خبر

العريضي: زمن الفتن في الجبل ولى مع شركاء يتصرفون بصدق وأمانة

أقام الحزب التقدمي الاشتراكي في الغابون لقاء سياسيا مع عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب غازي العريضي، بحضور داليا جنبلاط، عضو مجلس القيادة في الحزب خضر الغضبان وحشد من الحزبيين وأهالي البلدة والجوار.
بعد النشيدين الوطني والحزبي، كانت كلمة تعريف للمحامية أسامة زين الدين، ثم القى شفيق ابو حسين كلمة الحزب، فكلمة للغضبان.
بعد ذلك، قال العريضي: “شكرا على حضوركم هذه الأمسية العزيزة في بلدة كريمة، غالية، مناضلة، مضحية، وفية، أبية، قدمت الكثير من التضحيات، صبرت، ناضلت، صمدت، تعبت، لكنها في النهاية انتصرت لأهلها وبأهلها وشهدائها مع جيرانها على رأسهم هذه القرى المحيطة وبيصور التي جمعتها بالغابون وبعدد من القرى في هذه المنطقة، منها طريق الكرامة. طريق الكرامة التي كانت طريق العرب وطريق الأحرار وطريق الحرية والنضال ووحدة لبنان وانتماء لبنان والحل الديمقراطي اللبناني للأزمة في لبنان في فترة الحرب”.
أضاف: “في هذه المناسبة التي تأتي قبل أيام من عيد الحزب التقدمي الإشتراكي، أبدأ بكلام واضح، ليس مسموحا لأحد ان يتنكر للكرامة الجامعة وان ينسى طريق الكرامة التي دفعنا ثمنها غاليا. عيد الحزب، عيد مسيرة طويلة من النضال والتعب والعناء والتضحية والوفاء والشهداء، عيد مسيرة سطرنا في محطاتها النضالية التاريخية أروع الملاحم والبطولات، يوم انطلق مؤسسها المعلم الشهيد كمال جنبلاط الذي كان يدرك تماما ماذا ينتظر لبنان والحزب في لبنان، ليعطي لبنان ويدافع عنه. نحن حزب منذ انطلاقته آمن بثوابت من الحرية والعروبية الى الاشتراكية الى الانحياز للعمال والفقراء الكادحين الى الإنتماء الحقيقي لهذا البلد”.
وتابع: “كمال جنبلاط كان يخاطبنا دائما عندما انطلق في هذه المسيرة، ان طريقنا هي طريق الصعاب والتضحية والشهداء والأسر والمعموديات، والجهاد والسجن والتضحية، لا سيما ان أول شهيد في لبنان في حركتنا الطلابية والشبابية دفاعا عن الحرية والديمقراطية والقضايا المطلبية كان الشهيد حسان بو سماعيل. لذلك، منذ انطلاقة هذا الحزب، كان يقدم الشهيد تلو الشهيد، دفاعا عن عزة وكرامة وشهادة وعن مدرسة وطنية حقيقية، حاولوا كثيرا ان يسقطوها، ووصلوا الى مرحلة من المراحل اسقطوا قائد المسيرة في انتخابات 1957، لكنه اسقط الجميع بعد ذلك عندما اعترفوا له انه ليس صانع كرسي نيابي في الشوف انما صانع الرؤساء في لبنان. هذه هي مسيرة الحزب وحقائق التاريخ الذي يحاول البعض الهروب منها”.
واوضح ” هذا الحزب لا يزال أمينا وفيا حريصا على ثوابته ومبادئه وعناوينه ومدرسته وعلى كل ما قدم، وفيا وأمينا على الرسالة والوصية التي تركها لنا المعلم الشهيد، الذين توهموا انهم باغتياله اسقطوا الحزب والرجل الكبير، فوجئوا ان سيدا كبيرا أطل من الدار الكبيرة، هو وليد جنبلاط الذي أثبت لهم على مدى عقود من الزمن ان مسيرة كمال جنبلاط أقوى من سلطانهم وغدرهم وطغيانهم وظلمهم. لذلك، كنا ولا نزال نقول، في كل المحطات، انتظروه على المفارق، فكان الأكبر والأقوى وعبر بنا في أصعب الظروف والمحن الى بر الأمان. الى ان جاءت تلك المرحلة السوداء في تاريخ لبنان التي حاولنا ان نبعده عنه، ألا نشرب الكأس المر وألا يغرق لبنان والجبل في حرب”.
وقال العريضي: “حصل ما حصل، قمنا بواجب، دافعنا عن انفسنا وكرامتنا وارضنا ووحدتنا وقاتلنا، لكننا وأقول لكم، اننا في أصعب الظروف حينما كانت القذائف تنهمر علينا ذهبت في الليالي الصعبة الى المختارة ووجدت وليد جنبلاط مجتمعا مع رسول أو قلقا، ولطالما كان يقول، انني ابحث عن شريك يلتقط الإشارة واللحظة، لا يريد حربا في الجبل، لا يريد خرابا في الجبل إذا كان البعض لا يدرك معنى هذه المسألة، نحن أهل المنطقة والتاريخ ونعرف تاريخ لبنان وميزان لبنان، فإذا أصيب الجبل أصيب لبنان. وإذا انكسر الجبل انكسر لبنان، واذا كانت الفتنة بالجبل كانت في كل لبنان، هكذا كان يفكر تحت وابل القنابل والقذائف، لذلك لم يكن مستغربا ان يخوض الحرب من جهة ويعبر بنا جميعا حينما كنا مستهدفين بدون اي تمييز وهو حق وواجب عليه في تلك الفترة، لكنه لم ينس للحظة ان الجبل يجب ان يعود بوحدته وأصالته وشراكته الحقيقية. هكذا يبنى ويصان الجبل ولبنان. هذا ما فعله بالحرب، وعندما وضعت أوزارها، ذهب للسلم، وكان رجل الحرب دفاعا عن الكل وعن لبنان، وكان رجل السلم لأجل كل لبنان”.
أضاف: “لا ننسى ان الحزب عندما يشير الى العروبة، ان معلمنا وقائدنا انتصر لأنبل قضية عربية وهي القضية الفلسطينية، انتصر لفلسطين وشعبها حتى ذهب شهيد فلسطين والعروبة الحقيقية. اليوم في هذه المناسبة، وعيد الحزب، وبعد سنوات من النضال تعمد فيها دمنا مع دم الأخوة الفلسطينيين في أصعب الظروف، أتوقف عند شابتين فلسطينيتين، هما عهد التميمي وجنى التميمي. عهد المعتقلة التي تناشد اليوم الشابات العربيات الوقوف الى جانبها بعد حكمها بالسجن وتعرضها للتعذيب والإعتداء عليها والتحرش والعنف الجسدي، والى جانبها ابنة عمها جنى ابنة الـ12 سنة، وهي منذ كان عمرها 8 سنوات، وهي توثق بالهاتف كل الإجرام والإرهاب الإسرائيلي حتى سميت في أهم وسائل الإعلام الغربي أصغر مراسلة صحافية في العالم، وهي تتقن اللغة الإنجليزية، فهذه الطفلة هزت كيانهم وأرعبت جيشهم، والآن ينتقمون منها ويهددونها. فمن جبل كمال جنبلاط وباسم شهدائه ورفقائه ونضاله نوجه التحية لفلسطين واهلها، الى جنى وعهد، وعهدهم هو العهد وفلسطين هي العهد، والقضية هي القضية، ونحن أوفياء وأمناء”.
وتابع: “أما الحرية، فنحن الحزب الذي قاد كل النضالات والتحركات الشعبية من أجل ان يبقى لبنان حرا ومن أجل ان تبقى الحرية أساس هذا الوطن والكيان المميز، في هذه المنطقة المحكومة بأنظمة كلية وأنظمة ظلم وقهر واستبداد. هذا الحزب قدم على مدى سنوات من النضال خيرة الرجال والشهداء من أجل الحرية في لبنان. ولم يكن لنا الا محطات ناصعة دفاعا عن حريات الأفراد وحرصا على التنوع والخلاف بالرأي بين القوى السياسية، فالحرية تسمح لنا بالتعبير عن آرائنا وأفكارنا وبرامجنا، ولطالما كان كمال جنبلاط يقول: لا نخاف من بشر مثلنا، فمن يخاف من بشر مثله يسلط عليه، نحن لا نخاف الرأي والموقف والآخر، بل نحاور الآخر لاننا أقوياء بنفوسنا وعقيدتنا وعقليتنا ومبادئنا، قناعاتنا وثوابتنا وقراءتنا، ودراستنا، ومسيرتنا، لا نخاف الآخر، نحاور وننفتح على الكل. وكيف إذا كان صاحب هذه المسيرة من استوعب ثقافات وحضارات العالم وخاطب كل القادة الكبار على مختلف آرائهم السياسية وكان يحظى بكل التقدير والاحترام منهم لما كان لديه من سعة عرفة وثقافة واطلاع”.
واوضح “نحن أبناء هذه المدرسة، لذلك، في هذه المرحلة بالذات نحن نتطلع الى لبنان، ونخشى الانزلاق ببعض ممارسات السلطة واجهزتها، خصوصا في فترة الانتخابات، نحو مزيد من تقييد الحرية واستهداف الإعلام واصحاب الرأي لانهم ينتقدون أو يكشفون حقائق أو يقدمون معلومات تعبر عن حقيقة قائمة في البلاد، بدلا من ان يستمعوا الى آراء الناس، ويذهبوا لمعالجة ما يشعر به الناس من مظاهر ومخاوف وقلق من حاجات ومطالب، فيذهبون الى محاسبة إعلامي أو سياسي بشكل استنسابي، فاذا خرج منهم من يكذب ويدعي على الآخر، يحظى منهم بكل الرعاية والحماية، فليس بهذا الشكل تصان الحرية وليس بهذه الطريق تصان هموم الناس، وهذا لا يعبر عن رئاسة قوية وحكم قوي ورئيس قوي وشخص نريد فعلا ان يكون حامي الحريات كما كان ينادي دائما. فما يحصل بالبلاد إساءة الى كل ما كانوا يقولونه وهم يسيؤون اليوم الى انفسهم بممارسة السلطة، لكننا كنا وسنبقى بالمرصاد، فلبنان لن يكون إلا بلد التنوع والحرية والديمقراطية ولم يقو حكم في لبنان على اسكات صوت حر ديمقراطي من اي موقع كان، وهذه رسالة الحزب وقراره، لندافع فيه عن لبنان وحرياته”.
واشار الى “ان أخطر ما يقلقني انهم بما يفعلونه يسقطون فكرة الدولة وثمة فرق بين كيان ونظام ودولة، فالدولة مؤسسات تحمل هموم الناس، ونشعر اليوم بأن فكرة الدولة تموت، وليس فقط المؤسسات، والسبب ان ثمة استقواء واستخدام للمؤسسات مما ينسجم مع مصالح فريق معين، على مدى سنوات من الزمن، أقلقوا البلاد بالحديث عن الفساد، وأصدروا الكتب وقالوا المطولات بالفاسدين وذهبوا الى طريقتهم المعهودة. يريدون نبش قبور الشهداء الكبار تحت عنوان “محاكمة الفاسدين”، ومنذ وصلوا الى السلطة، وهم يتحدثون عن الفساد ولا يفعلون شيئا، وما كانوا يقولونه عن الفاسد بلعوه وأخفوه، والسبب ان هناك شراكة الآن في اتفاق اسميه اتفاق المصالح، وليس تسوية سياسية انتجت هذا العهد، هو اتفاق مصالح ترجم سكوتا وصمتا وتراجعا عن كل ما كانوا يقولونه. فمن منهم يثبتون هذا التلازم بين القول والفعل، ويجعلوننا نصدق انهم فعلا يريدون دولة خالية من الفساد؟ وبالتالي، هل هم رجال دولة أم انهم رجال سلطة يبحثون عن المصالح، ويستخدمون السلطة لأجل مصالحهم ويغضون النظر عن كل ما يرتكب من جهتهم أو جهات الآخرين، باستثناء من ينتقدون؟”.
أضاف: “لأننا نقود الإنتخابات ليس بخطاب الغرائز، انما نؤسس لمرحلة ما بعد الإنتخابات في الحديث عن الدولة والتناقض بالمواقف. أول من أمس، وافقوا في مجلس الوزراء على رفض استئجار البواخر، وقبلوا بإنشاء معامل على الأرض، لماذا اعترضوا واصروا على البواخر حتى ذهب الكثيرون الى الحديث عن احزاب البواخر ورجال البواخر وسماسرة البواخر، وفجأة تراجعوا عن هذه المسألة، بعد ان اضعنا سنة ونيفا والبلاد تغرق في الظلام والسرقة والاتفاقات والخلافات مع دوائر المناقصات داخل الحكومة. وحتى بعد باريس 4 الذي راهنوا عليه، دخلوا مجلس الوزراء واختلفوا بعد ساعات من المؤتمر بينما كان العالم يتطلع الينا، فلماذا فعلوا ذلك؟ من يحاسبهم؟ وهم كانوا يقولون نحن طرحنا الخطة، لكننا كنا دائما نواجه بالتعطيل، ولكن من كان يعطل؟ فنحن بالحزب كنا نعارض، شركاؤكم بالإتفاقيات كانوا يعارضون ويعطلون كما كنتم انتم تقولون، وبالتالي الآن لا تتحدثون عن الشركاء لأنهم في اتفاق المصالح واليوم، من المعطل؟ انتم رفضتم ثم وافقتم، وانتم من عطلتم. من يدفع الثمن ويحاسب وانتم تتحدثون اليوم عن قرارات ووعود وما شابه؟”.
وتابع: “هذه هي السياسة التي تقلق بالتعاطي مع مؤسسات الدولة ومصالح الناس. طرحنا عدة اسئلة منذ انطلاقة العهد حول اتفاق الطائف الذي هو دستور البلاد. وفي كل محطة كنا نلمس فيها خروجا عن هذا الإتفاق، كنا نرفع الصوت. كان البعض لا يبالي لانه جزء من اتفاق المصالح، وهذا البعض اخذ ما اخذ، واخذ معه لبنان بدمنا لاتفاق الطائف. أقف عند ما قاله احدهم منذ أيام في اطار حملة انتخابية وتعبئة طائفية، فأشاد بالعهد قائلا: “لقد عدلنا اتفاق الطائف بالممارسة وليس بالنص لاننا امام رئيس قوي”. يعني يعترفون انهم تجاوزوا اتفاق الطائف لان الرئيس قوي، ونسوا ان الرئيس القوي يحفظ الدستور ولا يخالف الطائف. هذا انقلاب بكل ما للكلمة من معنى، هذا استخدام لوسائل الدولة بشكل بشع ومنحرف عن الدستور، هذا تعطيل لمجلس الخدمة المدنية وضرر لمئات الشباب الذين قدموا امتحانات ونجحوا، لكن النتائج لم تعلن تحت عنوان ان ليس ثمة توازنات طائفية، والوظائف التي تقدموا اليها ليس ثمة اي اشارة ان الطائف يؤكد عليها. من يتجاوز الدستور ويظلم الناس ليس بهذه الطريقة يتم التعبير عن رئاسة قوية، هذا اعتداء على ابنائكم من اللبنانيين ومستقبلهم ومصيرهم، هكذا لا يمكن للبلد ان يستقر”.
وقال: “بالأمس جاؤوا من بروكسل مختلفين، منهم من رفع الصوت، ومنهم من سكت والخلاف واضح وليس جديدا، لكن ايضا اتفاق المصالح جعل البعض يسكت ويصمت لان ثمة خلافا قائما في البلد حول مسألة النازحين، وهناك اصرار من البعض على التعاطي مع القضية بعنصرية. الإخوة السوريون لم يغادروا بلادهم بقرار ذاتي وفي ظل حياة فيها الامن والاستقرار والعمل والمدارس والجامعات. ذهبوا الى لبنان والعالم لان هناك ظلما وقهرا يمارس عليهم، وثمة ارهاب من قبل من اصر منذ بداية الطريق على ألا يكون هناك معارضة او شعب له حقوق. كيف يعودون ولا تزال اعماله مستمرة اليوم؟ مسألة النازحين كانت بالنسبة للبعض في السلطة مسألة انسانية، وفجأة في مخاطبة الشعب، لأجل المال، بدأوا الحديث ان الوضع سينفجر في لبنان، بسبب ارهابيين يهربون اليه. هذا هو العنوان من اجل ان يأتوا بالمال، فعادوا خائبين. من يتحمل المسؤولية بالتعبئة، ولماذا هذه الحملة؟ حاولنا مرارا الذهاب لاتفاق حول مسألة النازحين، لكننا فشلنا بسبب الاصرار على هذه المواقف، كأننا نتحدث عن اعداء او أخصام”.
وتابع :”اما الانتخابات، كلام كثير يقال اليوم، سمي قانون الانتخابات خبيثا من قبل من؟ من قبل الذين اندفعوا اليه، واختلفوا معنا عندما اعترضنا عليه، والذين صنعوه يقولون اجبرنا عليه. هذا القانون صنيع عقد اتفاق المصالح، هناك نزاع قوي في اتفاق المصالح جعل البعض يفرض القانون الذي توهم انه يحميه. اصبحنا امام خطاب طائفي ومذهبي، مذابح على اللوائح والصوت التفضيلي بين الشركاء وابناء البيت الواحد في كل لبنان”.
ولفت الى ان “أهم عمل للماكينات الانتخابية، كيف ينظم الصوت التفضيلي بسبب هذا القانون، ذهب البعض الى نبش القبور والبحث عن العظام وهم يتحدثون ان هذا القانون سوف يفتح الباب امام تطوير الحياة السياسية في لبنان. هل يتلاءم هذا الخطاب مع تطوير الحياة السياسية، كيف يمكن للحياة السياسية أن تتطور، وبعضهم يتحدث بلغة مذهبية وطائفية وشحن واتهامات ونسف أسس المصالحة والعودة للحديث عن كل الأحقاد. خطاب القانون وقانون الخطاب يلتقيان في مكان واحد خصوصا في هذه المنطقة، وعموما في لبنان. في لبنان هناك استنسابية، واستخدام للسلطة. أحيي رئيس الجمهورية على الرسالة التي اطلقها عندما دعا الجميع الى الابتعاد عن لغة التشنج، والانتقال الى مستوى لائق، لكني اسأل، هل الذين يتحدثون باسم الرئيس يلتزمون برئاسته، ووصيته، ام هم الذين ينفخون بنار الحروب والاحقاد، ويريدون نبش القبور، والبحث عن العظام والمشاجرة، والمتاجرة بكل القضايا ومسيرة الدولة؟”.
وتابع: “المطلوب من هؤلاء الالتزام قبل غيرهم، وألا ينحرفوا كما فعلوا بالاسابيع الماضية. ذهب احدهم الى الجنوب، خاطب الناس بكل وضوح وقال: “لن يكون لكم طلب او خدمة او معاملة في الوزارات التي نكون فيها اذا لم تنتخبونا”. خرج رئيس بلدية تلك القرية على الحدود وقال: “سامحكم الله ماذا انتم فاعلون؟ نحن نعيش بأمان وحرية وكرامة ونتبنى مشاريع الدولة والدولة موجودة وتأتينا بأموال. لماذا هذه الشروط؟ انتم تسيئون الينا”. هل هذا تكريس لنزاهة الانتخابات ووصية رئيس الجمهورية؟ البعض يشكو من ان هناك مرشحين يستخدمون مؤسسات الدولة للانتقام من أخصامهم، وبالتالي هذا استخدام للمؤسسات ضد الآخرين؟”.
واكد انه “منذ أيام، الدكتورة زهيدة درويش، الامينة العامة للجنة الوطنية للأونسكو، من القامات العلمية الثقافية المعروفة في لبنان، انتهت مدة رئاستها، وأرادوه في عهد جديد. ومنذ أيام، أقالوها من منصبها لانها دعيت لمناسبة انتخابية وحضرتها، وهذه المناسبة لأخصامهم. ألم تروا الا هذه الدكتورة فقط للانتقام منها؟ بعد كل المظلوميات التي مررتم بها، هل جئتم للسلطة لتمارسوا مظلومياتكم ضد اللبنانيين؟ هذا اعتداء على حريات الناس والقانون”.
وقال العريضي: “أما في هذه المنطقة، فلم نضيع الاتجاه اثناء طرح القانون، كنا نعرف ان هدف وليد جنبلاط هو الجبل، والبعض لم يتردد في قولها. سرنا بانفتاح وقناعة وقوة وإخلاص ليظل الاتفاق بين بعضنا البعض قائما. ليس للجبل مصلحة لأي انقسام جديد. حاولنا مع الجميع، لكن بعضهم رفض. قلنا فلتكن انتخابات ديمقراطية، وليكن التنافس ديمقراطيا، تحت سقف القانون، وبدون مشاكل. لكن البعض يريد المشاكل، ويقولون ان المصالحة لم تتم والعودة لم تتم، ثم يقولون لا نريد المصالحة لاننا لم نختلف مع أحد. فإذا كنتم تريدون المصالحة، نحن عقدناها لمصلحة الجبل مع شركاء أساسيين لطي صفحة الحرب في هذه المنطقة تأكيدا لنية ورؤية وليد جنبلاط. عقدت المصالحة مع البطريرك الكبير والجديد باركها ونحن ننعم بحياة هادئة مع شركائنا، نختلف ام نتفق، الأمن مصان، عبر العمل معا في البلديات للتنمية وصون الحريات. لماذا تصرون على هذا الخطاب؟ هل تنجز العودة بالتشنج والتهديد؟ نحن نتعالى بوحدة الحرص على أمن الجبل والإنتماء الواحد. تعالوا لنعمل معا لتصحيح كل الأخطاء السابقة، نريد الانماء المتوازن في الجبل”.
أضاف: “ذات يوم، كنا في اجتماع مجلس وزراء وكانت المعركة الكبيرة على الطاولة: لماذا هذا الانفاق من وزارة الاشغال في الجبل؟ بقيت صامتا لوقت طويل، وبعدما سألني رئيس الجمهورية عن الموضوع، قلت لهم: نعم، هذا ما انفقناه بالجبل وليس سرا، لان الجبل ترك لوقت طويل، وكل الطرقات التي شقت لم تكن فئوية، انها الطرق التي يسلكها كل الناس من مختلف الانتماءات. الجبل محروم، وأريد مالا أكثر في الجبل. أجاب أحد العباقرة: والانماء المتوازن؟ قلت له: انتم هنا على مقربة أمتار من المختارة، اتركوا صاحب هذا الشعار نائما هنا، ويجب ان تعلموا ان في تاريخ لبنان من قال هاتين الكلمتين، هو المعلم كمال جنبلاط، ونحن نعمل بخطاه. والآن هم يتاجرون بالإنماء المتوازن. لا أريد الدفاع عن نفسي ورفاقي، واقول فقط ان رئيس الجمهورية بعد ذهابه لجزين قال لي: “أهنيك على طرقات الحرير التي سلكناها. فأنت لم تعمل في مناطقك فقط. فما علي من كل الذين ينطقون باسمه ويهاجمون الغير. مع ذلك، نقول له تعال لنعمل سويا بعد الانتخابات مهما تكن النتائج، لمصلحة الجبل”.
وتابع: “أما القضية الأبرز، من المعيب الحديث عن تحالف قائم على أساس ان أصحابه لم يتقاتلوا مع أحد ولا دماء على أيديهم. هذه كذبة وتجاوز للحقائق والتاريخ وتبسيط للأمور وإهانة لعقول الناس. نحن عقدنا الصلح، ولا ننسى التاريخ. بإسم الدولة آنذاك خربوا لبنان، واليوم باسم لبنان يخربون الدولة. اعتبروا ان حربهم كانت باسم الدولة وخربوا لبنان ودمروا كل شيء. أهكذا يكون الإصلاح ام انه استغلال للمرحلة الانتخابية لتجييش الناس؟”.
وشدد على انه “ولى زمن الفتن بالجبل ما دمنا موجودين وسنبقى موجودين ومعنا شركاء يتصرفون بصدق وأمانة ويعملون بمنطق الشراكة لأجل كل الجبل أيضا. لن يكون هنالك فتنة بالبيت الصغير حيث كان الكثيرون يهددون عندما يواجهون مشكلة مع وليد جنبلاط، ويقولون دائما نحن نعرف كيف نؤلم هذا الرجل عندما نمسكه باليد التي تؤلمه. نقول لهم ان رب البيت حريص على بيته ولا يريد فتنة فيه، فما بالكم اذا كان هذا الرجل زعيمنا وقائدنا ورئيسنا وكبيرنا وعزتنا ووجودنا الدائم؟ انه وليد جنبلاط الذي صنع المصالحة وهو الذي يخاف عليها، وهو لا يتصرف من موقع الخائف او القلق او الضعيف، انما من موقع الحكمة التي تظلل رؤوس مشايخنا الأكابر، من موقع العقل والضمير واننا أرباب البيت، فأي مشكلة تحصل بالبيت حتى لو كانت خارج دائرتنا نصاب بها، لاننا أصحاب البيت ودافعنا عنه، وخطيئة البعض انه يخرج عن هذه الثوابت ويتنكر لها”.
وقال العريضي: “ثمة نوع مميز يتقن لغة المقابر، أما نحن، ان تنادينا المنابر وان كتبنا، فالمحابر أفرزت تبر الكلام، وان خطبنا، أفرزت كبر اللئام، لا نرد على الصغائر ونبعد عنا الكبائر، بعد جرح سنثابر وسنفتح كل المعابر، نحو صلح لا نكابر، انما إيمان صابر رسخ فينا الثبات، فلا تردد بل تشدد وتوحد. اما هم، ففي سبات.هم يقرعون باب الفتنة، ويحلمون ويظنون ان عصرا سيعود يتلاعب بوجود ويرسم خط حدود، ان دورا سيقود، لعبة تحديد الأحجام قلب الواقع والأرقام. انها حالة من أورام، تختزن كل الأوهام، يلعبون دور الهدام في الدولة، ويتقنون ويلعبون ويلهثون بالرسائل يبعثون، فحقدهم أعمى البصائر، حدد رسم المصائر فهؤلاء مجدهم ولى وغابر، هؤلاء حل مجدهم. أما نحن، نحن في الحزب حصون لا تدرك بل تصون، إرث أرض عز، الواجب الجهاد والكرامة والشهامة، وللمعلم الأمانة، للوصية والمكانة والوليد والحصانة”.
وختم: “أما أنت يا وليد، انت السيف القاطع والنجم الساطع كنت الجامع والصانع نصر كرامة، وتبقى المانع لاي خلاف وتبقى البارع في توحيد الصف تسارع، حتى يسمع كل سامع ويقشع كل قاشع، ان الفتنة ممنوعة والراية مرفوعة والكلمة مسموعة. معك نبقى نصارع والأخصام نبقى نقارع بالكلمة والرأي الحر. نحن معك لا يمر من يهوى الشر ليجر الى البيت اللعنة. فنحن لسنا اهل الطعنة. ايها الاشتراكيون، علوا الرايات وملوا الساحات ودعوا الدنيا كلها تحكي عنكم، انتم الذين يخافون منكم، وانتم الأهل وانتم الفصل والأصل، ضعوا حدا للذين يحاولون ان يمدوا ايديهم، ظالمين جائرين، يعتقدون ان لهم أهمية. قولوها كلمة أحرار، يوم السادس من أيار، مهما الدهر علينا يجور، أنتم الشعلة والنور، لتبقى المختارة وتيمور مكللين بالنصر”.