خبر

مقدمات النشرات المسائيّة

مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

سياسيو لبنان لن يناموا الليلة لمتابعة الأجواء التي تسبق الاستشارات النيابية في القصر الجمهوري، والتي تبدأ صباحا وتنتهي ظهرا، ليتم في ضوئها تكليف الشخصية التي ستشكل حكومة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل وصوله مساء إلى بيروت. وقد هاتف ماكرون الرئيس عون وتطرق إلى زيارته غدا لبيروت، والتطورات السياسية الراهنة في لبنان، حيث جدد الرئيس الفرنسي تأييده للجهود المبذولة لتشكيل حكومة جديدة.

وفي "بيت الوسط" إنشغال على خطين: الأول اختيار من سيوصي به الرئيس سعد الحريري للتكليف، وهنا تقول أوساطه إنه لن يكون من البيت ولن يكون منتسبا إلى تيار "المستقبل"، وإنما سيكون شخصا مسؤولا يتحلى بالكفاءة في عالم الاقتصاد والمال. أما الخط الثاني فهو بين الرئيس الحريري ورؤساء القوى السياسية التي لها كلام معه في هذه المرحلة. ومساء شهد "بيت الوسط" اجتماعا لرؤساء الحكومات السابقين، في اطار الاجتماعات المفتوحة قبيل الاستشارات.

والليلة أيضا اجتماعات في غير مكان، لاسيما لدى كتلة "التنمية والتحرير" وكتلة "الوفاء للمقاومة" وكتلة "اللقاء الديمقراطي" وكذلك كتلة "المردة"، للاستطلاع حول اسم الشخصية التي ستكلف. فيما هناك اتصالات بين الرئيس بري و"حزب الله" و"التيار الوطني الحر". مصادر مطلعة في تكتل "الجمهورية القوية" أوضحت ل"تلفزيون لبنان" أن كل الخيارات مطروحة نظرا للضغط الذي مورس، وأنها ستتخذ الخيار الأنسب انسجاما مع طروحاتها في هذه المرحلة.

وإلى لبنان أيضا، ترقب لزيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر لبيروت هذا الأسبوع، لافتا إلى أن لبنان يواجه تحديات كبيرة.

ومع وصوله مساء غد إلى بيروت، يتوجه الرئيس الفرنسي مباشرة إلى منزل السيدة فيروز ليغني معها "بحبك يا لبنان"، خصوصا وأنها صديقة لفرنسا منذ السبعينيات، حيث غنت في برنامج تلفزيوني فرنسي "حبيتك بالصيف وحبيتك بالشتي". ويريد ماكرون من خلال زيارته السيدة فيروز، عدا عن تكريمها، أن يقول للبنانيين كونوا كسفيرة لبنان إلى العالم وعودوا إلى رشدكم.

وفي أي حال، فإن ماكرون الذي يريد من زيارته المشاركة في إحياء مئوية لبنان الكبير، أن يشرف على بداية العمل الحكومي الجديد، الذي سيكون لتنفيذ خطته في القضاء على الفساد، وإجراء الإصلاحات اللازمة، وسن قانون انتخابات وإجراء انتخابات مبكرة.

ولمناسبة مئوية لبنان الكبير، يوجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كلمة في الثامنة والنصف، يليها حوار تلفزيوني. فيما يتحدث رئيس المجلس النيابي نبيه بري الثالثة عصرا في ذكرى الامام المغيب السيد موسى الصدر. وعشية مجيء ماكرون كانت كلمة مرنة للسيد نصرالله تؤكد التعاون مع مهمة الرئيس الفرنسي.

لكن قبل كلام أمين عام "حزب الله"، نبدأ النشرة بالإشارة إلى تقرير صادر عن حكومة تصريف الأعمال، بأن عدد قتلى انفجار مرفأ بيروت ارتفع إلى 190 وتجاوز عدد الجرحى 6500 بينما لا يزال ثلاثة في عداد المفقودين. وذكر التقرير الصادر أن انفجار الرابع من آب الحالي، أدى إلى تشريد 300 ألف شخص، وتسبب في أضرار مباشرة قيمتها 15 مليار دولار. وأضاف ان 50 ألف منزل وتسعة مستشفيات رئيسية و178 مدرسة تضررت.

إذن السيد نصرالله يدعو الجيش اللبناني للإعلان عن نتاج التحقيق الفني في انفجار مرفأ بيروت. ويقول لن ندخل في اشتباكات على الحدود لأن هذا ما تريده إسرائيل، مبديا استعداد الحزب للتعاون في الموضوع الحكومي.

 

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

هو العاشر من محرم، يوم الاستشهاد العظيم الذي ينبض برجع صدى النهضة الحسينية منذ نيف وألف عام، وما بدل تبديلا.

هي عاشوراء، من لبنان إلى أربع جهات الأرض، وعد وموعد يتجدد كل عام مع معاني ثورة الإصلاح، لتقويم مكامن الانحراف في أمة نبي الإسلام. هي أيقونة قسم يردده أحفاد زينب أمام كل طاغ، والله لن تمحو ذكرنا الخالد بدم الحسين الذي امتد طهارة من كربلاء المقدسة إلى مساحة العالم.

في لبنان، رابط فكر وموقف بين محبي الإمام الحسين وعاشوراء. رابط يتجلى في إحياءات راعت هذا العام المقتضيات التي يفرضها وباء كورونا. كما يتجلى في الخطابات التي ألقيت من على منبر العاشر من محرم، مشددة على معاني الثورة الحسينية والإصلاح ورفع الحرمان ومقاومة العدوان والحفاظ على عناصر القوة والوحدة الوطنية، وصولا إلى العناوين السياسية والاقتصادية والاجتماعية المطروحة حاليا في لبنان.

ومن على منصة العاشر من محرم، أطل الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، مؤكدا أن الحزب سيكون متعاونا في إخراج البلد من الفراغ الحكومي، قائلا إننا نحتاج إلى حكومة قادرة على النهوض والقيام بالإصلاحات. وأكد الانفتاح على أي نقاش للوصول إلى عقد سياسي جديد، شرط أن يكون هذا النقاش بإرادة مختلف الفئات اللبنانية.

الأمين العام ل"حزب الله" أعلن تثبيت معادلة مع الإسرائيلي: عندما تقتل أحد مجاهدينا سنقتل أحد جنودك.

بعد كلمة السيد نصرالله، رسالة يوجهها رئيس الجمهورية مساء اليوم إلى اللبنانيين لمناسبة الذكرى المئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير، وذلك قبل حوار يتطرق فيه إلى آخر التطورات السياسية والاقتصادية والأمنية في البلاد.

ويكتمل نصاب المواقف غدا، في الذكرى السنوية الثانية والأربعين لجريمة تغييب الإمام السيد موسى الصدر وأخويه، حيث يوجه رئيس مجلس النواب ورئيس حركة "أمل" نبيه بري كلمة إلى اللبنانيين عند الثالثة من بعد الظهر.

أما نصاب التوجهات الحكومية فيكتمل خلال ساعات قليلة، على ضفاف الاستشارات النيابية التي تجري غدا في قصر بعبدا، قبل وصول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء اليوم نفسه إلى لبنان، في ثاني زيارة من نوعها في أقل من شهر. وقبل الزيارة أجرى ماكرون اتصالا بالرئيس ميشال عون، أكد فيه تأييده جهود تشكيل حكومة جديدة.

وفي هذا الإطار، علمت الـ NBN أن الأجواء الحكومية إيجابية، وأن اتفاقا حصل على خط التسمية، بالاتفاق بين الكتل الكبرى، ولاحقا سيعلن عن إسم المرشح.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

وإن لم تمتلئ الساحات بالجموع في يوم سبط الرسول، فالقلوب فاضت بالولاء، وتجدد الحزن بحزنين: لأليم المصاب، ولما أصاب العالم من وباء فرق الجموع عن ساحات الحسين عليه السلام. لكن منبره لن يهزه ضيم، ورجع صداه يملأ الأرجاء، بأن لا اشتباه بين الحق والباطل، وأن هيهات منا الذلة، هيهات.

بالمعادلات الحسينية التي ترسم الطريق الواضح، وتصيب كل عدو حاقد، اعتلى الأمين العام ل"حزب الله" سماحة السيد حسن نصرالله منبر جده، وخاطب جموع القلوب التي احتشدت على الولاء الحسيني، وأكدت أنها منتصرة للحق مهما غلت التضحيات.

من الجرود الشرقية المحررة إلى الحدود الجنوبية، رسم السيد الموقف بأوضح الكلمات، وخاطب فئرانا تختبئ من نيران القصاص العادل الذي تريده المقاومة لتثبيت المعادلات، وللتأكيد أن دماء مجاهديها بدماء جنود الاحتلال، وأن وقوفهم على "إجر ونص" جزء من القصاص.

قص سيد المقاومين سيرة المتخاذلين عن الحق الذي تمثله فلسطين ومظلومية شعبها، ورفض التطبيع وأهله، وطبع على جبين الأحرار أن لا خيار سوى المقاومة.

في الخيارات اللبنانية، أبدى الأمين العام ل"حزب الله" كل انفتاح على ما ينقذ البلد من أزماته، لا سيما العقد السياسي الجديد الذي طرحه الفرنسي، مع التأكيد على ثابتة رضى مختلف الفئات اللبنانية لمقاربة هذه الملفات، وإظهار الأسف لطريقة تعاطي البعض مع هذه الطروحات عندما تكون خارجية ورفضها عندما تكون محلية.

كما رفض السيد نصرالله العناوين التي يقدمها البعض مدعيا أنها باسم كل اللبنانيين، داعيا لمعالجة هذه الادعاءات عبر آليات لتحديد أين هي أغلبية اللبنانيين.

ورغم كل التشويش والكذب الاعلامي وانفعال أدعياء السياسة في لبنان، أكد سيد المقاومة الأمل بأن تتمكن الكتل النيابية من اختيار مرشح يحظى بالمقبولية المطلوبة، لتشكيل حكومة قادرة على النهوض بالوضع الاقتصادي والحياتي، وإعادة الاعمار، والذهاب بالإصلاحات إلى أبعد مدى ممكن.

ورغم كل التمادي بالاتهام والافتراء في حادثة مرفأ بيروت، طالب الأمين العام ل"حزب الله" المسؤولين عن التحقيق الفني والتقني- لا سيما الجيش اللبناني- بالإعلان عن نتائج التحقيق لإنهاء الكذب وكل الألسنة المفترية.

 

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

غدا هو آخر يوم من أول مئة عام من عمر لبنان الكبير، الذي أعلنت حدوده الحالية من قصر الصنوبر، من دون أن يعني ذلك أن جذور هذا الوطن الذي ذكر اسمه عشرات المرات في الكتاب المقدس والمخطوطات القديمة، وشكل جزءا لا يتجزأ من المشهد الحضاري للشرق الأوسط والعالم، لا تضرب عميقا في آلاف سنوات التاريخ، ليشكل اليوم، وكما أعلن البابا القديس يوحنا بولس الثاني ذات يوم، رسالة إلى البشرية جمعاء، بتكوينه المجتمعي المميز، القادر على تحويل الفوارق إلى جوامع، ضمن صيغ سياسية يمكن دائما تطويرها نحو الأفضل.

غير أن غدا أيضا هو يوم الاستشارات النيابية الملزمة، التي حددها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لتسمية رئيس الحكومة المقبل، حيث تشير المعلومات إلى أن الاسم المتقدم يعود إلى سفير لبنان السابق في ألمانيا مصطفى أديب، من بين ثلاثة أسماء مقترحة، علما أن الحسم النهائي رهن إرادة الكتل النيابية، التي يواصل بعضها اجتماعاته اليوم لاتخاذ القرار.

وغدا أيضا هو اليوم السابق لعودة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للبنان، للمرة الثانية في أقل من شهر، حيث يعول اللبنانيون على الدفع الدولي الذي تقوده فرنسا، لمساعدتهم على تخطي الأزمات غير المسبوقة التي ألمت بالبلاد، كنتيجة حتمية لسنوات ثلاثين من الإهمال المقصود والتقصير المشكوف والارتكابات المفضوحة في حق لبنان واللبنانيين.

وفي هذا السياق، سجل اليوم اتصال بين الضيف الفرنسي المنتظر والرئيس العماد ميشال عون، تطرق إلى برنامج الزيارة، إلى جانب المسار الحكومي الإيجابي.

وفي الانتظار، كل الأنظار هذه الليلة نحو قصر بعبدا. فماذا سيقول الرئيس عون للبنانيين في مئوية لبنان الكبير، في رسالة يوجهها إليهم اعتبارا من الثامنة والنصف، على أن تليها مقابلة تتطرق إلى المناسبة، إضافة إلى ملفات الساعة؟.

الأكيد أن العنوان الأبرز هو الأمل، ونبذ الإحباط، وتوحيد الجهود، والإيمان بلبنان الذي سيقوم كطائر الفينيق من بين الرماد. أما مضمون الكلام وتفاصيل المواقف، فمتروك لرئيس البلاد بعد أقل من أربعين دقيقة.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

عشية مئوية لبنان الكبير، تتزاحم الاستحقاقات الثقيلة على الوطن الذي ما عاد كبيرا، مذ فقد رجالاته الكبار. أهم هذه الاستحقاقات من حيث رمزيته وارتداداته المباشرة على الوضع الداخلي، يتمثل بزيارة الرئيس الفرنسي ماكرون لبنان غدا للمشاركة في المئوية الأولى. الزيارة تنقلنا في الزمن إلى ثلاث محطات مفصلية عرفها لبنان، بعد أزمات كادت تودي به: 1920 عندما أعلن لبنان الكبير وانتدبت فرنسا لرعاية مسيرته نحو الاستقلال. 1989 عندما قام كونسورسيوم دولي- عربي برعاية اتفاق الطائف الذي أوقف الحرب وصار دستورا للجمهورية الثانية. وذكرى المئوية غدا، حيث تعود فرنسا بكل ثقلها لإنقاذ الجمهورية.

الجامع المشترك بين المحطات، إخضاع لبنان للوصاية إنقاذا له من نفسه ومن تواطؤ بعض قياداته مع الخارج، بما يضعه تكرارا على شفير الزوال. علما بأن تحوير روحية الوصاية الثانية، من حميدة إلى سيئة وتجييرها للسوريين ومن ثم للإيرانيين، السبب في استدراج مشروع الوصاية الذي نحن في صدده. الفارق هذه المرة أن لبنان مخير وليس مسيرا، فإن سمع نصائح الرئيس ماكرون والأسرة الدولية أنقذ نفسه، وإن لم يفعل ترك لمصير أسود نتذوقه كلنا الآن، فقرا وجوعا ومرضا وانهيارا اقتصاديا وسياديا.

والسؤال، هل تلقفت الطبقة السياسية الرسالة الفرنسية- العربية- الدولية؟.

المعلومات تشير إلى توافق الرؤساء السنة السابقين على تسمية مصطفى أديب لتشكيل الحكومة، وهو يشغل منصب سفير لبنان في المانيا، ومقرب من الرئيس ميقاتي. لكن الحلقة المفقودة بين دياب وأديب تتمثل بالناس المنتفضين، يقبلون به أم لا يقبلون، وب"حزب الله" و"التيار الحر"، وما إذا كانا سيقبلان بالاسم وبتشكيل حكومة أقرب إلى الحياد، أم أنهما سيقبلان امتصاصا لغضب ماكرون فيكلفان رئيسا لكنهما يصعبان عليه التأليف.

توازيا، ثلاثة مواقف عالية الأهمية والخطورة: الأول، تجديد البطريرك الراعي دعمه الحياد الناشط والدولة المدنية، رافضا المساومة على هذا المطلب المبدئي. الثاني، السيد حسن نصرالله، الذي يرفض الحياد، و"يتكتك" داعيا إلى استفتاء على الخيارات المصيرية وإلى عقد سياسي جديد. نقول "يتكتك"، لأنه يعلم بأن أكثرية موصوفة عابرة للطوائف ستخذله في هذا الاستفتاء وستؤيد الحياد وترفض السلاح. واللافت أن رغم انشغالاته الوطنية والقومية، لا ينسى السيد نصرالله التحريض على محطة تلفزيونية محلية، لا لشيء إلا لأنها تؤيد الحياد وتضيء على الوقائع المأسوية الناجمة عن السلاح وعن انفجار 4 آب.

الموقف الثالث للرئيس عون بعد قليل، هل سيتلقف الدور التاريخي الملقى على عاتقه، فيشعل شمعة المئوية الثانية، أم أنه سيطفىء شمعة المئوية الأولى، ومعها أي أمل بلبنان السيد الذي حلم به الآباء المؤسسون والأبناء والأحفاد؟. لننتظر ونر.

 

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

إذا، مصطفى أديب، العضو الجديد إلى نادي رؤساء الحكومات. سماه رؤساء الحكومات السابقون من "بيت الوسط"، وغدا يسمى في الاستشارات الملزمة.

وغدا القمة، قمة فيروز- ماكرون. أراد الآتي من بلاد فيكتور هوغو وشاتوبريان وبلزاك وبودلير، أن يدخل لبنان التاريخ من بوابة "صوت القرنين": العشرين والواحد والعشرين. أراد توجيه رسالة إلى الطبقة السياسية وإلى جيل الشباب، كأنه يقول للطبقة السياسية: ويحكم أنتم من بلاد فيروز! فماذا فعلتم بهذه البلاد؟. ولجيل الشباب: إفتخروا أنتم من بلاد فيروز.

فيروز لها حكايات مع باريس: من مسرح الأولمبياد إلى مسرح pleyel إلى مسرح بيرسي، إلى الوسام الذي منحها إياه وزير الثقافة الفرنسي آنذاك جاك لانغ. اليوم تأتي فرنسا كلها إليها، عبر رئيسها إيمانويل ماكرون كعربون حب من فرنسا للبنان.

ولكن هل يكون حب من طرف واحد؟، لا حب في السياسة بل مصالح، فأين أصبحت المصالح في المسعى الفرنسي لتأليف الحكومة؟.

الرئيس ماكرون صحيح أنه يصل بعد ظهر غد، لكن يبدو كأنه بدأ زيارته ولو من بعد، فهو أجرى اتصالا بالرئيس ميشال عون جرى في خلاله تجديد دعم بلاده للجهود المبذولة لتشكيل حكومة جديدة.

وقبل موعد استشارات التكليف، وقبل التسمية التي صدرت من "بيت الوسط"، كانت استعرت حرب التسميات: من سعد الحريري إلى بهية الحريري إلى ريا الحسن إلى سمير الجسر إلى سفير لبنان في برلين مصطفى أديب، وهو كان المتقدم بين المطروحين.

بين كل هذه الأسماء لم يرد اسما نواف سلام ومحمد بعاصيري، كل ذلك يعني أن الفول أصبح في المكيول، علما أن الثنائي الشيعي كان ينتظر منذ مساء أمس أن يعطيه الرئيس الحريري لائحة بالأسماء المقبولة منه، ولكن يبدو ألا لائحة، فقط الاسم خرج من "بيت الوسط".

وما لفت اليوم من مواقف، موقف الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي لم يمانع في عقد تأسيسي. فيما كان موقف للبطريرك الراعي رفض فيه المس بجوهر لبنان.

بعيدا من المواقف السياسية، عادت حليمة الاعتداءات على مجموعات الثورة إلى عادتها القديمة. مجموعات من الدراجات النارية، واضحة الوجوه، وأمام أعين القوى الأمنية، عمدت إلى تخريب ما كان ينظم في وسط بيروت.

وفيما طائرة ماكرون تعبر أجواء المتوسط من باريس إلى بيروت، تكون طائرة إسرائيلية تقل مساعدي نتنياهو وترامب إلى الإمارات يوم الاثنين ستعبر المجال الجوي السعودي. وعشية الرحلة، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو: "هناك مباحثات عدة مباشرة وغير معلنة مع القادة العرب والمسلمين لتطبيع العلاقات مع دولة إسرائيل"، مشيرا إلى أن السودان وسلطنة عمان بين هذه الدول، إضافة إلى تشاد.

ونشير قبل الدخول في تفاصيل النشرة، إلى أن عداد كورونا مازال مرتفعا، وأن الإصابات اليوم بلغت 595 إصابة.

 

 

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

بلغت مشاروات التكليف مرحلة التسمية. ومن بين أسماء عدة طرحت للاستهلاك، استقر السعر الحكومي على سفير لبنان في برلين مصطفى أديب، والذي تبلغه نواب "المستقبل" خلال اجتماع الكتروني عقد قبل قليل. والاسم استخرج أولا من اجتماعات رؤساء الحكومات السابقين في "بيت الوسط"، وهو من بنات أفكار الرئيس نجيب ميقاتي، لكونه كان يشغل منصب المدير العام لمكتبه على زمن رئاسته للحكومة.

والمرشح أديب (ثمانية وأربعون عاما) تلقى النبأ هدية لعيد ميلاده الذي يصادف اليوم. لكن النبأ هو أيضا هدية لنواب لا يعلمون لمن يصوتون، ولم تكن لديهم حتى بعد ظهر هذا النهار أدنى فكرة عن الشخصية التي سيرفعون اسمها لرئاسة الحكومة. فمجلس المئة وثمانية وعشرين نائبا، يذهب أعضاؤه إلى الاستشارات النيابية، بضربة "غوغل" عن المرشح الذي اختارته القوى السياسية نيابة عنهم.

وفي الضربة السريعة، يتضح أن مصطفى أديب على وفاق مع جميع هذه القوى، في أفراحها وأتراحها. وأنه ديبلوماسي لبق يفتح على كل التيارات والأحزاب، ويشاركها مآسيها ومناسباتها على الأراضي الألمانية.

هذه مكونات مصطفى أديب التي تلقاها النواب، كما سائر الباحثين على وسائل التواصل. غير أن مجلس النواب الذي هو سيد نفسه لم يكن كذلك، بل أصبح صندوق بريد يتلقى الإشعار وينفذه، في خرق لمبدأ الاستشارات الملزمة والدستور وصلاحيات المخولين تأليف الحكومات. لاسيما أن النواب الذاهبين إلى قصر بعبدا غدا، هم مسيرون نحو اسم مجهول باقي الهوية، ولم توضع أمامهم خيارات وأسماء شخصيات بسجل سياسي أو مدني مكشوف، كالوزيرة ريا الحسن، أو النائبة بهية الحريري، الاسم الذي كان سيشكل امتدادا وتمثيلا مباشرا للرئيس سعد الحريري.

أما وقد تبلغوا، فإن مهمة النواب غدا تنفيذ أمر اليوم، لا أكثر لا بل أقل، حيث أن دورهم يقتصر على الذهاب والإياب والتسمية التي توافقت عليها القوى السياسية. وهذه القوى أبدت مرونة في اليوم الأخير لتسهيل التكليف، ليس صونا لإلزامية الاستشارات، إنما استباقا لوصول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي ما إن يصل حتى يكون السياسيون في وضعية "قوموا تنهني".

وقبيل صباح الاثنين، أعلن تكتل "لبنان القوي" أنه بحث بإيجابية كل المساعي القائمة لتسمية رئيس للحكومة، وجرى عرض الأسماء المطروحة والاتفاق حولها. أما الثنائي الشيعي فينتظر تسليمه اسم المرشح بشكل نهائي. فيما أعلن الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله أن الحزب سيكون متعاونا في التسمية والتشكيل معا، ومساهما في إخراج البلد من الفراغ وفي تنفيذ الإصلاحات. وقال إننا في "حزب الله" منفتحون على أي نقاش هادئ في مجال الوصول إلى عقد سياسي جديد، لكن لدينا شرط: أن يكون هذا النقاش بإرادة ورضى مختلف الفئات اللبنانية.

وأبعد من حكومة وعقد تأسيسي، فإن نصرالله دفع باتجاه نفي كل الاتهامات التي طالت الحزب في جريمة المرفأ، سواء من سلاح وذخائر أو نيترات وسفينة وبنوك. والكلام الأعمق مدى، كان للعدو الإسرائيلي وجنوده، أو المصطلح الأدق "الفئران" الذين يختبئون وراء الحدود، ولهم قال: عندما تقتلون أحد مجاهدينا سنقتل أحد جنودكم، انتهى، وهذه هي المعادلة.