بعد التعرض للمصارف: علي شعيب وعملية 'بنك أوف أميركا' إلى الأذهان.. ماذا تعرفون عنها؟

تزامناً مع أعمال التكسير التي طالت واجهات المصارف في الحمرا، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من الصور للكتابات على الجدران وأبواب المصارف. ومن بين هذه العبارات كُب اسم "علي شعيب".

 

 

 

في تقرير لـ"BBC"، قالت القناة إنّ هذه الأحداث أعادت إلى الأذهان ذكرى عملية اقتحام "بنك أوف أميركا" التي نُفّذت قبل 47 عاماً، وقائدها "علي شعيب" الذي أطلق عليه لقب"خاطف القلوب".

ما هي عملية "بنك أوف أميركا"؟

في 18 تشرين الأول 1973، إبان "حرب تشرين"، اقتحم أربعة شبان لبنانيين مبنى "بنك الصناعة والعمل" في شارع المصارف وسط بيروت، والذي يضم عدداً من البنوك العالمية.

 

 

وشغل "بنك أوف أميركا" ثلاثة طوابق من المبنى المذكور، حيث توزع الشبان بقيادة شعيب، صاحب الاسم الحركي "سعيد"، وسيطروا عليه بالأسلحة التي خبؤوها تحت معاطفهم.

وكان إلى جانب علي كل من عادل بو عاصي، وجهاد أسعد ، وعامر فروخ.وبحسب تقرير القناة، فإنّ شعيب ورفاقه لم يسعوا إلى السرقة، بل تبين أنهم يحملون فكراً اشتراكياً، دفعهم إلى تأسيس "الحركة الثورية الاشتراكية اللبنانية" إلى جانب كل من مرشد شبو وإبراهيم حطيط.

عن العملية، أوضحت القناة أنّها كانت تهدف إلى ضرب المصالح الأميركية عبر دفع 10 ملايين دولار لمصلحة المجهود الحربي السوري والمصري والفلسطيني، والطلب من الحكومة اللبنانية بالإفراج عن جميع الفدائيين المعتقلين لأسباب سياسية، وإطلاق عدد من المعتقلين بسبب انتمائهم إلى "الحركة الثورية الاشتراكية اللبنانية" وترحيلهم إلى الجزائر أو اليمن.

وطلبت المجموعة من السفير الجزائري في لبنان آنذاك، محمد يزيد، أن يكون وسيطاً، حيث كانت تريد اللجوء إلى الجزائر بعد انتهاء العملية.
وهددت المجموعة بقتل عدد من الرهائن ضمن مهلة محددة في حال عدم تلبية مطالبها. إلا أن هذه المهلة تأجلت بسبب المفاوضات بين المجموعة المقتحمة والسلطات اللبنانية ممثلة بوزير الداخلية آنذاك، بهيج تقي الدين، والسفير الجزائري، إضافة إلى السفير الأميركي ويليام بوفوم الذي كان يرسل البرقيات إلى واشنطن لنقل تطورات الموقف، خاصة أن الأميركي جون كرافورد ماكسويل، كان بين الرهائن.

وتبنت السلطات اللبنانية الحل الأمني سبيلاً لإنهاء العملية، فبعد مفاوضات دامت 26 ساعة اقتحمت القوى الأمنية البنك وأردت علي وجهاد قتيلين، إضافة إلى جون ماكسويل، فيما قبضت على عادل متخفياً بين الرهائن، أما عامر فقد قبض عليه وكشف أمره بعد ساعة من بدء العملية إبان محاولته الخروج من المبنى عقب إصابته في تبادل إطلاق نار مع أحد أفراد الشرطة.

واعتبرت السلطات اللبنانية حينها اقتحام البنك عملاً تخريبياً ليس أكثر، فيما رفضته الأحزاب اللبنانية ما عدا "منظمة العمل الشيوعي" وحزب "العمل الاشتراكي العربي".
في هذا الإطار، علّق وزير الداخلية السابق مروان شربل الذي كان من بين ضباط الأمن الذين شاركوا في العملية بالقول إنه ومجموعته وصلوا إلى المكان وكانت الأمور شبه منتهية، و"لم يكن لدي حينها وجهة نظر سياسية". وتعليقاً على التعرّض للمصار، لفت شربل إلى أنّه يرفضه.

من هو علي شعيب؟

وعلي توفيق شعيب من مواليد جنوب لبنان عام 1946.

وكان يعرف عن علي تذوقه للشعر، لكن أبياته ومؤلفاته المسرحية استعملها صحافيون ونسب بعضها إلى غيره، وفق رواية "26 ساعة .. بنك أوف أميركا".
ونظم الشاعر اللبناني عباس بيضون بحقه قصيدة "يا علي" التي غناها مارسيل خليفة، لكن بيضون تبرأ منها فيما بعد، فقد منعت القوى الأمنية أهل علي من إلقاء كلمات في جنازته.


ExtImage-8779732-1809318912.jpg

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى