أكّد رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع أننا "لمسنا واتفقنا في حزب "القوّات اللبنانيّة" على أنه من غير الممكن أن تستمر الأمور على ما هي عليه ما بعد انفجار 4 آب ومن المستحيل أن تستقيم الأمور في البلاد إلا إذا تمكنا من تغيير المجموعة الحاكمة المتسلّطة على السلطة، ولم نجد لذلك سبيلاً سوى بطريقة واحدة فقط لا غير باعتبار أن الطريق الثانية المتوافرة والتي من الممكن أن يلجأ لها الشعب في دول العالم للأسف غير متوافرة عندنا وهي ثورة شعبيّة بكل ما للكلمة من معنى لأن أي محاولة لثورة شعبيّة فعليّة ستجرنا في لبنان إلى حرب أهليّة والأحزاب المعنيّة وفي طليعتهم "حزب الله" كانوا واضحين جداً في هذه المسألة وبالتالي تبقى امامنا طريق واحدة للتخلّص من هذه السلطة القائمة وهي عبر التخلّص من الأكثريّة النيابيّة التي تقوم على أساسها هذه السلطة والمتمركزة في مجلس النواب لذا وبصريح العبارة سأقولها علينا أن نجد طريقة للتخلّص من مجلس النواب الحالي والتي هي ان نتمكن من تجميع ما يكفي من الاستقالات النيابيّة ليصبح المجلس النيابي الحالي في حالة سقوط فعليّة ولو لم يسقط قانونياً من أجل الذهاب إلى انتخابات نيابيّة مبكرة للوصول إلى أكثريّة نيابيّة مختلفة واستطراداً سلطة مختلفة".
كلام جعجع جاء في تصريح له عقب انتهاء اجتماع تكتل "الجمهوريّة القويّة" الذي استغرق حوالي 4 ساعات ونصل والذي برئاسته في المقر العام لحزب "القوّات اللبنانيّة" في معراب، وبحضور: نائب رئيس الحكومة السابق غسان حاصباني، نائب رئيس الحزب النائب جورج عدوان، النواب: ستريدا جعجع، بيار بو عاصي، جورج عقيص، عماد واكيم، وهبي قاطيشا، فادي سعد، سيزار المعلوف، أنطوان حبشي، شوقي الدكاش، جوزيف اسحق، ماجد إدي ابي اللمع، زياد حواط، أنيس نصار وجان طالوزيان، الوزراء السابقون: مي الشدياق، ملحم الرياشي وطوني كرم، أمين سر التكتل النائب السابق فادي كرم، النائبان السابقان: إيلي كيروز وجوزيف معلوف، رئيس جهاز الإعلام والتواصل شارل جبور، عضوا الهيئة التنفيذيّة إيلي براغيد ورجا الراسي ومستشار رئيس الحزب سعيد مالك.
وتمنى جعجع على جميع الناس السماع جيداً لما سيقوله والتفكير به ملياً، مشيراً إلى أننا "نشهد منذ أيام كماً هائلاً من المزايدات وبدل من أن يتعقل البعض وينكفئ ويتوقف عن الالتفات إلى مصالحه الشخصيّة في زمن كهذا الزمن "زمن المصائب" للأسف هناك بعض الناس والأفرقاء ذاد اهتمامهم بمصالحهم الشخصيّة وتفكيرهم بأنفسهم في هذه الأيام، وهناك من انتهز ما حصل من أجل النيل من "القوّات اللبنانيّة" بعد أن كان لم يجد سبيلاً في السابق للقيام بذلك نجدهم اليوم "طاحشين" في مسألة كيف لم يستقل نواب "القوّات". "تعا تقلّك يا ابني" نحن استقلنا 10 آلاف مرّة في السابق ونحن في "عز دين" أيام الوصاية رفضنا المشاركة في الحكومات التي كانوا يؤلفونها ويسموننا وزراء فيها ونرفض المشاركة، كما اننا لم نشارك في انتخابات نيابيّة وقاطعناها في حينه باعتبار أنه كان يومها هذا هو السبيل الوحيد من أجل التأثير على السلطة من خلال إظهار "خنفشاريتها" في حين أن السبيل الوحيد اليوم يكمن في محاولة إسقاط المجلس النيابي الحالي للوصول إلى انتخابات نيابيّة مبكّرة وبالتالي إلى سلطة جديدة".
وتابع جعجع: "بكل أسف هناك بعض الناس لا شغل شاغل لديها بالرغم من كل الأنقاض التي ترونها في الأشرفيّة، سوى محاولة إخلاء الساحة لنفسها حيث لا يمكنهم القيام بذلك في المناطق التي لدينا وجود فيها سوى عبر إزاحة حزب "القوّات اللبنانيّة" وهذا هو تفكير البعض في "عز دين" الأزمة التي نعيشها، لذا أريد أن أقول للجميع إننا نحن أول من طرح موضوع الاستقالة واستقالاتنا في جيوبنا و"بربع لحظة" قادرون على تقديمها ولكن بطبيعة الحال لن نقوم بذلك من أجل تقوية السلطة الحاليّة، فهل من الممكن ان نقوم بخطوة مماثلة ونحن مدركون من أنها ستقوى هذه السلطة وستؤدي إلى هدف معاكس تماماً لما يطالب به الناس وما نريده نحن من أجل تحسين الأوضاع؟".
وأوضح جعجع أن "الهدف من طرحنا للاستقالة في مجلس النواب ليس الاستقالة بحد ذاتها باعتبار أنها لا يمكن أن تكون هي الهدف وإنما إسقاط مجلس النواب، لذا بدأنا بالعمل على هذا الأساس"، مؤكداً أن "أي استقالات من المجلس لن تؤدي إلى سقوطه هي ضربة في الهواء لا بل هي جهد كبير ضائع، وفي هذا الإطار سأعطي هذا المثل: سأفترض انه حتى اللحظة تقدّم 10 نواب باستقالاتهم وقام تكتل "الجمهوريّة القويّة" بالاستقالة يصبح عدد النواب المستقيلين 25 نائباً، ماذا يحصل حينها؟ حذاري من التفكير بأن هناك في مجلس النواب كتل "تستحي" وأنه إذا ما أقدمت كتلة على الاستقالة ستلحق بها بعض الكتل الأخرى باعتبار أن هناك مجموعة مصالح كبيرة جداً في مجلس النواب عدا عن أن فيه إيديولوجيات تعمل وفيه أيضاً خططاً كبيرة أكبر من لبنان برمّته وبالتالي إذا ما قمنا بتقديم استقالاتنا ستقف الأمور عند هذا الحد لا أكثر وسينتهي المطاف بـ25 نائب مستقيل فقط عندها يقوم وزير الداخليّة فقط لا غير بالدعوة لانتخابات فرعيّة لملء الشغور الحاصل باعتبار أن هذا تدبير إداري. عندها وبطبيعة الحال نحن لن نترشّح للانتخابات هذه كما باقي المستقيلين وإلا ما نفع الاستقالة في حال ترشحنا مجدداً؟ وبالتالي سيتم انتخاب 25 نائباً جديداً بمئات الأصوات القليلة. أما بالنسبة لمن يدعون أنه باستطاعتهم إيقاف الانتخابات الفرعيّة فهذا أمر لا يمكن أن يحصل ومقاطعتها في هذه الحال لن يجدي نفعاً باعتبار أن أحزاب السلطة ستشارك فيها ترشحاً وانتخاباً ويأتون بـ25 نائب جديد. فهل نسينا كيف عيّنوا وزيراً بديلاً لوزير الخارجيّة نصيف حتي بعد استقالته بخمسة دقائق ومع احترامي للوزير الجديد إلا ان ليس هذا هو المطلوب في هذه المرحلة بالذات؟ هل هناك من توقّف عند استقالة وزير بهذه "القماشة"؟ هل حاول أحد أن يسأله ما باله وما المشكلة ولماذا يقدم على الاستقالة؟ وهنا نحن نتكلّم عن شاهد من أهل بيته".
وتابع جعجع: "بعد قيامنا بهذه الخطوة نصل إلى أنه بدل أن يكون لهذه السلطة 70 نائب في البرلمان اليوم يصبح لديها 95 نائباً فهل من يحرّضون الرأي العام على الاستقالة ليل نهار يدركون ما هم فاعلون؟ برأي قسم منهم لا يدرون ماذا يفعلون والقسم الآخر مدرك تماماً لما يفعله ويقوم به عن قصد من أجل إفراغ الساحة له فهم يعتبرون أنهم إذا ما أزاحوا حزب "القوّات" يمكنهم أن يترشحوا ليصلوا إلى مجلس النواب ونحن نعرفهم تماماً وأريد أن أضع إصبعي في أعينهم جميعاً لهذه الناحية لأنني أتأسف شديد الأسف أن يكون هناك من يفكّر بهذه الطريقة في ظل المأساة التي نعيشها اليوم".
وشدد جعجع على أننا "إذا ما قمنا بالاستقالة لوحدنا نكون بدل أن نضعّف السلطة تمهيداً لإخراجها نقويّها، فهل تعلمون ماذا يعني أن يصبح لدى السلطة الحاليّة 95 نائباً في مجلس النواب؟ هذا يعني أنهم سيقومون بتعديل قانون الانتخابات في اللحظة الأولى، فهل تعلمون ماذا يعني هذا؟ تخايلوا معي ان نذهب باتجاه قانون انتخاب يكون فيه لبنان دائرة واحدة مثلاً أي عملياً عملياً عملياً لقد وصلنا إلى الديمقراطيّة العدديّة ولو لم نسمها كذلك ووضعناها في إطار "قانون عصري" عندها لو جرت الانتخابات النيابيّة بشكل مبكّر أو متأخر فالنتيجة معروفة. هل تعلمون أنهم بـ95 نائباً يصبح لديهم الإمكانيّة لتعديل الدستور في الاتجاه الذي يريدون وتغيير وجه لبنان برمّته من النواحي كافة؟ هل تعلمون أنهم بـ95 نائباً يمكنهم انتخاب رئيس الجمهوريّة الذي يريدونه من الدورة الأولى ولا يعود يهمّهم ما إذا بقي الحالي أو غيره؟ لذا أريد أن أتمنى على اللبنانيين جميعاً تقدير مدى دقّة وخطورة الأوضاع التي نمرّ بها ومدى ضرورة التفكير ملياً في أي خطوة قبل الإقدام عليها".
واستطرد جعجع: "بالنسبة لنا أريد أن أذكّر الجميع بعدد المرات التي استقلنا بها، فقد حلّ حزبنا برمّته على خلفيّة الاستقالات وقد قبعت في المعتقل 11 عاماً بسبب الاستقالات أيضاً ولا نندم على ذلك في أي لحظة وجاهزون في أي لحظة لإعادة الكرّة ولكن اللهم أن نكون بذلك نفيد القضيّة لا إلحاق الضرر بها، فنحن لا نريد القيام بأي شيء لإلحاق الضرر بها. هل من الممكن ان نقدم على خطوة تكون نتيجتها أنهم بدل أن يكون لديهم 70 نائب يصبح لديهم 95 نائباً؟ فهل هذا المطلوب من كل من يقومون الآن بـ"التطبيل والتزمير"؟ وفي هذا الإطار أريد أن أفضحهم أمام كل الناس لكي يعرف الجميع ماذا يفعلون وما هي أهدافهم إلا مَن مِن بينهم يقوم بذلك عن حسن نيّة والآن من المفترض أن يكون أصبح على علم بما هو حاصل لكي يدرك كيف يجب أن يتصرّف فنحن سكتنا حتى هذه اللحظة ولكن بالنهاية "روقوا بالكن علينا يا شباب".
تابع جعجع: "من هذا المنطلق بدأنا اتصالاتنا من أجل أن نجمع عدد كاف من الاستقالات النيابيّة من أجل الوصول إلى إسقاط مجلس النواب، وتحديداً تواصلنا مع "تيار المستقبل" و"الحزب التقدمي الإشتراكي". مع من تريدوننا أن نتواصل مع "حزب الله" أو "التيار الوطني الحر"؟ هذا الأمر غير وارد على الإطلاق فهم ضد الاستقالة 100% ومعهم جميع حلفائهم ومن تبقى هما هاتان الكتلتان اللتان من الممكن أن تقدما على الاستقالة. وقد تواصلنا معهم أيام الجمعة والسبت والأحد الفائت وعقدنا نهار الإثنين الاجتماع الذي خرج إلى الإعلام في معراب حيث كنّا على قاب قوسين أو أدنى من الاتفاق على الاستقالة مع "تيار المستقبل" و"الحزب التقدمي الإشتراكي" حتى أننا دخلنا في بعض تفاصيل كيفيّة إعلانها ولهذا السبب خرجت بعد هذا الاجتماع لأعلن أننا خلال ساعات قليلة من الممكن أن نعلن خبراً سعيداً يكون بمثابة تطوّر كبير للشعب اللبناني للأسف لم نكد ننتهي من اجتماعنا هذا حتى ظهر أن الحكومة عازمة على الاستقالة وجراء هذا التطوّر فضل "تيار المستقبل" و"الحزب التقدمي الإشتراكي" أن يتريثا والإحجام عن تقديم استقالاتهم بانتظار ما يمكن أن يحصل في مسألة تأليف الحكومة الجديدة وهكذا وجدنا انفسنا الوحيدين المستعدين للاستقالة وطبعاً مع النواب الذين كانوا قد قدموا استقالاتهم سابقاً".
وتمنى جعجع أن يتم "وضع الأمر في إطارها الصحيح وألا يقم أحد بالمزايدة على أحد آخر خصوصاً في ما يتعلّق فينا كحزب "القوّات اللبنانيّة" لأن تاريخنا معروف شاء من شاء وأبى من أبى".
وتطرّق جعجع إلى ما يمكن القيام به بعد ما وصلنا إلى ما وصلنا إليه وقال: "يتم الآن طرح مسألة تأليف حكومة جديدة وهناك ضغط دولي هائل على السلطة من أجل أن تكون "متل الخلق" وهذه المرّة الأولى التي ألمس فيها ضغوطات بهذا الحجم، ولكن هل سيؤدي هذا الضغط إلى تشكيل حكومة جيّدة فانا لا أعلم واضع على هذا الامر علامات استفهام كبيرة انطلاقاً من تجاربنا المتواصلة مع هذه السلطة، إلا أنه ما يجب أن نقوم به من اليوم وصاعداً هو أن نضع كامل جهدنا الأساسي من أجل التخلّص من هذه السلطة عبر التخلّص من مجلس النواب والوصول إلى انتخابات نيابيّة مبكّرة ومرّة جديدة أعيد الكرّة وأقول ليس الاستقالة بحد ذاتها هي الهدف وإنما التخلص من هذا المجلس النيابي والوصول إلى انتخابات نيابيّة مبكّرة وأي استقالة لا تؤدي إلى هذا الهدف تكون ذهبت سدى ونكون بذلك نقوّي الفريق الآخر، لذا سيبقى هذا هو هدفنا الأساسي من هذا المنطلق أنا أريد أن أنادي مجدداً على الكتل الأساسيّة وخصوصاً "تيار المستقبل" و"الحزب التقدمي الإشتراكي" بالرغم من انشغالهم في الوقت الحاضر في مسألة تأليف الحكومة العتيدة كي نتشارك جميعاً في تقديم استقالاتنا من مجلس النواب باعتبار أنه في أحسن أحسن أحسن الأحوال مع هذه السلطة يمكن أن نصل إلى أن تكون حياة الشعب اللبناني صعبة للغاية، وإذا انقضى اليوم ونهار الغد ورفض "تيار المستقبل" و"الحزب التقدمي الإشتراكي" إعادة النظر في موقفهما الرافض للاستقالة عندها أريد أن أتمنى وادعو جميع النواب الذي أقدموا على الإستقالة للرجوع عنها قبل انعقاد جلسة مجلس النواب غداً واستردادها، لماذا؟ لأن استقالاتهم ستذهب سدى وإذا ما دققنا جيداً نرى أن الفريق الآخر مسرور تماماً لهذه الاستقالات لذلك تم تعيين جلسة لقبولها بهذه السرعة في حين أنني أتذكر تماماً أنه عندما كان يقوم أي نائب بتقديم استقالته بشكل إفرادي في السابق كانوا يتريثون ويقومون بالتباحث معه وتأجيل قبولها قدر المستطاع لمحاولة إثنائه عن عزمه إلا أنهم في هذه المرّة لم يفعلوا ذلك وإنما ذهبوا مباشرةً وسريعاً لتعيين جلسة لقبول هذه الاستقالات، وهذا ما يدل تماماً على أن خطوة الاستقالة بهذا الشكل خاطئة ولهذا السبب أريد أن أتمنى على النواب المستقيلين مجدداً التفكير مالياً بما هو حاصل فنحن يجب أن نبقى جميعاً على قدر ما نحن داخل مجلس النواب لان هذا هو أملنا الوحيد الآن من أجل أن نتمكن من التأثير على مجريات الأحداث في حين اننا إذا ما بقينا خارج المجلس فنحن لن نتمكن من القيام بذلك باعتبار أن الحدث داخل مجلس النواب شئنا أم أبينا لأن كل من يفترض أنه باستطاعتنا القيام بأي شيء خارج السلطة الشرعيّة فهو مخطئ وإذا ما كان سبيلنا الوحيد للتغيير هو ضمن السلطة الشرعيّة فأين يجب أن نكون؟ هل نذهب للجلوس في قصر بعبدا؟ عندها سنصطدم مع الحرس الجمهوري فنحن لا نرفض ذلك لمجرّد الرفض ولكن هل من الطبيعي أن نصطدم مع الحرس الجمهوري أي جيشنا؟ لماذا؟ هل يعقل ذلك؟ عدا عن أن هناك عدد كبير من الذين سيستغنمون الفرصة "للدخول على الخط" وأننا سنقع بأمر آخر فادح أكثر من الأوضاع التي نحن فيها الآن".