خبر

باسيل: لا حدود للكذب السياسي

عقد تكتل “التغيير والإصلاح” اجتماعه الدوري الأسبوعي في مقر المؤتمرات – سن الفيل، برئاسة رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل وحضور أعضاء التكتل، إضافة إلى مرشحي التيار والحلفاء ومنسقي الاقضية.

بعد أن وقف المجتمعون دقيقة صمت عن أرواح شهداء المجازر الأرمنية، تحدث الوزير باسيل فقال: “ان الاعتذار هو شكل طبيعي، لكن الأهم تنقية الذاكرة والعيش بسلام، نتيجة الاعتراف والاعتذار والمسامحة، وهذا ما يوصل إلى العدالة الاجتماعية. وطالما أن هذا لم يحصل، فإن الجرح سيبقى مفتوحا ومستمرا، والمسيرة ستبقى مستمرة عند الشعب المصاب”.

أضاف: “ما زلنا مجتمعين على الدرب نفسها، وهي درب الشهادة، وما عشناه في المجازر الأرمنية كبير، ونحن في لبنان دفعنا وما زلنا ندفع مسلمين ومسيحيين ثمن مجازر تطال بكل أشكالها الإنسان في سوريا وغيرها من الدول العربية”.

وتابع: “نحن في تكتل التغيير والإصلاح كنا نواجه الإرهاب بوجهه العسكري، إضافة إلى السياسة الداعشية المتمثلة بالاحادية السياسية بأوجهها المتعددة، وما زلنا على الطريق نفسها نثبت في كل المحطات مقاومة كل الاحاديات وإنجاز الشراكة الحقيقية الميثاقية. وعلى هذا الأساس، نلتقي اليوم لنكمل الطريق معا في تكتل التغيير والإصلاح، والذي نأمل أن يتخذ أشكالا جديدة وتدخل إليه وجوه جديدة مع حزب الطاشناق، الذي ما زلنا معه منذ عام 2005، حيث المعاناة والمأساة تجمعنا. ولذلك، من الصعب أن يفرقنا أحد، إذ في كل مرة تخلق السياسات الداخلية الصغيرة تباينات بين الأفرقاء، ولكن عندما نتذكر المسار التاريخي الذي تمر به، نعلم اننا محكومين بأن نبقى معا. وعلى هذا الأساس، أحببنا أن نقدم ما أنجزناه بالسياسة في التكتل منذ عام 2008 تاريخ دخولنا الى الحكومة حتى اليوم، وهو مسار بدأ منذ مئة عام”.

وأردف: “اليوم، نحن في مناسبة تشكل محطة لذكر الأعمال التي قام بها التكتل، وهي تلخص ما قمنا به من خلال المقدمة السريعة التي كتبتها، وجاء فيها: أردنا تعداد ما أنجزناه من ضمن واجباتنا الوطنية والدستورية منذ وصولنا الى مجلس النواب في عام 2005 وإلى الحكومة في عام 2008 لإطلاع الرأي العام على ما حققناه وما عجزنا سياسيا عن تحقيقه، وتمكين الناس من مقارتنا مع غيرنا ومحاسبة من لم يفعل شيء إلا الكلام. ما فعلناه أكثر بكثير من غيرنا، وأقل بكثير مما نريد. اسألوا غيرنا ماذا فعل، وليقدم إليكم جردته. نحن تجرأنا وكتبنا. أما غيرنا فتحدث من دون أن يتجرأ على أن يكتب أو أن يفعل. برنامجنا الإنتخابي هو كتاب آخر، وهو بشكل وعود انتخابية. أما الآن فنحن أمام أفعال وإنجازات”.

وقال: “يحتوي الكتاب على 4 أقسام وسميناه إنجازات تكتل التغيير والإصلاح في 10 سنوات، وهو لا يشمل كل الانجازات. هناك أمور حققناها بمجرد وجودنا في السياسة اللبنانية، وهناك إنجازات سقطت سهوا ولم يذكرها الكتاب. أما الأقسام فهي: السياسات العامة، العمل الحكومي، مشاريع القوانين التي قدمت من وزراء التكتل، وإقتراحات القوانين التي قدمها نواب التكتل”.

أضاف: “في القسم الأول، نتحدث عن 15 نقطة تبدأ من استعادة الشراكة إلى تعزيز الوحدة الوطنية والمعاهدات الوطنية والمصالحات، ثم السياسة الخارجية المستقلة، الأمن والاستقرار، استعادة القرار السيادي، التشكيلات وسير عمل المؤسسات الفضائية والأمنية والديبلوماسية، إجراء الانتخابات النيابية، إقرار الموازنات – موازنتان بعد غياب 12 سنة – والتدقيقات المالية وفق القانون أي تحويل الإبراء المستحيل إلى قانون مصدق عليه في مجلس النواب، إضافة إلى إنجاز مشاريع عدة وفق مبدأ الإنماء المتوازن بعد غياب 10 سنوات ووضع الخطط والرؤى الاقتصادية وإحياء المجلس الاقتصادي الاجتماعي وإقرار الخطط الإنمائية”.

وتابع: “أما في الجزء الثاني فعددنا الأعمال في 14 وزارة، التي تسلمناها في السنوان ال10، كل واحدة على حدة، إضافة إلى مشاريع القوانين الأساسية وعددها 49 مقدمة من وزراء التكتل و173 اقتراح قانون مقدما من نوابه، وهو ما مجموعه 222 بين مشروع قانون واقتراح قانون، إضافة إلى قوانين كثيرة شاركنا فيها، وهذا يعني أننا حققنا الكثير، ويبقى أكثر بكثير، وانتخابات 2018 هي فرصتنا لنكمل معا بقوة وإصرار أكثر، ونحن سنكمل ولا شيء يوقفنا. سيكون هذا الكتاب بتصرف الرأي العام اللبناني، وهو انعكاس لعمل مشترك، فواجب الناس أن يحاسبوا على الإنجازات لا على الوعود، مع علمنا بأن ثمة من سينتقد ويستهزىء بفكرة أو بعمل قمنا به”.

وأردف: “لقد أردنا القول إننا نعمل ونريد أن نعمل، ونحن مصرون على مواجهة الكلام بالعمل. وفي النهاية، كتبنا عما قمنا به وأنجزناه. ونتمنى من الآخرين الذين يتحدثون عن إنجازاتهم ويعطون المثل للقوى السياسية في وزاراتهم أن يخبرونا ماذا فعلوا لنقارن نحن والشعب اللبناني ما هو واضح ومكتوب وفيه التزام لأن مشكلتنا الأساسية تكمن في ذلك”.

وأشار إلى أن “جزءا من هذه الانجازات غير حسي بالمعنى الكامل. أما في السياسة فهو واقع مثلا في الشق الأساسي المتعلق بالسيادة والاستقلال”، وقال: “نحن نعتبر أننا أنجزناه بتاريخنا وبمواجهتنا لكل شكل من أشكال الوصاية أو الاحتلال في لبنان بعد ال2005 بوقوفنا ضد إسرائيل، وليس بمشاهدة ما تقوم به على أرض لبنان، لأن السيادي لا يكون متفرجا أو مشجعا بالباطن عندما تغتصب الارض، وإذا ما قلنا أيضا إنه مشجع في الباطن لأي اعتداء على لبنان، وبعد ذلك في مواجهة الارهاب، وليس بالتصفيق له وانتظار وصوله إلى شواطئنا، إضافة الى السياسي السيادي، فعندما يكون لبنان بحاجة إلى موقف فلا يجوز التفرج ولا التشجيع، كما حصل في أزمة رئيس الحكومة، ففي هذه الحال يظهر السيادي، وليس من يتبع رغبة دولة خارجية، بل من يتبع مصلحة وطنه والقرار السيادي اللبناني”.

وتطرق إلى “الجزء الثاني، وهو الشراكة الوطنية الميثاقية”، لافتا إلى أنها “كانت العائق الأساسي أمام عدم استقرار الوضع السياسي، والذي بسببه لا استقرار لأي شيء”، وقال: “إن لبنان بلد لا يعيش بالخلل، بل بالتوازن، وتحديدا بالمناصفة، وبميزان دقيق جدا. ويجب ان تكون الوزنتان متساويتين، وهذه الشراكة استعيدت بفضل الممانعة والمقاومة السياسية التي قمنا بها نحن في تكتل التغيير والاصلاح”.

أضاف: “في كل مرة كانت تتشكل حكومة، كنا نحن المشكلة، وكنا نحن من يصحح التمثيل. وكذلك في قانون الانتخاب، كنا نحن أيضا المشكلة لأننا نريد قانون انتخاب يحقق التمثيل الفاعل، وكذلك في التعيينات الادارية ما زلنا حتى اليوم المشكلة. ولذلك، فإن الضغط يقع علينا لأننا نريد الحد الأدنى من التوازن في الادارة، فهذه هي مواقفنا، ولا يمكن لأحد أن ينسبها إليه، ولا أحد يتحدث عن ذلك لا داخل مجلس الوزراء ولا خارجه.وبالنسبة إلى رئاسة الجمهورية والرئيس القوي، فنحن تحملنا وقاطعنا وفرضنا مجيئه تلبية لرغبة أكثرية اللبنانيين”.

وتحدث عن “الجزء الثالث، وهو المعيشي الاقتصادي”، وقال: “كان هناك إقرار في مجلس الوزراء أن الخطط والرؤى الاستراتيجية والوطنية هي التي وضعها تكتل التغيير والاصلاح في الوزارات التي تسلمها وظهرت في مشروع الاستثمار الذي ذهبنا به الى باريس. لقد أخذوا من وزاراتنا المشاريع الاساسية، أكثر من 60 في المئة من الخطط التي وضعناها في مشاريع النفط والكهرباء والمشاريع الانشائية والانماء المتوازن وغيرها من المشاريع في الوزارات الاخرى، والتي أسسنا فيها لعمل طويل ومستدام”.

أضاف: “في هذا الزمن الانتخابي، نحن نقع مجددا أمام هذا التحدي، ويجب القيام بهذه المقارنة، هذه بعض انجازات تكتل التغيير والاصلاح خلال 10 سنوات وننتظر من الآخرين أن يقدموا إلينا اعمالهم، وهم بدأوا قبلنا منذ ال2005، ونحن بدأنا في عام 2008”.

وتابع باسيل: “حتى لا نضيع الشعب اللبناني، إن العمل داخل الحكومة ومجلس النواب هو عمل وفعل، وليس كلاما ومواقف على المنابر. إن النائب المسؤول يشرع ويقدم القوانين، والوزير يحقق مشاريع في مجلس الوزراء، ويغير في وزارته، ويقوم بمشاريع على الارض يلمسها الناس، وليس من لا يحقق أي شيء ويتباهى أن لا انتقاد لوزرائه، هم كذلك لانهم لا يفعلون شيئا، وخصوصا في الملفات الاساسية الوطنية التي يمسكونها، ولن أقول أكثر من ذلك، والتي نضطر فيها مواجهة المجتمع الدولي، ونواجه أيضا فيها الداخل والخارج، ونحن نتحمل المسؤولية عنا وعن غيرنا لأنها قضايا وجودية كيانية استراتيجية في البلد لا يمكن السكوت عنها”.

وقال: “يكفي كل ما يحكى، ومن يريد الرد علينا فليرد كتابة، ويظهر للناس ما حقق وما أنجز. وعلى هذا الأساس، نحن نطلب ثقة اللبنانيين اليوم ليكمل هذا التكتل عمله بناسه الذين ضحوا، ومن واجبهم أن يكملوا ويضحوا ويعطوا لتكون محاسبتنا على اعمالنا، ويحاسب من عرقلونا وما زالوا يعرقلون اعمالنا”.

أضاف: “نحن نريد الكهرباء، وهم يمنعون عنا إنجاز هذا المشروع. نحن نريد النفط، وهم منعوا عنا لسنوات إنجاز هذا المشروع. نحن نريد خطة النقل ونطالب بها وهم يعرقلون وما إلى ذلك. نريد تحقيق انجازات، لا نريد كلاما بل أفعالا ومشاريع ومراسيم وقوانين وخططا. هذا هو عمل الوزير، وهذه مسؤولية التيار السياسي أمام الناس، وليس ببيع الكلام والفوضى السياسية الجديدة، والكذب السياسي الذي لا حدود له”.

وختم باسيل: “على هذا الأساس، نشكر كل عمل الوزراء والنواب، وهذا الاجتماع الاخير للتكتل قبل الانتخابات النيابية. لقد أردنا ان نودع هذا التكتل بصيغته الحالية، وبهذا الشكل الذي يليق بالعمل الذي قمتم به ويسمح للرأي العام اللبناني بالاطلاع عليه”.