خبر

خطاب ما بين 7 و25 أيار!

بين سطور خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" أمس، رسائل في غاية الأهمية، للداخل اللبناني وللعدو الإسرائيلي، استطاع خلالها نصرالله أن يقلب الطاولة في السياسة وفي الأمن ويرسم ما يمكن تسميته خطوط الحزب الحمراء للمرحلة المقبلة.

ليس من الصعب على من رأى الحملة الإعلامية والسياسية التي بدأت قبل اسابيع وتفاعلت قبل أيام، والمرتبطة بالتهريب عبر الحدود السورية، أن يعتقد أننا أمام عملية تمهيد سياسية - اعلامية كبرى لإحدى الشروط السياسية - الاقتصادية لصندوق النقد وهو ضبط الحدود. اراد اصحاب هذه الحملة التصويب على "حزب الله" بشكل رئيسي واظهاره على أنه بتغطيته التهريب يقوم بتدمير الإقتصاد الوطني، وعليه أن يوافق على ضبط الحدود بأي طريقة والا سيكون سببا لإفقار اللبنانيين، بنظر الرأي العام. بين اسطر هذه المعركة يمكن ايجاد المساهمة الدولية بضبط الحدود ما يعني حكما تقييد حركة "حزب الله" اللوجستية. هذه المعركة فتحت فعلاً في الاعلام وفي السياسية، لكن نصرالله امس، استطاع القفز فوقها بسهولة مطلقة، وتخطاها.

قال نصرالله انه مع أن تقوم الدولة اللبنانية بضبط الحدود، لكنه رمى الكرة في ملعب خصومه، وطالب بتطبيع العلاقات مع سوريا لأنه الحل الوحيد لتعويم الاقتصاد، بمعنى آخر قلب نصرالله الطاولة وبدل أن يتهمه خصومه بالوقوف في وجه انقاذ الاقتصاد اللبناني جعل خصومه هم الذين يقفون في وجه هذا الإنقاذ من خلال رفضهم عودة العلاقات مع سوريا الى طبيعتها.

لكن الأهم في حديث نصرالله كان اعتباره استدعاء اي قوات اجنبية الى الحدود هو بمثابة حرب تموز، وهي عبارة استخدمها سابقاً قبل سنوات عندما بدأ الحديث عن سلاح الاشارة، وقبل قرارات الحكومة في 5 ايار. اراد نصرالله امس القول، ان اي قرار او سعي الى وضع الحدود الدولية تحت وصاية جنود اجانب هو بمثابة حرب على المقاومة، مع ما يستتبع هذا المصطلح من ردات فعل قد تكون مشابهة لـ7 ايار.

النقطة الثانية المهمة في خطاب نصرالله كانت الملف السوري الذي تناوله في اسهاب موصلا رسائل واضحة عن دعم ايران لشخص الرئيس بشار الاسد، لكن الاهم حديثه عن الغارات الاسرائيلية معتبراً اياها غير قادرة على تغيير المعادلة او سحب حلفاء سوريا من سوريا. وحذر نصرالله من اي خطأ اسرائيلي قد يؤدي الى اشعال المنطقة.

اراد نصرالله هنا، التلويح بالحرب الكبرى للاسرائيليين في حال قيامهم بأي خطأ، الخطأ في مفهوم قواعد الاشتباك السورية هو اسقاط قتلى لـ"حزب الله" او للحرس الثوري الايراني، اي ان نصرالله رضي بقواعد الاشتباك الحالية، والتي اوحى بأنها غير فاعلة اسرائيلياً ولا تستطيع تغيير المعادلة، لكنه في الوقت نفسه قيّد الحركة الاسرائيلية وسلبها هامش المناورة التي كانت تراهن عليه للمرحلة المقبلة لتكثييف ضرباتها الجوية، اذا ان عملية التكثيف هذه قد تؤدي الى خطأ في مكان ما وتالياً الى اشتعال المنطقة.

 

أخبار متعلقة :