أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أن “الانفتاح الذي يتمتع به تيار المستقبل، هو الأساس في هذا البلد، وهو متطرف لاعتداله ولوطنيته ولبيروت، التي احتضنها رفيق الحريري ونفض عنها الرماد، الذي كان يغطيها”.
ورأى أن “الأهم من طبيعة قانون الانتخاب، هو المشاركة الكثيفة من قبل الناخبين”، وقال: “ليسنوا القانون الذي يريدون، وما دمتم أنتم معنا فإن البلد سيكون بألف خير”.
كلام الحريري، جاء خلال كلمة ألقاها، في لقاء لشخصيات بيروتية مع المرشح نزيه نجم في “سي سايد”.
وقال: “بداية، أود أن أشكر نزيه نجم على هذا اللقاء، الذي يجمعنا ويفتح حوارا صريحا مع أبناء بيروت. تيار المستقبل كان دائما ينادي بالاعتدال والانفتاح والحوار، هذا هو إيماننا بأن البلد لن يقوم إلا بشراكة وطنية حقيقية بين كل الأطراف اللبنانيين. ولا شك أنكم شهدتم أن الخصومة التي كانت قائمة في البلد، كم أثرت على اقتصاده وسياسته ومعيشة أبنائه، حتى صار الفراغ أمرا عاديا، وهذا ما أدى إلى اهتراء الدولة وتفشي الفساد والهدر الحاصل. ونحن اليوم أمام فرصة تاريخية لكي تحدد بيروت هويتها، ولكي نستفيد من هذا التوافق، يجب تكون لدينا كتلة وازنة في مجلس النواب، تمكننا من التحاور مع كافة الأفرقاء السياسيين”.
أضاف: “برنامجنا الوطني، إن كان في الإنماء والإعمار، أم في موضوع الاستقرار السياسي والأمني، واضح جدا. نحن ذهبنا إلى باريس وروما وبروكسيل، وكل الدول، وأقررنا موازنات وقانون النفط، وأطلقنا مناقصة النفط، والآن هناك شركات تعمل. لكن هل ما قمنا به حتى اليوم كافيا؟ كلا وهناك العديد من الأمور، التي تحتاج إلى إصلاح في البلد. وأنا أرى أن في اللائحة العديد من المرشحين، مثل نزيه وغيره، الذين لديهم الطاقة الكاملة للقيام بالعمل المطلوب”.
وتابع: “الانتقادات السابقة التي كانت توجه لتيار المستقبل كانت تطالب بالتغيير، وها قد حصل التغيير، وبشكل كبير في كل لوائح المستقبل في كل لبنان، لكن هذا التغيير فتح الباب ليس فقط أمام أعضاء في تيار المستقبل، ولكن أيضا أصدقاء للتيار ولسعد الحريري لأن يكونوا ضمن هذا التحالف. نحن نرى أن التنوع يقوينا، وكنا دائما نؤكد أننا تيار عابر للطوائف، وهذا إيمان شخصي لدي. في الوقت الذي اتجه الآخرون إلى خطاب سياسي متطرف، كنت أنا أسير بعكس الموجة، حتى أني خسرت من شعبيتي. لكني لا أعتبر التسوية التي قمت بها تنازلا، بل على العكس نحن أعطينا الوطن، وقمنا بمعادلة جديدة لكي يحكم اللبنانيون أنفسهم بأنفسهم. نحن وصلنا إلى مكان نوقف البلد فيه من أجل الثلث المعطل. هل هناك أمر أكثر سخافة من ذلك؟”.
وأردف: “أنا أؤمن أن الانفتاح الذي نتمتع به هو الأساس في هذا البلد. من هنا، أنا متطرف لاعتدالي ولوطنيتي ولبيروت، التي احتضنها رفيق الحريري ونفض عنها الرماد الذي كان يغطيها. وإذا أزلنا الغبار، فسنجد أن بيروت هي نفسها ولم تتغير، اللهم إذا عملنا وأعطيناها الفرصة لأن تنفض عن نفسها الغبار وتتنفس. كلي ثقة بأنه حين يكون لدينا استقرار سياسي وأمني، لا شيء سيوقفنا. هذا ما أثبتناه خلال السنة ونصف السنة الماضيتين بعد التسوية”.
وعن القانون النسبي، قال: “البعض يقول إن هذا القانون أعوج، لكني أقول إن الجميع يعرف أنهم يستهدفون تيار المستقبل وتيار رفيق الحريري منذ العام 2000، لكن الأهم من القانون، هو المشاركة الكثيفة من قبل الناخبين. ليسنوا القانون الذي يريدون، وما دمتم أنتم معنا فإن البلد سيكون بألف خير”.
أضاف: “أريد في هذه الانتخابات أن أرى المسيحيين ممثلين فعلا في كتلتي، وأريد أن أراهم ينزلون إلى صناديق الاقتراع بنفس كثافة مشاركة الآخرين، فلكي نحافظ على مكاننا لا بد من أن نحافظ على صوتنا. ونحن وأنتم واحد، لا يظنن أحد أن هناك فريقا مستفيدا أكثر من الآخر في هذا البلد، بل على العكس، لا أحد يلغي الآخر. ربما ما تعلمته في هذه الفترة التي عملت فيها بالسياسية، أن لا أحد قادر على أن يلغي الآخر في هذا البلد. صحيح أنه لدينا خلافا سياسيا جذريا مع حزب الله، لكن لا هو قادر على أن يلغيني ولا أنا قادر على أن ألغيه. نقطة على السطر، ومن هنا نبدأ. لا يمكن أن أوافق على استراتيجيته الإقليمية، ولا هو سيوافق على استراتيجيتي الإقليمية، لكن لماذا على المواطن اللبناني أن يدفع الثمن. من هنا أهمية هذا التوافق الذي يرعاه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون”.
وتابع: “يؤسفني في هذه الانتخابات أنه لدينا تسع لوائح، ثمان منها ضدنا، إحداها معروفة بسياستها وعملها، أما الآخرون فهم يفيدون من؟ لا يفيدون إلا لائحة حزب الله. ولو كانوا على لوائحي لما شكلوا لوائح أخرى. هذا يعني أن المسألة ليست مسألة إنماء أو سياسة بل مقعد. وكأن هؤلاء المرشحين يقولون لي أنت لم تعطنا هذا الكرسي، فنحن سنجعل أهل بيروت يدفعون الثمن. ونحن في الأساس لم نتفق مع هؤلاء لأننا نعرف في نهاية المطاف أين هم في السياسة”.
وختم قائلا: “لذلك سأكون واضحا، أي شخص سيصوت للوائح الأخرى سيساعد لائحة حزب الله وحلفائه. لا أريد أن أعمم على الجميع لكن هناك من أخذهم الهوى، ويريدون أن يثبتوا أنفسهم، لكنهم يدركون أنهم لن يتمكنوا من الوصول إلى الحاصل الانتخابي. وأنا من جهتي اتبعت سياسة ألا أكرر تجربة العام 2009، حين قررت أن أجمع كل الناس في طرابلس والمنية وغيرها من المناطق، لكن خرج من بين هؤلاء من طعنني في الظهر. وهؤلاء الأشخاص أصبحوا وزراء ورؤساء حكومات وحتى نوابا بفضلنا نحن في العام 2009، وهم كانوا يعرفون أنهم لا يستطيعون أن يفعلوا شيئا من دوننا، وأنا شخصيا طفح الكيل لدي. ربما مشكلتي في السياسة أنني صادق مع الناس. وأنا اليوم صادق وأقول لكم أنني أخوض معركة ضد من طعنني في الظهر. ولكي نحافظ على هوية بيروت وقرارها علينا أن ننزل بكثافة إلى صناديق الاقتراع”.