خبر

السيد نصرالله: في اليوم الذي تجدون فيه أحداً يستثير العصبيات الطائفية والمذهيبة إعلموا أنه ضعيف

أطل الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله عصر اليوم عبر الشاشة، متحدثا في مهرجان انتخابي أقامه الحزب في بلدة مشغرة في البقاع الغربي، دعما للائحة راشيا والبقاع الغربي، وحضره حشد من المناصرين ومرشحي اللوائح المؤيدة، وممثلو أحزاب: “الاتحاد”، “التيار الوطني الحر”، “السوري القومي الاجتماعي” وحركة “النضال اللبناني العربي”.

وتحدث نصرالله عن “الشأن الانتخابي في دائرة البقاع الغربي وراشيا، وعن العدوان الثلاثي على منطقتنا”.

وقال: “هذا الاحتفال هو للتعبير عن تأييدنا للائحة الغد الأفضل رئيسا وأعضاء، التي تتكون من قوى وشخصيات سياسية محترمة وعزيزة وصديقة ومنسجمة”.

وتوجه إلى جمهور “حزب الله” بالقول: “عادة تحصل المهرجانات لمرشح من هذا الحزب، أما اليوم، فالذي نفعله هو غير متعارف عليه في لبنان. نحن نقيم مهرجانا للائحة الغد الأفضل، التي لا يوجد فيها مرشح في تنظيمه”.

أضاف: “نقيم هذا المهرجان الانتخابي الداعم للائحة الغد الأفضل الموجود فيها الأمل والوفاء في قلوب أعضائها، وما قيامنا بهذا المهرجان إلا للتعبير عن وفائنا وتأييدنا لأعضاء هذه اللائحة، لأنه يهمنا نجاحهم فردا فردا، لأن وصولهم إلى المجلس النيابي يشكل مصلحة وطنية تتعدى الجغرافيا والطوائف والمذاهب، ولأن نجاحهم هو تأييد ودعم للمقاومة وللمتمسكين بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة لحماية لبنان، ولأننا عندما اتفقنا مع حركة أمل وحزب الله على كل الدوائر، فقد اتفقنا على أن مرشح حركة أمل كما في هذه الدائرة هو مرشح حزب الله، أو كما مرشح حزب الله في زحلة أو جبيل”.

وتابع: “ليس جديدا في هذا الاحتفال، الذي يعني لأئحة الغد الأفضل كي نقول إن مرشح حركة أمل أبو جعفر محمد نصر الله يمثل حركة أمل وحزب الله على حد سواء”، متوجها بالشكر إلى “الإخوة في حزب الله”، معربا عن امتنانه الشخصي وكذلك قيادة الحزب “لأخلاقهم وتحملهم المميز للمسؤولية في كل الملفات، خاصة في ملف الانتخابات”، منوها “بهم وبماكينة حزب الله في البقاع الغربي وراشيا، وبإخلاصهم وهمتهم العالية”، واعدا إياهم بعد الفوز في الانتخابات أن “يكون الأخ أبو جعفر نصر الله ممثلا لكم خير تمثيل، كما في حركة أمل وأهل المنطقة، رهاننا على أعضاء اللأئحة”، مشددا على “ضرورة حضورهم الكبير يوم الانتخاب”.

وأردف: “أهل البقاع وراشيا هم جزء أساسي من المقاومة ومعركة المقاومة دفاعا عنها وعن الوطن، وكانوا جزءا أساسيا في المقاومة وما زالوا وسيبقون، والدليل على ذلك شهداء أهل البقاع الغربي وجرحاهم ومعتقلوهم، وعملياتهم التي اجتاحت مواقع الاحتلال والعملاء”.

وقال مخاطبا أهل البقاع الغربي: “لقد قدمتهم شهداء في عمليات هجومية ودفاعية وتحملتم قصف العدو والمجازر، التي ارتكبها هذا العدو. وقدمتم شهداء قادة كانوا تحملوا المسؤوليات في منطقة البقاع الغربي، ومنهم الشهيد بجيجي، رضا الشاعر، نصار نصار، حسين مرعي، علي أحمد أو شهلا، حسن هاشم، سمير ملحم وآخرهم القائد الشهيد أثناء نصرته للشعب العراقي المظلوم الأخ ابراهيم المعروف بالحاج سلمان”.

وتوقف عند تاريخ البقاع الغربي وراشيا في المقاومة “التي هي سبب إضافي لدعم هذه اللأئحة”، مؤكدا أن “الحضور القوي في المجلس النيابي والحكومة ومؤسسات الدولة، هو ضمانة للمقاومة وللمعادلة الذهبية والحفاظ عليها، لأن المقاومة كما هي بحاجة إلى من يحمي ظهرها فإنها تحتاج من يمنع طعنها بالظهر”,

وأكد أن “الفائزين سيكونون في حدمة أهل المنطقة ومطالبها، فهناك حاجات على المستوى الوطني وعلى مستوى المنطقة، خاصة في ما يتعلق بنهر الليطاني ونظافته والحفاظ على ثروته المائية، التي يتطلع إليها العدو”.

وقال: “في خصوصيات أهل البقاع الغربي وراشيا هي التنوع في تشكيلاتهم الدينية ويعيشون مع بعضهم بعضا منذ مئات السنين”، متطرقا إلى “المصلحة الوجودية لأهل هذه المنطقة في البقاء في أرضهم وهذه المصلحة الوجودية، يهددها العدو الإسرائيلي باعتداءاته وأطماعه وطموحاته، إضافة إلى خصوصية أخرى في مواجهة أهل هذه المنطقة ضد العدو الإسرائيلي وهو الموقع الجغرافي”، لافتا إلى أن “هذا الموقع كان مدخلا لاجتياح إسرائيل إما باتجاه دمشق أو باتجاه بيروت”.

أضاف: “إن العدو الإسرائيلي هو أجبن من أن يأتي بدباباته إلى البقاع الغربي وراشيا أو الجنوب، بعد كل تجاربه ومجازر الميركافا، وفي العام 2000 والعام 2006، ولكن مع ذلك علينا أن نبني أسوأ الاحتمالات”.

وشدد الأمين العام ل”حزب الله” على أن “المعادلة الذهبية هي الخيار لحماية لبنان ولا خيار آخر سواها”، منتقدا “خطابات البعض في تحريضهم على المقاومة في البقاع الغربي”، سائلا “عما إذا كانت مصلحة أهل هذه المنطقة في التحريض على المقاومة”.

وتطرق إلى “البعد السوري والعلاقات الاجتماعية والاقتصادية والتجارية مع سوريا، الذي هو جزء من حياة أهل المنطقة، متوقفا عند “خيار بعض أهل هذه المنطقة ضد سوريا”، مخاطبا إياهم بالقول: “إذا كان هناك من يراهن على خيارات سابقة عليكم إعادة النظر بمنطق وعقلانية، وإذا كان هناك من يراهن على أن الوضع في سوريا سينهار لمصلحة أميركا أو هذه الدولة أو تلك، فإنه ينتظر سرابا”، ناصحا إياهم ب”المراجعة، لأن هذه الرهانات انتهت، ولأن مصلحة أهل هذه المنطقة هو التعايش مع البعد السوري”.

وقال: “لا أحد يمثل سوريا في هذه الانتخابات، ولكن في لائحة الغد الأفضل هناك حلفاء لسوريا وكان لديهم الوعي الكافي لما يجري هناك، وفي حال فوزهم سيعملون على وصل ما انقطع في هذا السياق. مصلحة سكان هذه المنطقة هو أن يتعايشوا وألا يحولوا صراعهم السياسي إلى صراع طائفي، لأن الذي يحول الصراع السياسي إلى طائفي فهو ضعيف وهزيل ولا منطق له”.

ثم تطرق إلى العدوان على سوريا، فقال: “أمام تغريدات ترامب وتهديداته كان العالم يعيش القلق، ومستوى كبير من الآمال لإسرائيل والجماعات الإرهابية التكفيرية في سوريا التي خسرت الحرب”، مشيرا إلى مواعيد “مجيء وفد منظمة الأسلحة الكيمائية، ولكن ترامب لأنه يعلم أن ما جرى في دوما هي مسرحية ومثله فرنسا، فكان أن عجلوا بالعدوان قبل مجيء وفد منظمة الأسلحة الكيمائية إلى دوما، وهذا شاهد آخر على الاستكبار الأميركي”، رافضا التحدث عن “فرنسا وبريطانيا لأنهما تابعان للسياسة الأميركية وللتلوين في هذا العدوان”.

أضاف: “كنا ننتظر هذا العدوان ومعه كل الاحتمالات، ثم انتهى الأمر بالعدوان الثلاثي على أهداف محددة”، لافتا إلى “عدم وصول الصواريخ إلى هدف تحدثوا عنه”، منوها ب”الأداء المميز لقوات الدفاع الجوي للجيش العربي السوري، إذ تمكنت هذه القوات من إسقاط عدد من الصواريخ قبل وصولها إلى أهدافها، وهذا إنجاز عسكري مميز، إضافة إلى أهمية بقاء هؤلاء في مواقعهم، إنما هو تعبير عن الشجاعة والتحدي والوفاء عند الجيش العربي السوري”، ذاكرا أن “بعض هذه الأهداف كانت قد تعرضت للقصف سابقا”، مؤكدا أن “التهويل للحصول على تنازلات لم يحصل، ولا كسر إرادة الجيش السوري وتحطيم معنوياته ومستويات قيادته وشعبه، لكن العكس حصل مع معنوياتهم المرتفعة”.

وتابع: “إذا كان هدف العدوان هو لرفع معنويات القوى الإرهابية المسلحة، فإن العكس حصل، إذ كان مزيد من الإحباط عند هؤلاء، وخيبة الأمل لدى المعارضة السورية القابعين في الفنادق، إضافة إلى خيبة أمل بعض الدول، أما في مجال رفع معنويات إسرائيل فإن ذلك لم يحصل أيضا، لأن التقييم الإسرائيلي للعدوان أن نتائجه كانت صفرا. وأما إذا كان الهدف للضغط على سوريا للاسراع في الحل السياسي، فإن العدوان سيعقد أكثر هذا الحل، وربما سينسف مؤتمر جنيف، وما كان عليهم إلا القول إن هدفهم ليس إسقاط النظام، بل السلاح الكيماوي”، لافتا “مع كل انتصار آت علينا لا نستبعد عدوانا جديدا”.

وإذا اعتبر أن “الاتهام بالكيماوي لسوريا سيبقى نائما”، ربط بين “هذه السياسة واتهامات الغرب لإيران، بالسعي إلى امتلاك السلاح النووي رغم كل تأكيدات قادة إيران بنفيهم امتلاك هذا السلاح”.

ورأى أن “أميركا لم تذهب إلى ضربة واسعة بسبب النقاش، الذي دار في الإدارة الأميركية، ولأن قيادة الجيش الأميركي تعرف أن أي حرب واسعة لن تنتهي كما يريدون لنتائجها، ولأن عدوانا من هذا النوع الواسع سيلهب المنطقة”، متهما ترامب وبولتون وبعض دول الخليج ب”العمل على أن يكون العدوان واسعا”، مشدد على “الثقة بمحورنا وبمحدودية خيار العدو رغم إمكاناته، كقراءة للعدوان الأخير على سوريا”، داعيا في الختام أهالي البقاع الغربي وراشيا إلى “الحضور الكثيف يوم الانتخابات في 6 أيار المقبل”.