خبر

ثنائي امل ـ حزب الله لحصد المقاعد الشيعية… ولا خرق في الجنوب

محمد بلوط – الديار

قبل اسبوعين من موعد فتح صناديق الاقتراع، تشهد معظم الدوائر الانتخابية حماوة غير مسبوقة بين اللوائح المتنافسة. ويلجأ كل طرف الى تسخير كل الامكانيات المتاحة لهذه المعركة التي يبدو انها ستحمل مفاجآت عديدة في بعض المناطق.
ومع الدخول في العد العكسي للانتخابات يكشف المشــهد الانتخابي عن حقائق ووقائع عديدة منــها ما يتعلق بخريطة المجلس النيابي المقبل وحصص القوى المتنافسة لا سيما الاساسية التي لا يستبعد ان يفترق اصحابها بعد الاستحقاق.
ووفقاً لمصادر الثنائي الشيعي فان الاجواء الانتخابية في كل الدوائر التي يخوض فيها المعركة «هي اكثر من جيدة وفي تحسن مستمر، لكن هذا لن يجعلنا ننام على حرير في اي دائرة من الدوائر».
وتقول المصادر ان وضع ثنائي امل – حزب الله في الجنوب مريح، وان لائحتي امل والوفاء في الدائرتين الثانية والثالثة (صور – الزهراني والنبطية – بنت جبيل مرجعيون) لن تتعرضا لاي خرق.
وتشير الى ان اللوائح المنافسة للائحة الثنائي في النبطية – مرجعيون لن تفوز اي واحدة منها بالحاصل الانتخابي والذي سيتجاوز العشرين الف صوت (بين 20 و23 الف صوت).
وتقول المصادر ان زيارة الوزير جبران باسيل الى الجنوب والخطاب الطائفي الذي استخدمه اديا الى نتائج عكس ما توخاه، وان هناك انزعاجاً واستياء واضحين في اوساط الناخبين المسيحيين من هذا الاسلوب الامر الذي يعزز هذا الوضع المريح للائحة امل وحزب الله ويجنبها اي خرق في اي مقعد كان.
وفي الزهراني – صور ترى المصادر ان الوضع مريح للغاية، وان هناك فارقاً كبيراً للغاية بين اللائحة التي يرأسها الرئيس بري واللائحة المنافسة التي يرأسها رياض الاسعد.
وفي كل الاحوال تؤكد المصادر على امر واحد، وهو الدعوة الى الاقبال على صناديق الاقتراع في 6 ايار.
وفي بعلبك – الهرمل لا تستبعد المصادر ان تحصل اللائحة التي يدعمها المستقبل و«القوات» في وجه لائحة تحالف حزب الله وامل على حاصل او حاصلين انتخابيين.
وتقول المصادر ان العمل جار لزيادة عدد المقترعين لرفع الحاصل الانتخابي، وان هناك نتائج طيبة تسجل في هذا الاتجاه.
وتستبعد ان تتمكن لائحة المستقبل – «القوات» في الحصول على 3 حواصل انتخابية. ومن المرجح في حال حصلت على اثنين ان تخرق بأحد المقعدين السنيين والمقعد الماروني، لكن الأمر يبقى مرهوناً بطريقة التصويت واين سيصب الصوت التفضيلي. اما اذا حصلت على حاصل واحد فيرجح ان تخرق بمقعد سنّي.
ووفقاً لمتابعة اجواء الاستعداد لمعركة 6 أيار تتوقع المصادر ان يفوز الثنائي الشيعي بالمقاعد الشيعية في كل الدوائر، مشيرة الى ان مرشح حزب الله في جبيل في وضع جيد وان اللائحة التي ينتمي اليها باتت تؤمن على الاقل حاصلاً انتخابيا.
واذا لم تحصل اية مفاجأة غير متوقعة فان ثنائي أمل – حزب الله ذاهب الى الفوز بكل المقاعد الشيعية اي بـ27 نائباً من أصل 27 مقعدا مخصصاً للشيعة.

لائحة ميقاتي: لن نرد على الشتائم

وعلى صعيد اخر سجلت في الايام القليلة الماضية زيادة في حدة الحملة التي يشنها تيار المستقبل على الرئيس نجيب ميقاتي ولائحة العزم في محاولة للتأثير على عدد من الناخبين قبل اسبوعين من الاستحقاق.
ووصلت هذه الحملة المتنامية الى حدود الشتائم، غير ان ميقاتي لم يشأ الرد عليها مستخدماً طريقة السير وفق الخطة المرسومة التي وضعها للائحته والتي تعتمد اللقاءات المباشرة مع الناس وعلى الرصيد القوي الذي مكّنه من ان تكون لائحته الرقم 1 في طرابلس – المنية – الضنية.
ووفقاً للمعلومات المتوافرة من مصادر لائحة ميقاتي انها تتوقع اشتداد الحملة عليها في الاسبوعين المقبلين، وان لديها معلومات دقيقة عن الاساليب التي يلجأ اليها تيار المستقبل ومنها الطلب من اعلاميين طرابلسيين ومن خارج طرابلس الانخراط في هذه الحملة الشعواء على ميقاتي ولائحته.
ويقول احد المقربين من ميقاتي «لقد حاولوا سلوك اكثر من اسلوب في حملتهم واستخدموا الاتهامات الممجوجة حول العلاقة مع النظام السوري، لكنهم اصطدموا بحقيقة ان اهالي طرابلس والشمال عموماً باتوا يعرفون الحقائق ولا يأخذون بهذا الاسلوب الرخيص. ثم لجأوا الى الحملة على شخص الرئيس ميقاتي من بعض الاقلام وفي وسائل التواصل الاجتماعي واستعانوا ايضاً بالنائب محمد الصفدي. وفي كل المرات فضلنا عدم الرد عليهم او الانجرار الى هذا الاسلوب من التخاطب».
واوضح المصدر «ان ما فعلوه حتى الآن اتى بنتائج معكوسة، ونحن نلمس من خلال لقاءاتنا الشعبية ان اهالي طرابلس يبدون مزيداً من الالتفاف حول ابن البلد وابن طرابلس».
وقال المصدر المقرب من ميقاتي «نحن نعرف كل تفاصيل هذه الحملة، وليكملوا هذا الاسلوب ولن نرد عليهم وعلى الشتائم الا في صناديق الاقتراع في 6 ايار فرصيدنا هو اننا من نسيج طرابلس والمنطقة، وسنعيد القرار لها، ونحن مطمئيون لوضع لائحة العزم بنسبة جيد جدا لانها لائحة طرابلس التي ستقول كلمتها في 6 ايار.

الثغرات بين التقدمي والمستقبل

من جهة اخرى برزت تباينات وثغرات جديدة في التحالف الانتخابي بين الحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل كان اخرها مقاطعة او عدم مشاركة تيمور جنبلاط في المهرجان الذي تكلم فيه الرئيس الحريري في برجا.
ورغم هذا الاهتزاز الواضح في التحالف فإن اوساط الطرفين تحرص على عدم توسيع الشقوق في العلاقة بينهما قبل اسبوعين من الاستحقاق الانتخابي.
وقال مصدر في الحزب التقدمي عن خلفيات هذا الاهتزاز وهذه الثغرات في التحالف مع المستقبل وما جرى في اقليم الخروب فأجاب:
«يبدو ان الرئيس الحريري رغب في ان لا يرافقه الحزب (التقدمي) في جولته في الاقليم رغم الشراكة والتحالف بيننا، وللشراكة مقتضياتها. فمن جانبنا نقول ان تحالفاتنا واضحة، وقد التزمنا بخياراتنا مع تيار المستقبل والقوات اللبنانية ولم نبدل بهذه التحالفات في اي دائرة.
اضاف: «كل واحد يعبر عن اسلوبه وطريقته في التعامل مع التحالفات، لكن مقتضيات التحالف يفترض ان تكون معروفة ولا مجال للتأويل فيها. وعلى اي حال نحن لا نزال على تحالفنا رغم العثرات التي ظهرت».
وردا على سؤال حول اسباب هذه الثغرات والمواقف من تيار المستقبل قال المصدر التقدمي «اسألوا تيار المستقبل اسألوهم عن الاصرار على بعض الاسماء في الترشيحات، وعن استبعاد النائب انطوان سعد، وعن اللقاءات في حاصبيا، وعن جولة اقليم الخروب».
وكما بات معلوما فإن النائب وائل ابو فاعور سيشارك الرئيس الحريري خلال جولته في البقاع الغربي اليوم في محطة واحدة في راشيا.

معركة صيدا

وعلى صعيد اجواء المعارك الانتخابية تكتسب دائرة صيدا – جزين اهمية خاصة نظرا لشدة التنافس بين لوائحها، وتوقع حصول خروقات متبادلة تعيد رسم الخارطة السياسية والشعبية لهذه المنطقة.

وتقول مصادر متابعة لمسار التحضير للاستحقاق في الدائرة المذكورة ان هناك منافسة واضحة ومتوازنة بين النائب بهية الحريري ورئيس التنظيم الشعبي الناصري اسامة سعد، وان التوقعات تؤشر الى فوزهما في صيدا، لكن المرشح عبد الرحمن البزري المتحالف مع الجماعة الاسلامية والتيار الوطني الحر يسعى الى تحسين وضعه وكسب «نسبة الكسر» في الحاصل الانتخابي خصوصا مع ترداد البعض انه سيحصل على جزء من اصوات الجماعة في الصوت التفضيلي.
اما في جزين فقد اشارت المصادر الى ان المرشح ابراهيم عازار قد استطاع تحسين وضعه مؤخرا، وان الخطابات التعبوية المشحونة التي يقوم بها التيار الوطني الحر ومواقف باسيل الاخيرة انعكست ايجابا عليه.

وتشير المصادر الى ان هناك منافسة واضحة بين المرشحين المارونيين للتيار في جزين زياد اسود وامل ابو زيد، وان الاعتقاد السائد ان احدهما سيخسر مع ارتفاع حظوظ عازار بالفوز بالمقعد الثاني.