كتبت أنديرا مطر في صحيفة "القبس": "لعلها الرمال اللبنانية المتحرّكة هي التي تحدد خيارات رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الذي يقول عنه دبلوماسي لبناني إنه السياسي الوحيد في لبنان الذي يحذر حلفاءه أكثر من خصومه. فحزبه اليوم في صلب المعارضة السياسية على الرغم من رفضه الانضواء في تحالف معارض لا يقوم على برنامج شامل، كي لا تتكرر تجربة "14 آذار". هو في قلب الانتفاضة الشعبية، ولكن باختيار مناصريه، ومن دون "أمر حزبي". وهو مستمر في خصومته السياسية لـ"حزب الله"، لكنه يُعارض المطالبة بنزع سلاحه في التظاهرات، لكي تبقى جامعة موحّدة، وتفادياً لأي اصطدام في الشارع.
للمرة الأولى، ربما يعلن جعجع، عبر القبس، أنه قد يكون أخطأ التقدير في ترشيح الجنرال ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية. فالخيار الوحيد كان بين الفراغ أو انتخاب عون. ومع ذلك يبدو أقرب إلى الحيادية في مسألة "إقالة الرئيس"، التي تطرحها بعض مجموعات الحراك المدني. لأن المعضلة ــــ برأيه ــــ لا تكمن لا في الحكومة ولا في الرئيس، بل في الفريق الحاكم (حزب الله وفريق رئيس الجمهورية) "يذهب رئيس، ويأتي آخر مثله".
لا يخفي جعجع نظرة سوداوية للوضع اللبناني، طالما أن المنظومة الحاكمة تتحكم في البلاد. هو قال بالأمس «طالما أن حزب الله والوزير جبران باسيل وحلفاءهما موجودون في السلطة فتحضّروا لخبر سيّئ وتدهور جديد مع كل إشراقة شمس».
يؤكد جعجع أن سلوك «حزب الله» تجاه الأصدقاء العرب تسبّب في قطع الشريان الحيوي، الذي كان يساعد لبنان وقت الأزمات، مشيراً إلى أن المعادلة الداخلية هي سبب القطيعة مع العرب، فـ«حزب الله» تحالف مع أفسد الفاسدين، وسكت عنهم وواكبهم. فهم أمّنوا مصالحهم معه، وهو أمَّن أكثرية بهم.