تسببت موجة حارة مبكرة في الهند بانخفاض نسبة إنتاج القمح، ما أثار تساؤلات حول كيفية موازنتها بين احتياجات الهند المحلية وطموحاتها لزيادة الصادرات وتعويض النقص بسبب الحرب الأوكرانية.
وقالت فريدريك أوتو، عالمة المناخ في إمبريال كوليدج بلندن، إن تغير المناخ جعل موجة الحر في الهند أكثر سخونة، موضحة أنه قبل أن تؤدي الأنشطة البشرية إلى زيادة درجات الحرارة العالمية، فإن موجات الحر مثل موجة هذا العام كان من المتوقع أن تضرب الهند مرة واحدة في كل حوالي نصف قرن.
وأضافت: “لكنها الآن حدث أكثر شيوعا – يمكننا أن نتوقع درجات الحرارة المرتفعة هذه بمعدل مرة واحدة كل أربع سنوات”.
وبسبب موجة الحر هذه اشتعلت النيران في مدافن النفايات العملاقة بالعاصمة الهندية نيودلهي خلال الأسابيع الأخيرة، وتم إغلاق المدارس في ولاية أوديشا بشرق البلاد لمدة أسبوع، وفي ولاية البنغال الغربية المجاورة، تخزن المدارس أملاح الإماهة الفموية لاستخدامها مع الأطفال في حالات الجفاف.
ويوم الثلاثاء، كانت راجاره، المدينة التي يزيد عدد سكانها عن 1.5 مليون نسمة في وسط الهند، الأكثر حرارة في البلاد، حيث بلغت درجات الحرارة أثناء النهار ذروتها عند 46.5 درجة مئوية.
وأدى ارتفاع درجات الحرارة إلى تقلص انتاج المحصول، فالقمح حساس جدا للحرارة، خاصة خلال المرحلة النهائية عندما يكتمل نمو حباته وتنضج.
ورغم أنها ثاني أكبر منتج للقمح في العالم، إلا أن الهند تصدر جزءا صغيرا فقط من محصولها، وكانت تتطلع إلى الاستفادة من التعطل العالمي لإمدادات القمح بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا وإيجاد أسواق جديدة لقمحها في أوروبا وإفريقيا وآسيا.
وتحتاج الهند إلى حوالي 25 مليون طن (27.5 مليون طن أمريكي) من القمح لبرنامج الرعاية الغذائية الواسع الذي يطعم عادة أكثر من 80 مليون شخص.