خبر

السبهان كان يخطط لحرب أهلية.. السيد نصرالله: إسرائيل ارتكبت خطأ تاريخيا بقصف “التي فور” وما حصل في دوما مسرحية

أكد الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله أن ما كان يحضر له السبهان ومن ضمنه اختطاف الرئيس سعد الحريري هو حرب أهلية جديدة، مشدداً على وجوب أن يكون لدى اللبنانيين حرص كبير جدًا بعدم الإستماع الى اي مشروع يريد أخذ لبنان الى حرب أهلية. وفيما خصّ قصف مطار “التي فور” بحمص أشار السيد نصرالله إلى أنه “على الإسرائيليين أن يعرفوا أنهم ارتكبوا خطأ تريخياً وأنهم أدخلوا أنفسهم في قتال مباشر مع إيران وإيران ليست صغيرة وضعيفة جبانة وأنتم تعرفون ذلك وهذه الحادثة حادثة مفصلية في المنطقة وما قبلها شيء وما بعدها شيء آخر”.
أعلن الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصر الله خلال مهرجان انتخابي لدائرتي بعبدا وبيروت الثانية، أن “هدف هذا الاحتفال، كما احتفال النبطية، هو إعلان تأييد حزب الله للائحة وحدة بيروت في الدائرة الثانية والمشكلة من تحالف أمل وجمعية المشاريع الخيرية والتيار الوطني الحر وحزب الله وشخصيات سياسية من أهل بيروت، وأيضا تأييد ودعم لائحة الوفاق الوطني في دائرة بعبدا المشكلة من تحالف أمل والتيار الوطني الحر والحزب الديموقراطي وحزب الله”.
وأشار إلى أن “في بيروت فئات شعبية واسعة تشعر بأن من حقها الطبيعي أن تتمثل في مجلس النواب وأن يكون لها نواب ليعبروا عن صوتها وحقوقها ومصالحها”، وقال: “في القانون الأكثري كانت هذه الفرصة ضائعة، لكن القانون النسبي فتح المجال”.
وأكد أن “هذه اللائحة هدفها تحقيق التمثيل المرتجى لكل الفئات”، لافتا إلى أنها “لا تخوض الانتخابات النيابية من أجل مصادرة قرار بيروت”، وقال: “من ينتخبون لائحة وحدة بيروت أو غيرها هم من أهل بيروت، ويجب التنبه إلى أن بيروت تتميز عن كل الدوائر بكونها عاصمة لبنان وهي تحتضن كل اللبنانيين وتختصر في تركيبتها كل اللبنانيين. تضم بيروت مسلمين من كل المذاهب ومسيحيين من كل المذاهب، فبيروت يجب تكون عنوان لبنان ورمزه”.
أضاف: “لا يجوز لأي تيار أو حزب أو حركة أو جمعية أو زعامة أن تختصر بيروت بلونها الخاص، لون بيروت يجب أن يبقى لون الشعب اللبناني، ويجب أن يشعر الجميع بأنهم أمام فرصة حقيقة للتمثيل”.
وتحدث عن “هوية بيروت”، وقال: “هناك معركة حول هوية بيروت، فالبعض تجاوز مرحلة ماذا قدم إلى بيروت ليذهب الى عنوان لشد العصب، فأصبح عنوان المعركة العروبة والمشروع العربي في مواجهة المشروع الفارسي”.
وسأل: “ما المقصود بالهوية العربية؟”، وقال: “إذا افترضنا ان العربية والهوية العربية هي اللغة العربية، فاقترح على هيئة الاشراف على الانتخابات تشكيل لجنة متخصصة في اللغة العربية وتجري بامتحانات.
وسأل أيضا إلى “أي عروبة تدعونا؟ هل إلى التبعية للارادة الأميركية وخوض معاركها بالوكالة؟ هل العروبة هي التخلي عن الشعب الفلسطيني والمقدسات وعن الشعب الذي يعاني قتلا واعتقالا وحصارا وتجويعا وفقرا وتهجيرا وتشتيتا وظلما وقهرا واستلابا لارضه وخيراته ومقدساته التي هي مقدسات الامة؟ هل هي العروبة أن تسكت القوى العربية عما يجري كل يوم جمعة في غزة؟ هل العروبة تكون بالموافقة على صفقة القرن وبالسكوت عن اعتراف الادارةالاميركية بالقدس عاصمة أبدية لاسرائيل؟ هل العروبة في تدمير العراق وسوريا؟ هل العروبة في تحريض اسرائيل على شن حرب تموز ومسح قطاع غزة؟”.
أضاف: “قال البعض لأهل بيروت لا تنتخبوا من دمر العراق وسوريا، وأنا معه، وأقول لا تنتخبوا من دمر العراق وسوريا. من الذي دفع بداعش ليفعل ما فعله في العراق؟ ومن أرسل آلاف الانتحاريين الى العراق؟ ومن جاء بعشرات آلاف المقاتلين؟
وتابع: “ليست هذه عروبة بيروت، فبيروت عاصمة لبنان، وتاريخ أهلها كان حمل القضايا العربية وهمومها، فلطالما كانت هذه المدينة تتظاهر من أجل القضايا العريبة. بيروت، لم تكن تنأى في يوم من الايام بنفسها عن القضايا العربية، فعنوانها الحقيقي هو هذه العروبة واحتضان القضية الفلسطينية والمقاومة، فالرصاصات الاولى للمقاومة انطلقت في شوارع بيروت، وفرضوا على جنود الاحتلال أن يخرجوا من المدينة مهزومين ومذلولين”.
وأردف: “يجب الحفاظ على النسيج الاجتماعي المتنوع في بيروت، ولا يجوز لاحد أن يذهب الى خطاب مذهبي وطائفي، فلتكن المنافسة على خدمة العاصمة وأهلها”.
ثم تحدث نصر الله عن دائرة بعبدا ولائحة “الوفاق الوطني”، وقال: “هذا اللبنان يحتاج إلى حقيقة الوفاق الوطني ومعناه. وهذا يتحقق بالتواصل والتلاقي بين مختلف المكونات وعدم القطيعة والحوار الدائم والتركيز على التفاهم والاعتراف بالآخر وبخصوصياته وحقوقه الطبيعية، فالوفاق الوطني ليست مجرد شعار، البعض لا يتحمل حتى اسم الضاحية الجنوبية لبيروت، ونحن مع اسم ساحل المتن الجنوبي، لكن هذا لا يعني الاساءة واستنكار اسم الضاحية الذي اصبح في كل العالم موازيا لكل ما هو مقاومة وشرف وكرامة وعزة وإباء وصمود ورفض للمذلة، هذا الاسم يجب أن تقبلوا به وتحترموه”.
أضاف: “اليوم 13 نيسان، الذكرى المؤلمة للحرب الاهلية التي انطلقت من بوسطة عين الرمانة في بعبدا. ومن هنا، يجب أن ينطلق الوفاق الوطني. علينا الاضاءة على الحرب الاهلية للتنبيه على أن الحرب الاهلية كانت مدمرة ومؤلمة وتركت جروحا بليغة في الجسد اللبناني، وهذا وحده يكفي للتمسك أكثر بالسلم الاهلي والعيش الواحد ومعالجة الخلافات السياسية، بعيدا عن منطق الشارع او القتال والصدام”.
وتابع: “في كنيسة مار مخايل خلال عام 2006، التقيت مع الرئيس العماد ميشال عون عندما كان زعيما للتيار الوطني الحر ووقعنا تفاهما، وهو بنى عليه وقدم انجازات في حرب تموز وأدى إلى مواجهة الاستحقاقات السياسية ومؤتمر الدولة وانتخابات 2009، وصولا الى الانتخابات الرئاسية”.
وأشار إلى أن “الاهم هو التواصل الشعبي والاجتماعي والاحتضان الذي حصل في حرب تموز، وكذلك السلام الداخلي والنفسي”، وقال: “هذه الامانة أغلى من كل الخصوم السياسية”.
أضاف: “هذا التحالف كان نواة صلبة، فهناك خلافات سياسية، ولكن هذه النواة كانت تشكل قاعدة لحليف الحليف. واليوم، نحن أحوج ما نكون كلبنانيين إلى هذا التلاقي خصوصا بين القوى السياسية التي تتفق استراتيجيا. إن الخصومة السياسية بين التيار الوطني الحر وأمل، والتيار الوطني وتيار مردة يجب أن نسعى إلى أن نجد لها حلا، فالتفاهم والتحالف لا يعنيان على الاطلاق أننا أصبحنا حزبا واحدا”.
وتابع: “لقد أصررنا في بعبدا على أن نكون سويا بمعزل عن المصالح الانتخابية لتثبيت المصالح السياسية، فالتفاهم بقي راسخا، رغم الاختلافات في ملفات عدة، ورغم الاختلاف الانتخابي، فالاختلاف لا يعني تطيير التفاهم”.
وأردف: “لا نريد حربا أهلية في لبنان، بل سلما أهليا، هكذا نعزل لبنان عن حروب المنطقة، لكن هناك من كانوا يصرون على الدفع بلبنان الى هذا الاتجاه، من جاؤوا بالجماعات المسلحة الى السلسلة الشرقية وبالسيارات المفخخة إلى الضاحية وبيروت والهرمل، فهؤلاء كانوا يدفعون باتجاه حرب أهلية”.
وتطرق إلى الوضع في سوريا، وقال: “المنطقة كلها تعيش وضعا قلقا، فالكثير من القيادات والحكومات والمحللين والناس في منازلهم يتابعون الأوضاع، نتيجة بعض الاحداث التي حصلت في سوريا. حصل في الاسبوع الماضي حدثان مهمان، الاول العدوان الاسرائيلي الفاضح على مطار التيفور الذي استهدف قوات ايرانية، حيث كان هناك تعمد اسرائيلي بالقتل”.
أضاف: “إن المسؤولين الإيرانيين هم الذين سيقررون ماذا سيفعلون. وأقول للاسرائيليين عليكم أن تعرفوا أنكم بهذا القصف الفاضح ارتكبتوا خطأ تاريخيا وأقدمتم على حماقة كبرى وادخلتم أنفسكم في قتال مباشر مع ايران، فإيران أيها الصهاينة، ليست دولة صغيرة وضعيفة وجبانة. هذه حادثة مفصلية في وضع المنطقة وما قبلها شيء وما بعدها شيء آخر، هذه الحادثة لا يمكن العبور عنها ببساطة، هي مفصل تاريخي. يجب أن نسجل هنا للايرانيين شهادة كتبوها بالدم”.
وتابع: “أما الحادثة الثانية فهي تهديدات الرئيس الاميركي دونالد ترامب. كلنا ندين استخدام الكيميائي، ولكن ما جرى مسرحية ونحن متأكدون من هذا الأمر. إن المحاصر يستخدم الكيميائي، لكن المنتصر لماذا يريد أن يستخدمه؟ لا منطق ولا عقل ولا دليل. نحن أمام مشهد جديد من مشاهد الاستكبار الاميركي”.
أضاف: “من حق شعوب المنطقة أن تقلق طالما أن ترامب رئيس أميركا، فهو رئيس تاجر، عقليته أموال وتجارة. ولذلك في عهدي أوباما وبوش، كنا نسمع مصطلحات الحرية والديموقراطية والسلام العالمي والدولي، لكن خطاب ترامب ملايين ودولارات ووظائف ودفع ومال”.
وأشار نصر الله إلى أن “كل التهديدات الترامبية لن تخيف سوريا ولا إيران ولا روسيا ولا حركات المقاومة ولا شعوب المنطقة”، وقال: “هناك قوة كبيرة في المنطقة تأسست على قاعدة انتصارات وأسقطت مشاريع كبرى وتملك من الفهم والامتداد البشري ما جعلها تواجه أعتى الجنود”.
أضاف: “على الادارة الاميركية أن تعرف أن حربها على المنطقة لن تكون حربا على الانظمة، ومعركتها لن تكون مع الجيوش، بقدر ما ستكون مع شعوب المنطقة. وفي كل المعارك التي خاضتها مع الجيوش كانت تنتصر أو تهزم، ولكن في كل المعارك مع الشعوب كانت تهزم، ونحن حاضرون في كل ساحة، ولن نترك السلاح. نحن أمام أي مرحلة جديدة نتحمل مسؤوليتنا بثقة ووعي وحكمة وارادة وعزم وشجاعة”.
وختم نصر الله: “موعدنا في 6 ايار مع الحضور والمشاركة الكثيفة في كل الدوائر. نريد انتخابات تعزز السلم الاهلي، وننتظركم من أجل وفائكم، وانتم اهل الوفاء، وفائكم للوعد والنصر وللمقاومة ولمستقبل هذا البلد ولشعب حر ودولة سيدة قوية عزيزة”.