أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ان “زمن غياب الدولة عن تحمل مسؤولياتها في حماية منطقة الشريط الحدودي والدفاع عنها انتهى، وزمن الشعور بأن هذه المنطقة خارج حدود الشرعية اللبنانية انتهى ايضا”، وقال: “استرداد مزارع شبعا وتلال كفرشوبا مسؤولية الدولة، لا شيء يمكن أن يلغي حق لبنان بأرضه، وكل اللبنانيين صف واحد خلف الجيش اللبناني في حماية الحدود، وجميعنا صف واحد في مواجهة أطماع إسرائيل بأرضنا وثروتنا النفطية”.
كلام الحريري جاء خلال احتفال شعبي حاشد نظمه المرشح عن المقعد السني في دائرة مرجعيون وحاصبيا عماد الخطيب في بلدة شبعا، في حضور كبار شخصيات ووجهاء البلدة.
وقال الحريري: “عندما كنا صغارا، كان الوالد الشهيد يخبرنا عن القرى الحدودية الأمامية في الجنوب، وكانت أسماء العرقوب وشبعا وكفرشوبا وكفرحمام والهبارية وكوكبا وحولا والفرديس والماري وراشيا الفخار وغيرها قرى كثيرة، تتردد على مسمعنا، قرى مواجهة مع إسرائيل، وقرى كفاح مسلح ضد العدو. هذه منطقة، جميلها كبير على البلد، وعلى كرامته. وهذه القرى والبلدات هي أول من قدم شهداء في البلد، في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية. الرئيس الشهيد رفيق الحريري زرع فينا محبة هذه المنطقة، والتي فيها هؤلاء الأناس الطيبون”.
أضاف: “ربما غابت الدولة عن هذه المنطقة، ولكني أتيت لأقول لكم إنني لست هنا فقط من أجل الانتخابات، بل سنبقى معا، لأنها منطقة عزيزة علينا. ربما كانت هذه المنطقة متروكة في مرحلة من المراحل، لكنها حافظت على العيش المشترك والاعتدال، وبذلك يقوم البلد وليس بالخطابات العالية. ونحن سنكمل – بإذن الله – المشوار الذي بدأه الرئيس الشهيد رفيق الحريري وعهد مني لكم، أن ألتزم بكل ما ذكره مرشحكم عماد الخطيب. أنا رئيس الحكومة، وإن شاء الله بعد هذه الانتخابات، إذا قدر الله لنا أن نعود إلى الحكومة بفضلكم وفضل جهودكم، فإننا سنكون معكم ونحقق كل أحلامكم”.
وتابع: “اليوم، أنا معكم لأقول، إن سعد رفيق الحريري، من موقعه في رئاسة الحكومة، ومن موقعه في رئاسة تيار المستقبل، مؤتمن على سلامة الشريط الحدودي في الجنوب وكرامته وحقوقه، من الناقورة إلى أعالي جبل الشيخ”.
وأكد الحريري: “زمن غياب الدولة عن تحمل مسؤولياتها في حماية المنطقة والدفاع عنها انتهى. وزمن الشعور بأن هذه المنطقة خارج حدود الشرعية اللبنانية انتهى. اليوم الدولة حاضرة بكل مؤسساتها الأمنية والاجتماعية والتربوية والخدماتية. والجيش اللبناني، العنوان الأول والأهم لدور الدولة ووجودها. الجيش اللبناني رمز الدفاع عن السيادة الوطنية وعن كل الجنوب وأهله، وهو الرمز الحقيقي لوحدة اللبنانيين في مواجهة التحديات الإسرائيلية”.
وجزم أن “استرداد مزارع شبعا وتلال كفرشوبا مسؤولية الدولة، لا شيء يمكن أن يلغي حق لبنان بأرضه. كل اللبنانيين صف واحد خلف الجيش اللبناني في حماية الحدود، وجميعنا صف واحد في مواجهة أطماع إسرائيل بأرضنا وثروتنا النفطية. وأنا أؤكد هذا الكلام، لأن البعض يمكن أن يرى في زيارتي اليوم نوعا من تخطي الخطوط الحمر، أو من التحدي. وأنا لا أعترف بأي خط أحمر، أمام أي مواطن لبناني يريد أن يزور الجنوب أو أي منطقة في لبنان. إضافة إلى ذلك، أنا لا آتي إلى الجنوب برسالة تحد لأحد. الكل في الجنوب أهلنا، وأنا في النهاية ابن الجنوب أبا عن جد، ولو كان الوقت يسمح لي، لكنتم رأيتموني في كل قرية في الجنوب”.
واردف: “اليوم 13 نيسان، أي ذكرى الحرب الأهلية، التي تذكر وحتما لا تعاد، لأن شعب لبنان ذاق الحريق قبل أن تراه كل المنطقة، وهو ليس مستعدا لأن يكون الضحية من جديد. أقول هذا الكلام في المنطقة التي حمت التنوع ولم تتعرَّض للاهتزاز في أصعب الظروف والأزمات. معروف عنكم أنكم حافظتم على المنطقة واعتدالها والتزامها بالقضايا الوطنية والهوية العربية. وإن كانت لي وصية لديكم، فهي وصية التمسك بالاعتدال والحفاظ على النموذج المشرف للعيش الواحد، الذي هو أقوى سلاح في وجه الاحتلال”.
وقال: “جولة اليوم، بالتأكيد لها علاقة بالانتخابات، وتيار المستقبل قرر، للمرة الأولى، أن يشارك في انتخابات المنطقة، وأنا هنا لإعلان دعم ترشيح الأخ عماد الخطيب واللائحة التي انضم إليها. ومشاركتنا موقف سياسي بالدرجة الأولى، وتأكيد حق كل واحد منكم في اختيار الشخص المناسب لتمثيله في البرلمان. هذه المرة، قانون الانتخاب وترشيح تيار المستقبل عماد الخطيب يعطيكم حق أن تقرروا أنتم تمثيلكم، وتسمعوا أنتم صوتكم للدائرة الصغيرة والكبيرة، ولكل لبنان.هذا حق لا تخسروه إلا إن لم تستخدموه. هذا حق لا يستطيع أحد أن يأخذه منكم إلا بغيابكم في 6 أيار عن صندوق الاقتراع، وعن الاقتراع للائحتكم، اللائحة الحمراء، لائحة “الجنوب يستحق”.
اضاف: “رهاني كبير عليكم بأن تشاركوا بكثافة، لتتمكنوا من أن تحدثوا فرقا حقيقيا بالنتائج. وتأكدوا تماما، أن وجودي معكم لن يتوقف على الانتخابات. أعلم جيدا أن منطقة العرقوب تنتظر من سعد الحريري دعم مطالبها، وأنا عند وعدي لكم بالنسبة إلى حماية إنتاج الزيت والزيتون، والتشجيع على الاستثمار في المنطقة وتوفير فرص عمل للشباب”.
وتابع: “أنتم احتضنتم آلاف النازحين السوريين في بيوتكم، وليست لديكم خيمة واحدة لأي نازح، هذه صفحة من صفحات الكرم والشرف بتاريخ أهل العرقوب. لكن هذه الصفحة يجب أن تشارك فيها الدولة، عن طريق تعزيز الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه وتأهيل طرق. والوفد الذي زارني في بيت الوسط طرح معي قضايا كثيرة، بينها إقامة فرع لكليات تطبيقية للجامعة اللبنانية، وتفعيل مستشفى الشيخ خليفة بن زايد، وتنفيذ طريق شبعا – كفرشوبا، ومشروع الصرف الصحي الممول من الكويت. هذه حقوق للمنطقة، وهذه مطالب ستكون في عهدة سعد الحريري، والمسؤولية عليكم، على عماد والبلدية وكل الشباب والمخاتير أن تتابعوا معي، وأنا سأكون في التصرف بإذن الله”.
وختم: “رهاني كبير أن لبنان بعد مؤتمر سيدر، سيكون أمام انطلاقة اقتصادية وإنمائية جديدة. لكن مسؤولية الجميع أن يشارك في الانطلاقة، والمشاركة لا تكون بسياسة التشكيك والكلام العشوائي. البلد أمام فرصة، عملنا نحن عليها، والمجتمع العربي والدولي سار معنا. الطابة باتت في ملعبنا، هكذا نحمي اقتصاد البلد، وهكذا نحمي حق جميع اللبنانيين في كل المناطق بحياة كريمة، وحق الشباب والشابات بفرص عمل توقف نزيف الهجرة.العالم وقف معنا في 6 نيسان في باريس، ونحن يجب أن نقف مع أنفسنا في 6 أيار، في الانتخابات. شكرا لكل أهالي المنطقة على الاستقبال، وإلى لقاء آخر إن شاء الله.
عشتم. عاش لبنان”.
وكان اللقاء استهل بكلمة للمرشح الخطيب الذي قال: “هل شهدتم بأن ابن شبعا يعد ويفي؟ هذا اليوم التاريخي لمنطقتنا يشهد على ذلك، والآتي أجمل بإذن الله. وجودكم اليوم يطمئنني، ترحابكم وحفاوة استقبالكم أمر ليس جديدا عليكم، على أهل هذه الأرض التي أنبتت رجالا لا ينحنون إلا لرب العباد. أهل الأرض الذين حافظوا عليها بالاعتدال والعيش الواحد في أصعب الظروف. لا شيء يفرقنا لأن اجتماعنا دائما هو على قضية واحدة، فقضيتنا الأكبر هي الأرض، هي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وكل حبة من تراب جنوبنا الغالي”.
أضاف: “مستمرون في وحدتنا ونضالنا وقضيتنا. أملكم فينا كبير وأملي فيكم أكبر، ومن اليوم سيبدأ العمل، وهذا وعد من ابن شبعا والعرقوب، وعد من عماد الخطيب. لكني أريد منكم أيضا وعدا بأن تضعوا في 6 أيار يدكم في يدي وتصوتوا لعماد الخطيب ولائحة الجنوب يستحق. عندها يبدأ الفعل والعمل، يبدأ مشروعنا بأن نفتح فرعا للجامعة اللبنانية في العرقوب ونرفع مستوى التعليم الرسمي في المنطقة، وأن نؤسس مبنى مركز لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة وجعل المرأة الجنوبية شريكا أساسيا في الإعداد والنجاح”.
وختم: “اليوم هو يوم تاريخي لزيارة تاريخية، ووجود دولة الرئيس سعد الحريري بيننا في هذا النهار هو أكبر دليل على أنه راع وداعم ومشارك في تحقيق كل مشاريعنا. ثقته بعماد الخطيب هي ثقته بكل واحد منكم وبأصواتكم التي تصنع التغيير. نحن لدينا النية والقدرة، ومعنا رجل المستقبل، الذي يزورنا في شبعا والعرقوب كرئيس حكومة لبنان، لأن الجنوب يستحق. فشكرا دولة الرئيس على زيارتك الغالية علينا وشكرا على ثقتك فينا جميعا وشكرا لتشريفك، شكرا لك ابن الرئيس الشهيد رفيق الحريري”.
كما كانت كلمة لرئيس بلدية شبعا محمد صعب قال فيها: “إنها المرة الأولى التي يزورنا فيها رئيس للحكومة، واليوم شرفنا الشيخ سعد، فأهلا وسهلا به”.
ختم: “كان حلم الرئيس الشهيد زيارة العرقوب، وقد تحقق الحلم اليوم بتشريف أفرح العقول وأسعد العقول. وشبعا اليوم تزهو بحضوركم وتزف لكم ألف تحية براقة”.
بعد ذلك، زار الحريري منزل صعب حيث أقيم له استقبال شعبي حاشد ونحرت له الخراف.
ومن ثم انتقل الحريري إلى بركة النقار المحاذية للسياج الشائك الذي يفصل مزارع شبعا المحتلة عن المنطقة المحررة.