تحت عنوان البديل من "الهيركات" خطة للسيطرة 8 سنوات!، كتب طوني عيسى في "الجمهورية": يوحي المعنيون بأنّ اعتراضاتِ القوى النافذة أدَّت إلى تراجع خيار "الهيركات" على الودائع المصرفية، ظرفياً على الأقلّ. ولكن، ما يتردَّد في بعض أوساط المعارضة حول هذا الموضوع كبير وخطِر: عنوان "الهيركات" هو منصَّةٌ سيستغلُّها بعض القوى للسير في خطة متكاملة لها انعكاساتها المالية والاقتصادية والسياسية.
1 - يريد هؤلاء السياسيون أن يستعيدوا ما خسروه من رصيد لدى الناس خلال انتفاضة 17 تشرين الأول، وأن «يصلِّحوا طابقهم». فما من زعامة سياسية إلا واهتزّت قواعدها وصورتها لدى القواعد الشعبية.
2 - عندما ترفض القوى السياسية تطبيق "الهيركات" على الودائع، ولو كانت بعشرات ملايين الدولارات أو مئات الملايين، فإنما تحافظ على أموالها التي ما زالت مودعة في المصارف، بأسماء السياسيين أنفسهم أو أسماء أنسبائهم ووكلائهم، وتساوي مليارات الدولارات.
فهناك ودائع كبيرة لهؤلاء بقيت عالقة في المصارف اللبنانية، على رغم المليارات التي تمّ تهريبها إلى الخارج في السنوات أو الأشهر الأخيرة، أو تلك التي وُضعت في قصور الزعماء والكوادر.
3 - وفق المصدر نفسه، هناك أيضاً كتلة هائلة من الودائع تخصُّ فئة معينة، تفوق الـ30 مليار دولار، معظم أموالها وافدة من مغتربين، توازيها مليارات لفئات أخرى. وكذلك، هناك مودعون من جنسيات عربية، خليجية وغير خليجية، يرتبط بهم متموّلون وسياسيون من هذه الفئة أو تلك.
وفي المصارف أيضاً ودائع الأوقاف المسيحية والإسلامية التي يتردّد أنّها بالمليارات. وهذه الشبكة من المصالح الطائفية والمذهبية والحزبية والسياسية تجعل تطبيق "الهيركات" مسألة حسّاسة.
وهذا الأمر يشجّعه "حزب الله"، لأنّه الأقوى في هذه التركيبة، ولأنّ ذلك يتيح له الحفاظ على عناصر قوته في وجه الخصوم الإقليميين والدوليين، ولاسيما الولايات المتحدة، في ذروة صراعها المفتوح مع إيران. كما أنّه يفتح الباب لشبكة مصالح في البلد، مع قوى دولية أخرى، كروسيا والصين، الطامحة إلى موطئ قدم في الشرق الأوسط وإفريقيا.
في تقدير المعارضين، أنّ "مجموعة 2016" تمنع الذهاب إلى بيع أصول الدولة ومرافقها "الدسمة"، بديلاً من "الهيركات"، على رغم ان الدولة هي الطرف الذي "أفلس" وأدّى إلى إفلاس القطاع المصرفي ووقوع المودعين في مأزق.
لذلك، إنّ رفض الناس العاديين لـ"الهيركات" لا يشبه إطلاقاً، من حيث المنطلق، رفض السياسيين لها. فهؤلاء ليس هاجسُهم أن يدافعوا عن ودائع الناس، بل لهم أهداف أخرى. ولو كانوا فعلاً حريصين عليها لما نهبوا أموال الدولة، التي هي أموال الناس، ولما تسبَّبوا بنكبتهم.
هل ستخضع حكومة الرئيس دياب لمشيئة هؤلاء النافذين، وتتيح لهم تحقيق الأهداف بالسيطرة على مقدّرات البلد، خصوصاً أنّها جاءت أساساً بدعمهم وضمن عملية تقاسم شرسة بينهم؟
أخبار متعلقة :