خبر

جعجع: سنحارب الاعوجاج في الدولة حتى النهاية مهما كانت الكلفة أو النتائج

التقى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في معراب، وفدا حاشدا من أهالي الشوف على رأسه نائب رئيس حزب “القوات” النائب جورج عدوان، في حضور الامين المساعد لشؤون الإدارة فادي ظريفة، الامين المساعد لشؤون المناطق جوزف أبو جودة، الأمين المساعد لشؤون المصالح غسان يارد، منسق الشوف في “القوات” اندره السرنوك، مسؤول الماكينة الإنتخابية جوزيف تابت، اعضاء المجلس المركزي: روبر توما، فادي مسلم ونجم الهاشم، أعضاء الهيئة الإدارية في منسقية الشوف، رؤساء المراكز وحشد من الرفاق.

وألقى جعجع كلمة استهلها بالقول: “أنتم لستم بحاجة للترحيب بكم في منزلكم لأنه منذ زمن بعيد نحن نعتبر أن منزلنا واحد، وهذا المنزل هو منزلكم باعتبار أنه لولاكم ولولا رفاقكم في باقي المناطق لما كان هناك “معراب أو من يعربون أو من يحزنون”. وعندما رأيت وجوهكم تذكرت أيام زمان، وبالرغم من صعوبتها كنت أتمنى أن نلتقي يومها بظروف مغايرة لتلك التي التقينا فيها، إلا أن القدر شاء أن نلتقي بالشكل الذي التقينا به ومستمرون بالإلتقاء إلى أبد الآبدين”.

وأضاف: “نخوض هذه الإنتخابات النيابية انطلاقا من القضية التي نؤمن بها جميعا، وكنا ننوي أن نرشح 15 لائحة في الدوائر كافة، الا أن الظروف شاءت أن يتم تطويقنا بشكل كامل في بعض المناطق، فيما في المناطق الأخرى ليس هناك مستقلون يريدون خوض غمار المعركة الإنتخابية، ولهذه الأسباب انتهينا إلى لوائح فقط في 11 دائرة حيث لدينا في دائرتين أو ثلاثة أهدافا مباشرة، فيما سنقف على الحياد أو نقاطع الإنتخابات في بعض الدوائر كدائرة صور – الزهراني باعتبار أننا حاولنا بشتى الوسائل التواصل مع أصدقاءنا في “التيار الوطني الحر” او المرشح رياض الأسعد وآخرين إلا أننا لم نتمكن من الوصول إلى أي نتيجة ولم يتركوا لنا أي مجال للمشاركة فقررنا المقاطعة لأنه إلى جانب كل مبادئنا فنحن مضطرون لعدم الإعتراف بمن لا يعترفون بوجودنا أو بصراحة أكبر من يستحون بصداقتهم معنا فنحن مضطرون إلى الإستحاء من صداقتنا معهم”.

ولفت جعجع إلى أن “المستقلين في حاصبيا – مرجعيون اتخذوا الموقف علنا لذلك تمكنا من تشكيل لائحة تضم مرشحا لنا هو الرفيق فادي سلامة والتوفيق من عند الله باعتبار أن هذه خطوة أولى في تلك المنطقة على أن تليها في ما بعد خطوات لاحقة إلا أن هذه الخطوة الأولى في مناطق أخرى ستكون بمثابة الخطوة ما بعد الـ2000 خطوة”.

وشدد على أن “القضية تترجم في كل فترة بأشكال مختلفة باعتبار أننا بعد “ثورة الأرز” وضعنا نصب أعيننا هدفا وهو قيام الدولة لأن لا حياة لنا من دون دولة فعلية وكنا نرى أن ما يعطل قيام هذه الدولة هو السلاح غير الشرعي باعتبار أنه من المستحيل أن تقوم الدولة في ظل وجود هذا السلاح حيث جزء من قرارها مصادر خصوصا على المستويات العسكرية والامنية”، سائلا: “أي دولة هذه التي مراجعها الرسمية لا علم لها بالحرب الدائرة على أرضها؟ وإن كنا نرى فيها شبه دولة فما هو موقف الأجنبي منها؟”.

واستطرد: “تبين لنا في السنوات الخمس الأخيرة أن عامل الفساد وطريقة إدارة الدولة يعطلان قيام الجزء المتبقي من الدولة، وعليكم أن تتأكدوا ان لدينا ما يكفي من المقدرات. ولو كان هناك إدارة فعلية للدولة لما كان اضطر رئيس الحكومة مشكورا أن يشحذ المليارات”، مشيرا إلى أنه يمكننا توفير قرابة الـ3 مليارات دولار على الدولة اللبنانية بمجرد القيام بترتيبات بسيطة، وهذا ما يعني أننا يمكن لنا خلال سنتين تحصيل المبلغ نفسه الذي عمل جاهدا الرئيس الحريري من أجل اقتراضه، ولكن بشكل جوهري في الموازنة، ولسنا مضطرين الى رده لأحد”.

وسأل جعجع: “هل يشعر المواطن اللبناني بالثقة تجاه دولته؟ ومهما كان انتماؤه السياسي، هل هناك من مواطن لا يؤكد أن الفساد ينخر الدولة؟ فما يقوله الناس عن الدولة ليس مبالغا فيه، وهو صحيح، باعتبار أن هذه هي الأجواء السائدة داخل إدارات الدولة، ومن أجل قيام الدولة الفعلية في لبنان علينا الانتهاء من مسألة السلاح غير الشرعي المتفلت، واستعادة القرار الإسراتيجي على المستوى العسكري والامني والسياسة الخارجية ومعالجة الهريان داخل إدارات الدولة، ونحن نخوض معركتنا الإنتخابية من أجل محاولة تصحيح هذا الواقع، وهذا جوهر قضيتنا”.

وأكد أنه “يمكن احداث التغيير باعتبار أن تجربة وزراء القوات الذين يشكلون 10% من وزراء الحكومة أثبتت أنه بالإمكان إحداث التغيير”.

وردا على أحد الوزراء الذي سأل عن إنجازات وزراء “القوات”، قال جعجع: “إن لم ينجزوا أي أمر سوى أنهم لم يرتكبوا اي سوء أو يفسدوا أي مشروع، فهذا كاف، وجراء أدائهم تمكن الناس من أخذ الإنطباع الواضح عن مشروع “القوات” لإدارة الدولة، ورأوا بأم العين وزراء شغلهم الشاغل الإهتمام بملفات وزاراتهم”.

ولفت إلى أن “للقوات ثمانية نواب، تفاوت أداؤهم بين من لم يقم بأي ضرر ومن أنجز بشكل فعال جدا، والمثال اليوم أمامنا هو النائب عدوان الذي لعب أدوارا تشريعية مهمة جدا في مراحل مفصلية عديدة، لم يكن آخرها إقرار قانون الإنتخابات الجديد، الذي بخلاف ما يجرب البعض تسويقه فهو من أحسن القوانين نسبيا التي كان من يمكن إقرارها من أجل تصحيح التمثيل”، سائلا: “قبل صدور هذا القانون، هل كان من الممكن أن نخوض معركة إنتخابية في بعلبك – الهرمل أو حاصبيا – مرجعيون أو عكار؟ إن هذا القانون قد أمن العدالة في التمثيل، بما معناه ان أي فريق لديه حاصل انتخابي من غير الممكن أن يلغي وجوده أي فريق آخر، وبالتالي هو قادر على الحصول على حقه من دون أي منة من أي فريق، وهذا ما سنشهده في هذه الانتخابات بفضل لوائحنا في المناطق كافة”.

وتطرق جعجع إلى التحالفات في الشوف، وقال: “نحن لطالما كان لنا سياسة واضحة في الشوف، وننتهج سياسة التفاهم التام مع إخواننا الدروز، إذ لا سبب للخلاف بيننا سوى بعض الامور الصغيرة، باعتبار أننا والحزب التقدمي الاشتراكي نلتقي في العديد من القضايا المطروحة على صعيد السياسات العامة، فالعامل الرئيسي الذي يحكم تصرفاتنا في المنطقة هو أن يبقى الجبل جبلا، ولكي يحصل ذلك يجب أن يبقى التفاهم بين اهله إلى أبعد حد ممكن. ومن هذا المنطلق قمنا بالتحالف مع الحزب التقدمي الاشتراكي في مناطق بعبدا، الشوف وعاليه”.

وتابع: “واحدة من المشاكل التي نعانيها هي أننا نتصرف بمسؤولية ولا نطلق التصريحات العشوائية. هناك حل من إثنين، أما أن نبقى في الحرب وإما أن نخرج منها، ونحن قررنا الخروج منها، وإن كانوا لا يريدون الخروج من الحرب فليعودوا إليها وحدهم لأننا قررنا الخروج منها. وعندما يتخذ الإنسان هذا القرار عليه فعليا الخروج من الحرب والتصرف على هذا الأساس، وليس أن يستمر بالتفكير فيها ليل نهار. فالقرار بالدخول إلى السلم يعني الدخول إليه بكل ما للكلمة من معنى، وليس البقاء في التاريخ. نحن لا نزايد أو نطرح شعارات شعبوية، ومن الممكن أن هذه الطريقة أخرتنا قليلا، إلا انه رويدا رويدا الجميع يكتشف أنه لا يصح إلا الصحيح، ونتائج الإنتخابات المقبلة خير دليل على ذلك”.

وشدد جعجع على أن “النهج الذي نتبعه يتطلب الوقت الطويل من أجل أن يحصد نتائجه، إلا أنه لا يمكنني أن أجازف بشعب بأكمله وأرميه في الخطر، وإنما علينا التفكير بشكل مسؤول. لذلك يجب أن يكون منطقنا واضحا، باعتبار أنه لا يمكن لأحد أن يزايد علينا في زمن الأيام الصعبة، لكننا اليوم في زمن السلم وعلينا التصرف تبعا لذلك، باعتبار أن بعض الأصدقاء يدعون أنهم خرجوا من الحرب، إلا أنهم يتصرفون وكأنهم لا يزالون فيها”.

وختم: “أعدكم وأعد من خلالكم كل اللبنانيين بأننا على نهجنا الحالي مستمرون، بكل استقامة وشفافية، وسنحارب الاعوجاج في الدولة حتى النهاية مهما كانت الكلفة أو نتائج ذلك علينا. أما على المستوى الوطني فنستمر في النضال حتى الوصول إلى الدولة التي ننضال معا منذ عشرات السنوات من أجل الوصول إليها. سنلتقي في 6 أيار من أجل الإقتراع وفي 7 و8 و9 و10 من أجل الإحتفال إن شاء الله”.