يحط في بيروت الليلة وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان، ليبدأ غدا جولة محادثاته في ظل ترقب لمضمونها ولما سيبلغه الى المسؤولين اللبنانيين بشأن الاصلاحات الموعودة، والتي لم تنفذ بعد والتشاور في كيفية مساعدة لبنان للخروج من أزمته.
الزائر الفرنسي الذي سيكون صريحا في محادثاته التي ستشمل البطريرك الراعي للتشاور في مشروعه الحيادي، سيسأل عن مصير مفاوضات الحكومة مع الصندوق الدولي.
وقبل ساعات من وصول لودريان دعم فرنسي للبنان، إذ كشف مصدر فرنسي ان إيمانويل ماكرون سيعلن خطة شاملة لمساعدة لبنان قد تتضمن فتح خطوط اعتماد مالية، مشددا على ان لبنان ليس قضية خاسرة وتركه يعني فتح ساحته لآخرين.
في غضون ذلك برز اليوم إصدار المجلس الدستوري قراره إبطال قانون آلية التعيينات برمته "لمخالفته الدستور" وذلك بإجماع الحاضرين وغياب عضو واحد بسبب المرض.
في هذا الوقت اللبنانيون المنهمكون بأزماتهم المعيشية مصدومون بجديد مسلسل الفضائح، فضيحة اللحوم والدجاج الفاسد، وقد عملت اليوم الاجهزة المعنية على سحب المنتوجات من الاسواق، فيما طالب رئيس الجمهورية بكشف هوية جميع المتورطين في هذه الجريمة التي طاولت صحة اللبنانيين ومحاسبتهم امام الجهات القضائية المختصة.
والى الهم المعيشي الذي يثقل كاهل المواطن اصطفت اليوم طوابير امام محطات المحروقات، التي علقت خراطيمها بعد نفاذ مادة البنزين نتيجة تقنين توزيع الشركات على المحطات، فيما أعلن ابو شقرا لتلفزيون لبنان ان الازمة ستحل في الساعات القليلة المقبلة واتصالات اضفت الى فتح اعتمادات للشركات المستوردة.
يبقى ان نشير الى خبر سار وهو رفع وزير الداخلية مشروع قانون لعدم استيفاء رسوم المعاينة والغرامات عن عامي 2020 و2021.
* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ان بي ان"
يقال إن الدجاج في المنام يعني الخير والرزق القريب أما واقع الحال في لبنان فإن هذا الدجاج ما بعد واقعة (زكريت) كشف حجم الفساد والإمعان في ضرب صحة الناس.
هذه القضية بقيت محور متابعة رسمية من قبل الوزارات المعنية.
رئيس الجمهورية ميشال عون أصر على متابعة الملف حتى النهاية فيما إتخذت وزارة الاقتصاد قرارا يقضي بمنع التداول في الأسواق اللبنانية بمختلف السلع من فئة مصنعات الدجاج من العلامات التجارية: LIPOUL SHOUMAN CARRY.
ميدانيا تحرك المدير العام لوزارة الاقتصاد محمد أبو حيدر باتجاه المؤسسات التجارية ونقاط البيع لسحب كل هذه المنتجات بشكل فوري تمهيدا لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لإتلافها.
معيشيا أيضا انخفضت أسعار المحروقات اليوم فيما رفعت المحطات خراطيمها بفعل التقنين الذي تقوم به شركات التوزيع.
في السياسة والاقتصاد ما زال عنوان المرحلة الإصلاحات مقابل المساعدات وسط ترقبٍ لما ستحمله زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت حيث سيجري لقاءات مع الرؤساء الثلاثة إضافة إلى البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي أعلن اليوم عن نيته الدعوة إلى حوار جامع لا يستثني أحدا من دون ان يكشف المزيد من التفاصيل.
وإلى أبعد من كل التفاصيل الداخلية حذرت كتلة التنمية والتحرير خلال اجتماعٍ برئاسة الرئيس نبيه بري من أي محاولة للتعديل في بنود القرار 1701 لكونها تمثل عبثا بأمن المنطقة ومحاولة لأخذها نحو المجهول لا سيما أن العدو الإسرائيلي وحده الجهة التي تستبيح القرار عبر إنتهاكات يومية وتهرب من الوفاء بإلتزماته حياله من خلال إستمرار إحتلال الشطر الشمالي من قرية الغجر وإستباحة الأجواء وإستخدام لبنان منصة لإستهداف سيادة سوريا كما حصل قبل يومين.
وفي الشأن المعيشي إنحازت الكتلة مجددا إلى الناس ودعت الحكومة إلى تحمل مسؤولياتها والتحرك الفوري لحماية العمال والموظفين بما كفله القانون كي لا تتكرر صورة المشهد الذي بدأ يظلل حياة اللبنانيين.
على المستوى القانوني أبطل المجلس الدستوري آلية التعيينات لمخالفته الدستور بإجماع الأعضاء الحاضرين بعد الطعن به من قبل رئاسة الجمهورية.
* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"
كثيرة هي اكتشافات المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان، فبعد انكشاف اصحاب القلوب السوداء الذين استثمروا اوجاع الناس في السوق السوداء، برز اصحاب القلوب الميتة الذين يبيعون الناس لحمة الميتة في هذه الظروف الاقتصادية والصحية الصعبة، ويتسببون بالامراض المميتة للبنانيين المختنقين اصلا.
فما تم اكتشافه بالامس واليوم من لحمٍ منتهي الصلاحية تبيعه شركات بمنكهاتٍ تغطي على سوء الرائحة وخطورة المذاق، يذكر اللبنانيين بالمنكهات السياسية التي يستخدمها البعض للتغطية على سوء الاداء وخطورة الدور.
على كل حالٍ فان ادوارا موزعة لاداء مهمةٍ واحدةٍ تشهدها البلاد اليوم، من سياسيةٍ واقتصاديةٍ وماليةٍ وغيرها، على انه لا خيار سوى المضي ما أمكن للتصويب بحسب وزير الصناعة عماد حب الله، الذي تحدث للمنار عن اهمية قرار تلزيم التدقيق المحاسبي والجنائي الذي اتخذه مجلس الوزراء بالامس، فيما الغد سيكون افضل ان تمكنت الشركات من تحليل الصندوق المالي الاسود الذي يختزن الكثير عن الرحلة المالية الصعبة للبلاد التي استمرت لعقود، وتسببت بالكارثة التي نعيشها اليوم.
وعلى اجنحة الاصرار عاد الصينيون لطرق ابواب الوزارات اللبنانية المعنية، والتقى السفير الصيني في بيروت وزيري الاشغال والصناعة ومعه كلام جدي بالسير على خطٍ حديديٍ بالعلاقة مع لبنان، وفق عقودٍ واضحةٍ وبما يناسب الطرفين. والسؤال هل يناسب اللبنانيين ما يعيشونه وتحديدا في هذه الايام من ازمةٍ بل غيابٍ للكهرباء، وشحٍ في المازوت، وندرةٍ بالبنزين، وضيقٍ بالرغيف، وثقوبٍ بالسلة الغذائية تكاد تفقدها أغلب محتواها بفعل تجار الازمات؟ فهل يناسبنا الانتظار؟ بل ماذا ننتظر؟
لبنان الرسمي ينتظر غدا زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان التي تكتسب اهمية في التوقيت، على ان تشمل لقاءاته الرؤساء الثلاثة ووزير الخارجية حيث سيكون له تصريح، على ان الكلام الصريح ما ستحفظه محاضر اللقاءات.
* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"
ماذا سيحمل وزير الخارجية الفرنسية إلى بيروت؟إنه السؤال الكبير، في ضوء الأزمة الاقتصادية والمالية المستفحلة، والعجز اللبناني الواضح عن السير في الإصلاحات المطلوبة، أقله حتى الآن، تمهيدا للانطلاق في مفاوضات جدية مع صندوق النقد الدولي.
الأساس أن ننتظر الزيارة، وأن نسمع من الضيف الفرنسي ما جاء ليقوله، غير أن اللافت قبل ساعات من وصوله، كان ما نقلته قناة العربية عن مصدر فرنسي، حيث أكد أن الأزمة في لبنان تهم المنطقة، وأن باريس تؤيد دعوة الحياد في أزمة لبنان، كاشفا ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سيعلن خطة شاملة لمساعدة لبنان.
كذلك، لفت مصدر ديبلوماسي فرنسي لقناة الحدث إلى أن خطة ماكرون لمساعدة لبنان قد تتضمن فتح خطوط اعتماد مالية، مشددا على ان موقف البطريرك مار بشارة بطرس الراعي من مسألة الحياد موضع تقدير من فرنسا.
الديبلوماسي الفرنسي الذي لفت الى أن حكومة لبنان لم تقم بأي إصلاح جوهري بعد ستة أشهر، قال: لبنان ليس قضية خاسرة وترْكه يعني فتح ساحته لآخرين، مشددا على ان مناقشة موضوع لبنان مع الأميركيين والخليجيين جارية.
وكان رئيس الحكومة حسان دياب التقى اليوم في السراي الحكومي السفيرة الأميركية، وتناول البحث الجهود التي تبذلها الحكومة لمعالجة الأزمة الإقتصادية والإجتماعية والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي.
دياب كان اشار اليوم الى ان الخطة المالية الإصلاحية التي تعمل الحكومة على تنفيذها تشكل نقطة انطلاق إلى تقديم برنامج لصندوق النقد الدولي.وتطرق رئيس الحكومة إلى التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان والنظام الإلزامي لمعاينة ومراقبة الحاويات والبضائع والمركبات في المرافق الحدودية اللبنانية، إلى جانب تعيين مجلس إدارة مؤسسة كهرباء لبنان، بوصفها انجازات اصلاحية، معتبرا أن الحكومة الحالية هي الأقرب الى معايير حكومات التكنوقراط في تاريخ لبنان وتعمل ليلا نهارا لمعالجة الأزمات، وعلى رغم ذلك فهي تتعرض للسهام السياسية، في وقت يجب أن نكون يدا واحدة لمواجهة التحديات.
وحسم دياب بأن الحكومة مصرة على المواجهة.تبقى اشارة الى ان المجلس الدستوري اتخذ قرارا بالاجماع اليوم بإبطال قانون آلية التعيينات بفعل الطعن المقدم من رئيس الجمهورية لمخالفته الواضحة للدستور.
* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"
يصل الى بيروت وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان في زيارة رسمية تستغرق يومين، يعيد خلالها على مسمع كل المسؤولين اللبنانيين، ما قاله في التاسع من تموز،" ساعدونا لنساعدكم ".
هذه المرة، لن تنفع وعود السياسيين ولن ينفع التلاعب تحت عنوان " مش انا هوي ". وحتى ما يحكى عن لائحة خطوات اصلاحية اتخذتها الحكومة وستعلن امام الوزير الفرنسي، لن تتمكن من اقناعه وباريس، وطبعا من خلفهما واشنطن ودول اخرى تعتبر صديقة للبنان، من ان البلاد اصبحت على طريق الاصلاح.
فطريق الاصلاح هذا مبني على مداميك واضحة، يعرفها لودريان، تماما كما يعرفها المسؤولون السياسيون. وعلى هذا الاساس، سينقل وزير الخارجية الفرنسي رسائل قاسية الى كل من يلتقيه: إنسوا اي مساعدة، غير مقرونة باصلاحات قابلة للتطبيق .
في لائحة الاصلاحات بنود واضحة، تتحدث عن ضرب الفساد، وحل ملف الكهرباء، وضبط الحدود ومنع التهريب، استقلالية القضاء، وغيرها، ولكل بند من هذه البنود افخاخ تعرقله.
في ضرب الفساد، كثير من الكلام وقليل من الافعال، فضرب الفساد يحتاج الى قوانين يقرها مجلس النواب، والاهم الى آليةٍ واضحة لكيفية تطبيق هذه القوانين، فلا تبقى معلقة تحت حجة ترامي كرة المسؤولية بين اقرار القانون وكيفية تطبيقه.
في ملف الكهرباء، خطوة تعيين مجلس الادارة نفذت، لتبقى خطوة تعيين الهيئة الناظمة عالقة تحت حجة تعديل القوانين، اما ملف استقلالية القضاء فحدث ولا حرج، من التعيينات القضائية الى القدرة على فصل السلطة القضائية عن السلطة السياسة.
وزير الخارجية الفرنسي الذي يعرف كل هذه التفاصيل، يريد اجوبة واضحة تحدد سبب عرقلة الاصلاحات وسبب تعثر المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، ( التي كانت للمناسبة)، احد عناوين اللقاء اليوم بين رئيس الحكومة حسان دياب والسفيرة الاميركية دوروثي شيا.
وقد علمت الـLBCI ان الحديث مع شيا، كما الحديث المرتقب مع لودريان، في موضوع صندوق النقد الدولي، سيتمحور حول سبل دعم لبنان في تسريع المفاوضات مع الـ imf.
اهمية هذه الاجوبة، التي قد تضع لبنان على سكة بدء النهوض من الهاوية المالية والاقتصادية، لن تحجب الضوء عن نداء الحياد الذي اطلقه البطريرك الراعي، والذي يتوقع ان يلاقي دعما من وزير الخارجية الفرنسي، لا سيما لجهة فصل لبنان عن المشاكل التي تحيط به.
في الخلاصة، يومان مفصليان ستشهدهما بيروت، فإما تقرر السلطات السياسية في خلالهما مساعدة لبنان ليساعده اصدقاؤه، واما تعرقل المساعدة الداخلية بفعل مجهول لا يريد الشفافية ولا الاصلاح انما نشر اليأس وصولا الى افراغ لبنان من كل من يريد ان يعرف حقا من اوصلنا الى ما نحن فيه اليوم من بؤس.
* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ام تي في"
البلد من أزمة إلى أخرى. فقبل أن تحل أزمة الفيول وقبل أن تعود الكهرباء إلى البيوت، ولو بالحد الأدنى، بدأ البنزين ينفد من الاسواق .
في الجنوب والبقاع وإقليم الخروب أزمة محروقاتٍ حقيقية، كما بدأت الازمة تمتد الى مناطق اخرى، وتحديدا جبل لبنان.
إنه فصل آخر من فصول الإهتراء المؤسساتي، علما أن لا أحد يعرف لماذا توقفت الشركات الموزعة للمحروقات عن التوزيع المنتظم للمحروقات، وذلك في ظل سكوتٍ مريبٍ لوزارة الطاقة.
بالموازاة، معاناة المستشفيات مستمرة، وهي جددت تهديدها برفض استقبال المرضى نتيجة عدم توافر العلاجات والمستلزمات الأساسية. لكن سد بسري يبقى قضية القضايا.
رئيس الحكومة الذي يتجنب كالعادة اتخاذ قرار، طلب من البنك الدولي تمديد مهلة استئناف الأعمال فيه ثلاثة أشهرٍ جديد.ة
في المقابل تحول إنشاء السد شبه معركة سياسية في مجلس النواب طرفاها : التيار الوطني الحر وحليفه حزب الله من جهة ، ومعظم القوى السياسية والكتل النيابية من جهة اخرى.
ولم يخل الأمر من صراخ واتهامات توزعت بين قاعة الإجتماعات وقاعة الصحافة.
فهل الإحتداد والتوتر هما للدفاع عن سد يعبىء الخزانات بالمياه، أم دفاعا عن خزان مال يعبىء الجيوب ؟
ديبلوماسيا، لودريان يصل الليلة الى بيروت، حاملا رسالتين الى جهتين.
الأولى الى الشعب اللبناني وتتضمن الدعم والتأييد والتضامن ، اما الثانية فالى السلطة وفيها تأنيب وتحذير ودق لناقوس الخطر.
ففرنسا هي أخبر البلدان بالفرص الحقيقية التي ضيعها لبنان نتيجة فساد مسؤوليه وسوء ادارتهم الملف الاقتصادي- المالي- الاجتماعي.
وبالتالي من الطبيعي ان يكرر وزير خارجية فرنسا على المسؤولين في لبنان ضرورة تحقيق الاصلاحات، التي لا تزال حبرا على ورق.
في المقابل سيكون للودريان لقاء مع البطريرك الماروني في بكركي، ووفق المعلومات فان ناظر الخارجية الفرنسية سيعرب عن تأييد فرنسا دعوة الحياد التي اطلقها البطريرك الراعي.
توازيا، الحركة مستمرة في البطريركية المارونية حول الدعوة الى الحياد. وفي المعلومات أن شخصية امنية بارزة ستزور الصرح البطريركي في الاسبوع المقبل لتعزيز جسور الحوار بين البطريركية وحزب الله، علما ان حزب الله لم يعلق حتى الان بأي موقف رسمي على دعوة البطريرك.
فهل نشهد بدءا من الاسبوع المقبل بدايات حوارٍ حقيقي بين الداعين الى الحياد وبين معارضين في العمق له؟ وهل الحوار سيكون ايجابيا ومثمرا ام حوار طرشان؟
* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "الجديد"
في لحظة دهم وجدنا أنفسنا نجري تدقيقا في الحسابات الدجاجية ومدى انتشار الفاسد منها في الأسواق اللبنانية وداخل المنازل فأكلنا يوم أكل اللحم الأبيض .
جريمة أكثر من موصوفة ابتلعها اللبنانيون أربع سنوات متعفنة سابقة وعلى غفلة من وزارات مختصة وإدرات معنية بأمن المواطنين الغذائي بحيث لم يكشف عن هذه الجريمة إلا بحاسة الشم وبعد ما "طلعت ريحتهن" وزارة الصحة دهمت "عالريحة" بعد تقصي الجمارك، ووزارة الاقتصاد سيرت أفواجها لمصادرة المنتوجات من الأسوق، وتسلم المحامي العام في جبل لبنان طانيوس صغبيني الملف قضائيا حيث أوقف مدير المصنع وعدد من العمال وأصدرت بلاغات بحث وتحرٍ بحق صاحب الشركة من آل فريحة ويجري العمل لسحب الداتا من حاسوب المؤسسة لمعرفة الكميات التي بيعت في السوق للاستهلاك.
ومهمة القضاء هذه المرة غير قابلة للتمييع ودخول الحصانات والحمايات لأنها تحمل عيناتها الجنائية بالدجاج المشهود، وأقصى ما ينشده اللبنانيون هو اعتقال جميع المشاركين وأصحاب العلامات التجارية الفاسدة وإجراء محاكمات علنية لهم.
أما القصاص منهم فيكون بعدم إتلاف المواد المثلجة الفاسدة المخزنة في المستودعات، وبتوفيرها لتكون طعاما في السجن للفاعلين كي يتذوقوا بأنفسهم ما أذاقوه للناس، إذا كانوا أبرياء فسيظهر ذلك على متانة صحتهم وإذا ثبت إجرامهم فإن الكلمة ستكون للأمعاء قبل القضاء.
وبرفع إشارة على التدقيق الغذائي منذ عام الفين وستة عشر كان التدقيق المالي يتوغل في السنوات الى عام ثلاثة وتسعين، على توقيت وصول الرئيس رفيق الحريري الى السلطة، وقد جاء تقرير ديوان المحاسبة اليوم قرينة إثبات لمستندات كان قد رفعها النائب حسن فضل الله قائلا ذات جلسة "لدينا مستندات لو جرى الكشف عنها لأودت برؤوس كبيرة من السلطة في السجن وإن هذه المستندات والوثائق موجودة في وزارة المال".
حظي نائب حزب الله بتقرير "من عند ألله" تم توزيعه على النواب وعثر فيه على رؤوس كبيرة لكنها لم تودع السجن، ولا يزال بعضها الى يومنا هذا يرافع بالعفة المالية.
ويتحدث تقرير ديوان المحاسبة كما رواه فضل الله عن وجود نسختين مختلفتين عن حسابي المهمة لعام ستة وتسعين الداخل لا يطابق الخارج.. أموال ضائعة.. موزانات بأمها وأبيها بلا قطع حساب، فوائد دين بمعدل ستة عشر في المئة للمصارف والدائنين صرفيات بلا رقابة، إنفاق استمر الى آخر الحكومات اعتماد تجزئة للمشاريع من دون تبرير وفي كل الوزارت وإنفاق كان يؤدي الى زيادة عجز سلفات خزينة بلا قانون ولا انتظام ولم تدخل بمعظمها ضمن غاياتها المنشودة.
والهدف كان اخفاء المعلومات بفوضى مالية منظمة، هو مسار قال فضل الله إنه استمر الى اليوم، وقد أجرى له نائب الوفاء للمقاومة عملية قطع حساب سياسية مالية قضائية، معتبرا أن هذا لا يسري عليه مرور الزمن، وأن على القضاء ألا يتذرع بعد اليوم بتبرير عدم المحاسبة.
لكن فضل الله أشار أيضا الى العقبة التي لا تزال ماثلة حيث تمنع المحاكمات عن الوزراء بسبب الحصانات وقيود قانون محاسبة الرؤوساء والورزاء الذي يقف في وجه المساءلة، وقد رفض مجلس النواب تعديله وهذه الجريمة المتمادية منذ عام ثلاثة وتسعين الى تاريخنا هذا وجب على القضاء الامساك بخيوطها بعد تقرير ديوان المحاسبة.. لانه يشكل جرما ظل مشهودا بمعفول رجعي واحتسب على اللبنانيين عهد نموٍ وازدهار سرقونا بلا قطع حساب.. ثم ظهروا من خارج السلطة وداخلها رجال دولة.. منزهين.. اعفاء.. لا بل يطالبون بالحياد.