ضرب اكتشاف متحور جديد لفيروس كورونا المستجد مقاوم للقاحات، يوم الجمعة، أسواق المال والأسهم العالمية.
واجتاحت الأخبار السيئة المتسارعة عن المتحور الجديد، أسواق شرق أسيا وأحدثت اضطرابا في أسواق الأسهم والعملات في أوروبا والعالم.
وبحسب ما ذكرت وكالة ”بلومبيرغ“ الأمريكية، فإن أكبر الأوراق المالية خسارة كانت الأسهم المرتبطة بالسفر، حيث توقع المستثمرون التأثير السلبي الذي سيكون لهذا المتحور ( الذي أخذ اسما علميا هو B.1.1.529 ) على الرحلات الجوية.
في المقابل ارتفع الين الياباني، الذي يُنظر إليه عادةً على أنه أصل آمن، بنسبة 0.6% مقابل الدولار، بينما انخفض الراند الجنوب أفريقي إلى أدنى مستوى له في عام واحد.
إلى ذلك، تراجعت الأسهم الأوروبية بأكثر من ثلاثة بالمئة اليوم الجمعة، بعد تقرير عن المتحور الجديد، الأمر الذي عزز مخاوف بشأن ضربة جديدة للاقتصاد العالمي وأبعد المستثمرين عن الأصول المحفوفة بالمخاطر.
ونزل المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 3.3 بالمئة متجها صوب تسجيل أسوأ جلسة منذ أكثر من عام، بحسب ”رويترز“.
كما انخفض المؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني 3.3 بالمئة وتراجع المؤشر داكس الألماني 3.4 بالمئة ونزل المؤشر كاك 40 الفرنسي 4.3 بالمئة.
وهوت أسهم قطاع السفر والترفيه 6.5 بالمئة بعدما أعلنت بريطانيا فرض حظر مؤقت على رحلات الطيران من جنوب أفريقيا وعدة بلدان مجاورة بدءا من اليوم الجمعة.
ونزل سهم ”آي.إيه.جي“ المالكة للخطوط الجوية البريطانية وسهم شركة إيزي جيت بأكثر من 12 بالمئة في حين تراجع سهم كارنيفال المشغلة لرحلات بحرية وسهم تي.يو.آي السياحية بين 12 و15 بالمئة.
ونزل قطاع أسهم شركات النفط والغاز 5.8 بالمئة في حين تراجع قطاع شركات التعدين 4.4 بالمئة، كما انخفضت أسعار النفط متأثرة بأنباء السلالة الجديدة لكورونا التي عززت مخاوف من التباطؤ الاقتصادي.
وعلى صعيد العملات الرقمية، تراجعت عملة ”بتكوين“ ما يقرب من ثمانية بالمئة اليوم الجمعة بعد اكتشاف السلالة الجديدة، ما دفع المستثمرين إلى التخلي عن الأصول ذات المخاطر العالية مقابل أصول يعتبرونها أكثر أمنا مثل السندات والين والدولار.
وانخفضت ”بتكوين“، أكبر عملة مشفرة، بنسبة تصل إلى 7.8 بالمئة إلى 54377 دولارا، وهو أدنى مستوى لها منذ 12 تشرين الأول/أكتوبر، على ما أفادت ”رويترز“.
وتراجعت ”إيثر“، ثاني أكبر عملة مشفرة من حيث القيمة السوقية، بما يصل إلى 11.6 بالمئة إلى أدنى مستوياتها في أسبوع.
وسجلت في أحدث التداولات 4070 دولارا بانخفاض 18 بالمئة تقريبا عن أعلى مستوى لها الذي سجلته في 10 نوفمبر تشرين الثاني.
وقال العلماء إن السلالة المتحورة، التي تم اكتشافها في جنوب أفريقيا وبوتسوانا وهونغ كونغ، بها مزيج غير عادي من الطفرات وقد تكون قادرة على تجنب الاستجابات المناعية أو تكون أكثر قابلية لعدوى.
وكانت سُجلت حتى أمس الخميس، ما يقرب من 100 حالة في جنوب أفريقيا من هذا المتحور الجديد الذي استدعى من منظمة الصحة العالمية الدعوة لاجتماع طارئ الجمعة، لتقييم الوضع وربما إطلاق اسم خاص عليه رجحت الوكالة أن يكون ”نو nu“.
وكان وزير الصحة البريطاني ساجيد جافيد، قد قال أمس الخميس، إن لقاحات COVID-19 قد تكون أقل فعالية ضد المتحور الجديد من فيروس كورونا.
وأضاف جافيد أن ”ما نعرفه هو أن هناك عددًا كبيرًا من الطفرات، ربما ضعف عدد الطفرات التي شهدناها في متغير دلتا، وهذا من شأنه أن يشير إلى أنه قد يكون أكثر قابلية للانتقال وأن اللقاحات الحالية التي لدينا قد تكون أقل فعالية“.
وقالت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة إن المتحور الجديد، ويسمى B.1.1.529، يحتوي على ”بروتين سبايك spike protein“، مختلف كليا عن البروتين الموجود في الفيروس التاجي الأصلي الذي صُممت لقاحات كوفيد-19 لمقاومته.
وبحسب الوكالة، فهو يحتوي على طفرات من المحتمل أن تتجنب الاستجابة المناعية الناتجة عن كل من العدوى السابقة والتلقيح، وكذلك الطفرات المرتبطة بزيادة العدوى.
يذكر أن ”بروتين سبايك“ هو المسؤول عن تشكيل ”النتوءات الشوكية الموجودة على سطح فيروس كورونا، التي تمنحه الشكل التاجي المعروف عنه“، وهو المسؤول عن تنفيذ عملية ارتباط الفيروس بالخلايا البشرية وغزوها.