اعمال الانقاذ مستمرة بحثا عن اكثر من ثلاثين مفقودا مازالوا تحت الانقاض فيما بيروت المنكوبة مازالت تلملم اشلاءها وتشيع ضحاياها وقد انضم الى القافلة اليوم شهيدان جديدان.
قضائيا وزراء الاشغال والمال والعدل منذ العام 2013 وحتى اليوم الى التحقيق يوم الجمعة المقبل للاستماع الى افاداتهم بشأن الابقاء على هذه المواد في العنبر رقم 12 سبع سنوات من دون معالجتها.
في وقت رفض مجلس القضاء الاعلى اقتراح وزيرة العدل في حكومة تصريف الأعمال ماري كلود نجم تعيين القاضي سامر يونس محققا عدليا وقد ردت نجم بالطلب منه تبرير الرفض.
وعلى الخط الحكومي الاتصالات ناشطة في اكثر من اتجاه الا ان معالمها لم تتضح بعد والخيار الاكثر تداولا هو لتشكيل وحكومة وحدة وطنية والاكيد ان الاستشارات النيابية الملزمة لن تتحدد هذا الاسبوع .
وبانتظار ما ستحمله زيارة وكيل الخارجية الاميركية ديفيد هيل الجمعة الى بيروت ضغط فرنسي باتجاه التشكيل .
اتصال مطول بين ماكرون وباسيل فيما اعلن الإليزيه ان الرئيس الفرنسي ابلغ روحاني ان على كل الأطراف المعنية الكف عن التدخل الخارجي في لبنان ودعم تشكيل حكومة جديدة كما دعا بوتين للمشاركة في آلية جمع التبرعات للبنان.
البداية من مأساة جديدة لضحايا انفجار المرفأ عائلة غسان حصروتي مازالت تنتظره.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون" nbn"
لم تعد بيروت وحدها المنكوبة بعدما انضمت إليها الحكومة التي انصرفت إلى تصريف الأعمال بالحدود الضيقة فيما اتسعت مروحة المشاورات لتشكيل خليفتها وأضيف إلى خطوط الاتصالات خط فتحته فرنسا على المسؤولين حيث أجرى معهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتصالات هاتفية طلب في خلالها الإسراع في تشكيل حكومة وتسهيل أجواء ولادتها من دون أن يحدد هويتها ولا رئيسها باعتبار أن هذا الهامش متروك للقوى السياسية نفسها .
وقد أكدت مصادر متابعة للمشاورات لل NBN أن أي من الجهات السياسية لم تعبر عن موقفها الحقيقي بعد وأن جديد المشاورات لم يسجل فيها سوى جولة "تلفونات" ماكرون مع بعض القيادات السياسية علما أن الاتصالات قائمة والمشاورات مفتوحة وجزء كبير منها يستطلعه رئيس الجمهورية الذي ينتظر نضوجها قبل الدعوة ألى استشارات نيابية ملزمة.
وكالعادة مع كل مشاورات تكليف ترمى اسماء من هنا وفيتوات من هناك وفي هذا الإطار تؤكد مصادر مطلعة لل NBN إلا صحة لما أوردته بعض وسائل الإعلام عن إبلاغ الرئيس بري لرئيس الفرنسي رفض الثنائي اي إسم لترؤس الحكومة المقبلة.
وإلى نكبة بيروت وبعد مرور اسبوع على الانفجار الزلزال تواصلت عملية نفض آثار الدمار ورفع الركام والأنقاض وتكشف المزيد من عدد الضحايا ليرتفع إلى مئة وواحد وسبعين شهيدا فيما لا زال أعداد المفقودين تتجاوز الثلاثين مفقودا.
أما التحقيقات فاصطدمت "تقليعتها" بتسمية القاضي الذي سيوكل له الملف حيث رفض مجلس القضاء الأعلى في اجتماعه الطارىء اقتراح وزيرة العدل تعيين القاضي سامر يونس محققا عدليا في القضية طالبين اقتراحا لاسم آخر.
لكن نجم ردت على الرد بطلب تبرير رفضهم لاقتراحها وسألتهم "ما المعايير التي اتبعتموها وجعلتكم ترفضون".
وإلى أن ينتهي هذا التجاذب يفترض أن يمثل المشبته بهم والشهود أمام قاضي التحقيق العسكري بطلب من النيابة العامة التمييزية على أن كل ترددات زلزال بيروت ستحضر غدا في الجلسة النيابية التي دعا إليها الرئيس نبيه بري للنقاش في حالة الطوارىء.
وعلى خط الحركة الخارجية استمرت الهجمة العربية والدولية على لبنان فما أن يودع مسؤولا حتى يستقبل آخر والأنظار إلى موفد ترامب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى دايفيد هيل وما سيحمل معه إلى المسؤولين اللبنانيين في زيارته مساء الغد.
اللبنانيون اليوم، قلب على التحقيق في انفجار المرفأ، وعين على الحكومة المقبلة، والحركة السياسية الدولية المواكبة للمرحلة الجديدة التي أقبلت على لبنان، مع الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبيروت المفجوعة منذ أسبوع.
قلب اللبنانيين على التحقيق في الانفجار، لأنهم قلقون من تمييع المسؤوليات، ومذعورون من تكرار التجارب التاريخية، القائمة على إدانة صغار المذنبين، وترك كبار المجرمين أحرارا، بفعل منطق الخطوط الحمر الطائفية والمذهبية والسياسية.
لكن حالة القلق والذعر، يسهم في تبديدها تصميم واضح على مستوى رئاسة الدولة في محاسبة المرتكبين بلا سقوف، تماما كما أكد أمس، بعد أسبوع على الكارثة، الرئيس العماد ميشال عون، حيث جدد وعده لكل اللبنانيين المتألمين بأنه لن يستكين قبل تبيان كل الحقائق، وما الإحالة الى المجلس العدلي إلا الخطوة الأولى لذلك.
واليوم، وردا على ما تناقلته وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي حول تبلغ رئيس الجمهورية تقرير المديرية العامة لأمن الدولة بتاريخ 20/7/2020 عن وجود كمية كبيرة من نيترات الامونيوم في احد عنابر مرفأ بيروت، أشارت المديرية العامة لرئاسة الجمهورية إلى أنه، وفور تبلغ الرئيس عون التقرير المذكور، قام المستشار العسكري والأمني لرئيس الجمهورية باعلام الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع في رئاسة مجلس الوزراء بهذا التقرير لاجراء اللازم، علما ان الأمين العام للمجلس قد تبلغ بدوره نص التقرير وفقا للأصول على ما افاد في بيانه التوضيحي بتاريخ 8/8/2020 وأحاله الى المراجع المختصة.
وشدد بيان المديرية العامة على أن رئاسة الجمهورية حريصة كل الحرص، على أن يأخذ التحقيق القضائي مداه الكامل وفق النصوص المرعية، مستعينا بكل الخبرات التي يراها لتبيان الحقيقة الكاملة عن الانجفار وظروفه والمسؤولين عنه على كافة المستويات هذا على خط التحقيق.
أما على مستوى الحكومة، فالعين على الحركة الدولية التي يقودها الرئيس الفرنسي، والتي تخللها اليوم اتصال أجراه بالرئيس الإيراني حسن روحاني، أكد له فيه أن على كل الأطراف المعنيين الكف عن التدخل الخارجي في لبنان ودعم تشكيل حكومة جديدة.
وتزامنا، أجرى ماكرون اتصالا مطولا برئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، تباحثا فيه في آخر التطورات والسبل الآيلة الى متابعة المبادرة والجهد الذي يقوم به الرئيس الفرنسي بخصوص الأزمة اللبنانية.
وفي الموازاة، تحول القصر الجمهوري إلى محور الحركة السياسية اللبنانية، حيث يتقاطر الزوار الإقليميون والعرب والدوليون مبدين كل دعم للبنان في محنته.
وفيما ترتقب لقاءات دايفيد هايل اللبنانية، كشف وزير الخارجية الألمانية للرئيس عون ان شركة سيمنز التي رافق رئيس مجلس ادارتها الوزير في زيارته، قررت تقديم مولدين للطاقة بقوة ثمانين ميغاوات لتأمين التيار الكهربائي لمدة سنة مجانا إلى أكثر من خمس وستين ألف نسمة، لافتا إلى أن مؤتمر باريس أظهر تضامن المجتمع الدولي مع لبنان، ومعلنا عن مساعدات ألمانية لدعم الاقتصاد اللبناني.
وفي موازاة مشاورات ما قبل الاستشارات الملزمة لتشكيل الحكومة، طمأن الرئيس عون كل القلقين على مصير التحقيق المالي الجنائي بعد استقالة الحكومة، متعهدا لهم بأنه سيستمر في متابعته له حتى يأخذ مجراه كما يجب.
أما في معراب، فترك سمير جعجع وحيدا مرة جديدة.
سعد الحريري ووليد جنبلاط لم يجارياه في طرح الاستقالة الجماعية من مجلس النواب، فما كان منه إلا أن توجه اليوم إلى النواب المستقلين، بوجوب العودة عن استقالاتهم، عوضا عن الخطوة الكبيرة التي كان وعد بها قبل يومين… علما أن النائب نهاد المشنوق تحدث في مؤتمر صحافي مساء عن أن الرئيس الفرنسي أجرى اتصالات برؤساء كتل معنية بمطلب الاستقالة، متمنيا عليهم التريث، وهكذا كان…
في اليوم الثاني لاحالة جريمة المرفأ على المجلس العدلي، لا يزال لبنان بدون محقق عدلي. لماذا؟
لان الطبقة السياسية ما زالت تعمل وفق ما تتقنه جيدا، اضاعة الوقت في المراسلات والمراسلات المضادة، بدل ان تتخذ قرارا جريئا ولو لمرة واحدة، فتجتمع في قاعة واحدة، لا تخرج منها قبل خروج الدخان الابيض.
فاليوم، وبعد 36 ساعة من قرار مجلس الوزراء، ارسلت وزيرة العدل المستقيلة ماري كلود نجم اقتراحا باسم القاضي المفترض ان يتسلم التحقيق العدلي الى مجلس القضاء الاعلى.
رفض مجلس القضاء الاعلى الاسم، ورد الرفض الى نجم، التي اعادته الى مجلس القضاء الاعلى مطالبة بتعليل اسباب الرفض.
اسم القاضي تفصيل، وعدم تعليل رفض تسميته من قبل مجلس القضاء الاعلى ايضا تفصيل، لان الحقيقة في مكان آخر.
الحقيقة في ان مجلس القضاء الاعلى، المؤلف من عشرة قضاة، يعين مجلس الوزراء عددا منهم, وينتخب زملاؤهم القضاة العدد الاخر، خضع مجددا للاقطاب السياسيين، وهو اما يوافق هو، ومن خلفه من السياسيين، على اسم القاضي العدلي واما لا تحقيق عدليا.
امام هذه الوقائع، هل ينجح السياسيون، مجددا في حماية انفسهم اولا ومن حولهم ثانيا، وهذه المرة عبر القضاء، ام ان المطلوب جرف التحقيق في السياسة، نحو التدويل او حتى تضييعه في جوارير النسيان؟
ما يحصل اليوم، يشبه يوميات فشل دولة يريد مواطنوها حقهم بمعرفة من ادخل سفينة الموت، ومن حمى عنبر التفجير؟
دولة يريد مواطنوها قضاة شجعان يقولون للناس: نعم في مسؤول عن الكارثة، مين ما كان يكون ومهما علا شأنه، اسمه "فلان" فشل في حماية امننا واستقرارنا، ومطرحه "الحبس".
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "الجديد"
وفي اليوم الثامن على كارثة مرفأ بيروت لا يزال راجح سيد الساحة في الحكومة, كل يسمي على ليلاه ويرسم شكل الحكومة المقبلة, لكن كلمة السر في مكان آخر ودايما بالآخر في آخر و"مطرح ما بدو الأميركي بركب إذن الجرة" في التحقيقات توقف التحقيق عند الاتفاق على اسم المحقق لكن "راجح واحد" لم يكن كذبة، وهو مستشار وزير الأشغال العامة والنقل الذي ضبط يوم الأحد وهو يخرج ملفات ومستندات من الوزارة وهو ما ستتابعونه بتقرير في نشرة الأخبار وبالمفصل بعد النشرة.
وعلى ما يبدو فإن التحقيقات في كارثة المرفأ تسير على خطى التشكيلات القضائية, ورئيس الجمهورية "لا يعرف" في الأخذ والرد بين ماري كلود نجم وزيرة العدل في الحكومة المستقيلة التي طرحت اسم القاضي سامر يونس، وبين مجلس القضاء الأعلى الذي رفض الاسم وطلب إليها اقتراح اسم آخر، لكن وزيرة العدل لم تلتزم الطلب وأصرت على مجلس القضاء الأعلى أن يعلل سبب رفضه القاضي يونس، الثابت في هذا الملف أنه إضافة إلى من تم توقيفهم على ذمة التحقيق سيجري الاستماع إلى كل الوزراء الذين تعاقبوا على وزارتي الأشغال والمال، لكونهما الوصيين الشرعيين على المرفأ والجمارك وكذلك الى وزراء العدل، لأن كل المراسلات المتعلقة بنيترات الأمونيوم وصلت إلى هيئة القضايا التابعة لوزارة العدل، وقد يتمدد التحقيق للاستماع إلى وزراء الداخلية ومعهم الى رؤساء جمهورية وحكومات سابقين.
وعلى هذه النيترات وقف الجيش اللبناني حائرا بين بلدية الذوق وعيون السيمان، فبعد إصرار الأهالي أزال الجيش شحنة نيترات الأمونيوم من معمل الذوق القديم لإنتاج الكهرباء، لكن أهالي كفرذبيان التابعة لعيون السيمان رفضوا تخزينها في منطقتهم فأعادها الجيش إلى مكانها، أكد المعنيون أن الشحنة لا تشكل خطرا ولكن ألم يؤكد المعنيون أنفسهم المؤكد في مرفأ بيروت حتى انفجرت الكمية المخزنة وأخذت معها ما أخذته وفي الانتظار .
فإن فتيل تأليف الحكومة طويل ولم يكد اللبنانيون ينسون مصطلحات المشاورات واللقاءات والتكليف والتأليف حتى عادت المعزوفة نفسها, طرح أسماء لرئاستها ووضع صيغ لشكلها وعدنا لنسمع بحكومة إنقاذ وحدة وطنية حكومة محايدة، حكومة انتخابات يلتقون سرا وفي العلن يتباحثون ويتشاورون ولا يلتفتون إلى شارع ثار عليهم ولا إلى بناء دولة فجرها فسادهم عن بكرة مرفئها ولا يسعون الى حكومة تنتشل لبنان من هول المجزرة وأخواتها بل يستميتون في الدفاع عن مواقعهم وكراسيهم وحقائبهم الفارغة من المسؤولية الوطنية.
كلها طروح وحركة بلا بركة في انتظار الإشارة من الخارج الذي أنشأ خلية تكليف رباعية مؤلفة من أوروبا وأميركا والسعودية وإيران وقد تصبح خماسية بانضمام تركيا إلى الحلف المؤلف. وفي انتظار ديفيد هيل الموفد الأميركي القادم إلى بيروت على ورقة نواف سلام الأوفر حظا لدى الأميركيين ومعها وبين سطورها المساومة على خط ترسيم الحدود البحرية فإن البورصة مفتوحة والمراوحة ستبقى في المكان إلى أن تأتي الساعة وعندئذ يقولون " قوموا تنهني".
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"
عمليات رفع انقاض انفجار بيروت مستمرة، وعمليات الترميم والايواء قيد الكشوفات، فيما محاولات ترميم المشهد السياسي بعد الانفجارات المتتالية بدأت.
وقبل الجلسة النيابية غدا على النواب المستقيلين العودة عن استقالتهم، نصيحة ليست من رئيس مجلس النواب بل ممن حرض الشارع وساهم بتوجيه الغضب والشغب ضد المجلس، وممن وعد الغاضبين بموقف كبير خلال ساعات، وتمايل على الشاشات داعيا الى استقالات جماعية وواضعا استقالة نوابه في جيبه كما قال. فهل هو مجيب الهاتف الذي يحرج هؤلاء، فيضطرون الى تقليب المواقف وفق الرسائل الواردة من خلف البحار، ام انه الابحار السياسي المتعجل في كل مرة هو من يغرق هؤلاء؟
أزمة لم تقف عند حدود تبدل المواقف بل معاودة الاشتباك السياسي بعد كل هدنة معلنة بين الحلفاء لم تستطع الصمود لساعات، حيث اعلن رئيس حزب القوات سمير جعجع عن موقفه الرافض لعودة رئيس حزب المستقبل سعد الحريري الى رئاسة الحكومة، داعيا الى حكومة جديدة تماما.
تماما كما كل مرة يعود المشهد اليوم، استغلالا للدماء، ونفخا بابواق التحريض والتجريح، والمشكلة ان هناك اناسا ينطلقون من المعطيات نفسها ويتصرفون الاداء نفسه، ويتوقعون نتيجة مغايرة.
على غير مقلب، كانت الاولوية الوطنية هي اغاثة بيروت المنكوبة، والبحث عن المفقودين ومداواة الجرحى ومساعدة المتضررين وايواء من فقدوا مساكنهم بحسب كتلة الوفاء للمقاومة التي دعت في بيانها الى اعلى درجات التضامن الوطني، والاسراع في تشكيل حكومة قادرة وفاعلة.
الكتلة التي حيت جمهور المقاومة على صبره وتحمله للاستفزازات السياسية والاعلامية النافرة، أكدت أن لا شيء يبلسم الجراح الا الوصول الى حقيقة ما جرى عبر التحقيق الوطني العادل وانزال اشد العقوبات بالمتورطين مهما علا شأنهم.
في شأن التحقيقات علمت المنار ان النتائج الاولية اظهرت أن لا اعتداء جويا ولا ارضيا تسبب بانفجار المرفأ، وان التوجه هو لاستدعاء وزراء الوصاية على المرفأ والجمارك الذين تعاقبوا خلال السنوات الست الماضية.
ومع سني النصر الاربع عشرة على العدوان الصهيوني ضد لبنان، وفي ظل تراكم التطورات يطل الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله عند الثامنة والنصف من مساء بعد غد الجمعة عبر شاشة المنار.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ام تي في"
دمر انفجار الرابع من آب كل ما لا يجب تدميره ، وكأنه قاتل مأجور يعمل لدى هذه السلطة ، وبدلا من أن ينضج في رؤوس رجالها بعضا من ضمير وطني أو حس انساني انطلاقا من أنين الحزانى وصراخ الأطفال الجياع ، فإن هؤلاء سرقوا اللحظة المخضبة بالدم ، وانصرفوا الى تحصين مواقعهم وإعادة لملمة صفوفهم معتقدين أن الانفجار شتت الناس وخطف ارادة التغيير التي تولدت لديهم في السابع عشر من تشرين .
هذا في العاصفة وتداعياتها السياسية ، أما في زيارة ماكرون الذي جاءت به العاصفة وستأتي بعده بديفيد هايل رسولا من ترامب ، فإن السلطة التي تبدو "مزروكة" بين الجمعة موعد وصوله ، والأول من أيلول موعد عودة ماكرون ، تسعى الى العمل على خطة تعمية من فصلين، وقد شبه لها أنها قادرة على غش الرجلين وما يمثلان : الفصل الأول ، تشكيل حكومة "لم شمل" تأخذ صوريا بمطالب الناس وتتشكل من خليط هجين شبيه بمكونات حكومة حسان دياب. والفصل الثاني، وهنا يضاف السم الى العسل ، يوافق حزب الله بلسان السيد بري وموافقة السيد ميشال عون , بترسيم الحدود اللبنانية مع اسرائيل، ويدعمون قبولهم بضمانات توحي بأن الدولة والحزب سيتحولان الى حارسين أمينين لإسرائيل ، على أن تكفل إيران الهدنة على جبهة الجولان .
لكن السلطة التي استخفت بغضبة الناس وتسعى الى غش الدول الصديقة ، تلقت صفعة من الرئيس الفرنسي اليوم . فبعد الاعلان عن اتصال للرئيس الفرنسي بجبران باسيل، أوحى ناشروه بأنه ندي و يشكل استكمالا لفك عزلة العهد ، جاء اتصال الرئيس ماكرون بالرئيس الإيراني ليكشف حقيقة التوجه الفرنسي المصر على تغيير حكومي ودستوري حقيقيين ، إذ قال للرئيس روحاني: على كل الأطراف المعنية الكف عن التدخل الخارجي في الشأن اللبناني ودعم تشكيل حكومة جديدة .
وكان ماكرون تلقى اتصالا من الرئيس بوتين يصب في الاطار نفسه . في الانتظار، التعاطي العدلي والاعماري الرسمي مع محيط تفجير 4 آب ، تفوح منه الخفة وعدم الجدية : فلا المطر الباكر الذي يتساقط على المنازل المشلعة ولا صرخات الجياع ، حركا الحكومة والسلطة للتعجيل في رفع الأضرار، ولا الجريمة الموصوفة ولا مرتكبيها المعروفين حرك العدالة للاقتصاص منهم ، بل بالعكس، فقد كاد الانفجار أن يتكرر بتعيين قاض عدلي مطواع منحاز للتحقيق بالجريمة لولا تصدي مجلس القضاء الأعلى .
واستكمالا للمشهد العبثي ، تتعرض المنطقة المنكوبة لهجمة غربان وضباع السماسرة العقارييين ، لكن اهل المنطقة الذين فقدوا منازلهم لكنهم لم يفقدوا كراماتهم صدوا الهجمة، والسؤال: هل سيواجه الغربان والضباع رفض الناس بتأخير إعادة إعمار المنطقة لإخضاعهم ؟، الجواب نستعيره من الإمام علي : إحذر صولة الكريم اذا جاع . وهذا ما وثقته الزميلة جويل قزيلي التي استطلعت آراء الناس وما تعرضوا له من إغراءات