قال رئيس “تيار الكرامة” رئيس لائحة “الكرامة الوطنية” الوزير السابق فيصل عمر كرامي: “يفصلنا شهر واحد عن 6 أيار، يوم الانتخابات، وبدأنا جميعا نسمع خطابا انتخابيا، قائما على التحريض واختلاق المعارك الوهمية، وبصراحة إن اللجوء إلى استعادة خطاب عام 2005 عن الوصاية دليل إفلاس سياسي وخصوصا أن من يريد أن يحارب الوصاية، غارق في وصايات عدة دفعة واحدة، محلية وإقليمية ودولية. يقابل هذا الخطاب خطاب تحريضي وهجومي باعتبار أن الصوت العالي دليل قوة، ولكن الصوت العالي في التحريض وفي استثمار الفتن لا يعبر عن قوة إطلاقا، بل هو أيضا دليل آخر على الإفلاس السياسي”.
وتابع كرامة، خلال كلمة له في المهرجان السنوي للتيار، لمناسبة الذكرى 11 لانطلاقته في الكورة : “نحن في لائحة الكرامة الوطنية سيكون صوتنا عاليا دائما، ولكنه صوت الناس، الذي يعبر عن أوجاعهم وهمومهم ومطالبهم. نحن لم ولن ندعو الناس إلى حروب دونكيشوتية مع طواحين الهواء، ولم ولن نتلاعب بالعقول، ولم ولن نقول بأن هناك في هذه الانتخابات ما هو أهم من لقمة العيش الكريمة لكل مواطن ولكل عائلة، وليس هناك أهم من قدرة رب العائلة على تأمين التعليم والاستشفاء لأولاده وعائلته، وأي كلام يتنافى مع الواقع الاجتماعي المتدهور كلام يتعامى عن الحقيقة ويساهم بشكل أو بآخر في تعميق الكارثة الاجتماعية. ليس لدينا وعود سحرية عن الفساد المستشري في الدولة، الفساد متجذر وقوي أيها الاخوة، جزء منه تم تشريعه عبر القوانين والجزء الآخر تتم التغطية عليه عبر التوافق بحجة الحفاظ على الوحدة الوطنية. للفساد حراس أقوياء، ولن يسمحوا بسهولة بأن يتعرض أحد لمصالحهم، لن يسمحوا بإطلاق ورشة البناء الجدي لدولة القانون والمؤسسات. يكفي هنا ان أشير إلى التعطيل الممنهج لمؤسسات الرقابة مثل دائرة المناقصات والتفتيش المركزي وديوان المحاسبة. بل هناك أيضا تعطيل مزمن لصلاحيات الوزارات عبر مجالس بديلة كمجلس الانماء والاعمار الذي يعمل دون إشراف الوزارة المختصة بلا رقيب او حسيب ضمن دائرة مالية تحسب بالمليارات سنويا. في ظل هذه الحقيقة المؤسفة، لا يوجد حل في الأفق المنظور عبر التغيير الديموقراطي الذي يتيح لنا انتخابات، انتخابات 6 أيار من أجل ولادة كتلة نيابية معارضة وازنة يمكن أن تضع حدا لهذا الفساد الذي يتمتع بحماية عالية السقف”.
واستغرب كرامة “كيف يمكن لحكومة في دولة مديونة أن تستمر في الانفاق غير المجدي في حين أن أبسط الواجبات، إعلان التقشف وشد الأحزمة، ولكن الحكومة مرتاحة فبالنسبة اليها، الحل المثالي للدين العام، هو مزيد من الاستدانة وهو ما تفعله اليوم في مؤتمر سيدر (cèdre) الذي كان اسمه باريس 4، ولكنهم أسرعوا وتداركوا الموقف وألبسوه طربوش سيدر لئلا يتذكر الناس كوارث باريس واحد وباريس 2 وباريس 3. ما سيحمله لنا هذا المؤتمر ليس ارتفاع الدين العام من 85 مليار إلى مئة مليار دولار وحسب، إنما تلك التوصيات المسماة إصلاحية، التي تعتبر اعتداء سافرا على السيادة اللبنانية عبر الفرض على لبنان إنجاز تشريعات تدعم اقتصاد السوق وتعزز إمساك القطاع الخاص بكثير من الاستثمارات التي تقع ضمن اختصاص الدولة والقطاع العام. وانا اقول للحكومة ان مثل هذه القرارات المصيرية المتعلقة بالاقتصاد اللبناني، لا تؤخذ في باريس لقاء حفنة من القروض، بل تؤخذ هنا في لبنان وباسم الشعب اللبناني وعبر المؤسسات اللبنانية، ورحم الله من قال: أهل مكة أدرى بشعابها”. هل سمعتم أيها الأحبة بالرقم السحري؟ 900 الف وظيفة، حقيقة 900 الف خرزة زرقا، نحن لا نستوعب فعلا كيف يستسهل البعض رمي الكلام والأرقام، وإذا كان باريس 4 أو سيدر سيؤمن لنا 900 الف وظيفة وفق خطة خمسية كما يقول رئيس الحكومة، فيجب أن نزحف جميعا إلى باريس ونصفق لهذا المؤتمر المنقذ ونهنىء القيمين عليه ونشكر جهودهم، ولكن كما استسهلوا الكلام في المؤتمرات السابقة، ها هم يكررون أنفسهم دون خجل، وكما قلت لكم بيستاهلوا 900 الف خرزة زرقا”.
وتطرق في كلمته الى دعم لائحة النائب سليمان فرنحية، بالقول: “أيها الرفاق في الكورة الخضراء، أيها الكراميون، سنكون حاضرين ومشاركين وفعالين في انتخابات دائرة الشمال الثالثة، بكل أقضيتها وخصوصا قضاء الكورة. وحيث يكون الصديق والحليف، الزعيم سليمان فرنجية تكون اصوات تيار الكرامة، وعليه سنقترع لصالح لائحة “معا للشمال وللبنان” التي تضم تيار المردة ممثلا بالوزير السابق فايز غصن والحزب السوري القومي الاجتماعي ممثلا بالنائب السابق سليم سعادة، والاستاذ عبدالله الزاخم ابن هذه البلدة. كونوا صوتا واحدا مع حلفائنا وشركائنا في حمل قضايا هذه المنطقة”.
وشدد كرامي على انه في حال فوزه في الانتخابات النيابية سيكون نائبا عن الكورة كما عن طرابلس، وقال: “سنبقى معكم دائما وفي كل الظروف، لان الكورة وطرابلس ملتصقتان كالتصاق الرأس بالجسد، وسنبقى معا شاء من قسم أم أبى. ان مبدأ تهميش الاقليات غير موجود في مسيرتنا السياسية لان السني في الكورة لا يختلف عن المسيحي فيها، والمسيحي في زغرتا كبر وعاش مع السني فيها، وتيار الكرامة ليس تيار طائفة، بل هو تيار وطني بامتياز لا يفرق بين لبناني ولبناني او طرابلسي وكوراني، ان لم تتمثلوا كطائفة فأنتم ممثلون كلبنانيين بوجود حلفائنا الذين يعملون لتحصيل حقوقكم كمواطنين لا كلوائح شطب كما يفعل الآخرون، وانا بدوري أعدكم اذا نجحنا في الانتخابات النيابية عن قضاء طرابلس واصبحت نائبا سأكون نائبا عن الكورة كما عن طرابلس، لن نتخلى عن حقوقكم مهما كلفنا ذلك، ولهذا السبب أنا هنا اليوم وكل يوم وسأكون حيث تكونون لا حيث تقتضي المصلحة الانتخابية التي قضت على كل مفاهيم العيش المشترك، وهدفنا المنشود إعادة الكورة الى حضن طرابلس انتخابيا ان شاء الله”.
وختم كرمي: “أجدد شكري لكم على هذا اللقاء الذي يؤكد حضور وانتشار تيار الكرامة في مختلف مناطق الشمال وإلى لقاءات لا تنتهي ان شاء الله”.