خبر

مقدمات نشرات الأخبار المسائية

مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

مربع رمادي قاتم يخيم على الأوضاع في لبنان لا بل يحيطها وربما لا يمكن التغيير من طبيعته إلا تحت قوس قزح، يمتد من واشنطن - باريس، إلى طهران فالرياض - القاهرة ثم بيروت.


هذه النظرية التي يستند فيها مراقبون الى تأثر لبنان تاريخيا" بما يحيط به من ارتكازات وتطورات إقليمية - دولية توازيها انعكاسا" نظرة داخلية واضحة ومباشرة للمربع المحلي غير المريح والذي تظهر في الساعات القليلة الماضية ويؤشر الى "خياراتهما" على المسار الحكومي أو يعيد الأمور الى مستوى الصفر أو نقطة البداية.. ويتمثل هذا المربع الضاغط بالآتي:

1- إعلان الرئيس الحريري تمنعه أو عزوفه عن التكلف بتأليف الحكومة الجديدة طالبا" سحب اسمه من الترشح وقد فسر هو موقفه، بإظهار استيائه من بعض الأفرقاء. في حين كان حتى ظهر الاثنين على الأقل، لا يزال الثنائي الشيعي مقتنعا" بالحاجة الماسة الى دور الحريري من أجل فتح مسار يخرق الأزمة. في وقت استمر المكوك المحلي اللواء عباس ابرهيم في تحركه بين المرجعيات المعنية والمسؤولين ذات الصلة.


2- عدم ظهور تغيير في موقف التيار الوطني الحر بموضوع التسمية واعلان تكتل لبنان القوي وجوب الاسراع بتأليف حكومة لافتا" الى ظروف الوضع الاستثنائي ومشددا" على ان عمل التأليف الحكومي يخضع للآليات الدستورية المعروفة.

3- الارتفاع القياسي والخطر في أعداد الاصابات ب كوفيد 19 خصوصا" أن طرابلس وحدها سجلت 44 إصابة.

4- خرق مجتمعي عملي فاضح لقرار الإقفال العام وذلك عشية اجتماع المجلس الأعلى للدفاع في القصر الجمهوري قبل ظهر غد.

أما في المقابل وفي خرق إغاثي وسياسي للأحوال الصعبة وله مدلولات لافتة فقد برزت جولة نائب رئيس الحكومة القطرية وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الذي التقى الرؤساء عون -بري - دياب - الحريري- جنبلاط. ثم جال في المرفأ قبل ان يزور البطريرك الراعي ثم يتابع الجولة.

كل هذه المعطيات تتعاقب وكأنها تسابق موعد عودة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي سيركز في مقدمة زيارته الثانية نهاية الشهر على مقررات مؤتمر سيدر المرهون تطبيقه، بتنفيذ لبنان الإصلاحات وترؤس الحريري الحكومة الجديدة.

في أي حال، بالنسبة الى ترجيح نهاية الاسبوع موعدا" للدعوة الرئاسية الى الاستشارات النيابية الملزمة من أجل تسمية شخصية لتأليف الحكومة فقد باتت تتأثر أكثر من ذي قبل بالموقف المستجد للرئيس الحريري وبالاتصالات المتسارعة التي تزخمت أكثر بعد بيان الحريري.

تفاصيل النشرة نبدأها من الموقف المدوي الوارد في بيان الرئيس الحريري الذي دعا الى سحب إسمه من الترشح لرئاسة الحكومة رافضا" الإبتزازات من جهة وبدعة التأليف قبل التكليف من جهة.

مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

الملف الحكومي... مكانك راوح مع خفض تصنيف أي تقدم كان مرتقبا على خط التشكيل إلى سلبي إثر إعلان الرئيس سعد الحريري أنه غير مرشح لرئاسة الحكومة الجديدة متمنيا على الجميع سحب إسمه من التداول في هذا الصدد.

هذه المفاجأة لا تعني بطبيعة الحال أن الحريري لم يعد المرشح الأقوى وإن كان لا يريد الترشح لمهمة الرئاسة الثالثة فإن ذلك لا يمنع القوى الأخرى من تسميته للتكليف.

في الانتظار تواصلت التسريبات نقلا عن أوساط مقربة من قصر بعبدا والتيار الوطني الحر عن نية الرئيس ميشال عون الدعوة إلى اجراء الاستشارات النيابية هذا الأسبوع.

في غضون ذلك أستمر لبنان محجة للزوار العرب والأجانب وآخرهم وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الذي حط اليوم في بيروت.
من جهتهما وزيرا الخارجية الايراني والفرنسي تطرقا إلى الملف اللبناني خلال اتصال هاتفي جاء قبل نحو أسبوع من الزيارة المفترضة للرئيس الفرنسي إلى لبنان.

بعيدا من السياسة دخلت التعبئة العامة في لبنان يومها الخامس لمواجهة تداعيات وباء كورونا في ظل إستمرار الخروقات الواسعة.
ولوحظ أن عدد الإصابات انخفض عما كان عليه في الأيام القليلة الماضية لكنه ما زال مرتفعا ما يرسم صورة قاتمة عكسها مدير مستشفى رفيق الحريري الحكومي بقوله ان المعدل الأسبوعي للوفيات أعلى من المعدل العالمي وان الأسرة المخصصة لكوفيد 19 في المستشفى أوشكت على الامتلاء.
على أن إجراءات التعبئة العامة والوضع الأمني ستكون حاضرة في الإجتماع الذي يعقده المجلس الأعلى للدفاع غدا في قصر بعبدا.

اقليميا تبرز القمة المصرية - العراقية - الأردنية التي تعقد اليوم في عمان.

القمة تتزامن مع موجة التطبيع الحاصلة بين الدول العربية واسرائيل.

مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

الرئيس سعد الحريري أخرج نفسه رسميا، وربما نهائيا ، من السباق الى رئاسة الحكومة المقبلة . لكن البيان الذي أصدره ليس بيان عزوف عن الترشيح فحسب ، بل شكل ايضا مضبطة اتهام في حق بعض القوى السياسية كما اسماها في بيانه . الواضح ان الرئيس الحريري يوجه سهامه بالدرجة الاولى ، وربما تحديدا ، الى طرفين: العهد الممثل بالرئيس ميشال عون، والتيار الوطني الحر الممثل برئيسه جبران باسيل. فهو تحدث عن ابتزاز يمارس اما للتمسك بمكاسب سلطوية واهية او لتحقيق احلام شخصية مفترضة في سلطة لاحقة. التوصيف الاول يرفعه الحريري في وجه العهد الحالي ، اما التوصيف الثاني ففي وجه باسيل ، الذي يتردد ان اصراره على المشاركة في الحكومة وعلى ان تكون للتيار حصة وازنة فيها ، هو لتسجيل نقاط قد تساعده على اعادة تلميع صورته الشعبية وتعزيز وضعه السياسي في السباق نحو قصر بعبدا .

اذا ، لقد عدنا الى نقطة الصفر من جديد . والمشاورات التي امتدت اسبوعين لم تستطع ان تحقق اي خرق ، فماذا سيفعل الرئيس ميشال عون في هذه الحالة ؟ هل يدعو الى الاستشارات النيابية الملزمة ، وخصوصا ان الوقت يداهمه ، باعتبار ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سيكون في لبنان في الاول من ايلول للمشاركة في احتفالات المئوية الاولى لولادة لبنان الكبير؟ الرئاسة الاولى تبدو محرجة . فاستقبال ماكرون من دون وجود رئيس حكومة مكلف يشكل ادانة جديدة للطبقة السياسية عموما ، و لرئيس الجمهورية وفريقه السياسي خصوصا. فهل يتحمل الرئيس عون الضغط الفرنسي والدولي ، ام يفضل الانحناء امام العاصفة ، والتسليم باجراء استشارات نيابية ملزمة قبل وصول ماكرون الى بيروت؟

اقتصاديا ، المواجهة تحتدم بين القطاعات المنتجة على اختلافها وبين السلطة . فبعد الصرخة التي اطلقها القطاع التجاري امس ، اعلن القطاع السياحي اليوم ثورة حطام الطاولات والكراسي ، داعيا الى العصيان المدني السياحي. هذا في المواقف . عمليا ، القطاع التجاري اعلن ان المحال والمؤسسات التجارية ستفتح ابوابها غدا، اي انها لن تنتظر اجتماع مجلس الدفاع الاعلى ولا تغيير قراراته ، اذا غيرها. . ايضا فان المعلومات تشير الى ان مؤسسات القطاع السياحي في الشمال والجنوب والبقاع ستفتح غدا ، في حين ان الوضع يبدو ضبابيبا في بيروت وجبل لبنان . فهل ستمر الامور على خير ، ام اننا سنشهد مواجهة بين القائمين على القطاعين وبين الاجهزة الامنية المولجة تنفيذ احكام التعبئة العامة، وخصوصا بعد التحذير الذي اطلقه وزير الداخلية؟ والاهم من ذلك: ماذا سيقرر مجلس الدفاع الاعلى غدا ؟ وهل يتحمل توسع انتشار الكورونا ان تصبح اجراءات التعبئة العامة a la carte ؟ في المقابل كيف تسمح السلطة لنفسها ان تمارس سياسة الصيف والشتاء تحت سقف واحد ، فتسمح لبعض القطاعات ان تعمل بشكل عادي في حين تحرم قطاعات اخرى العمل؟ ان مجلس الدفاع الاعلى امام قرار دقيق غدا . فاما ان يعيد فتح البلد مع التشدد جديا في اجراءات الوقاية ، واما ان يعلن حال تعبئة حقيقية وجذرية وشاملة . فسياسة البين بين لم تعد تفيد ، لا بل انها اوصلت الوضع كورونيا الى مرحلة دقيقة وحساسة. فهل يكون مجلس الدفاع على قدر المسؤولية ، أم ان دفاعات لبنان ستسقط أمام الفيروس الخبيث؟

مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

سعد الحريري خارج السباق إلى السراي الحكومي. ولكن، ما هو البديل؟
هل هو مرشح آخر، سيتم التوافق على تسميته خلال مهلة معقولة، أم هو تمديد لا معقول لتصريف الأعمال، في ظل ما تواجهه البلاد من أزمات؟
في انتظار الجواب، لم ينكر أحد يوما، ولا ينكر أحد اليوم، أن تيار رئيس الحكومة السابق هو الأوسع تمثيلا على الساحة اللبنانية السنية، وهو ما أكدته نتائج ثلاث عمليات انتخابية نيابية متتالية، في الأعوام 2005 و2009 و2018، بغض النظر عن الموقف من الظروف السياسية والعاطفية والمالية والقانونية التي أحاطت بالاستحقاقات المذكورة، وتأثيرها في النتائج.

وانطلاقا من الصفة التمثيلية تلك، كان التفاهم الوطني عام 2016 ضرورة، على أمل إرساء تعاون سياسي بناء، يقي لبنان حر أزمات الإقليم، ويتدارك الاندفاعة السريعة نحو الهاوية الاقتصادية والمالية بفعل ثلاثين عاما من الخطايا والأخطاء.
غير ان رياح الممارسة لم تجر كما اشتهت سفن التفاهم. فكان التردد في السير بالمشاريع، والإحجام عن خوض غمار الإصلاح، ليكون ما كان في السابع عشر من تشرين الأول 2019.
يومها، كل التسهيلات قدمت كي لا يستقيل الحريري، وكل الإيجابية تم إبداؤها حتى يعود مجددا إلى التكليف والتشكيل، لكن بلا عودة إلى منطق الاستئثار. أما هو، فاختار يومها التخلي عن المسؤولية، محاولا إلقاء اللوم على الآخرين في تعطيل المشاريع وتعثر الإصلاح. أما النتيجة السياسية، فتكليف الرئيس حسان دياب، في محاولة لمواجهة التحديات، أحبطها التحريض الممنهج في الداخل والخارج، قبل أن تتلقى الحكومة ضربة قاضية بفعل تداعيات انفجار المرفأ.
اليوم، تمنى الحريري في بيان سحب اسمه من التداول في شأن التسمية لرئاسة الحكومة الجديدة.

فلنضغ جانبا ما ورد في النص من اتهامات سياسية وكلام مغلوط. فالوقت ليس وقت ردود وسجالات أو حتى شماتة… الأساس اليوم هو الإنقاذ، والتعاون الإيجابي بين جميع اللبنانيين في سبيل تحقيق هذا الهدف، والأجدى أن نركز على الفقرة الأخيرة من بيان الحريري، التي جاء فيها حرفيا ما يلي: سنسمي من نرى فيه الكفاءة والقدرة على تولي تشكيل حكومة تضمن نجاح هذه الفرصة الوحيدة والأخيرة أمام بلدنا، كما سنراهن أن تكون هذه الحكومة قادرة شكلا ومضمونا على القيام بهذه المهمة، لنتعاون معها في المجلس النيابي لتحقيق إعادة إعمار بيروت وتنفيذ الإصلاحات اللازمة وفتح المجال أمام أصدقائنا في المجتمع الدولي للوقوف إلى جانب لبنان إنسانيا واقتصاديا وماليا واستثماريا.

وفي الموازاة، كان تكتل لبنان القوي يجدد اعتبار المبادرة الفرنسية والاهتمام الدولي المستجد فرصة لمساعدة لبنان، مؤكدا أن على اللبنانيين ملاقاتها بجهد مشترك وحوار مفتوح من دون عقد وبالتخلي عن الأنانيات والمصالح السياسية لإيجاد التفاهمات اللازمة لولادة الحكومة والالتزام ببرنامجها الاصلاحي. كما رأى التكتل في زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون المنتظرة بمناسبة مئوية لبنان الكبير فرصة ليجدد اللبنانيون هذه المئوية بإظهار رغبتهم في اطلاق مسار وطني سياسي عبر حوار جامع يؤدي الى حل كل المشاكل الخلافية والاتفاق على اصلاح النظام الحالي دستوريا وسياسيا واقتصاديا وماليا واجتماعيا… مع الاشارة الى ان الحدث المحلي الأبرز اليوم، كان زيارة وزير الخارجية القطرية للبنان، معلنا من بعبدا أن الدوحة كانت بصدد التحرك لإنقاذ لبنان اقتصاديا قبل انفجار المرفأ، وأن هذا الجهد سيستمر.

مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

كلما رتقت بالسياسة من مكان فتقت من مكان آخر، وكلما أمل اللبنانيون ان يرتقي العمل السياسي الى مستوى الازمة، خابت الامال بالمناكفات التي تظهر أن اهلها في مكان واوجاع الناس وهمومهم في مكان آخر.

ملف تشكيل الحكومة معقد بكل اشكاله، والبلد النازف يزداد نزفا ووجعا، وتصنيفه من الخطر الى الخطر الشديد. فاذا لم نستفق بعد كل ما جرى فمتى نستفيق؟ وعلى ماذا يراهن بعض السياسيين؟ وهل ما زال من وقت للمناورة؟

الهيكل يكاد ينهار على الجميع، واللبنانيون في مكان آخر: سياسيون مختلفون على جنس الملائكة، وحاكم بامر المال والارقام يغني على ليلاه، والليالي الصحية في احلك ساعاتها مع كورونا، فيما الاجهزة المعنية بتطبيق قرار الاقفال العام مستقيلة من مهامها، وبعض اصحاب المؤسسات ينظرون الى ارباحهم اكثر من الخطر الصحي الداهم على اهلهم وحتى على انفسهم، والمواطنون بين وجع الاقتصاد الذي يلاحقهم وكورونا التي يتهافتون عليها بتصرفاتهم وعدم التزامهم، حتى وصل عدد الوفيات بكورونا اليوم الى اثنتي عشرة حالة، والمصابون أكثر من خمسمئة وثلاثين. فأي بلد ابقينا، والى اين نأخذه بايدينا ؟

وان بقينا على هذه الحال فكل مساعدات الدنيا لن تسعفنا ان لم نساعد أنفسنا، كيف اذا كان البعض – لا سيما الاميركي – مكمل في حصاره وعقوباته والضغط عبر ادواته رغم كل آلام اللبنانيين؟

حمى الله لبنان من بعض اهله قبل أعدائه، اما اعداؤه الواضحون لا سيما الكيان العبري فالمقاومة كفيلة بهم وبردعهم وهم العارفون بأن لا مكان لهم للاستثمار الناجح في لبنان مهما حاولوا استغلال الظروف واحقاد بعض اللبنانيين.

مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

Who's Next؟ منذ إثني عشر يوما، أعلن الرئيس الأميركي إتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات فكان السؤال المباشر: من التالي؟ أي بلد؟ راجت اخبار أنه سيكون بلدا خليجيا او بلدا عربيا في افريقيا، جاء الجواب اليوم، وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو يغادر من تل أبيب إلى السودان في أول رحلة رسمية من دون توقف بين البلدين، وغرد كاتبا: "يسعدني أن أعلن أننا على متن أول رحلة رسمية دون توقف من إسرائيل إلى السودان"، وأرفق تغريدته بصورة الشاشة من طائرته والتي تظهر الخط المباشر بين مطار تل أبيب ومطار أم درمان في السودان، مرورا بالأجواء المصرية. وسئل مسؤول أميركي رافق وزير الخارجية في رحلته الجوية عما إذا كان بومبيو سيعلن عن انفراجة في السودان كتطبيع العلاقات مع إسرائيل أو رفع العقوبات الأميركية، فقال: "من المحتمل كتابة المزيد في صفحات التاريخ".

السؤال هنا: ما هو عدد الصفحات التي سيكتب من اليوم وحتى تاريخ الإنتخابات الأميركية بعد قرابة الشهرين؟ خصوصا أن التطبيع يسير بوتيرة متسارعة، فللمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي - الاسرائيلي يحدث خرقين في أقل من أسبوعين والخرق مع السودان ليس تفصيلا خصوصا أنه البلد الأكثر عداوة لإسرائيل منذ أيام الترابي وصولا إلى عمر البشير.

Who's Next؟ لبنانيا، في السباق إلى السرايا، بعدما أعلن الرئيس سعد الحريري أنه خارج السباق وأنه غير مرشح لرئاسة الحكومة الجديدة. الخروج من السباق لم يمر من دون التصويب على رئيس الجمهورية، إذ أعلن ان المدخل الوحيد هو احترام رئيس الجمهورية للدستور ودعوته فورا لاستشارات نيابية ‏ملزمة عملا بالمادة 53 والإقلاع نهائيا عن بدعة التأليف قبل التكليف.‏

هذا الصاعق الذي فجره الرئيس الحريري سمع دويه في عين التينة حيث أن الرئيس بري هو الذي سمى الحريري قبل المشاورات وقبل الاستشارات، والسؤال هنا: من سيتلقف كرة النار الحكومية بعد عدم دخول الحريري في السباق إلى السرايا؟ الوضع غامض خصوصا على مسافة أيام معدودة من العودة غير المضمونة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وبعد خروج الحريري من السباق إلى السلطة التنفيذية، هل ترتسم ملامح معارضة سنية درزية مسيحية للحكومة الآتية واستطرادا للعهد؟

لا شيء واضحا حتى الساعة ولكن ما هو واضح أن تداعيات انفجار المرفأ ما زالت تضغط على الجميع ولاسيما على أبناء المناطق التي طاولها الإنفجار، كما أن تداعيات كورونا ما زالت تضغط على كل جوانب الحياة، وقد بلغت الإصابات اليوم 532 إصابة. وأخطر هذه التداعيات الكباش الذي ارتسم بين القطاعات التجارية والسياحية وبين السلطة: القطاعات أعلنت العصيان السياحي والتجاري، ولن تلتزم الإقفال وستعاود الفتح اعتبارا من غد، أما السلطة ممثلة بوزير الداخلية فحذرتهم، فعلى ماذا سيصحو البلد غدا في ظل هذا الكباش؟ من سيتراجع؟ القطاعات أم السلطة؟ لكل جواب حساباته.

في الوضع النقدي، شن حاكم مصرف لبنان هجوما استباقيا، فأعلن في حديث مسهب لصحيفة "آراب نيوز" بطبعتها الفرنسية التي تصدر في باريس أن "شركتين ‏دوليتين أجرتا تدقيقا لحسابات مصرف لبنان منذ 1993، وتم إرسال التقارير الأخيرة لهذا ‏التدقيق إلى صندوق النقد الدولي في بداية المفاوضات"، وتابع: "لذلك من الضروري معرفة أن ‏التدقيق الدولي موجود لتبديد أي شك حول الطريقة التي يدار بها مصرف لبنان". وبالنسبة إلى اقتراح أن يقوم بنك فرنسا بمراجعة حسابات مصرف لبنان، قال: "نحن نرحب به، ‏فالقرار يعود إلينا، لكننا على استعداد للترحيب بهؤلاء الخبراء عندما يرغبون في ذلك"،
فهل قصد سلامة أن يكون كلامه عبر منصة فرنسية ليصل سريعا إلى آذان الإليزيه؟".

مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

على سطور قليلة في بيان مقتضب عطل الرئيس سعد الحريري مفعول الأمونيوم السياسي الذي كان معدا للتفجير على مرفأ الحكم . فأعلن سحب اسمه من التداول كمرشح لتأليف الحكومة مع جزيل الشكر وأبعد من طلبه سحب اسمه كان الحريري يوجه عصفه الشديد انتقادا لآلية تأليف تجري في السوق السوداء وليس على المنصة الرسمية في قصر بعبدا وهو رأى في بعض القوى السياسية حال إنكار لواقع لبنان ..وابتزازا ..وتمسكا بمكاسب سلطوية ..وتحقيق أحلام شخصية مفترضة في سلطة لاحقة .

وهذه العبارة تحديدا أصابت رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس التيار جبران باسيل لما فيها من أحلام حكم لاحقة

وصوب الحريري كلامه "خط نار مباشر " باتجاه رئيس الجمهورية ميشال عون فدعاه الى احترام الدستور والإقلاع عن بدعة التأليف قبل التأليف وبنقيض هذه الدعوة فإن الحريري يقول حرفيا: عون يخرق الدستور ويؤلف قبل أن يكلف . ولم يرحم بيان الحريري سائر "المؤلفين "الذين سماهم القوى السياسية لكن هذه القوى تتمثل عمليا في منتدى عين التينة ومكوناته من الرئيس نبيه بري وجبران باسيل مع حوائجهما من الخليلين .

وبالشكر .. لا يدوم اللبن حيث بات على هذه القوى ومعها رئيس الجمهورية ومستحضراته السياسية والقانونية أن يهرعوا إلى استشارات عاجلة ملزمة ودستورية تفضي الى تكليف شرعي لاسم يخرج من تسمية نيابية ..وليس عبر الأنابيب السياسية . وبموجبه فقد وضع الرئيس عون أمام خيارين هما: الدعوة الى الاستشارات سريعا ..أو إعلان عجزه عن المهمة وليسجلها في خانة إنجازات العهد . وعلى مشارف زيارة الرئيس الفرنسي الثانية للبنان يبدو أن أيلول ..طرفه بالحكومة غير مبلول .. وايمانويل ماكرون إن حضر .. فسوف يجدنا على " حطة يده" .. حكومة تصريف أعمال .. لا إصلاحات .. لا موقوفون في جريمة المرفأ سوى حفنة بلا رأس مدبر ولا أي مسؤول أو وزير أو أرفع منه شأنا .. وأيضا سيجدنا على حافة الجوع بعدما يرفع الدعم عن المواد الاسياسية . والإرشاد بالإصلاح وبحكومة مستقلة ووقف الفساد ..كلها كانت نداءات لزائرين دوليين وعرب .. من الألماني إلى الإيطالي والعراقي والكويتي وقبلهم الأميركي والاتحاد الاوروبي ..وآخر المغيثين: قطر . وبوصول نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على رأس وفد كانت عبارات سياسية تتكرر على مسامع المسؤولين: سنساعدكم لكن أغيثوا أنفسكم من الداخل ضعوا خلافاتكم جانبا ..وأعطوا الناس الأولوية ..

ليس هناك من وديعة قطرية .. إنما إعادة إعمار مدارس وتعاون من دولة قطر لتخطي لبنان أزمته الاقتصادية وفق برنامج كان وضع قبل تفجير بيروت ..وفي الإرشاد القطري للمسؤولين عن سابق اتفاق دوحة وتصميم وعن خبرة بالأمزجة اللبنانية أن هناك حاجة الى الاستقرار السياسي والاجتماعي لدعم مسيرة الاصلاحات مع التمني على الإخوة والأحزاب السياسية المختلفة أن يجعلوا مصلحة الشعب اللبناني في صميم هذه التفاهمات وأن تكون بعيدا من الضغوط الخارجية.