لبنان : طوابير أمام الأفران وربطة الخبز تصل إلى 10 آلاف ليرة

لبنان : طوابير أمام الأفران وربطة الخبز تصل إلى 10 آلاف ليرة
لبنان : طوابير أمام الأفران وربطة الخبز تصل إلى 10 آلاف ليرة

يبدو أن القول المأثور “اشتدي أزمة تنفرجي” لا ينسحب على الواقع الاجتماعي المأزوم في لبنان الذي بدلاً من أن ينفرج يشّد خناقه يوماً بعد يوم على المواطنين من ذوي الطبقة المتوسطة التي انعدمت كليّاً في السنتين الماضيتين إلى جانب الطبقة الفقيرة التي أصبحت ما دون خط الفقر.

وما يؤلم الشعب اللبناني الذي يكافح في سبيل تأمين لقمة عيشه وأولاده، هو تجاهل المسؤولين لصرخاته ومعاناته اليومية التي ترتفع كل يوم مع تقلبات أسعار الدولار وانعكاسها على أسعار المحروقات من بنزين ومازوت وغاز منزلي، فضلاً عن أسعار المواد الغذائية التي تسابق أسعار الدولار بأشواط، وآخرها ربطة الخبز، لقمة عيش الفقير التي باتت في خطر اليوم، بسبب فقدان الكميات اللازمة من القمح التي يمتنع أصحاب المطاحن عن تسليمها للأفران بحجة تأخير تحويل الأموال من مصرف لبنان لدعم بواخر القمح المستوردة والتي يتم تفريغ حمولتها.

وعزت الأوساط سبب نقصان كميات الطحين المدعومة من مصرف لبنان في الأسواق اللبنانية إلى عمليات التهريب الناشطة منذ مدة إلى سوريا عبر المعابر غير الشرعية، كما حصل في السابق مع مادتي البنزين والمازوت قبل رفع الدعم عنهما بسبب الاستفادة من بيعها بأسعار مرتفعة وجني المزيد من الأرباح.

وكل ما سبق، هو مؤشر واضح للتوجه مرة أخرى إلى رفع سعر ربطة الخبز وتخفيض وزنها في الأيام القليلة المقبلة، ما ينعكس سلباً على المواطنين الذين يعوّلون على ربطة الخبز كقوت أساسي لا يمكن الاستغناء عنه ما يطرح علامات استفهام حول تهديد أمنهم الاجتماعي.

أما ما حصل اليوم، فهو تهافت الناس على الأفران للحصول على ربطة الخبز بعدما عمد أصحاب الأفران إلى التقنين في إنتاج الكميات الموجودة لديهم من الطحين والتي لا تكفي حاجة السوق اللبناني، واكتفت ببيعها في الأفران من دون المحلات التجارية والسوبرماركت، الأمر الذي أعاد مشهد طوابير الذل أمام الأفران للحصول على لقمة الخبز أسوة بما حصل في الصيف الماضي أمام محطات البنزين.

وقد حذّر نقيب أصحاب الأفران علي إبراهيم من أزمة رغيف بسبب تسليم الطحين بكميات قليلة من قبل المطاحن، وعدم تسليمه من قبل مطاحن أخرى، وسأل باستغراب: “كيف لنا أن ننتج أعداد ربطات الخبز بكميات قليلة من الطحين؟”، وأضاف: “الخبز اليوم مؤمن وأنتجنا حسب الكميات الموجودة من الطحين ولهذا اقتصرت عمليات بيع الخبز في الأفران من دون سواها”، موضحاً “أن مخزون الطحين يكفي 10 أو 11 يوماً علماً أنه في المعتاد كان بحدود ثلاثة أشهر”، ونبّه “من تكرار سيناريو رفع الدعم عن البنزين”، رافضاً رفضاً تاماً رفع الدعم عن الطحين.

وشهدت ربطة الخبز في لبنان ارتفاعاً متكرراً وملحوظاً في سعرها مع تقليل وزنها بسبب ارتفاع أسعار المكوّنات التي دخلت في صناعتها من طحين ومازوت وسكر وسواها من المواد، وبلغ سعرها مؤخراً 10000 ليرة لبنانية، بعد أن تدرّجت صعوداً من 1500 إلى 2500 و5000 و7500 و8500 و9000، وانخفض وزنها من 915 غراماً إلى 875 وفقاً لسعر صرف الدولار الذي تجاوز 32 ألفاً.

وتسود النقمة لدى الناس من جشع بعض التجار الذين يستغلون معاناة الناس لكسب المزيد من الأرباح، وهذا ما بدا واضحاً اليوم ببيع الخبز بالرغيف الواحد بدلاً من الربطة، ورفع بعضهم لافتة كتب عليها “خبز فلت رغيف 500 ليرة كلن يعني كلن”.

واحتجاجاً على أزمة الخبز والارتفاع الكبير للدولار، عادت الاحتجاجات الشعبية إلى الواجهة من جديد منذ مساء الاثنين لغاية صباح الثلاثاء، حيث أقدم عدد من المواطنين على قطع عدد من الطرقات بالإطارت المشتعلة ولاسيما في طرابلس وصيدا وساحة العبدة في حلبا.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى