب المسار الدستوري للوصول إلى تشكيل الحكومة لافتا إلى أن رئيس الجمهورية معني بالمباشر بالتشكيل وإصدار مرسوم هذا التشكيل بالإتفاق مع الرئيس المكلف.
وعلى الخط الحكومي أصدرت الخارجية الفرنسية بيانا دعت فيه الأطراف اللبنانيين إلى الإلتزام بتعهداتهم التي قطعوها للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون واكدت أن فرنسا ستواصل وقوفها إلى جانب لبنان وستكفل إحترام شروط الدعم الدولي في كل مرحلة.
وفي سياق متصل فإن الوضع في لبنان سيكون من ضمن المحادثات التي يجريها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في موسكو غدا.
وبإنتظار تقدم على الصعيد الحكومي تقدم ملف كورونا في السجون على ما عداه على جدول التشريع في ظل تسجيل إصابات بالمئات ضمن صفوف السجناء ولا سيما في سجن رومية.
رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يولي عناية خاصة لهذا الملف ترأس إجتماعا لهيئة مكتب المجلس التي أقرت جدول أعمال لجلستين تشريعيتين ستعقدان الاربعاء والخميس من الأسبوع المقبل وسيكون على رأس جدول الأعمال بندا العفو العام وتداعيات إنفجار المرفأ وغيرها من المسائل الملحة علما أن أهالي السجناء أعلنوا خلال تحركهم وضع ملف العفو بين أيادي الرئيس بري معتبرين أنه في أيد أمينة.
مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون المنار"
بما ان البيانات والمواقف المختلفة والمتباينة في بعض الاحيان قد تحجب المسار الدستوري الذي يجب اتباعه حتما للوصول الى تشكيل الحكومة، كان بيان المكتب الاعلامي لرئاسة الجمهورية راسما خط التأليف ضمن اطر الدستور والقوانين، التي لا تحتمل اجتهادا ولا تاويلا من رؤساء حكومات سابقين او لاحقين عن دور رئيس الجمهورية الفاعل في تشكيل الحكومة.
وبانتظار الافعال المسبوقة بكثير من البيانات والاقوال، فان اول بيان باسم الرئيس المكلف مصطفى اديب حمل حرصا على تشكيل حكومة مهمة ترضي جميع اللبنانيين، وتعمل على تنفيذ ما جاء في المبادرة الفرنسية من اصلاحات اقتصادية ومالية ونقدية وافقت عليها جميع الاطراف.
وفيما إرهاصات التشكيل تتقلب بين حين وحين، فان طرف عين التينة لمح ايجابية ينتظر ان تترجم الى أفعال، مع تأكيد الجميع أن المهل اختنقت الى حد النفاد.
وفيما يعمل اللبنانيون بمساعدة المبادرة الفرنسية لتجاوز التعطيل الاميركي السعودي وادواته المحلية، ومحاولة انتاج حكومة تضمد ما امكن من الجراح النازفة، برز تطور في تحقيقات انفجار المرفأ، مع استفاقة غائب عن المشهد، لا يعرف ما يجري في مملكته السعودية، ليسطر اتهامات حول الانفجار الذي حصل في بيروت، وليحرض اللبنانيين بعضا على بعض، وليتدخل بالشؤون الداخلية اللبنانية متهجما على المقاومة ومطالبا بنزع سلاحها.
وهو الملتوي السلاح والقدرة، والنازف للقوة والسمعة تحت نيران رجال اليمن الاشداء، من العرب الاقحاح الذين يجيدون فهم وقراءة الكرامة العربية، ويلهجون باسم الحق وباسم فلسطين، وهم يمرغون انوف السعوديين والاماراتيين وكل المعتدين والمطبعين بوحول اليمن والتاريخ ..
مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون أو تي في"
منذ اليوم الأول لتكليف الرئيس مصطفى أديب، كان من الواضح أن تأليف الحكومة يتطلب داخليا تجاوز ثلاثة مطبات:
المطب الأول، تمسك ثنائي حزب الله - حركة أمل، الذي ينتمي إليه جميع نواب الطائفة الشيعية، بوزارة المال، وصولا إلى اعتبارها حقا ميثاقيا أقر في الطائف، حتى ولو كان عدد كبير جدا ممن تبوأوا الوزارة مذذاك من طوائف ومذاهب أخرى… في مقابل رفض جميع اللبنانيين الآخرين تكريس عرف دستوري جديد، حتى ولو وافقوا مرحليا على أن تنال الطائفة الشيعية الوزارة المذكورة، على سبيل التوزيع السياسي والتسوية الضرورية، لا الثابتة الميثاقية.
المطب الثاني، تأكيد غالبية الكتل لحقها في تسمية الوزراء في الحد الأقصى، ولواجب التشاور معها بالأسماء في الحد الأدنى، على اعتبار أن نيل الحكومة الجديدة الثقة مرتبط بمواقف الكتل أولا، ولأن تجمعا سياسيا معينا اصطلح على تسميته بنادي رؤساء الحكومة السابقين الاربعة، يتدخل في عملية التأليف، ما يحتم على رئيس الحكومة المكلف أخذ رأي الجميع على سبيل المساواة على الأقل.
أما المطب الثالث، فالصلاحية الدستورية لرئيس الجمهورية في عملية تشكيل الحكومة، التي استشعر اللبنانيون في بعض التصريحات والممارسات، ما يوحي بسعي إلى تجاوزها، لكن هذه المرة تحت ضغط الازمة الاقتصادية والمالية الخانقة…
وبناء عليه، ذكر مكتب الإعلام في القصر الجمهوري اليوم بأن الدستور ينص صراحة في الفقرة الرابعة من المادة 53 والفقرة الثانية من المادة 64 على ان رئيس الجمهورية يصدر بالاتفاق مع رئيس مجلس الوزراء، مرسوم تشكيل الحكومة، وان رئيس الحكومة المكلف يجري الاستشارات النيابية لتشكيل الحكومة ويوقع مع رئيس الجمهورية مرسوم تشكيلها، ما يعني من دون أي اجتهاد او اختزال او تطاول على صلاحيات دستورية، ان رئيس الجمهورية معني بالمباشر بتشكيل الحكومة وباصدار مرسوم التشكيل بالاتفاق مع رئيس الحكومة المكلف.
وفي انتظار بلورة مواقف الافرقاء، سواء من طرح رئيس البلاد الاثنين حول اعادة توزيع الوزارات السيادية على الطوائف الاقل عددا، او طرح رئيس تيار المستقبل امس، ماذا سيكشف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لل OTV عن مسار التشكيل ومصير المبادرة الفرنسية؟ الجواب بعد دقائق في مستهل نشرة الاخبار.
مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون أل بي سي"
مخطئ من يظن أن تأليف الحكومة مرتبط فقط بتفاصيل لبنانية صغيرة سواء أسميناها المداورة في الحقائب أي عمليا نزع حقيبة المالية من حركة أمل ومن خلفها حزب الله والطائفة الشيعية، أو أسميناها تسمية الوزراء لا سيما الشيعة منهم وتوزيع حقائبهم. فلبنان الواقع وسط منطقة تشهد تغيرات تاريخية لا يمكن فصل تأليف الحكومة فيه عن ما يجري حوله.
ففي هذه المنطقة، أعلنت اكثر من دولة عربية في الأسابيع الأخيرة التطبيع مع اسرائيل كما حولت 6 دول تطل على البحر المتوسط من بينها مصر وقبرص واسرائيل امس، منتدى الشرق الاوسط الى منظمة اقليمية تسعى الى ترويج صادرات الغاز الطبيعي من الشرق الاوسط، فيما لبنان خارج خارطة دول المنطقة النفطية على الاقل حتى الساعة.
في هذه المنطقة كذلك، يشتد الاشتباك الاميركي الايراني مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الاميركية المقررة في تشرين الثاني المقبل وترتفع وتيرة تردادته في بلدان الخليج والشرق الاوسط.
هذا الاشتباك تطرق إليه اليوم العاهل السعودي داعيا دول العالم الى اتخاذ موقف شامل وحازم تجاه طهران ومشاريعها التوسعية التي انتجت الفوضى والطائفية.
ومن ايران عبر العاهل السعودي الى لبنان، فطالب بنزع سلاح حزب الله المتحالف مع ايران لتحقيق الامن والاستقرار، حسب تعبيره.
وسط شد الحبال هذا، لا تطورات فعلية تؤشر الى حلحلة حكومية.
فحتى ولو اوحت أوساط عين التينة بشيء من التفاؤل، كون خطوة الرئيس سعد الحريري جيدة إلا انه عمليا لا تعليق حتى الساعة من حزب الله على الخطوة. في انتظار تبلور المشاورات بين بري والحريري واتضاح صورة، ليس فقط المداورة في المالية انما ايضا اسم الوزير المكلف مهام الوزارة ثم نوعية الحقائب التي ستعطى للطائفة الشيعية وصولا الى الخطوة الرابعة وهي اسماء كل الوزراء الشيعة الذين سيتولون هذه الحقائب.
تزامنا، ينتظر رئيس الجمهورية زيارة الرئيس المكلف كما ينتظر جوابا رسميا من حركة امل وحزب الله على مبادرته ليبنى على الشيء مقتضاه. فالرئيس معني مباشرة بتأليف الحكومة بالتعاون مع الرئيس المكلف وبموجب الدستور كما ذكر اليوم.
مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون الجديد"
لم يصدر بالوجه الشرعي أي رد رسمي من الثنائي الشيعي حول مبادرة الرئيس سعد الحريري وبينما المصادر غزت الأجواء منذ أربع وعشرين ساعة لتؤكد النعم المشروطة فإن عين التينة تولت إرسال إشارات إيجابية من خلال تعليق انتزع من لقاء الأربعاء للرئيس نبيه بري وقوامه "مش مطولة، ليش بعد فينا نحمل؟".
وتبعا لمرصد النائب الان عون من قصر الرئاسة الثانية فإن بري نظر بإيجابية الى ما حصل ويبني عليه بعض التفاؤل لتسريع عملية تأليف الحكومة لكن جرعة السم التي تجرعها الرئيس سعد الحريري، تخضع بدورها لتجارب سريرية وفحوص عينية بهدف تخميرها وتطعيمها بالقرار الشيعي وسحب عنصر "المكرمة" منها.
وفي الطروح المتداولة: خيار أن يسلم الثنائي رئيس الحكومة المكلف لائحة من عشرة أسماء من الطائفة الشيعية لمرشحين لتولي وزارة المال على أن يختار أديب من بينها لكن الرئيسين ميشال عون ومصطفى أديب أبديا ثابتة: الأمر لي.
فأعاد بيان من بعبدا تأكيد دور رئيس الجمهورية في تأليف الحكومة بالاتفاق مع رئيس مجلس الوزراء، أما الرئيس المكلف فهو يخرق جدار صمته ببضع عبارات تدوي بين الحين والآخر، لإثبات أنه مازال على قيد التأليف، وإن على جهاز التنفس السياسي ويعمل ضمن ثوابت أطلقها، في أن تكون الحكومة من ذوي الاختصاص وأصحاب الكفاءة.
متمنيا على الجميع "التعاون لمصلحة لبنان وأبنائه وتلقف فرصة إنقاذ الوطن" وتحت هذه الثوابت فإن التشكيلة في طريقها الى الخلاص وبتنازلات محلية بعدما دارت "السبع بحور".
من المسعى الفرنسي إلى العرقلة الأميركية ودخولها في محور العقوبات الإيرانية والدور الأوروبي والانغماسة الروسية، هذا فضلا عن الجنون المحلي المبلول بالميثاقية والمطعم بالدولة المدنية والمزروع على جوانبه خطر الزوال والتخوف من دفعة جديدة من العقوبات.
وعلى ارتفاع المآذن والأجراس السياسية كانت دور العبادة تفتي وتحرم وتحلل وتطلق العظات من كعب الدستور، فتجتزئ ما هو مناسب وتلغي وتصدق، فيصبح البطريرك الراعي مرشدا للمادة الخامسة والتسعين.
والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى واعظا في الدولة المدنية ويتولى إيلي الفرزلي مهام الناسك في الدولة الأرثوذكسية. ويطوف مطارنة وشيوخ حول الطائف. ويزور الرئيس فؤاد السنيورة دار الفتوى مصلحا سياسيا بسر مقدس أصوات اختلطت فيها السياسة بالدين. من دون أن توحد الله أو تتوحد على كلمة.
الى أن حل الوحي المحلي وسقط على بيت الوسط أولا فاصلا الرئيس سعد الحريري عن متلازمة رؤساء الحكومة السابقين، تم "فك اللحام" بين المرجعيتين وهي الإشارة الإيجابية الثانية في مبادرة الحريري حيث عزل نفسه عن الكبار الثلاثة. وهم أيضا أعلنوا بيان الانشقاق عن مبادرة التنازل.
كان بيانهم ذا إفادة لكل الأطراف وقد استكمله الرئيس نجيب ميقاتي اليوم بإتصال أجراه بالرئيس مصطفى أديب متمنيا عليه التمسك بتأليف حكومة اختصاصيين مستقلين. أي إنه يقول لمدير مكتبه السابق: "ما ترد ع حدا" ولا تنفذ رغبة الحريري أو ما يطلبه الثنائي الشيعي وحسنات هذا التوجه من سيئاته.
وإذا كان الثنائي سيرفض المبادرة لألف سبب وسبب، فإنه سيقبل بها لسبب واحد: هو موقف رؤساء الحكومة السابقين، والآخذين بالبلد الى شقاق مذهبي، ورصيف خارجي متشدد، واحتقان لا يقوى عليه اللبنانيون.
مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون أم تي في"
خرب الدنيا الرئيس سعد الحريري بمبادرته أمس، ليس لأنه كسر عصبة رؤساء الحكومة السابقين وزعل صقور الطائفة السنية بتراجعه عن رفضه المطلق أن تسند حقيبة المال لشيعي، بل لأنه صحى لعبة التأليف من الإغماءة العميقة التي اصيبت بها إثر الضربة بعقب المسدس التي سددها إليها الثنائي.
الإنعاش الذي لم يكن متوقعا ومرغوبا لمسار التأليف، فاجأ الجميع، لكنه أحرج الضاحية وعين التينة.
من هنا هذا التخبط في الردود في صف الثنائي، والذي تراوح بين رفض عصبي بالمطلق لمبادرة الحريري، وتريث متردد أعاد فتح الباب لبصيص أمل ضعيف بإمكانية التوصل إلى مسار يسهل التأليف.
ويقول المتابعون لموقف الثنائي، إن الأخير لين موقفه كلاميا بعدما وجد نفسه وحيدا في معركة التعطيل، وقد تخلى عنه رئيس الجمهورية وتياره، واللين ليس سوى تكتيك استيعابي لأن لا ضوء أخضر من إيران بعد، لتشكيل حكومة مستقلة فعلا لا قولا في لبنان. فيما طهران في عز حاجتها للبنان ورقة ثمينة في كباشها مع واشنطن.
تعثر الثنائي بدا فاقعا بسؤاله الحريري عمن منحه الحق في إعطاء حقيبة المال لغير شيعي فيما الدستور لا يقول بذلك، علما بأن الدستور لم يوزع الحقائب الوزراية الأخرى على قواعد طائفية ولم يخصص أي طائفة.
توازيا ، مهما بلغت المكابرة لدى الثنائي فهو بالمنطقين السياسي والأخلاقي محرج تجاه اللبنانيين، وقد تعرى من أي ورقة تين دستورية وانكشف سافرا أمام فرنسا والعالم بأنه يخطف الدولة بشعبها ودستورها واقتصادها ووجودها لصالح غريب، وطبيعي ألا تساعده الانفجارات المتنقلة التي لا تبقي لا حجرا و لا بشرا، والخشية ألا يكون آخرها انفجار عين قانا أمس.
في السياق جملة أسئلة تفرض نفسها : هل يرغب الثنائي المكشوف في التراجع لملاقاة الحريري لكنه لا يجد الى ذلك سبيلا بعدما رفع حماره عاليا على أعلى شجرة ؟ أم أنه لا يريد التراجع لأنه غير عابىء بمصير الوطن والناس؟
ما موقف الرئيس المكلف، هل يجرؤ ويؤلف ؟ و ما هو موقف رئيس الجمهورية، وهل نسي أنه هو من حذر ان بعد فشل أديب، جهنم تنتظرنا والنحيب؟
هل سمع أهل السلطة كلام العاهل السعودي في الأمم المتحدة عن سيطرة حزب الله على الدولة وإشارته بقوة الى آخر تجليات هذه السيطرة التي تمثلت في الانفجار الرهيب الذي ضرب مرفأ بيروت، فيما الرئيس عون يسعى الى إقناع "هذه الأمم" بمساعدة لبنان على النهوض من خرابه؟