خبر

العريضي في وداع داوود حامد: ثمة من لا يقرأ الوقائع ويستمر بالكيدية

شيع الحزب التقدمي الإشتراكي والجبل المرحوم داوود حسن حامد في مأتم حزبي أقيم في بلدة عين زحلتا، وقد نعاه رئيس الحزب وليد جنبلاط إلى جانب أهالي بلدته.

وألقى العريضي الذي مثل جنبلاط ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، كلمة الحزب التقدمي الإشتراكي، فقال: "نودع اليوم أخا، رفيقا، صديقا، حبيبا ومناضلا وطنيا، شريفا، شجاعا، مقداما، صادقا، وفيا، وأمينا برسالته وإلتزامه في كل مسيرته السياسية. نودع داوود حامد، قائدا من قادة النضال الوطني ومن تاريخ الحزب التقدمي الإشتراكي، والعمل السياسي عموما. هو الذي رافق المعلم الشهيد، كبير الشهداء كمال جنبلاط منذ إنطلاقته حتى لحظة إستشهاده، فكان مكافحا، ومجاهدا، دافع عن الفقراء والفلاحين الكادحين، وناضل من اجل وحدة الوطن ومن أجل المدرسة الرسمية والجامعة اللبنانية، فكان في طليعة الناس الذين رافقوا المعلم كمال جنبلاط في أهم الإجتماعات، واللقاءات، والمحطات، وفي قيادته للحركة الوطنية دفاعا عن لبنان، وعن إنتمائه وأهله، وعن مستقبلهم، ورفع المعاناة عنهم من أجل بناء وطن العدالة والكفاية، وبناء دولة القانون والمؤسسات".

وأشار العريضي إلى "أن المناضل داوود حامد وحتى آخر لحظة من حياته وقف إلى جانب زعيمنا، وقائدنا، ورئيسنا وليد جنبلاط الذي حمل الراية والرسالة، وخاض معركة الجهاد الكبرى منذ إغتيال المعلم كمال جنبلاط".

وأردف: "كان داوود الى جانب رئيس الحزب على نفس النهج، والإلتزام، والإرادة، والثبات، والشجاعة، والوفاء والاخلاص"، لافتا إلى أن "الأهم في مسيرة داوود حامد ما هو غير معروف عن تلك المهمات الكبرى التي قام بها بتكليفٍ من رئيس الحزب والتي كان لها أثرها في مسيرتنا الوطنية يوم عزت الرجال، ويوم كانت معركة الكرامة والوجود، معركة الدفاع عن لبنان الواحد العربي الديمقراطي، يومها كان داوود حامد أحد أبرز الرجال الذين تميزوا بأمانتهم وسرية أعمالهم ووفائهم لما كلفوا به من مهمات".

وأضاف: "داوود حامد تحمل مسؤوليات في إطار العمل الوطني العام، وكان رمزا من رموز الحركة الوطنية اللبنانية التي توجت نضال كمال جنبلاط في العمل الوطني، وفي جمع الناس والقوى الوطنية السياسية دفاعا عن المبادئ الوطنية والعربية والقومية. كما تحمل مسؤوليات في المجلس المركزي للحركة الوطنية".

وشدد العريضي على ان أكثر ما ميز مسيرة المناضل داوود حامد أنه "لم يكن إنطوائيا، ولم يحمل عصبية حزبية أو طائفية، أو فئوية، فلقد إتبع فكر المعلم كمال جنبلاط المتمثل بضرورة عدم إنفصال الوطنية عن العروبة الديمقراطية"، مؤكدا انه "كان أحد ابرز المجاهدين المدافعين عن إخواننا الفلسطينيين، وأبرز المتبنين للقضية الفلسطينية، وكان إلى جانب قادة الشعب الفلسطيني، ومن بينهم ابو عمار وإخوانه والفصائل القيادية الفلسطينية".

وقال "نودعه اليوم في زمان نقف فيه عند ثلاث مناسبات لأخذ العبر في يوم وداعه، ففي هذا الوقت نستعيد ذكرى الثالث عشر من نيسان، ذكرى إندلاع الحرب فنتذكر لنتعلم أن لا أحد يستطيع أذية او مسح أحد في لبنان، فالحقد والتحريض والتخوين والإتهام، أوصلنا الى هنا، فيجب أن نتذكر هذا الإعتبار دائما وأن نسعى من أجل بناء دولة لجميع أبنائها. أما المناسبة الثانية فهي اسبوع الآلام، والجمعة العظيمة وأيام وساعات القيامة"، متسائلا:" هل لنا ان نعتذر من محاربة شخصٍ عظيمٍ جاء ينشر رسالة المحبة، الإنفتاح، التعاون والأخوة؟ وداوود هو من الذين تحملوا آلاما كبيرة عبر فقدان إبنه عصام تاركا جرحا عميقا، ففي النهاية العبرة من الوجود والحق والحقيقة والرسل والأنبياء أنهم كلهم يدعونا للتعلم والإعتذار، والتكاتف والتعاون والتضامن بين الناس".

وأكمل العريضي: "والمناسبة الثالثة ما نمر به في أزمة الكورونا هذه الجرثومة الصغيرة التي أخضعت العالم وأثرت فيه، وأقفلت الأسواق العالمية فلم تقدر على مواجهتها الدول المهيمنة، ولا السفن، ولا الطائرات، وكذلك التطور من رحلات الفضاء إلى النووي ... جميعها لم تستطع إيقافها. فالكل في حيرة من أمره ويحاول ويبحث عن حلول"، مشيرا إلى أن "العبرة في اللجوء إلى القناعة والتوقف عن التسلط، والتجبر، والفئوية، والتمييز ومحاولة إستغلال الناس.".

وإعتبر العريضي" أنه بالرغم من معايشة هذه المناسبات الثلاث وملاحظة ما يجري، مازلنا نجد ان ثمة من لا يقرأ الوقائع، ولا يريد ان يعتذر ويستمر في سياسة الكيدية ومحاولة إلغاء أطراف اساسية من لبنان"، مؤكدا أن "التقدمي كان ولا يزال يطالب ببناء وطن، يطالب بالحق والحقيقة، وبوصول الناس إليها، وإلى من هو السبب في أزمة البلاد، وهو عينه الفريق المستمر في التوهم بأنه في لحظة من الزمن يستطيع تصفية حسابات وممارسة الكيدية السياسية".

وأشار العريضي الى إندفاع رئيس الحزب "من أجل حماية أهله دون تفرقة أو تمييز"، داعيا "من لا يريد أن يعلم الحقائق"، الى "وقف هذا المسلسل من الحقد، فنحن نريد تفاهما وطنيا، وأثبتنا ذلك بما وجهناه وقلناه دائما، وكنا حريصين على المصالحة وإنقاذ العلاقات بعد كل الجراح وتحملنا الكثير".

بعدها تقدم بالتعازي إلى عائلة الفقيد قائلاً: "بإسم رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، ورئيس اللقاء الديمقراطي تيمور جنبلاط وبإسم رفاقك يا داوود في جيش التحرير الشعبي، وبإسم كل المناضلين في هيئات وجمعيات الحزب، وبإسم أهالي الشهداء وأصدق الرجال الذين رافقوك نتوجه بالتعزية الى العائلة الكريمة، والى زوجتك الأخت العزيزة التي ما رأينا منها إلا كل المحبة، وحسن الإستقبال والإحتضان المعنوي للمحبين وإلى كل الذين عرفوك من خلال العمل معك والنضال والجهاد".

وختم :"لقد ارتحت يا داوود من مشاهدة ما يجري وتحمل آلامه، فوفاء وعهدا لك ولكل من سبقنا في هذه المسيرة وضحى في تاريخها، نحن لن ندعكم ترحلون دون تحقيق ما ناضلتم في سبيله. فإذا عدنا في التاريخ نجد أن حكاما جاؤوا ورحلوا، وتشكلت حكومات وسقطت بأساليبٍ مختلفة، فتوهم كثيرون أنهم كانوا في الحكم لكن جميعهم أدركوا في لحظةٍ صعبة ومرة ان الحكم الأخير والقرار الآخير هو في المختارة. فحذارِ التلاعب بالنار أو التفكير الخطأ بالمختارة فهي كانت عصية وأبية وستبقى كذلك"...