خبر

لبنان قد يعجز 'مالياً' عن مكافحة 'كورونا': تكلفة البزّات العازلة عالية جداً!

حتى الآن، كل المعطيات تشيرُ إلى دخول لبنان في دائرة الخطر الكبير بسبب تفشي فيروس "كورونا"، لاسيما أنّ أعداد الإصابات مؤهلة للإرتفاع، وقد بلغت 41 حالة حتى اليوم الإثنين. أما الواقع الذي لا يمكن الهروب منه أيضاً، يكمن في التراخي الكبير الذي وقعت به الدولة، رغم "الإجراءات" التي تتبعها للحدّ من تفشي الفيروس، وقد تمثل ذلك في عدم ضبط كامل للحدود، بدءاً من المطار وصولاً إلى المعابر الشرعية وتلك غير الشرعية المفتوحة، والتي تشكل خطراً داهماً على اللبنانيين.

على المستوى الإداري، فإنّ العديد من أجهزة الدولة تكرّس جهودها في سبيل التوعية حول "كورونا"، لكنّ الواقع المالي للمواجهة يفرُض الكثير من التساؤلات حول آلية الصمود، كما يفتح الباب عن جهوزية وزارة الصحة مالياً للواقع الحالي بشكل خاص، والواقع المالي للدولة بشكل عام في ظل النقص الكبير من العملات الصعبة.

تقول مصادر خليّة الأزمة التي شكّلتها الحكومة لـ"لبنان24" أنّ "كلفة المواجهة كبيرة جداً مادياً، وقد يحتاج لبنان إلى أموال طائلة وبالدولار الأميركي لسدّ احتياجاته من المواد المخصصّة لمكافحة الفيروس". وإزاء ذلك، فإن أبسط الأمور التي ستكلف الدولة اللبنانية أموالاً كثيرة هي بزّات العزل البيضاء، التي تعتبرُ من أولى الضروريات والأساسيات لأي طاقم طبي  يعمل على مواجهة "كورونا". تشير المصادر المتابعة إلى أنّ "وزارة الصحة لم تكن تمتلك أيّ بزات واقية، وقد عمدت إلى طلبها"، في حين أن مصادر مسؤولة في الصليب الأحمر اللبناني أبلغت "لبنان24" أنّ "عدد البدلات الموجودة لديه كافٍ في الوقت الحالي، لكنّه يتناقص تدريجياً".

وفي السياق، تشير معلومات "لبنان24" إلى أن "عدد البزّات لدى الصليب الأحمر وصل إلى 800، وهي فقط تستخدم ضمن طواقمه المفروزة لمكافحة كورونا". المعلومات تكشف أيضاً أن "سعر 4 بزّات ضمن علبة واحدة يترواح بين 800 و1000 دولار كحدّ أدنى، وكل بزّة تستخدم لمرّة واحدة فقط من قبل شخص معيّن. ولذلك، فإنه في حال استخدم شخص واحد من الطاقم الطبي 4 من هذه البزّات على مدى 4 أيام (كل يوم عمل بزّة واحدة)، فيعني أنّ التكلفة على ذلك ستترواح بين 3600 و 4000 دولار بالحدّ الأدنى، ما يعني أنّ وزارة الصحة ملزمة بدفع مبلغ أقلّه 100 ألف دولار من 21 شباط الماضي (تاريخ إعلان أول إصابة بكورونا) وحتى اليوم، في حال استخدمت هذه البزّات في مستشفى رفيق الحريري الحكومي. ولذلك، سيكون هذا الرقم مؤهل للإرتفاع تلقائياً مع تزايد عدد الحالات، وافتتاح مراكز أخرى مختصة بكورونا، في ظل واقع مالي متدهور".

الملابس العازلة في المستشفيات الخاصة.. "عادية"؟

وعلى صعيد المستشفيات الخاصة، فإن ملابس العزل التي يستخدمها الأطباء ليست كتلك التي تستخدم في الدول الأخرى، وهي ليست تلك "البزات البيضاء". يقول نقيب أصحاب المستشفيات سليمان هارون لـ"لبنان24" أنّ "الطواقم الطبية في سبيل تعاطيها مع مرضى كورونا، تستخدم ذات الملابس الواقية التي يتم ارتداؤها عند عزل مريض بسبب حالة طبيّة أخرى". ويضيف: "تكلفة هذه الملابس ليست عالية أبداً، كما أن عملية تلفها تجري وفقاً لمعايير محدّدة عبر شركة تنعى بمعالجة النفايات الطبية".