خبر

الحريري: أعتز بالتسوية السياسية التي قمت بها والخيار الوحيد البديل عنها كان الحرب الاهلية

عبر رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عن اعتزازه بالتسوية السياسية التي قام بها “لأنها أعادت التوازن الى المعادلة الوطنية في البلد، واعادت الدور الاساس لاهل السنة فيه، وعززت الامان واعادت اطلاق الاقتصاد”.

وقال: “ان الذين يتاجرون بالاحباط لا يرون ما يحصل في سوريا، وان الخيار الوحيد البديل عن التسوية السياسية كان الحرب الاهلية، فلا يراهنن احد ابدا على ان وريث التيار السياسي والمدرسة الوطنية لرفيق الحريري سيفعل غير ذلك او انه سيتحمل مسؤولية حرب اهلية واحدة”.

كلام الحريري جاء خلال حفل غداء تكريمي لعمال “تيار المستقبل” في “سي سايد- بافييون”، حضره مرشحو لائحة “المستقبل لبيروت” ووزير الثقافة غطاس الخوري.

واستهل حديثه قائلا: “كل عام وانتم بخير. صحيح اننا جئنا اليوم لنحتفل بالاول من أيار، لكن الحقيقة، اننا اتينا لنعمل. فلا عطلة منذ الان ولغاية الساعة السابعة من مساء يوم الاحد، لا اجازات. لا نوم”.

أضاف: “المهن الحرة، النقابات، الموظفون، العمال، انتم القوة الضاربة لتيار المستقبل في الانتخابات. التيار بدأ معكم. كنتم حجر الاساس، منذ ايام الرئيس الشهيد رفيق الحريري. المستقبل ولد معكم هنا في بيروت وكبر معكم في كل لبنان. ولا يمكن ان يستمر الا فيكم”.

ووجه “تحية خاصة للاعلاميين والموظفين في تلفزيون المستقبل وجريدة المستقبل وإذاعة الشرق، الذين واكبوا الحملة الانتخابية منذ أسابيع. والشكر موصول لفريق العمل من شباب وشابات في التيار، الذين عملوا في هذه الحملة هنا في بيروت وفي كل المناطق. رهاني على كل واحد فيكم لا حدود له. في كل القطاعات. مهندسون، محامون، اطباء، صيادلة، اساتذة، اعلاميون، ممرضون، اطباء اسنان، خبراء محاسبة، معالجون، موظفون، أجراء وعمال. أمامنا خمسة أيام ومطلوب من كل واحد وواحدة منكم وضع خبرته وجهده وعلاقاته في رصيد الانتخابات في 6 ايار. اعرف ان هناك ملاحظات على الفترة الماضية، وهناك عتب على تقصير حصل بحق البعض، ولكن الانسان ما بيتعلم إلا من كيسو”.

أضاف: “أود ان أقول كلمتين في السياسة. أنا اعرف ان البعض، في مرحلة من المراحل قد شعر بشيء من الإحباط. وبصراحة، أنا افهم هذا الشعور، واتقبله. ان كل المجهود الذي بذلته لاستعادة التوازن في الدولة، والاستقرار في البلد، وتعزيز الأمن والأمان، واعادة تحريك الاقتصاد وإيجاد فرص العمل، كل هذا كان بهدف زيادة أسباب الأمل وتخفيف أسباب الإحباط عند كل اللبنانيين. ولكن اود ان ارد بشكل خاص، على مرشحين وسياسيين، أو أشخاص يعتقدون انهم سياسيين، ويتاجرون بالإحباط الوطني عموما وبإحباط أهل السنة بشكل خاص. نحن فخورون بالتسوية السياسية التي قمنا بها وبأن لا احد غيرنا قام بها، او كان قادرا على القيام بها! هذه التسوية أظهرت للجميع، اننا نحن في لبنان أساس، نحن ركيزة ورقم صعب، ومن دون أهل بيروت وأهل السنة في لبنان، لا وجود لمعادلة وطنية، ولا لتوازن سياسي”.

وتابع: “أي احباط يتاجرون به؟ قبل ان تحصل هذه التسوية السياسية، اين كان أهل السنة في لبنان؟ ومن دونها اين عساهم قد اصبحوا؟ والى اين كانت قد وصلت بيروت وكل لبنان؟ ان الذين يتاجرون بالإحباط، لا يرون ماذا يحصل في سوريا؟ وان الخيار الوحيد البديل عن التسوية السياسية، وتعزيز الأمان، وإعادة إطلاق الاقتصاد، كان الحرب الأهلية! نعم، اود ان اكرر القول، بكل فخر وإعتزاز، وبكل تحد: أنا سعد رفيق الحريري، قمت بهذه التسوية السياسية واعدت التوازن الى المعادلة الوطنية في البلد، واعدت الدور الأساس لأهل السنة في البلد، والإستقرار الى لبنان، وانا اعمل على تعزيز الامن والأمان فيه والنهوض الاقتصادي، والاستثمار وإيجاد فرص العمل. لا يراهنن احد ابدا على ان وريث التيار السياسي والمدرسة الوطنية لرفيق الحريري، سيفعل غير ذلك أو انه سيتحمل مسؤولية نقطة دم واحدة، ودمعة ام واحدة، وحسرة أب واحدة، ولا سمح الله، حرب أهلية واحدة، تخرب بيروت وتقضي على البلد وعلى أهل السنة فيه”.

وأردف: “على كل حال، نحن اليوم امام مرحلة جديدة، وبصراحة أقول لكم ان امامكم سعد الحريري جديد، لأنه امامنا جميعا تحديات كثيرة، ولا نملك سوى خيار ان نواجه ونربح. هذه الانتخابات مصيرية بالنسبة الينا جميعا. وتأكدوا جيدا، انها ليست مصيرية فقط بالنسبة لسعد الحريري، انها كذلك بالنسبة اليكم والى أولادكم وبالنسبة الى البلد كله. لا يمكننا في 7 أيار ان نقول يا ليت. ولكي لا نصل الى تلك الساعة، لا خيار امامنا سوى ان نعلن النفير العام في كل المناطق. ان الماكينة الانتخابية من دونكم هي اشبه بسيارة من دون وقود، ومشاركتكم بتنظيم العملية الانتخابية، هي السبيل الوحيد لقلب الطاولة ومعالجة أي تقصير. انتم ترون كيف نتنقل من بلد الى اخر، لكي نؤمن غطاء دوليا لاستقرار لبنان. كل هذا الجهد يصبح بلا معنى، اذا لم نحقق نتيجة نوعية في الانتخابات. هل تريدون ان يجدد تيار المستقبل حلم رفيق الحريري؟ يجب ان تكونوا في الصف الامامي للحملة الانتخابية. هل تريدون ان ينهض البلد من جديد، وينطلق ببرنامج استثماري كبير؟ يجب ان تنزلوا الى الساحة واحدا واحدا، وعائلة عائلة، وكل النساء والشباب، جميعكم، جميعنا، وانا أول واحد، سنكون جنودا في معركة انتصار تيار المستقبل في 6 ايار، بإذن الله! يوم الاحد، سننزل سويا لنربح سويا”.

أضاف: “عندما نشاهد هذه الوجوه الطيبة وهذه المحبة والعمل الذي تقومون به، ونقوم به جميعا، بالتأكيد لن يريح ذلك الطرف الاخر، وسيضربون اخماسا باسداس، لانكم بالفعل انتم المحرك الاساسي للماكينة الانتخابية، انتم في كل المراحل السابقة كنتم الاساس مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وكنتم مع سعد الحريري ومستمرون في هذه المسيرة التي تم استهدافها منذ تسلمه رئاسة الحكومة في العام 1992، فلا احد يقول اننا لا نستطيع، بالعكس نحن نستطيع. في الرابع عشر من شباط 2005 كنت محبطا، ولكن من انتشلني من هذا الاحباط هو انتم، وعندما اراكم، اعلم ان الله كبير، فبعد كل المؤامرات التي حيكت ضدي وضد تيار المستقبل، ومع كل المشاريع التي حاولنا القيام بها في البلد، كانت مؤامرات لانهاء الحريرية السياسية، ولكن لم يتمكنوا. هل تعرفون لماذا؟ لان الله كبير، وكما كان يقول الرئيس الشهيد “لا يصح الا الصحيح فلا احد اكبر من بلده”، هذه الكلمات التي تركها لنا رفيق الحريري هي كلمات لكل الدهر. لذلك سيكون امامنا طلعات ونزلات، فهناك معارك سنخوضها ومن الممكن ان نخسرها، او نربحها، ويبقى الهدف الاساس بالنسبة الي هو البلد واولادكم، فأمامنا فرصة اساسية هي مؤتمر “سيدر”، فقد حققنا انجازات عجزت دول عن تحقيقها، فمن حقق ذلك. نحن من حققه، ونسمعهم اليوم يتحدثون عن الاحباط وهم شكلوا لوائحهم على هذا الاساس، وساطلق عليها لوائح الاحباط والمحبطين”.

وختم الحريري: “أشد على يد كل واحد وواحدة ومنكم، وانا لا اتحدث الا الكلام الصادق، وما يمكن ان افعله ومقتنع به سأفعله لمصلحة البلد، واطلب منكم ان تثقوا بمن يقود هذه السفينة لمصلحة البلد. كل عيد عمال وانتم بخير، كل عام وانتم بخير، عشتم، عاش تيار المستقبل وعاش لبنان”.