خبر

الموسوي: هل لدى الحكومة خطة لحماية أجوائنا

اعتبر عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب نواف الموسوي، خلال لقاء سياسي أقيم في بلدة المروانية الجنوبية، في حضور عدد من العلماء والفاعاليات والشخصيات والأهالي “إن الزعم أن الاستنفار الأميركي والغربي هو لحماية شعوب المنطقة والمدنيين، هو حجة داحضة، لأنه كلام لا ينطوي على الحقيقة إطلاقا، إذ كيف يمكن لحكومة مثل الحكومة البريطانية، أو الفرنسية أو الإدارة الأميركية، أن تزعم الدفاع عن المدنيين في سوريا، وهي التي تقدم جميع أشكال الدعم للنظام السعودي، الذي يرتكب المجازر يوميا ضد الشعب اليمني، فإذا كان الأمر دفاعا عن الأطفال، فلعلنا جميعا ولعل العالم بأسره يطلع يوميا على صور الأطفال، الذين يدفنون تحت الأبنية المدمرة بفعل غارات الطيران السعودي الحربي على منازلهم الآمنة، فكيف يستقيم اهتماما بالمدنيين وسلامتهم في سوريا، أما المدنيون في اليمن، فهم على العكس من ذلك، بل يتلقى الذي يرتكب المجازر فيها أي النظام السعودي، الدعم بأشكاله المختلفة من الحكومات الغربية والإدارة الأميركية، فأي نفاق هذا الذي يمارس”.

ورأى أن “الولايات المتحدة الأميركية ليس متاحا لها أن تفكر أنها تستيطع وحدها توجيه الضربات في سوريا ونقطة على السطر، لا سيما أن الأخوة في جمهورية إيران الإسلامية أعلنوها صراحة، أن الضربة التي وجهت إلى الحرس الثوري في مطار T4 لن تبقى بلا رد، وعندما نتحدث عن رد وعن رد مقابل وما إلى ذلك، فهذا يفتح الطريق إلى الحرب التي لن يكون الكيان الصهيوني في منأى عنها، وإنما في قلبها، وبالتالي فإن السؤال الذي يطرحه المسؤولون الأميركيون، هل إن الكيان الصهيوني قادر على دفع كلفة حرب شاملة وغير محدودة، ونقول هذه الاعتبارات لنوضح أننا لسنا مكتوفي الأيدي حيال الضربات الأميركية والغربية، لأننا لسنا عبارة عن مرمى أو واجهة لإطلاق النار عليها، لا سيما أن التجارب الطويلة، التي خضناها أثبتت، أن شعوب هذه المنطقة المقاومة لا تتعاطى بسكون وباكتفاء وخنوع مع أي عدوان يشن عليها، بل إنها تعرف كيف تتعامل مع هذا العدوان وكيف ترده على أعقابه”.

وقال: “إننا مدركون أن السبب في توجيه هذه الضربات لسوريا هو الواقع الميداني، الذي وصلنا إليه في سوريا، فعندما تمكن الجيش العربي السوري مع حلفائه من تكريس انتصاراته في الميدان، لا سيما بالأمس، لناحية تأمين العاصمة دمشق، بدا واضحا أن وكيل الحرب المحلي عن القوى الدولية والصهيونية والسعودية قد انتهى أمره، وقد تحمل بالباصات باتجاه مناطق أخرى، وبالتالي عندما سقط الوكيل، الذي كان مكلفا بإسقاط دولة المقاومة في سوريا، صار لزاما على الأصيل أن يتصرف ويواجه”.

أضاف: “إن هذه الضربات التي حصلت بالأمس، لن تؤدي إلى انهيار الدولة في سوريا، لأن مقومات بقاء هذه الدولة الآن هي أكثر رسوخا من أي وقت مضى، وبالتالي ما يمكن أن يخسره الجيش العربي السوري من إمكانات، يستطيع حلفاؤه أن يعوضوه عنها في وقت قصير، وهنا نذكر أن الجيش السوري في عام 1982 تعرض لضربات قاسية، إلى حد أن سلاح الجو السوري أبيد بالكامل، وهذا الجيش السوري نفسه هو في عام 1983 تمكن من إسقاط طائرتين أميركيتين وقام بأسر طيار أميركي، وبالتالي فإنه منذ العام 1982 كان لسوريا بعد تعرضها لضربة قاسية من العدو الصهيوني، القدرة بفعل الدعم السوفياتي آنذاك، أن تستعيد قدراتها الجوية والعسكرية التي أسقطتت طائرتين أميركيتين”.

وتابع: “إننا نريد أن نذكر أن السلاح الجوي السوري أسقط منذ فترة ليست ببعيدة طائرة مقاتلة وقاذفة صهيونية من طراز F16، وبالتالي لا تستطيع هذه الضربات التي شنت بالأمس، أن تغير الواقع الذي وصلنا إليه في سوريا، وهو أن المجموعات التكفيرية هزمت، وأن الدولة السورية رسخت وجودها، حيث باتت ركائزها أكثر رسوخا، وبالتالي باتت هذه الضربات بمثابة اللا قيمة لها، وإذا كانت هذه الضربات هي من أجل الضغط على سوريا وحلفائها لفرض تنازلات سياسية تتعلق بدور الرئيس السوري، فإن حلفاء سوريا قبل سوريا نفسها، متمسكة بالدور المحوري للرئيس بشار الأسد، وهذا الدور الذي هو بالدرجة الأولى الذي حافظ على بقاء الدولة السورية وسقوط المشاريع العدوانية، وصحيح أن حلفاء سوريا ساعدوها، ولكن لولا موقف الرئيس بشار الأسد والدولة السورية، لما أمكن وجود مكان لوضع ركائز للدعم الذي سيقدم، وبالتالي لن تؤدي هذه الضربات إلى استدراج أي تنازل سياسي يتعلق بدور الرئيس الأسد في الدولة السورية”.

وأردف: “إننا بحمد الله تعالى، وصلنا إلى وضع بات يفكر معه العدو ألف مرة قبل الانزلاق إلى حرب شاملة، هو الاستراتيجية التي يستخدمها العدو الصهيوني هو أعلن عنها وسماها، التي تكمن في استراتيجية المعركة بين حربين، أي أنه لا يوجد حرب، وإنما يقوم بالمعارك، وفي المقابل نحن نخوض معه معارك بين حربين، هو يسدد ضربة، وبالمقابل من تسدد إليه الضربة يقوم بالرد عليها”.

وأشار إلى أن “الطائرات الإسرائيلية تحول لبنان مع الأسف، إلى معبر لضرب سوريا، ومن المعروف أن سوريا اليوم مغطاة بشبكة من الدفاع الجوي، يؤمنها الجانب الروسي بأفضل الإمكانات الموجودة عند الاتحادالروسي، ولكن الطائرات الإسرائيلية تدخل من الأجواء اللبنانية وتقصف منها باتجاه سوريا، وعليه فإن الحكومة اللبنانية اليوم قالت عبر الناطق باسمها، إن الحكومة مجمعة على رفض استباحة الأجواء اللبنانية وانتهاك السيادة اللبنانية واستخدام المجال الجوي اللبناني للاعتداء على بلد عربي، وهذا موقف جيد بحد ذاته، أن تتفق الحكومة بكامل أركانها على رفض استهداف سوريا عبر لبنان، وهذا غير موقف النأي بالنفس الذي لا طعم له، لأنه طالما هناك اعتداء على سوريا، فهذا لا يعود نأيا بالنفس، بل يكون انخراطا في العدوان على سوريا، وبالتالي من يريد أن ينأى بنفسه، عليه أن يغلق مجاله الجوي أمام الطائرات التي تغير عبره، وعدم السماح بانتهاك السيادة، بحيث يتحول لبنان إلى معبر لقصف سوريا”.

وقال: “إننا نطرح على سبيل التفكير، وعلى الحكومة أن تقدم إجابة على هذا السؤال، كيف نحمي المجال الجوي اللبناني من الانتهاكات المتكررة من العدو الإسرائيلي، أو من أي انتهاك أو اختراق يأتي من أي دولة كانت، هل لدى الحكومة تصور أو خطة لحماية أجوائنا اللبنانية، بطبيعة الحال، يبدو أنه حتى الآن لم تفتح الحكومة ملف حماية الأجواء اللبنانية، وإننا نسأل السلطة أيضا، ماذا تزودون الجيش اللبناني من إمكانات تأهله لمهمة الدفاع عن لبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي في كافة المجالات، وهل إن صفقات التسليح للجيش اللبناني تتضمن أنظمة دفاع جوي أو مضادات للدروع، وهل تتضمن أنظمة صواريخ باليستية لتأمين توازن الردع الذي ينشأه الجيش اللبناني مع العدو الصهيوني، وعليه فلماذا لا تذهب الحكومة اللبنانية إلى موسكو للتفاهم مع الجانب الروسي على الأقل لإغلاق الثغرة الجوية، التي يتسلل منها الإسرائيليون لضرب سوريا، وطبعا نحن نطمح لأكثر من ذلك بكثير، حيث أن مطمحنا أن تتفق الحكومة مع الاتحاد الروسي على أن يكون لبنان بأسره مشمولا بشبكة الدفاع الجوي المتطورة والمتقدمة، وعليه لا يعود المجال الجوي اللبناني منتزها للطائرات الإسرائيلية”.

أضاف: “إننا لم نتوان عن تحمل مسؤولياتنا في مواجهة التهديدات الإسرائيلية، وقد أخذت المقاومة على عاتقها حماية أهلها في لبنان، وهي مستمرة في هذا الموقف، وأما في ما يتعلق بالانتخابات النيابية، فإننا أردنا أن تكون طبيعة المعركة النيابية تنافسيه من أجل كسب ثقة الناخب اللبناني، ولذلك نحن عملنا من أجل قانون الانتخابات النسبية، ونعرف أن هذا القانون سيأخذ منا بعض المقاعد في بعض الأماكن، وسيعطي مقاعد في أماكن أخرى لحلفائنا، وعليه فإن المثلث المتمثل بالإدارة الأميركية والكيان الصهيوني والنظام السعودي، يريدون من الانتخابات محاصرة المقاومة ونهجها وحلفائها وحزب الله بوصفه إطارا طليعيا في مجال مقاومة العدو الصهيوني، وبالتالي هم سيتصرفون مع هذه الانتخابات ليس على أنها إنمائية، وإنما سيقولون إن تأييد الناس لحزب الله قد تراجع بسبب سياساته الإقليمية، ولا سيما لناحية قتاله في سوريا، وهذا يكتب من الآن قبل موعد الانتخابات”.

وتابع: “إن السعوديين اليوم، بعدما خابت آمالهم في أكثر من منطقة عملوا فيها حروبا وجرائم، وعندما فشل مشروعهم في لبنان، الذي يكمن في الدفع إلى حرب أهلية فيه، يريدون عبر الانتخابات النيابية السيطرة على القرار اللبناني، وعندما يسيطرون على القرار في لبنان، فعندها يصبح كل البلد بيدهم من النفط والغاز وغيرهما من الأمور الأساسية، ولذلك نحن نعتبر أننا نخوض معركتنا الانتخابية مع الهجمة السعودية، التي تريد مصادرة القرار اللبناني من خلال الهيمنة على مجلس النواب”.

وختم “كما نلفت النظر إلى أننا اليوم أمام حالة متكررة للرجل المريض بالديون، وهذه الحالة بالعالم من يفكر بالتغلغل داخل التركيبة اللبنانية للقضاء على أصوات استقلال القرار السياسي الوطني اللبناني، هذه الأصوات التي هي أصوات المقاومة ونهجها وحلفائها، وهناك أيضا من يريد أن يسيطر على لبنان من خلال مفاقمة الديون وإيقاعه تحت العجز بعدما عجز هو عن إخضاع لبنان بالطرق المعروفة، ولذلك نحن معنيون في الانتخابات القادمة بأن نواجه هذه المعضلة الأساسية، التي هي التسرب إلى داخل تركيبة القرار في لبنان من أجل فرض إخضاعه وإنهاء استقلالية قراره”.