خبر

نتنياهو لدفع واشنطن لإلغاء التفاهم النووي… والخامنئي: انتهى زمن اضرب واهرب

نتنياهو لدفع واشنطن لإلغاء التفاهم النووي… والخامنئي: انتهى زمن اضرب واهرب
بري: المقاومة مستهدَفة من بوابة الانتخابات… العلاقة بنصرالله كانت ضرورة وصارت قدراً
نصرالله اليوم من بعلبك: لتحويل الانتخابات إلى «لا كبيرة» للمراهنين على إضعاف المقاومة

كتب المحرّر السياسي – البناء

كانت أشبه بمفرقعات نارية بلا مفعول محاولة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لدفع واشنطن نحو خيار إلغاء التفاهم النووي مع إيران، بعدما تبلّغ من وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو أن الأرجح هو فتح الباب للمساعي السياسية الأوروبية لتفاوض مع إيران تحت العناوين الإقليمية كتتمة للتفاهم النووي وليس كبديل عنه. وبعدما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب غن احتمال التفاوض مجدداً مع إيران قائم، فيما تتعامل إيران ومعها روسيا والصين، وقد تموضعت أوروبا عملياً تحت هذا السقف نفسه، ومضمونه، أن ما ينتظره التفاهم النووي هو التطبيق وليس المزيد من التفاوض، فلا باب للتفاوض حول ما أُبرم، ما يعني أن أي بحث بتفاوض جديد حول ملفات جديدة لن يترك الباب لجعله ملتبساًً مع التفاهم الذي تمّ توقيعه، فعلى الأميركيين الإعلان عن التزامهم بالتفاهم والسير بمندرجاته كي يتمّ النظر في أي طلب للتفاوض حول ملفات جديدة.

التعليقات الإسرائيلية والأميركية الإعلامية على كلام نتنياهو عن وثائق قديمة حول ملف إيران النووي كانت ساخرة. والردّ الإيراني على لسان وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف جاء كذلك واصفاً كلام نتنياهو بفيلم رسوم متحرّكة قديم، مضيفاً أن ما ادعى نتنياهو أنّه معطيات هامة سبق وتعاملت معها وكالة الطاقة الذرية، وفقدت مفعولها، أما عن تهديدات نتنياهو فقد جاء ردّ المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران، تأكيداً على عزم إيران الردّ على الغارة الإسرائيلية على مطار التيفور واستشهاد ضباط وعناصر من الحرس الثوري الإيراني، بقوله إن زمن اضرب واهرب قد انتهى، متوجّهاً للأميركيين بالقول إن مَن يجب أن يخرج من منطقة غرب آسيا هم الأميركيون وليس الإيرانيين.

المواجهة السياسية الكبرى الدائرة في المنطقة تلقي بظلالها على كل الاستحقاقات والتطورات، والقوى التي حاولت إخفاء هذا الطابع لتموضعها وتغليفه بعناوين محلية تضطر لكشف أوراقها، فتظهر الانتخابات النيابية العراقية كاستحقاق لتحديد مصير الأغلبية النيابية المقبلة في العراق بين تغطية بقاء الاحتلال الأميركي وشرعنته أو رفع الغطاء عنه. ومثلها تبدو الانتخابات النيابية اللبنانية كاستحقاق دولي إقليمي محوره، مصير المقاومة، مَن معها ومَن يتآمر ضدها. وهذا ما كشفه رئيس مجلس النواب نبيه بري بوضوح، بقوله إن مشروع المقاومة التي أسسها الإمام السيد موسى الصدر كان ولا يزال مستهدفاً، وأنه مستهدَف الآن من بوابة الانتخابات النيابية، داعياً لتحويل الانتخابات استفتاء يظهر قوة الحاضنة الشعبية للمقاومة وتماسكها، مضيفاً أن العلاقة بينه وبين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كانت في الماضي ضرورة وقد صارت اليوم قدراً.

من جهته يطل السيد نصرالله من بعلبك اليوم، مخاطباً ناخبي الدائرة التي رصدت الإمكانات المالية والإعلامية والمخابراتية كما السفارات والخطاب المذهبي والتحريضي، لإظهار الضعف في الحاضنة الشعبية للمقاومة، ليستنهض الناخبين داعياً للتعامل مع الانتخابات، كما توقعت مصادر متابعة، كمناسبة لقول لا كبيرة لهؤلاء المراهنين والمتربّصين، وإثبات أن البيئة التي خرجت منها قيادات المقاومة وشهداؤها هي بيئة الوفاء للتضحيات والحفظ للإنجازات، والأمل بالمزيد.

نصرالله يخاطب البقاعيين اليوم سياسة وإنماءً

بينما أُنجِزت المرحلة الأولى من الاستحقاق الانتخابي في دول الاغتراب، جُمِّدت الحركة السياسية والنشاط الحكومي لتتجه الأنظار إلى السادس من أيار كمحطة فاصلة وهامة في تاريخ لبنان، بعدما غُيّبت الانتخابات النيابية منذ العام 2009، وسط تسخين وتصعيد على كافة الجبهات الانتخابية، ولم يبقَ سلاح انتخابي إلا وزجّته القوى السياسية في أرض المعركة، لشدّ عصب القواعد الشعبية ورفع الحاصل الانتخابي، على أن ترسم نتائج الانتخابات معالم مرحلة سياسية جديدة ستحدّد وجهة الاستحقاقات المقبلة من رئاسة المجلس النيابي إلى هوية رئيس الحكومة وتركيبة الحكومة المقبلة، وصولاً إلى انتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة في حال تم تأجيل الانتخابات النيابية المقبلة الى جانب مقاربة جديدة للقضايا الوطنية الخلافية والأزمات المالية والحياتية المتفاقمة.

وإذ تشهد دوائر بيروت الأولى والشمال الثانية والثالثة والمتن الشمالي والبقاع الأولى زحلة منافسة انتخابية شرسة تتصدر دائرة البقاع الثانية بعلبك الهرمل الواجهة نظراً لرمزيتها كمعقل لحزب الله والمقاومة ولاتخاذها طابعاً سياسياً بامتياز، حيث أرادها فريق 14 آذار وحلفاؤه الخارجيون معركة لإظهار وجود شرخ بين المقاومة وبيئتها الشعبية بسبب سياسات حزب الله الإقليمية في إطار المعركة التي يشنها المعسكر الغربي الخليجي الإسرائيلي على المقاومة على الصعد كافة.

وسيشكل الملف الانتخابي بجميع عناوينه وجزئياته محور خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خلال المهرجان الانتخابي الذي يقيمه حزب الله للائحة «نحمي ونبني» في دائرة بعلبك الهرمل عصر اليوم، حيث سيدعو السيد نصرالله البقاعيين لأوسع مشاركة في الانتخابات وتحويلها استفتاء على خيار المقاومة ونهجها كي تكون الرد الأقوى على حملات التشكيك بشعبية المقاومة وحجم الالتفاف الشعبي والوطني حولها، ورداً أيضاً على استهداف المقاومة وسلاحها وشهدائها، كما سيشير السيد نصرالله الى حجم المعركة السياسية في بعلبك الهرمل وهي المنطقة الوحيدة التي زارها سفراء بعض الدول الخليجية، ما يدلّ بوضوح على أن هذه المنطقة محطّ استهداف خارجي.

ويتطرّق السيد نصرالله الى الشأن الإنمائي في مناطق البقاع ويعرض بعض الوقائع والاستدلالات التي تفضح تقصير الحكومات المتعاقبة لجهة الخدمات والإنماء وسيُلقي الضوء على المخطط الإنمائي الذي أعدّته كتلة الوفاء للمقاومة.

ويشمل هذا المخطط، بحسب مصادر نيابية بقاعية 4 محطات للصرف الصحي في الهرمل وإيعات وتمنين وأوتوستراد الفرزل – بعلبك واعتبار بعلبك الهرمل محافظة وإنشاء 4 جامعات وغيرها من المشاريع التي تبلغ قيمتها حوالي 890 مليون دولار بين 2009 و2017 في المقابل تسأل المصادر: ماذا قدم تيار المستقبل في مناطق انتشاره في البقاع وعكار وطرابلس؟

ولفتت المصادر لـ «البناء» الى أن «اللقاءات التي عقدها نواب ومرشحو حزب الله ولائحة نحمي ونبني واللقاءات الداخلية التي تحدّث فيها السيد نصرالله أزالت الغموض والالتباس الذي اعترى شريحة من البقاعيين الذين تأثروا بحملات التضليل الموجهة من غرفة العمليات الانتخابية التي تديرها القوات اللبنانية بتنسيق مع سفارتي السعودية والإمارات في بيروت.

وتسأل المصادر الذين يتباكون على حقوق المسيحيين في البقاع: مَن مسّ بهذه الحقوق، مشيرة الى التعايش والانصهار بين المسيحيين والمسلمين والعلاقة التاريخية بين مكوّنات تلك المنطقة.

السعودية و14 آذار يبحثون عن نصر وهمي

وتتحدّث مصادر بقاعية لـ «البناء» عن استخدام 14 آذار المال الانتخابي الخليجي لاستمالة الناخبين في البقاع، ورفضت مصادر نيابية بقاعية في حزب الله الحديث عن اختراق للائحة «نحمي ونبني»، مشيرة لـ «البناء» إلى «أن الحزب منذ إقرار قانون الانتخاب كان يعلم بأن الطرف الآخر أي القوات والمستقبل يملكان حوالي 80 ألف صوت يمكنهم من تأمين حاصلين انتخابيين، وبالتالي يحوزان مقعدين الأول سني والآخر مسيحي ماروني وبالتالي لا يمكن الحديث عن اختراق للائحة المقاومة وتقديمه كإنجاز أو انتصار يبحث عنه أخصام المقاومة في الداخل وأعداؤها في الخارج، لأنه سيكون انتصاراً وهمياً»، مستبعدة حصول اللوائح الأخرى على مقعد شيعي». ولفتت في المقابل الى أنه «سيكون لفريق المقاومة حلفاء آخرون من مختلف الطوائف الأخرى في دوائر صيدا والبقاعين الغربي والاوسط وبيروت».

بري: رأس المقاومة مطلوب

وأكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، خلال استقباله في دارته في المصيلح وفداً شعبياً كبيراً من بلدة الصرفند أنّه «لم يعُد خافياً أن رأس المقاومة التي أطلق جذوتها الإمام السيد موسى الصدر مطلوب على مختلف الصعد حتى من بوابة الانتخابات النيابية».

وقال: «إذا كان التحالف بين الرئيس بري والأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله، وبين حركة «أمل» و»حزب الله»، حاجة وضرورة في السابق فهو اليوم بات قدراً. وعبثاً يحاول المُغرضون النيلَ منه لأنه صلب كصخر الجنوب وسهل ممتنع كسهل البقاع». وأضاف بري: «أنتم معنيون، كما كل أبناء الجنوب بعدم السماح للصوت التعطيلي أن يخترق لوائح «الأمل والوفاء»، من خلال الاقتراع بكثافة وتحويل يوم السادس من أيار يوم استفتاء حقيقياً».

قاسم: لن نترك السلاح إلا بعد زوال «إسرائيل»

بدوره، حدّد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم هدفين يسعى اليهما حزب الله في الانتخابات وهما «توسيع نسبة المشاركة وإدخال بعض الحلفاء الى الندوة البرلمانية»، معتبراً أن التحالفات الانتخابية لن تؤثر على التحالفات السياسية خاصة بين حزب الله و»التيار الوطني الحر».

وأكد أن «تحالفات «التيار» حصلت بناء على مصالح انتخابية وليس بناء على رغبة أميركية»، وقال «بدليل أننا متحالفون في دائرتي بعبدا وبيروت الثانية». وأضاف «كتلتنا نحن و»حركة أمل» والحلفاء ستكون وازنة وفيها سعة تمثيل ونحن دائماً ننظر إلى سعة التمثيل».

أما بالنسبة لرئاسة مجلس النواب فأكد قاسم: «تبين من خلال التجربة والتحالف مع «حركة أمل» أن الأجدر ليكون رئيس مجلس النواب هو الرئيس نبيه بري»، مشيراً الى أن «موضوع رئاسة الحكومة مؤجل لما بعد الانتخابات، لأنه ليس واضحاً مَن الشخص المناسب لموقع رئاسة الحكومة».

وفي حديث لوكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية «إرنا» لفت قاسم الى أن «حزب الله لن يترك السلاح الا بعد زوال كيان العدو وانتهائه».

وشدّد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب نواف الموسوي في مهرجان انتخابي «أننا نريد في معركة الانتخابات التي نخوضها اليوم تحرير القرار اللبناني، ونحن على وشك تحرير هذا الإقرار».

انتخابات المغتربين

إلى ذلك لا تزال عملية الاقتراع في بلاد الاغتراب ونسب التصويت محطّ قراءة الوسط السياسي والمتابعين للشأن الانتخابي، وأعلن وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أن «نسبة الاقتراع العامة للبنانيين في الانتشار بلغت 59 في المئة. وهي نسبة جيدة»، وتابع: «المحصلة لنسب المقترعين في الخارج: أستراليا 58 في المئة، أوروبا 59.5 في المئة، أفريقيا 68 في المئة، أميركا اللاتينية 45 في المئة، الدول العربية حوالى 69 في المئة، وأميركا قد تصل 55 في المئة».

وأشار باسيل الى انّ «اهم ما في الشكاوى التي وردت هو أنها أتت من كل التيارات السياسية والمرشحين ومنهم التيار الوطني الحر وحركة أمل وحزب الله». وقال في مؤتمر صحافي عقده أمس، في وزارة الخارجية لتقويم العملية الانتخابية في الخارج «لبنان سجل انتصاراً كبيراً لكل اللبنانيين في الانتشار ونسب اقتراع المغتربين كانت مقبولة جداً بعكس ما يروّج له».

وسُجّل وصول آخر صندوق اقتراع اغترابي من جدة في المملكة السعودية الى بيروت، وبذلك يكون اكتمل نقل هذه الصناديق من الدول العربية، ومجموعها 32 صندوقاً، على أن يتم لاحقاً ركنه مع باقي الصناديق في مصرف لبنان. وينتظر أن يتم نقل صناديق الاقتراع من البلدان التي جرت فيها عملية الاقتراع في أستراليا، أوروبا، أفريقيا وأميركا، ليتم فرز كافة الصناديق في 6 ايار.

واعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن «التواصل الذي نشأ مؤخراً بين لبنان المقيم ولبنان المنتشر اعاد الحيوية الى العلاقات بين اللبنانيين وأقربائهم في العالم. وهذا عامل مهم لا سيما بعد الإجراءات التي تحققت قبل سنة لجهة استعادة اللبنانيين جنسيتهم، وتمكينهم من ممارسة حقهم في الانتخابات النيابية في دول الانتشار. وهو ما تم خلال الأسبوع الماضي بنجاح».