اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان "العلاقات اللبنانية -الكويتية اخوية وممتازة ونعمل لجعلها افضل، وهو ما تجسد في الزيارة للكويت التي وصفها بالودية"، لافتا الى ان "الاراء كانت متطابقة حيال مختلف القضايا التي جرى التباحث فيها، وهو تطابق يعبر عن قناعة وليس مجرد مجاملة".
واذ اشاد بمزايا امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وباعماله الانسانية التي يستحق عليها جائزة نوبل للسلام، وبجهوده لتنقية الاجواء العربية، فانه استذكر العلاقة التي تجمعهما منذ العام 1989 والتي قال انها لم تتأثر بالوقت الذي باعد بينهما "فعندما التقينا مجددا وجدنا باننا نتبادل الشعور نفسه".
وعدد الرئيس عون بعض الانجازات التي تحققت في السنة الاولى من عهده، لاسيما لجهة تثبيت الاستقرار والامن وتلزيم استخراج النفط واقرار قانون جديد ستجري الانتخابات على اساسه في ايار المقبل، فانه كشف ان الهم الاساسي اليوم ينصب على الوضع الاقتصادي الذي تأثر بالازمات المتتالية الثلاثة: الركود الاقتصادي الدولي، اغلاق طرق المواصلات بين لبنان والدول العربية والنزوح السوري الكثيف.
ودعا اللبنانيين في الكويت الى ان "يبادلوها الوفاء على احتضانها وتأمينها فرص العمل لهم".
مواقف الرئيس عون جاءت في خلال حوار اجراه معه التلفزيون الكويتي على هامش زيارته للكويت، حيث اعتبر ان "العلاقات اللبنانية - الكويتية تتميز بعدم وجود اي تناقض في الاهداف، ما خلق إلفة طبيعية بين الشعبين وعلاقات شخصية ربطتهما من خلال الزيارات المتكررة للبنانيين العاملين في الكويت وللكويتيين الذين يزورون لبنان كمكان للاصطياف والاستراحة والاستجمام، وعلى الرغم من ان لكل من المجتمعين علاقات وتقاليد مختلفة، الا انها اخذت تتقارب مع بعضها نتيجة الاحتكاك البشري بينهما".
وقال: "هذا على الصعيد الشخصي، اما على الصعيد السياسي، فكان للبنان والكويت المواقف نفسها والنهج ذاته، ولم يكن لاي منهما اطماع بالاخر او بالاخرين. وتطورت العلاقات لتصبح اخوية وممتازة جدا، واليوم نعمل لجعلها افضل مما كانت، كما هناك الاحترام في ما بيننا ولمعتقدات الاخر ورأيه. نحن نعترف بحق الاختلاف الذي يؤدي الى التقدم في العلاقات. كما ان سمو الامير منفتح جدا على لبنان، وعلى الاستثمار فيه واعطاء اللبنانيين القروض لبناء بلدهم من خلال مشاريع انمائية مهمة".
نتائج المحادثات الرسمية
وعن زيارته الكويت والمحادثات الرسمية التي اجراها، اوضح رئيس الجمهورية ان "اللقاءات كانت مفتوحة وتطرقت الى العديد من القضايا". وقال: "كانت الزيارة ودية وتحدثنا في جميع قضايا المنطقة، وكانت الاراء متطابقة، خصوصا ازاء مسألة الارهاب لاننا نعتمد النهج نفسه والطريقة نفسها. نحن ندعو ككويتيين ولبنانيين للسلام والتسامح بين البشر. وهذا ما يجعل من التطابق اكثر من مجرد كلام مجاملة، بل تعبير عن قناعة".
واكد ان "هناك امكان لتعزيز التعاون في العديد من المجالات بين البلدين منها الثقافية والجامعية وتبادل وسائل التعليم، بالاضافة الى المجالات التجارية والاقتصادية والانمائية وغيرها، ما يزيد من ترسيخ العلاقات الثنائية".
واوضح ان "في لبنان مؤسسات كويتية تستثمر فيه، كما ساهمت القروض الكويتية في تعزيز بنيته التحتية من خلال الصندوق الكويتي للتنمية"، لافتا الى ان "لبنان يعمل اليوم على نقل اقتصاده من الريعي الى الانتاجي".
وردا على سؤال، اوضح رئيس الجمهورية ان "اللبناني بات اليوم مدركا وواعيا لمصلحته، ومقتنعا بضرورة الا تتخطى الاختلافات الاطار الكلامي". وقال: "في الفترة الاخيرة شهدنا خطابات عالية السقف، لكنها لم تؤد الى اندلاع النيران في لبنان. وعندما تمكن الجيش اللبناني من تطهير الاراضي اللبنانية من تنظيم "داعش" تحقق الاستقرار، ونقوم بمتابعة الامن من خلال استهداف الخلايا الارهابية بعمليات استباقية لمنعها من القيام باي عمليات تزعزع الاستقرار الامني".
وعن علاقته الودية بالشيخ الصباح، اجاب الرئيس عون: "جمعتنا الظروف في اللجنة الثلاثية التي تشكلت للعمل على ايجاد حل للازمة اللبنانية العام 1989. وعلى هذا الاساس التقينا في تونس في مقر جامعة الدول العربية. وشعرت ان سمو الامير ربما لاحظ الفوارق بين طرحي وطروحات الاخرين، ومن هنا ربما نشأ التقارب في التفكير بيننا، وهو ما رسخ علاقتنا من دون ان تتأثر بالوقت الطويل الذي باعد بيننا بعدما نفيت الى فرنسا. لذلك عندما التقينا مجددا وجدنا باننا نتبادل الشعور نفسه".
واشاد الرئيس عون بمزايا امير دولة الكويت الذي سمي بقائد العمل الانساني، معتبرا ان "الانسانية تعني جميع الصفات الحميدة في كل انسان من حب الاخر ومساعدته والحضور الدائم لذلك". وقال: "ان ذلك يستحق تقديرا له من المجتمع الدولي ومنحه جائزة نوبل للسلام".
وعن دور الشيخ الصباح في تنقية الاجواء العربية، اجاب رئيس الجمهورية ان "امير دولة الكويت بذل جهدا كبيرا من اجل ذلك وقام بمبادرات ولم يكتف بالمواقف الكلامية، الا انه مع الاسف، لم يلق تجاوبا من اصحاب الشأن الذين لم يتقبلوا النصائح والحلول المطروحة"، مشددا على انه "لا يمكن لاحد التنكر لطيبة المجتمع الكويتي وسمو الامير الذي يريد السلام ويعزز التلاقي بين الناس وتحسين وضعهم المادي".
"اخمدنا الصراع وجعلناه سياسيا فقط"
وردا على سؤال عن الملفات التي تعامل معها منذ توليه منصب الرئاسة، اوضح الرئيس عون انه "كان في لبنان صراع سياسي حاد بين الاطراف المتصادمين في الشرق الاوسط، وقد استطعت اخماده وجعله سياسيا فقط على قاعدة ابقاء اعمار لبنان اولوية ايا يكن الرابح او الخاسر، ما ادى الى التقارب بين الافرقاء وتراجع تأثير اي خلاف سياسي على المجتمع". وقال: "انجزنا قانونا جديدا للانتخابات بعدما فشل لبنان في التوصل اليه لسنوات طويلة، وستجرى الانتخابات المقبلة على اساسه ليكون لنا في شهر ايار المقبل مجلس نواب جديد بعد انقطاع عن الانتخابات لمدة 13 عاما. كذلك، تجاوزنا مشاكل عديدة بالتوافق، منها على سبيل المثال، تلزيم استخراج النفط ما يساعد لبنان اقتصاديا، واعدنا النظر في التشكيلات العسكرية التي باتت اليوم اشد متانة في وحدتها الوطنية وتمتعها بمستوى عسكري عال في ادائها، الامر الذي مكنها من تحرير الاراضي اللبنانية من "داعش".
واذ اعاد الطمأنة الى تثبيت الاستقرار والامن واجواء الائتلاف والديموقراطية رغم المعارضات الحادة في بعض الاحيان، شدد الرئيس عون على ان "القلق اليوم ينصب على الوضع الاقتصادي لتراكم ثلاث ازمات متتالية على لبنان، وهي الازمة الدولية والركود الاقتصادي الذي اصاب جميع الدول المتوسطية، اغلاق جميع طرق المواصلات بين لبنان والدول العربية وهي المد الحيوي بالنسبة الى لبنان، واخيرا النزوح الكثيف السوري بحيث ان لبنان يستضيف ما يقارب حوالى نصف عدد سكانه من النازحين على اراضيه، فيما لا قدرة لبنيته التحتية على تحمل هذا العدد الكبير، الامر الذي يلقي بظلاله على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي ويعرض لبنان لضغوط كثيرة سياسية وخارجية".
وختم الرئيس عون بالتشديد على ان "علاقتنا بالكويت كانت حسنة جدا، ولم يكن هناك من تناقضات ادت الى اوضاع خلافية، لكننا سنجعلها افضل".
وتوجه الى اللبنانيين في الكويت، بالقول: "ان الكويت احتضنكم وامن لكم العمل وعليكم ان تبالدوه بالوفاء".
أخبار متعلقة :