اشاد رئيس كتلة “المستقبل” النيابية الرئيس فؤاد السنيورة بالنتائج الإيجابية التي انتهى اليها مؤتمر سيدر في باريس، معتبرا ان “ما تحقق هو نتيجة الجهود التي بذلها الرئيس سعد الحريري والحكومة من اجل تحقيق ما يريده اللبنانيون من تقدم وازدهار وبما يقتضيه ذلك أيضا من اكتساب لثقة المجتمعين العربي والدولي في التعاون مع لبنان وتقديم الدعم له”.
وقال الرئيس السنيورة في بيان: “ان النجاح الكبير الذي اسفر عنه المؤتمر من خلال تلبية ممثلي 51 دولة والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي والمنظمات والهيئات المالية العربية والدولية، من اجل دعم لبنان واقداره على تلبية حاجات اللبنانيين وحاجات اقتصادهم الوطني المستقبلية للقيام باستثمارات حيوية ومعتبرة لإعادة تأهيل البنى التحتية، والذي يشكل خطوة ايجابية ومهمة سوف تساعد لبنان في هذه الظروف الصعبة محليا واقليميا ودوليا للخروج منها، وكذلك من اجل النهوض باقتصاده والتصدي لمعالجة مشكلاته المتفاقمة”.
اضاف: “لقد اصبح لبنان بحاجة ماسة لاستعادة تحقيق نسب نمو معتبرة في الدخل الوطني، والى القيام بتنمية مناطقية كبيرة من اجل معالجة مشكلة البطالة المتفاقمة بما يؤدي الى إيجاد فرص عمل جديدة للشباب، وكذلك التقدم على مسارات تحسين مستوى ونوعية عيش اللبنانيين. وهو كذلك بحاجة ماسة لتخفيض عجز الموازنة والخزينة ومعالجة مشكلة تفاقم الدين العام والعودة الى تعزيز ميزان المدفوعات وتحقيق فائض مستدام فيه، وكذلك الى اجراء اصلاح حقيقي لمعالجة الخلل في موازنته العامة وفي اقتصاده الوطني لتمكينه من التحول الى الاقتصاد المنتج والمولد لفرص العمل الجديدة وكذلك استعادة القدرة التنافسية للاقتصاد اللبناني، ولا سيما في صادراته السلعية والخدماتية، والعمل على ترشيق وترشيد عمل إدارات الدولة ومؤسساتها العامة، وتعزيز المناخات الداخلية الملائمة والمحفزة للاستثمار من خلال العودة الى احترام القانون والنظام، وبسط سلطة الدولة العادلة على كامل الاراضي اللبنانية وتعزيز هيبتها”.
وتابع: “صحيح ان هذا الدعم الموعود هو في اغلبيته الساحقة على شكل قروض ميسرة بكلفتها وفوائدها، بالإضافة الى المشاركة مع القطاع الخاص، ولكنها قروض مخصصة حصرا من اجل تنفيذ مشاريع بنى تحتية مهمة في المناطق اللبنانية كافة تنفذ على أساس تنافسي وشفاف وبمعرفة وتعاون المقرضين، وهي ستكون مع البدء بتنفيذها وبعد ذلك عند البدء بتشغيلها، قادرة على تحريك عجلة النمو والتنمية الداخلية وان تسهم في إيجاد فرص العمل الجديدة بما يعزز الزيادة في الناتج المحلي، وبالتالي بما يسهم في المحصلة في خفض نسبة الدين العام الى الناتج المحلي”.
واردف: “ان لدى لبنان فرصة مستجدة من اجل تحويل هذا الدعم الى اداة نهوض ونمو تتلازم وتتواكب مع التصرف من قبل الدولة اللبنانية بمسؤولية وجدية بما يحول دون تزايد الاعباء والقيود والتراجع”.
وقال: “الطريق واضح وضوح الشمس وما يلزم هو المبادرة الى توجيه بوصلة سياساتنا الاقتصادية والمالية والإدارية في الوجهة الصحيحة ونحو الاصلاح الحقيقي والجدي بعيدا عن الاعاقات والعراقيل التي حالت في الماضي دون تحقيق الاصلاح الذي التزم به لبنان بتحقيقه في مؤتمري باريس 2 و3. هناك حاجة ماسة لان يرى العالم اشقاء وأصدقاء ان اللبنانيين وان دولتهم جادة في الالتزام وعدم التقاعس عن القيام بالإصلاحات الضرورية وانها حريصة على تعزيز ورفع مستوى الأداء، وعلى ترشيق ادارتهم ومؤسساتهم العامة وترشيد عملها وتفعيل قدرات اقتصادهم، وانهم كلما تقدموا مترا على مسار الإصلاح الحقيقي كلما تجاوب معهم الاشقاء والأصدقاء امتارا وحيث انه بذلك يستطيع لبنان ان يتلاءم مع الطموحات المستقبلية الكبيرة لابنائه”.
وختم الرئيس السنيورة: “يجب ان يكون واضحا أنه لا رياح مؤاتية لمن لا أشرعة له، وأن ما يتمناه أشقاؤنا وأصدقاؤنا ان نقوم به من إصلاحات هو في الحقيقة لصالح لبنان واللبنانيين. وإذا نحن لم نقم بها فلا فرصة لنا على الإطلاق في ان نحصل على ما نريده ولا ان نلبي توقعات مواطنينا ولا ان نحول دون التراجع”.