خبر

الحريري في لقاء اقتصادي حواري: الهدف من المادة 49 جلب المستثمرين

عقد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عصر اليوم في ال Sea Side Pavillon(البيال سابقا)، لقاء اقتصادي حواريا، دعا اليه رئيس الهيئات الاقتصادية اللبنانية محمد شقير، وحضره وزير الداخلية والبديات نهاد المشنوق وعدد من مرشحي دائرة لائحة المستقبل لبيروت وحشد كبير من رؤساء الهيئات والجمعيات والنقابات الاقتصادية ورجال اعمال يمثلون مختلف القطاعات.

في مستهل اللقاء القى شقير كلمة قال فيها: “اليوم أحلى مساء، وأحب لقاء على قلبي، لانه يجمع الرئيس سعد الحريري، مع الهيئات الاقتصادية والقطاع الخاص و الصناعيين والتجار والمزارعين وأصحاب المؤسسات السياحية وكل القطاعات. جميعهم موجودين هنا اليوم كي يسمعوا من الرئيس الحريري كلاما يطمئنهم عن مستقبل البلد وعن احوالهم واعمالهم”.

وفي الوقت نفسه ،الجميع موجودون هنا ليقولوا انهم معك، لانهم يريدون ان يبقى أولادهم في لبنان، ولانهم يريدون الحفاظ على صناعتنا وتجارتنا وزراعتنا وعلى سياحتنا وكل قطاعتنا ومؤسساتنا وارزاقنا. الجميع معك لاننا نريد ان نعيش بكرامة ونحافظ على بلدنا ولاننا نحب لبنان”.

نحن معك، لاننا نريد قيادة لديها الجرأة كي تقوم بتسويات، والشهامة كي تمد يدها لشركائها في الوطن، و الوطنية الكافية كي تضع مصلحة البلد فوق اي مصلحة اخرى”.

أضاف: “منذ حوالي السنتين عندما كان الخراب يعم البلد، اتيت وصنعت الأمل بمبادراتك الانقاذية التي تكللت بانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، واعادة الحياة الى كل مؤسسات الدولة. الجميع يعلم انك سرت بعكس هوى جمهورك من أجل انقاذ البلد، والجميع يعلمان لبنان اليوم يقطف ثمرة عملك وشجاعتك ووطنيتك. فانت كنت دائما ترفع شعار بلدك، واليوم اثبت بالفعل ان لبنان أولا.

قبل شهرين كانت النظرة للوضع الاقتصادي في البلد سلبية ومخيفة، وقد سمعنا ورأينا تقارير وتسريبات وتحليلات كثيرة، لذلك نقول بالتاكيد انك صانع الأمل، لأن المشهد والتوقعات اليوم انقلبت رأسا على عقب، بعد مؤتمر “سيدر”، والاحتضان العربي والدولي الكبير للبنان بحضور 50 دولة ومؤسسة وصندوق، والدعم الذي حصلنا عليه والذي بلغ 11,8 مليار دولار. وكل هذا أعاد الثقة بمستقبل البلد.

لقد كان لي الشرف انا رافقك الى مؤتمر “سيدر” في باريس، وقد شاهدتك خلال المؤتمر كيف كنت تترك القاعة كل 10 دقائق، كي تجري اتصالات لتشجيع الدول للمساهمة في دعم لبنان. هذا هو سعد ابن الشهيد رفيق الحريري، وهذه هي القيادات التي نريدها والتي تليق بلبنان”.

وتابع: “اسمح لنفسي هنا ايضا ان اتكلم عن تجربتنا كقطاع خاص مع الرئيس الحريري، باختصار السراي الحكومي كانت مفتوحة لكل القطاعات ولكل الهيئات، وكانت خلية عمل لمعالجة مشاكلنا، واقتراح الحلول التي تحول الكثير منها الى قرارات واجراءات وتشريعات.

مطالبنا في القطاع الخاص ليست صعبة ولا كثيرة ولا مكلفة، نحن نريد ان توقف الدولة فرض ضرائب علينا، وان لا تكون مؤسساتنا مكسر عصا، ونريد خلق مناخ في البلد مناسب وصديق للاستثمار ولممارسة الاعمال، إضافة للبدء بشكل سريع بالاصلاحات المطلوبة وبتسهيل المعاملات وانجازها التكرونيا. من أجل كل ذلك نحن معك لأنك الضمانة للاستقرار والامن والأمان و لاستمرار مسيرة النهوض بلبنان.في 6 ايار سنكون نحن والاقتصاد ولبنان معك، وكلنا معك والله سيكون معك”.

كما تحدثت رئيسة المجلس اللبناني للسيدات القياديات مديحة رسلان فقالت: “دولة الرئيس، ان المراة اللبنانية تثبت اهمية دورها عند كل استحقاق وكل مرحلة مفصلية في تاريخ بلدنا، هذا الدور الذي يجمع ولا يفرق، الذي يبني ويقوي والذي يجعل الحوار حول مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية ثقافة لنهضة كبيرة لبناء البلد.نحن في المجلس نمد ايدينا للعمل معا لكي تكون المراة شريكة في صنع القرار وموجودة في مجالس الادارات لنحقق معا النمو والازدهار للوطن”.

دولة الرئيس ليس فقط الرجال من الصناعيين والتجار والمزارعين معك بل نحن السيدات ايضا لنا الدور الكبير في كل القطاعات لانك تؤمن بدور المراة بالفعل وليس بالكلام. ونحن سنكون الى جانبك في6 ايار”.

ثم تحدث رئيس نقابة وسطاء النقل في لبنان عامر قيسي فقال: “نحن كنقابة نعمل في الاطار الاقتصادي نعلن ان البيت الذي ينتمي اليه الرئيس سعد الحريري هو بيت يعطي الثقة بالاقتصاد. فالرئيس الشهيد رفيق الحريري كان همه الاول منذ توليه رئاسة الحكومة مطلع التسعينيات العمل على اعادة لبنان كمركز اقتصادي مميز في المنطقة، وهو قام باعادة اعمار لبنان، وتطوير المرفأ والمطار والطرقات وبنى الجسور وشبكات الاتصالات والمياه والجامعات. كما عمل على تقوية الاقتصاد اللبناني من خلال مؤتمر باريس1 وباريس2 والاعداد لباريس3”.اليوم نرى ان هذا المشروع يعود وينهض من جديد مع الرئيس سعد الحريري الذي اعطانا الثقة بالبلد، وهو اليوم من خلال النجاح الكبير لمؤتمر “سيدر” يضع لبنان من جديد على طريق النهوض”.

وأضاف مخاطبا الرئيس الحريري: “من اجل كل ذلك سنكون معك يا دولة الرئيس في 6 ايار، لان البلد بحاجة لقيادتك ومشروعك للنهوض بلبنان”.

بدها القى رئيس جمعية الضرائب اللبنانية هشام المكمل كلمة قال فيها: “لقد شهدنا انعكاسات الحرب على لبنان لفترة طويلة انتهت بتولي الرئيس الشهيد رفيق الحريري مسيرة الإعمار والإصلاح حيث صب اهتمامه على بناء مؤسسات الدولة والخدمات العامة، فاستطاع إعادة الثقة بلبنان نتيجة قيامه بجولات عديدة توجت بعقد مؤتمرات عدة كان هدفها تأمين الأموال لإعادة الإعمار. وبعد أن وقعت الكارثة الكبرى التي حلت على لبنان باغتياله تخبط هذا البلد مجددا ماليا واقتصاديا، فقرر الرئيس سعد أن يتابع مسيرة والده، خاصة وان لبنان متجذر فيه وكذلك حب الوطن والتفاني من أجل استقراره ونموه، وتماسك شعبه، ووحدة أراضيه”.

لقد حمل الرئيس سعد الحريري عبء المسيرة ومسؤولية سلامة الإرث وهو يسعى لترسيخ الركائز الثابتة واستخدام الوسائل والأدوات المتطورة لخدمة الاقتصاد ولتكريس الدولة العصرية بمجتمعها المتكامل في البنية والركائز الثابتة”.

واعتبر المكمل “ان الرؤية الثاقبة لدى الرئيس سعد الحريري تهدف إلى اعتماد الخطط والبرامج البناءة وإعداد التشريعات المجدية، واتخاذ القرارات على صعيد المجموعات الإستثمارية وخلق المعطيات الرئيسية لخطط التنمية الاقتصادية والإجتماعية للوصول إلى موازنات إنمائية والخروج من دوامة العجز والدين وذلك بإقرار قانون ضرائبي جديد موحد ومتطور، ملئ بالحوافز لجلب الإستثمارات وتخفيف العبء عن أبناء المجتمع، وهذا يحتاج إلى مجلس نيابي فعال سنصل إليه إن شاء الله في 6 أيار 2018، آملين أن يكون على مستوى الآمال”.

وتابع: “إن الرئيس سعد الحريري لم يترك فرصة إلا واستغلها، ومن بينها عقد المؤتمرات لمساعدة ودعم لبنان، والقيام بتحركات عربية ودولية مستغلا صداقاته ومعارفه والتي برزت جليا في نجاح مؤتمر سيدر الأخير الذي لا يحتاج إلى دليل على نجاحه وأهمية قراراته وإثبات مكانة لبنان الدولية، والتأكيد على أن المجتمع الدولي عازم على الإستمرار في مساعدة لبنان للحد من آثار التضخم والنهوض بالوضع الإقتصادي والمالي والمصرفي لتعزيز كل ما من شأنه تقوية القطاعات الإقتصادية من سياحية وصناعية وزراعية وخدماتية وسواها. إن ما قام به الرئيس سعد الحريري من إهداء نجاح مؤتمر سيدر للبنان واللبنانيين يؤكد انه رجل دولة بامتياز وصاحب نهج وفكر ومسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري. فهو رجل المؤسسات والمحافظ على صيغة العيش المشترك، ولم يهد هذا النجاح إلى نفسه كما فعل غيره”.

وختم كلمته بالتمني للرئيس الحريري بالتوفيق الدائم والنجاح في مهامكم وتحقيق أهدافكم السامية، ونعاهدكم بأننا وأعضاء جمعية الضرائب اللبنانية سنكون بتصرفكم لما فيه مصلحة لبنان وخير أبنائه.

والقت نائبة رئيس جمعية المطورين العقاريين ميراي قراب ابي نصر كلمة اشادت فيها “بسياسات الرئيس الحريري وما حققه حتى اليوم من انجازات”، وقالت: “إن الجمعية ستستمر في العمل للنهوض بقطاع العقارات في لبنان ليعود الى سابق عهده ويواكب النهوض الاقتصادي”.

كما تحدث في المناسبة رئيس الجمعية اللبنانية لتراخيص الامتياز يحيى قصعة فقال: “أشكر أولا رئيس الهيئات الإقتصادية محمد شقير لتنظيمه هذا اللقاء وللوقت الذي يستثمره لمتابعة تحديات القطاعات الإقتصادية اللبنانية”.

وخاطب الرئيس الحريري بالقول “اريد انا شاركك والحضور ذكرى شخصية، فقد كنت التقيت مع مجموعة من الشباب الجامعي منذ سنوات، مع دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وكان حينها في خضم ورشة إعادة إعمار لبنان، وحدثنا يومها عن رؤيته لمستقبل لبنان الذي يتمناه وعن مشاريعه الكبرى لا سيما فيما يتعلق بوسط بيروت، والمطار، والطرقات والنبى التحتية، والكهرباء وقطاع الإتصالات وغيره. ومنذ ذلك اليوم ادركت كم تأثرنا برؤيته للبلد وبالشغف الذي كان عنده،والذي كان يدفعه لكي يعمل ليل نهار ليحقق هذه الرؤية لوطننا لبنان”.

وتابع “حينها لم يكن بمقدورنا المساهمة معه إلا بالتعبير عن إعجابنا بعمله، لأننا كنا متخرجين حديثا من الجامعات، لكن محبتنا له جاءت انطلاقا من محبتنا للبنان حيث كان يجسد حلمنا بالبلد وكيف نريد لبنان ان يكون في المستقبل.

نحن، يا دولة الرئيس، لا نقف الى جانبك فقط بداعي العاطفة، بل بسسبب عملك، ولا أحد أمن لنا وللبلد شبكة أمان إجتماعية وسياسية وأمنية بقرارات جريئة غيرك. وأنا متأكد ان الجرأة دائما متعبة”.

اضاف “دولة الرئيس، انت جسدت الوحدة الوطنية، حاورت وفاوضت حول أمور كتيرة، وكثير من الناس اعتبرتها تنازلات، وهذا كله اتاح لنا الآن الفرصة ليكون لدينا الأرضية لنفكر بحلول إقتصادية وإنتخابات نيابية وتعيينات بالدولة، والقريب من الهيئات الإقتصادية يعرف جيدا ما كان سيحدث بالإقتصاد والى اين كانت الأمور متجهة.ان السياسة الناجحة هي تحديد قواسم مشتركة وتحويلها الى مشاريع حيوية.

نحن في الجمعية اللبنانية لتراخيص الإمتياز سنشاركك يا دولة الرئيس بورشة الإعمار الثانية التي اطلقتها عبر مؤتمر Cèdre وأملنا الوحيد هو الإنكباب على العمل ومؤازرة الحكومة التي نتمنى ان تكون برئاستك، لان الاعتدال الذي تمثله وفهمك لتنافسية وديناميكية إقتصادنا والخطوات المطلوبة لتطوير إلاقتصاد اللبناني، تجعلنا نقف الى جانبك لتحقيق حلم قديم يعود ويتجدد اليوم، مع فرق وحيد هو انه الآن أصبحنا بمواقع مسؤولة تتيح لنا ان نعمل معك يدا بيد لمستقبل بلدنا وإقتصادنا”.

أما عميد الصناعيين جاك صراف فوجه من ناحيته دعوة الى زملائه ليساهموا في تثبيت الاستقرار من خلال انتخاب المشروع السياسي والاقتصادي الذي يمثله الرئيس سعد الحريري.

وقال: “ان استكمال التسوية بعد الانتخابات تقتضي عودة الرئيس الحريري على رأس الحكومة محصنا بكتلة برلمانية وازنة ومنسجمة، واصفا اياه بأنه الشريك الاساسي في صنع التسوية الوطنية. وعدد صراف الانجازات التي تمت خلال سنتين متوقفا عند اقرار الموازنة التي وضعت حدا لمخالفة الدستور وعند مؤتمر سيدر 1 الذي أظهر الثقة الدولية بلبنان، وعند تلزيم المرحلة الاولى من استخراج النفط، مشددا على ضرورة حماية الثروة النفطية وعائداتها لأنها ملك للاجيال المقبلة”.

وختم صراف بدعوة رجال الاعمال ليعملوا كل من منطقته على تأمين الفوز لكتلة نيابية كبيرة تدعم رئيس الحكومة.

من ناحيته اعتبر رئيس اتحاد النقابات السياحية بيار الأشقر ان “أول حكومة ترأسها الرئيس الحريري، أعطت لبنان الإزدهار والنمو والإستثمار وفرص العمل.

وقد كانت خلالها السياحة مزدهرة وقاطرة للإقتصاد مع مداخيل تعدت 7 مليار دولار خاصة مع قدوم السياح الخليجيين الذين هم ليسوا فقط سياح إنما شركاء أساسيين في النمو. و بعد ان اسقطت هذه الحكومة بدأت الويلات: مقاطعة، تحذير وتنبيه.

توقفت الإستثمارات والمساعدات. تراجعت السياحة إلى مستوى لا مثيل له منذ إنتهاء الحرب الأهلية اللبنانية مع العلم أننا مررنا في ذلك الحين بمعارك تحرير ومجازر في قانا وقصف العدو الإسرائيلي لمحطتي الجمهور وبصاليم في عز موسم الإصطياف، ولم يهجرنا أي من السياح. حتى بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري كانت السياحة مزدهرة.

وخلال عدوان سنة 2006، هجر السياح لبنان ثم عادوا بعد أول يوم من إعلان إنتهاء الحرب وإنشاء الخط الأزرق. نستنتج من ذلك أن سياسة الإعتدال التي اعتمدها الرئيس الحريري على طريق والده الشهيد انقذت لبنان من الويلات. دول عظمى ودول اقليمية وأوروبية تحارب الإرهاب. وقال مخاطبا الرئيس الحريري:أنتم نزعتم فتيل الإشتعال بقراراتكم وخياراتكم بدء بإنتخاب الرئيس ميشال عون رئيسا للجمهورية ومن ثم تأليف حكومة النأي بالنفس وربط النزاعات.

نحن نعلم ونقرأ ونستنتج أن هذه الخيارات ليست شعبوية، إنما هي لمصلحة استقرار لبنان، فلا سياحة ولا اقتصاد ولا نمو بدون الإستقرار السياسي لأن الإستقرار الأمني والحمد الله، ممسوك بيد من حديد.

ان الإنتخابات النيابية ستجري بعد أيام، ونحن نرجو ان ينجح فيها رجلات خيرين معتدلين لهم القدرة الإقليمية والدولية لمساعدة لبنان كما فعلتم انتم في مؤتنمر CEDAR.

وبعد تأليف الحكومة التي نرجو أن تكونوا على رأسها،لانكل الملفات الإقتصادية ستكون بحاجة الى التنفيذ العاجل. ومن له القدرة على القيام بذلك اكثر من الذي عمل وصمم ودرس ونجح في تمويلها ؟ “.

وقال رئيس نقابة المقاولين في لبنان مارون الحلو في كلمته: “دولة رئيس مجلس الوزراء، ايها الحضور الكريم نلتقي اليوم ونحن على ابواب انتخابات نيابية طال انتظارها. واننا نشارك اللبنانيين ارتياحهم بالعودة الى تطبيق الدستور، وتجديد الحياة السياسية، على أمل ايصال كفاءات وطاقات تتمتع بالنزاهة والمصداقية والولاء للبنان، فتحرص على ثوابته وتراعي مصالحه”.

نلتقي اليوم بعد أن اعاد المجتمع الدولي، مرة أخرى تجديد ثقته بلبنان عبر مؤتمر سيدر1 . وهذه الثقة هي اكثر ما يحتاجه لبنان في هذه المرحلة مع ما لها من دلالات في محيط غير مستقر، ووسط تحديات اقليمية واعباء داخلية. فهي اعلان صريح عن احتضان المجتمع الدولي للبنان مع ما يعنيه ذلك من حرص على استقراره وتقدمه وازدهاره”.

لكن ايها السيدات والسادة، لا يمكننا الركون الى حرص العالم علينا من دون أن نقوم بواجباتنا ونتحمل مسؤولياتنا”.

فالنمو المرتجى يأتي مواكبا لاعادة بناء وتطوير البنى التحتية وسيمكن القطاعات الانتاجية من توسيع قاعدتها وتطورها. هذا النمو المرتقب مرهون بتنفيذ الاصلاحات المنشودة والمطلوبة من كافة اللبنانيين قبل ان تكون مشروطة من الدول والهيئات الداعمة.

واننا نراهن عليكم يا دولة الرئيس سعد الحريري ان تقودوا بالتعاون مع فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حملة لاعادة وضع الامور على سكة الاصلاح ليكون لانجازات سيدر1 ترجمتها العملية ووقعها المطلوب محليا. فيتم الاستثمار في المشاريع على مستوى كل المناطق في لبنان، مما يعطي الدفع المنشود للاقتصاد اللبناني.

واننا نثمن اجواء الحوار الاقتصادي التي رافقت وتلت المؤتمر، وفي هذا السياق نشكر رئيس غرفة بيروت للصناعة والتجارة السيد محمد شقير على مساحة الحوار هذه، ونعرف يا دولة الرئيس مدى حرصكم عليها مع كل القطاعات.

ونحن في قطاع المقاولات اذ نضع انفسنا في خدمة النهوض بالبلد، نطالب الاسراع في اصدار دفتر الشروط والاحكام العامة واقرار مرسوم تصنيف المتعهدين ومكاتب الدروس لنساهم لمزيد من تنظيم القطاع. كما نتمنى اعتماد اعلى معايير الشفافية والعدالة في المناقصات والابتعاد عن المحسوبيات والحسابات الصغيرة.

نعرف يا دولة الرئيس الجهود الشخصية الكبيرة التي قمتم بها مع فريق واسع للوصول الى سيدر1. وقد تقاطعت هذه الجهود مع لحظة دولية مناسبة، قد لا تتكرر، اوصلتنا الى نتائج هذا المؤتمر.

لذا فاننا نناشد جميع المسؤولين، بغض النظر عن الانتماءات السياسية الى الانخراط والمساهمة في ورشة اعمار لبنان.

ان زيادة النمو وتخفيف الدين العام واصلاح قطاع الكهرباء ومعالجة ملف النفايات وتامين البنى التحتية لا تطال طائفة دون اخرى ولا تنعش منطقة او حزبا او جهة من دون الآخرين.

فلنستفد من مظلة الاستقرار الدولية ولنتكاتف للعمل ولنؤكد لانفسنا، قبل العالم، اننا متى اردنا… استطعنا.

ولنعط لكل قطاع وجهاز دوره. وفي طليعتها اجهزة الرقابة المطلوب تفعيلها بقوة وبتشدد كي تسهر على حسن سير المؤسسات والمشاريع، ومراعاتها لاعلى معايير الشفافية والنزاهة والجودة.

لقد اضعنا فرصا كثيرة، فدعونا نغتنم هذه الفرصة الذهبية كي لا نندم لاحقا على اضاعتها.

ولتكن المرحلة المقبلة جسر عبور الى لبنان القوي باقتصاده وانسانه؛ ولنتحد في العمل والانجاز ضمن رؤية وطنية متكاملة ووحدة مصير تجعلنا جميعا نشعر بالفخر والاعتزاز اننا لبنانيون.

والقى الوزير السابق عدنان القصار كلمة قال فيها “يسعدني أن أشارك في هذه الفعالية، وأتوجه بخالص الشكر إلى الرئيس سعد الحريري على تلبيته الدعوة إلى هذا اللقاء الحواري مع الهيئات الاقتصادية اللبنانية في غمرة انشغاله بالتحضيرات للانتخابات النيابية المقررة في السادس من أيار المقبل. ان هذا اللقاء يرسخ عمق العلاقة التي تجمع الهيئات بالرئيس الحريري والتي سوف تتعمق وتستمر، لأننا لدينا القناعات والتوجهات والحرص ذاته، لحماية الاقتصاد الوطني”.

وتابع القصار “لا يسعني إلا أن أنوه بالجهود الاستثنائية التي قام ويقوم بها الرئيس سعد الحريري في سبيل توفير مقومات تحصين الاقتصاد الوطني وصموده، حيث يعد مؤتمر “سيدر” ثمرة هذه الجهود وما نتج عنها من تجديد الدعم الدولي بلبنان واقتصاده، عبر المنح والمساعدات التي حصل عليها لبنان والمقدرة بـ11 مليار دولار، من أجل تطوير بنيته التحتية وماليته العامة”.

وقال اقصار “نحن بالتأكيد ندعم التوجهات والتنسيق البناء والإيجابي بين الرئاسات الثلاثة، بما يساعد أكثر في ترسيخ الاستقرار العام في البلد، وتحفيز الاقتصاد وتطوير البنى التحتية. ونتمنى على السلطات السياسية العمل بكل صدق وأمانة على تنفيذ الإصلاحات المالية والاقتصادية التي تم التعهد بها تجاه المجتمع الدولي في مؤتمر سيدر، لأن ذلك ضروري لزيادة الثقة الدولية بلبنان، وأيضا لتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمالية المحلية”.

أضاف “لا شك أن استحقاق الانتخابات النيابية، الذي سيساهم بإعادة تجديد الحياة السياسية في لبنان، سيتيح للمجلس النيابي الجديد، القيام بالأدوار المنوطة به على صعيد التشريع والرقابة، مما سوف يمثل خطوة هامة وأساسية على صعيد الشروع في تنفيذ الإصلاحات، الأمر الذي سوف ينعكس مزيدا من الإيجابية على لبنان والاقتصاد اللبناني”.

وختم بالقول “إننا كهيئات اقتصادية كنا داعمين دائما لمسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ونحن اليوم نؤكد على دعمنا الكامل والدائم للرئيس سعد الحريري في توجهاته وسياساته وثوابته الوطنية والاقتصادية، مع تمنياتنا له بالتوفيق في جميع المساعي التي يقوم بها في سبيل خير وطننا”.

وفي الختام تحدث الرئيس الحريري فقال: ” شكرا على هذا اللقاء. لقد خطرت على بالي فكرة الان، فانا ابن رفيق الحريري وامي عراقية، ولو كان العكس لما استطعت الوقوف هنا امامكم اليوم، لاني لم اكن املك الجنسية اللبنانية. لذا انا ارى انه من حق المراة اللبنانية ان تعطي الجنسية لاولادها في العام 2018، علينا ان نخرج من هذه العصبيات.

بداية اود ان اشكر الذين تكلموا على هذا المنبر وقالوا عني اكثر مما استأهل .يجب ان نتعلم ان هذا البلد لا يقوم الا مع جميع الشركاء فيه، لان هذا الاستقرار الذي نعيشه اليوم يعود الى وجود رئيس الجمهورية ميشال عون الذي يعمل للبنان ويحضن جميع اللبنانيين وايضا دولة الرئيس نبيه بري الذي يضع مصلحة البلد نصب عينيه.

انا اعمل لتحقيق حلم المواطن اللبناني، وهذا ما عمل عليه الرئيس رفيق الحريري رحمه الله، الذي كان يحلم بالنهوض بالبلد وتوفير الكهرباء والماء والاتصالات والطرقات للمواطنين. ولكي يحقق ذلك كان عليه ان يتحاور مع الجميع ،وهذا ما نقوم به اليوم حيث نتحاور مع كل الافرقاء السياسيين في الدولة ونننسق مع كافة الادارات حتى نتمكن من تنفيذ كل المشاريع التي يفترض بنا ان ننجزها .

بالنسبة لي، فان الاستقرار السياسي هو احدى اهم الركائز التي يجب ان نحافظ عليها. واذا لم يكن لدينا استقرار سياسي لا يمكن ان نصل الى استقرار امني، ولا الى استقرار اقتصادي ولا ان ننهض بالبلد. لا شك انه ستبقى هناك خلافات سياسية ولكن الاطار الاساسي في السياسة هو ان نكون متوافقين، وان نعمل على حل الخلافات السياسية لكي لا تؤثر على الاستقرار الاقتصادي. وهذه كانت قوة رفيق الحريري عندما اتى الى البلد.

لقد مررنا بخلافات سياسية، وكلنا كفرقاء نتحمل مسؤولية كبيرة جدا لما حصل في مواضيع عدة كالنصف زائد واحد او الثلثين او الثلث المعطل او الثلاث عشرات وغيرها.
عندما اتى رفيق الحريري الى الحكم كان معه الرئيس فؤاد السنيورة فقط، لم تكن لديه كتلة نيابية ولا غيره، الا انه كان يملك الارادة بان يتحاور مع كل الافرقاء في البلد على الرغم من كل العصي في الدواليب التي كانت تعترض طريقه. لقد وصلت الى قناعة بانه يجب علي ان احافظ على التوافق السياسي في البلد، ومن ثم نبدأ العمل على الاستقرار الامني والاقتصادي. لقد تمكنا خلال سنة وثمانية اشهر من تحقيق هذا التوافق ومن خلاله انجزنا مؤتمر “سيدر” المهم بالنسبة للبنانيين و للاقتصاد اللبناني، وهو اهم مشروع لاستنهاض الاقتصاد ولخلق فرص عمل جديدة قد تصل الى تسعين الف فرصة عمل في السنة، هذا هو سيدر، ونحن اليوم نقف الى جانب الشباب والشابات في البلد، الذين لا يجدون فرص عمل لهم. فمثلا عندما نفتح دورة في الدرك او في الجيش او في سائر القطاعات ونطلب 2000 شخص، يتقدم الى هذه الوظائف 46 الف شخص. من الواضح انه يجب ان نخلق فرص العمل ونحرك عجلة الاقتصاد، وهذا ما سنفعله من خلال “سيدر” بالتعاون مع البنك الدولي وكل الافرقاء السياسيين.

البعض خرج من بعد المؤتمر ليقول لماذا هناك لجنة متابعة؟ واعتبروا ان هذا الامر يشكل تدخلا بسيادة لبنان. ان لجنة المتابعة هي من اجل متابعة كيفية تنفيذ هذه المشاريع ومنع الفساد ولهؤلاء اقول: ان هذه اللجنة لا دخل لها بالسيادة، وان ما يخافون عليه فعلا هو “جيبتهم” ويريدون استمرار الفساد في حين نحن نريد محاربته بقوة.

وكلنا يعلم ان مشكلة الفساد نتجت عن الخلافات السياسية التي كانت قائمة في السنوات الماضية بسبب الفراغ الرئاسي ووجود خلافات داخل الحكومة جعلتها غير قادرة على اتخاذ قرارات فاعلة ومجلس نواب لا يجتمع الا بتسويات سياسية حتى يمرر مشروع من هنا او مشروع من هناك.

بالنسبة الى المادة 49 وهذا موضوع يهمني كثيرا، الم يحن الوقت كي نخرج من التفكير بالتوطين وكل خطوة نريد ان نقوم بها هناك سوء نية حيالها، فالهدف من المادة 49 في الموازنة هو ان نجلب المستثمرين الى البلد باعتبار ان من يأتي ويشتري شقة هنا يستطيع الحصول على اقامة في لبنان وهذا يعني انه سيفتح حسابا مصرفيا في البلد ويأتي بعائلته لتعيش معه هنا. نحن نتحدث دائما عن الازمة السورية وعن النازحين وانتم تعرفون كم من السوريين من اصحاب رؤوس الاموال، وبسبب قدم قوانيننا وجمودها، لم نستطع ان نبقيهم داخل البلد وذهبوا وفتحوا اعمالا في دبي وابو ظبي وقطر ودول الخليج.

كفانا اللعب على فكرة التوطين لان دستورنا يمنع التوطين وليس هناك من فريق سياسي في البلد يفكر بالتوطين وهذا الامر عنصري.

لم يحصل اي توطين في تاريخ لبنان ولن يحصل .ولماذا نحن نؤخر تحقيق انجازات سريعة في الملفات والقضايا المهمة والمفيدة للبنان؟ لقد كان لدينا عام 1990 اول هاتف خلوي في المنطقة، ونحن اليوم اصبحنا اخر الدول بالانترنت لماذا؟ بسبب المناكفات السياسية والنكايات .لذلك يجب علينا ان يكون لدينا اجندة موحدة حتى نحافظ على البلد ونقوم بالمشاريع لها علاقة بالنقل بالعقارات و بالسياحة وغيرها.

كل شيئ يمكن ان تتحقق متى توفر عامل الاستقرار السياسي، وتوقف الخطاب السياسي الذي يتهجم على دول الخليج او الدول العربية او غيرها. علينا ان ننأى بأنفسنا لنحافظ على مصلحة المواطن اللبناني بكل شيء. فالسياحة ليست فقط سياحة بل تتعدى ذلك الى دورة اقتصادية كبيرة لتشمل شريحة واسعة من اصحاب المصالح والمواطنين في شتى الحقول.

وفي الوقت ذاته علينا القيام باصلاحات، تشمل قوانين التجارة مثلا وتحديثها وكل ما يتعلق بتسهيل خدمات المواطنين في الدولة وخارجها ويخفف اعباء الروتين الاداري والتوجه بشكل كلي نحو قيام حكومة الكترونية خاصة وان ذلك يقطع الطريق على الفساد.

عهدي اليكم جميعا اني سأعمل بهذه الطريقة ليلا ونهارا لمصلحة الشعب اللبناني والشباب والصبايا، لاننا يجب ان نستثمر بشباب لبنان ومستقبله وهذا هو الاستثمار الحقيقي، والاهم بالنسبة لي هو توسيع مشاركة المرأة اللبنانية في كل الدوائر.

سئل: عمليا متى تبدأ فعليا تلزيم مشاريع مؤتمر سيدر ونشعر بالانعكاسات الايجابية للمؤتمر؟
اجاب: “يمكننا ان نبدا التنفيذ بسرعة بعد الانتخابات. الفريق الاقتصادي يعمل على بعض المشاريع التي يمكن ان ننفذها قبل ذلك. لا يعتقد ان بامكانه ان يجبرنا على اي نوع من الاصلاح، ولكن اذا اردنا النهوض بالبلد علينا ان القيام بهذه الاصلاحات لانه لا يمكن ان نكمل بهذه الطريقة لاننا استهلكنا كل القوانين القديمة، ويجب تطوير القوانين والغاء بعضها واستحداث اخرى تواكب العصر خصوصا في القطاع الخاص.ان الشراكة بين القطاعين الخاص والعام توفر لنا جزءا كبيرا من مبلغ ال 11,8 ،لانه يفرض على القطاع الخاص في المرحلة الاولى تأمين حوالي 30 % من هذا المبلغ .سرعة التنفيذ مبنية على ما يمكننا نحن ان نحققه بسرعة، والتوافق السياسي الموجود يوفر الارضية اللازمة للاصلاحات التي يجب ان تواكب تنفيذ مقررات المؤتمر”.

سئل: ايطاليا مولت 3 مشاريع تكرير مجاري في مشمش عكار وحراجل وعنجر، شرط ان يكون المقاول ايطاليا، اتمنى على فريق عملك ان يدقق اكثر بدفاتر الشروط المتعلقة بمشاريع سيدر؟
اجاب: “اي قرض تعطيه دولة من المؤكد انهم يفضلون شركات من دولهم لتنفذ المشاريع، ولنكون واقعيين ان تأتي شركة ايطالية الى لبنان هذا امر ايجابي، ولكن هل ستنفذ وحدها كل الاشغال ام ستأتي بشركات اخرى وتعمل مع اللبنانيين؟ اي شركة تأتي من الخارج تأتي بطاقم قليل جدا والباقين سيكونون لبنانيين”.

سئل: ما هو الاثر البيئي على الواقع الاجتماعي؟
اجاب: “الهدف من المجلس الاقتصادي الاجتماعي هو ان يضع توصيات للحكومة لتنفذها فهذه مهمته. وفي الشق الاجتماعي اهم شيئ بالنسبة لي هو خلق فرص عمل لكي يتمكن المواطن اللبناني من العمل ضمن ارضية صلبة.بماذا سيستفيد المزارع اذا دعمته دون ان اوصل له شبكة من المياه النظيفة.

علينا بادئ الامر معالجة التلوث البيئي وبنفس الوقت هناك نفس المواصفات في طريقة تعليب المنتجات يجب علينا ان نحترمها حتى نصدر الى الدول العربية او غيرها بهذه المواصفات ويفترض ان نعمل من اجل ان نطور طريقة العمل الخاصة بنا.

علينا اقامة البنى التحتية اللازمة حتى تستطيع كل القوى الانتاجية ان تعمل كما يجب.لقد تعاقدنا مع ماكنزي حتى نرى ما هي الامور التي يجب ان نركز عليها باعطائها كل الحوافز او حتى المساهمات التي لها مردود على الاقتصاد الوطني واهم شيء فيما يتعلق برخص العمل”.

سئل: دولة الرئيس اتمنى عليك تسريع انجاز اوتوستراد بيروت البقاع”.
اجاب: “هذا احد المشاريع المدرجة في سيدر . والفرق بين مشاريع “سيدر” ومشاريع باريس 3و2و1، ان تلك كانت فيها مساهمة للموازنة واصلاحات والمشكلة اليوم ان الاصلاحات التي اقرت في تلك المؤتمرات لم ننفذها وهذا هو امر اساسي. وفي سيدر ادرجنا كل المشاريع في البلد ودرسناها مع البنك الدول والمنظمات الاخرى، واخذنا كل مشروع حتى ننفذه كله. والمشكلة التي نقع فيها انه مثلا ان ناتي بقرض لاوتستراد، فننفذ ثلاثين بالمئة منه ونعود ونفتش على مؤسسة ثانية حتى ناتي بقرض ثان، ونقع بمشكلة الاستملاكات. فكرة الحكومة اليوم بموضوع الاستملاكات هي ان نرى ما هو حجم استملاكات في لبنان لكل هذه المشاريع، ونضعها في اطار برنامج قانون في مجلس النواب”.