زار الرئيس نجيب ميقاتي، النائب أحمد كرامي في منزله في طرابلس، حيث عقد معه إجتماعا تم في خلاله البحث في التطورات الراهنة سياسيا وإنتخابيا.
إثر اللقاء، تحدث النائب كرامي، فقال:”أنا لا أستقبل الرئيس نجيب ميقاتي، بل هو يأتي الى دارته، وأنا لا أستطيع أن أكون إلا معه. لقد أمضينا تسع سنوات معا وكنا حلفاء، وهل من المعقول أن يتخلى أحمد كرامي عن الرئيس ميقاتي، هذا أمر غير وارد بتاتا. الرئيس ميقاتي هو تاج على رأس البلد، وله أفضال على هذه المدينة، وإن شاء الله يقدر الناس هذه الأفضال ويقفوا معه والى جانبه، ويكافئوه على الذي أنجزه، والذي سينجزه في المستقبل”.
وعن الهجوم الذي يتعرض له الرئيس ميقاتي، قال كرامي: الرئيس ميقاتي لا مشكلة لديه في ذلك، بالعكس أن ما يحصل من هجوم يضاعف من العطف عليه، لأن الرجل له أفضال على البلد، واليوم لا أحد يستطيع أن يلبي حاجات كل الناس، والرئيس ميقاتي لا يقصر مع أحد”.
ثم تحدث الرئيس ميقاتي، فقال:”أنا والأخ والصديق أحمد أفندي على علاقة متواصلة، منذ سنوات عديدة، ولم يكن يمر يوم إلا ونكون على تواصل مستمر في السراء والضراء، واليوم أؤكد على علاقتي المتينة معه ، وعلى الثقة المتبادلة التي أثبتناها.أنا أسمع كلاما وكذلك أحمد يسمع كلاما من مغرضين عن وجود تباعد بيننا لا سمح الله ، لذلك أؤكد بأننا توأمان لصيقان في أي موقع كنا فيه”.
وردا على سؤال عن الحملات التي تشن ضده، قال:”أطلب منكم أن تسألوا الناس إذا كان هذا الكلام صحيحا وينطبق علي خصوصا بما يتعلق بمحبتي لمدينتي طرابلس وتعلقي بالدين الاسلامي. ردي الوحيد هو حسبي الله ونعم الوكيل، فأنا من نسيج هذه المدينة التي لا تحب المهاترات والخلافات، والحقيقة واضحة و”الشمس طالعة والناس قاشعة”.
وعما إذا كان هناك خوف من “لائحة العزم”،أجاب: كلما قلت بأننا نريد أن يكون القرار طرابلسيا بحتا، أجد الهجوم يتنامى أكثر فأكثر، وكأنه المطلوب من طرابلس أن تكون دائما ملحقة نيابيا وسياسيا وإداريا بأشخاص من خارج المدينة”.
وعن التدخلات الأمنية والادارية للضغط على الناخبين، قال:”أريد أن أتحدث من منطلق رجل تولى عام 2005 رئاسة حكومة أجرت إنتخابات نيابية، ورفضت مع كل الوزراء في حينه الترشح لكي نثبت لكل العالم نزاهة الانتخابات، اما اليوم فنرى عكس ذلك تماما، نرى أن من في السلطة لديهم لوائح إنتخابية، ومكاتبهم تتحول الى مراكز للقاءات والمهرجانات الانتخابية، ويمارسون كل الضغوط على كل من يضع لنا صورة على شرفة منزله، أو في مقهى حيث يطلبون إغلاقها أو فتح ملفها. هذه الضغوط لا تنفع، وأدعوهم الى أن يراجعوا ما حصل في العام 2000، عندما حصل الضغط الكبير من كل الأجهزة الأمنية والمخابرات على الرئيس الشهيد رفيق الحريري في بيروت، وكيف كانت نتائج الانتخابات في حينه في بيروت، وكيف كانت لمصلحة الرئيس الحريري. لا تفكروا أن هذه الضغوط يمكن أن تفيدكم، أنا لن أتكلم ولن أعقد مؤتمرات صحافية، لأنني مؤمن بالدولة وأنا إبن الدولة، ولكن عندما يريدون فلدينا كل المعطيات حول ما تقوم به السلطة وأجهزتها المخابراتية والادارية والأمنية من ضغوط على أشخاص شرفاء ذنبهم الوحيد أو جريمتهم أنهم يحبوننا”.
وشدد على أن” الرهان الأساسي في هذه المعركة هو على الناس، وهذه الضغوط تولد عاطفة إضافية، وأنا ليس لدي أي شك بعاطفة الناس، وأعلم أن ما يمارسونه سيرتد بالخير علينا، لكن أنا يهمني أن أحافظ على صورة الدولة، لأن رجل الدولة تهمه صورة الدولة”.
ثم عقّب النائب كرامي بالقول” في العام 2005 كان الرئيس ميقاتي رئيسا للحكومة، وقد ترشحت على الانتخابات، والكل يعلم أنه أخ لي، لكن عندما كنت أتصل به هاتفيا كان لا يجاوبني كوني مرشحا. وهكذا تكون الشفافية وهكذا يكون الوقوف على الحياد من قبل السلطة.
وزار الرئيس ميقاتي يرافقه المرشح عن المقعد الأرثوذكسي في طرابلس على “لائحة العزم” الوزير السابق نقولا نحاس متروبوليت طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس المطران أفرام كرياكوس،الذي قال:” نشكر الرئيس نجيب ميقاتي ونتمنى له التوفيق. بالنسبة لنا الكل أبناؤنا، ونطلب من الأشخاص الذين يمثلوننا أن يخدموا البلد والمدينة والكنيسة، وأن تكون لديهم الكفاءة ويكونوا متواجدين في طرابلس، وإن الأشخاص الموجودين معنا اليوم عندهم كل الكفاءة، بالنسبة لهذه المسؤولية الكبيرة، خصوصا في هذه الظروف الصعبة والدقيقة التي نمر بها ، لذلك نحن نطلب كل التوفيق لأبنائنا في الانتخابات، وأن شاء الله تتم بنجاح وبسلام من أجل خير المدينة والوطن”.
ووجه كرياكوس نداء” الى الجميع للمشاركة في الانتخاب وممارسة واجبهم الوطني في الاقتراع”، معتبرا” أن هذا الواجب مقدس”، داعيا إياهم الى” أن يصوتوا بكثافة وأن يعطوا أصواتهم الى من يصلح لخدمتهم لأننا في طرابلس والضنية بحاجة الى أشخاص في خدمة الناس”.