خبر

الوزيرة عزالدين: لتأكيد تحالف حزب الله وأمل والاقتراع بكثافة

عقدت وزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية عناية عزالدين لقاء انتخابيا مع آل عز الدين في ملتقى العباسية، وقالت: “بدأ حديثي معكم اهلي الاعزاء بالتعبير عن سعادتي الكبيرة باللقاء معكم في جو يطغى عليه الدفء ومشاعر المحبة وصلة الرحم، فانتم عائلتي الكبيرة التي اعتز بالانتماء اليها، كمااعتبر هذا اللقاء مهما وضروريا لنتشارك بتوصيف الواقع الذي نعيشه والذي يحيط بالاستحقاق الانتخابي المقبل في 6 ايار ولنتوافق على رسم معالم التعاطي مع المرحلة المقبلة”.

أضافت: “ان المرحلة التي نمر بها مرحلة دقيقة ولا بد من وضعها في السياق التاريخي للبنان عموما وللجنوب خصوصا لكي نكون على بصيرة من أمرنا وتكون خياراتنا تعبيرا عن وعينا وادراكنا لطبيعة الموقف وليس مجرد حالة عاطفية عابرة. واود ولو بعجالة ان اعود معكم قليلا الى وقائع تاريخية لكي تكون شاهدا على النتائج التي اريد التوصل اليها”.

وتابعت: “ان الجنوب ومن قبل انشاء الكيان اللبناني ومنذ الارهاصات الاولى للمشروع الاستيطاني الصهيوني في فلسطين كان محل اطماع الصهاينة وكان سعيهم دؤوبا ومتواصلا بهدف ضم مساحات واسعة من ارضه الى مشروعهم والحد الادنى الذي كان يسعى اليه الصهاينة الاوائل هو حدود نهر الليطاني. وهنا استشهد بكتاب هام لمؤلفه الصهيوني “رؤوفين ارليخ” عنوانه المتاهة اللبنانية (بالمناسبة انصح كل جنوبي بل كل لبناني بقراءته) لقد اقتبس هذا الكتاب من كتاب اخر لديفيد بن غوريون عنوانه “نحن وجيراننا” والذي نشر عام 1931 النص التالي: “عكا وصور هما المدينتان الساحليتان الطبيعيتان للبلاد، هذا هو الجليل الاعلى والاسفل حدود شمال ارض اسرائيل يجب ان تكون نهر القاسمية. ليس هذا فقط لقد فكر الصهاينة ايضا بالواقع الديموغرافي القائم في جنوب لبنان وكانوا يسعون الى تغييره وهذا ورد ايضا في هذا الكتاب الذي يورد ما قاله بن غوريون :”نحن نرى قيمة خاصة في استيطان اليهود في لبنان حتى اننا سنسعد بان يأتي اليهودي الذي يريد السفر الى الارجنتين للعمل هناك في الزراعة الى لبنان الجار عوضا عن ذلك. بالمناسبة يذكر الكاتب ان هناك بعض اللبنانبين اعربوا عن استعدادهم للسماح بتوطين 100 الف يهودي في منطقة صيدا صور. هذا كله كان عام 1936 اي قبل قيام كيان العدو في فلسطين، هؤلاء لم يكتفوا بذلك بل تفاوضوا مع نافذين في جبل عامل ولبنانيين اخرين على تهجير اهل جبل عامل”.

وقالت: “في هذا الاطار يقول الياهو ساسون ( وهو احد الصهاينة المكلفين بالملف اللبناني في ذلك الوقت) في تقرير له للوكالة اليهودية عن زيارة لبيروت: لقد اعرب فلان (احد اللبنانيين البارزين) بانه يجب اخلاء جبل عامل من سكانه الشيعة بعد الحرب العالمية الثانية”. ونقل عن احد النافذين في جبل عامل استعداده اخلاء 400 الف شيعي ونقلهم الى العراق خلال عشر سنوات، هذا التقرير كان بتاريخ 11 اب 1941″.

وأردفت: “ان صفحات هذا الكتاب تشير بالشواهد والدلائل والتقارير والنصوص المكتوبة والموثقة والتي تشكل دليلا وشاهدا لا شك فيه على اربعة حقائق:اطماع الصهاينة في جنوب لبنان تتراوح بين نهر الليطاني و صيدا، سعي الصهاينة لشراء الاراضي والاستيطان في جنوب لبنان، سعي الصهاينة لاختراق الداخل اللبناني وتأسيس شبكة علاقات تمنحهم نفوذا وتأثيرا خاصا في لبنان، تآمرهم مع بعض اللبنانيين من كافة الطوائف والكثير من اولئك رجال حكم وسلطة او متنفذين واقطاعيين وذلك بهدف تهجير الجنوبيين وتحويل لبنان لمنصة مساعدة لصهاينة مقابل المشروع العربي”.

وتابعت: “ان فهمنا لهذه الحقائق يدفعنا بدون تردد الى اعتبار ان السياسات التي كانت تتبناها سلطات العهود الاولى في السلطة اللبنانية لم تكن بريئة بل كانت جزءا من التآمر على الجنوب وعلى الجنوبيين، هذه السياسات تتمثل بالتهميش السياسي، عدم المبالاة بالاعتداءات الاسرائيلية وترك الجنوبيين عرضة لذلك دون اي حماية حقيقية، والاهمال التنموي الذي كان يؤدي الى حالة الفقر والعوز الكبير لدى الجنوبيين، هذه السياسات كان يراد منها ان تدفع الجنوبيين الى مغادرة جبل عامل سواء في هجرة داخلية نحو احزمة البؤس التي نشأت في محيط العاصمة او الى خارج البلاد، كما تساهم هذه السياسات بجعل الاراضي لقمة سائغة امام المقاولين الذين يبيعون الاراضي للمهاجرين الصهاينة الجدد”.

وقالت عزالدين: “هذا الواقع المؤلم كان حال الجنوبيين الى حين وصول الامام موسى الصدر. في ظل هذا الظلام الدامس ومنذ اللحظات الاولى ادرك الامام هذا الواقع الاليم لذا اذا راقبنا وتابعنا حراك الامام السياسي كان تركيزه على ثلاث نقاط اساسية:اسقاط التهميش عبر الانخراط في مؤسسات الدولة اسوة بغيرنا من اللبنانيين وهذا ما يفسر سعيه الدؤوب لانشاء المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، مواجهة الحرمان ورفعه والذي برز من خلال اطلاقه حركة المحرومين التي كانت عابرة للطوائف لتشكل شبكة امان لمطالبه، لعلمه بالأزمة الطائفية والمذهبية المتجذرة في وطننا، ومقاومة الاحتلال وهنا كانت مقولته الشهيرة السلاح زينة الرجال ومن ثم كان انطلاق افواج المقاومة اللبنانية “امل”.

وأضافت: “هذه كانت خيارات الامام للحفاظ على الجنوبيين ارضا وشعبا بل للحفاظ على لبنان ارضا وشعبا وهذه هي الخيارات التي التزم بها تلامذة الامام بعد تغييبه القسري. ثم انطلقوا مرحلة بعد مرحلة متجاوزين محاولات افشال هذا المسار او احباطه، وهنا اذكر وبعجالة ايضا محطات رئيسية للانجازات التي تحققت: طرد الاحتلال الى الشريط المحتل، اسقاط اتفاق 17 ايار، الانخراط في الحكومة وتأسيس وزارة الجنوب ومن ثم مجلس الجنوب، الحفاظ والاستمرار بالمقاومة وملاحقة العدو الى الشريط المحتل، المشاركة في الانتخابات والوصول بشخص رئيس حركة امل دولة الرئيس نبيه بري الى السلطة الثانية اي السلطة التشريعية، تحرير الجنوب عام 2000 بعد مخاض تموز 93 وعناقيد الغضب 96 وانجاز تفاهم نيسان، التحالف الاستراتيجي والوجودي بين الثنائي حزب الله وحركة امل، انطلاق ورش النهوض التنموي في الجنوب كل الجنوب، نشوء عشرات بل مئات المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والتربوية في الجنوب، ارتفاع المستوى العلمي لابناء الجنوب ما ادى الى ظهور اجيال من المتعلمين في مختلف الاختصاصات وتحقيق توازن الردع مع العدو الذي تكرس بالدم بعد حرب تموز 2006”.

ولفتت عزالدين الى ان “هذه الانجازات والمحطات لم تكن لتمر وتحصل بسهولة. لقد كانت جميعها في ظروف قاسية جدا خارجية وداخلية وانتم اخبر بدرب الالام الذي سلكناه لنصل الى هنا، ومن اصعب اثمان هذه الانجازات كان الحرص على الاستقرار الداخلي والذي دفعنا في الكثير من الاحيان لمداراة سياسات اقتصادية واجتماعية ظالمة ادت الى واقع مالي صعب انعكس على كامل البلاد ووصلنا الى المرحلة التي بات رئيس الجمهورية والمسؤولون يحذرون من خطورة الوصول الى حافة الافلاس. تزامن كل ذلك مع موعد الانتخابات النيابية الحالية التي تخاض على قاعدة القانون النسبي وهو ايضا وان كان جزئيا احد الوسائل لتعديل ميزان تكوين السلطة وافساح المجال الى مزيد من الفئات المهمشة بالمشاركة لذلك نشهد هذه الهجمة الشرسة والتي يراد منها ومنذ فترة وتحت عناوين اقتصادية واجتماعية مختلفة سرقة كل ما وصلنا اليه وتحويل الاهتمام لقضية لم نكن نحن سببها بل سببها تلك السياسات الاقتصادية الخاطئة التي اديرت بها المالية العامة للبلاد. وبالتالي اذا اردتم الحقيقة هم يريدون اسقاط النهج الذي أمن لنا التحرير والتنمية من بوابة الواقع المعيشي”.

ودعت الى “تفويت هذا التهديد عبر الوعي وتحويله الى فرصة، اليوم نحن امام فرصة يمكن لنا الاستفادة منها عبر التركيز على ثلاثة امور ضرورية ولازمة: تعزيز الوحدة والتأكيد على التحالف وصلابة التحالف بين حزب الله وحركة امل، المشاركة الكثيفة والواعدة في الانتخابات مما يسمح بتعديل موازين السلطة لصالح القوى المساندة لحماية المقاومة والمؤيدة للتنميةالحقيقية وتحويل هذه النتائج الى مشاركة اقوى في الرقابة على الاداء الحكومي من خلال الاستناد الى حضور شعبي فعلي وحقيقي ما يمنع الحكومات من السير في اداء اقتصادي مالي على حساب الطبقات الفقيرة والمتوسطة، خاصة ان المجلس النيابي المقبل سيكون معنيا بشكل مباشر بمعطى جديد هو الثروة النفطية التي يمكن اعتبارها -اذا احسنا التعاطي معها – احد اهم مفاتيح معالجة الأزمة الاقتصادية التي تدور في حلقة مفرغة منذ تسعينيات القرن الماضي وهي قد وصلت اليوم الى حدود خطيرة باعتراف رئيس الجمهورية الذي حذر من الوصول الى الافلاس”.

وقالت: “أحد شروط الاستفادة من الغاز والنفط في هذا السياق هو مقاربة انتاجية وليس ريعية بما يساهم بتكبير حجم الاقتصاد اللبناني وبالتالي التخفيف من العجز في الموازنة ووضع حد لتنامي الدين العام ما ينعكس على فرص العمل في البلاد لان هذه المشكلة هي تحد كبير امام الجميع اضافة طبعا للأزمات البيئية وأزمة الكهرباء والمواصلات والاتصالات. في كل الاحوال لا يمكن الا ان نعترف بحساسية الوضع الاقتصادي وتعقيداته ما يجعلني بصراحة متحفظة عن اطلاق اي وعود انتخابية محددة الا ان ما يمكنني ان اعد به هو اني لن اوفر اي جهد في هذا المجال واعتبر خدمة الناس في هذا المجال هي اولى الاولويات وفق الامكانيات التي ستكون متاحة لنا في المستقبل”.

وختمت عزالدين:”ان هذا التحول ممكن وشرطه الاساسي هو انتخابات نيابية بمشاركة فعالة وواعية وهذا ما عهدنا عليه الجنوبيين دوما. انتم ادهشتم العالم في وعيكم وبصيرتكم وصبركم ومواقفكم وشجاعتكم وتضحياتكم. منذ ان كان الجنوب وحيدا يدافع باللحم الحي الى ان اصبح الجنوب منارة العرب جميعا ورمز كرامتهم وعزتهم. هو الجنوب الذي منه خرجت قوافل دحر العدو الاسرائيلي والعدو الارهابي ومنه خرجت قوافل المتعلمين اصحاب الاختصاصات وفي مختلف المجالات، ومنه خرج القادة ساسة وعلماء وشهداء. هو الجنوب الذي سيدهشهم مجددا والموعد 6 ايار حيث سنكون معكم لنكتب صفحة جديدة من تاريخ جنوبنا العزيز”.