واصل الريال اليمني هبوطه الحاد إلى أدنى مستوى على الإطلاق أمام الدولار، مسجلاً أسوأ انهيار لقيمته النقدية منذ بداية الحرب في البلاد قبل سبع سنوات.
وقال صرافون ومتعاملون في عدن إن سعر الريال في السوق السوداء سجل، اليوم الثلاثاء، 1516 مقابل الدولار للشراء، و1535 للبيع، بعد أن كان عند 1460 الأسبوع الماضي.
ويواجه اليمن، الذي يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم وفقا للأمم المتحدة، ضغوطا وصعوبات مالية واقتصادية غير مسبوقة؛ نتيجة تراجع عائدات النفط التي تشكل 70 % من إيرادات البلاد، من جهة، وتوقف جميع المساعدات الخارجية والاستثمارات الأجنبية، من جهة أخرى.
وعجزت الحكومة اليمنية والبنك المركزي اليمني عن كبح الانهيار الاقتصادي وتهاوي قيمة العملة المحلية، رغم إطلاقهما حزمة إجراءات للحد من الانهيار، فيما قال مراقبون إنها جاءت متأخرة.
وكانت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن قد دعت، الشهر الماضي، التحالف العربي واللجنة الرباعية الدولية إلى ”التدخل العاجل لوقف انهيار العملة المحلية، ومساندة الحكومة للقيام بمسؤولياتها لإنعاش الاقتصاد المتردي“.
وطالبت هيئة رئاسة الانتقالي، في اجتماعها الدوري الذي عقدته في الـ18 /أكتوبر /تشرين الأول الماضي في مقرها الرسمي بالعاصمة اليمنية المؤقتة عدن، حكومة المناصفة، والبنك المركزي اليمني، ”بالاضطلاع بمسؤولياتهما لوقف تردي الوضع الاقتصادي، وانهيار العملة، وتوفير الخدمات للمواطنين“.
ولفت المجتمعون إلى أن ذلك ”يتطلب سرعة التئام الحكومة بكامل أعضائها في العاصمة عدن، وترك الغياب غير المبرر لبعض الوزراء“، محذرين من استمرار حالة الانهيار على الوضع العام، وما قد ينتج عنه من مآلات يصعب التنبؤ بها.
وبخصوص الأوضاع المتعلقة بالشأن الجنوبي، مدد المجلس الانتقالي فترة حالة الطوارئ، التي أعلن عنها رئيس المجلس عيدروس الزبيدي، منتصف الشهر الماضي.
وشددت الهيئة على ضرورة بقاء كافة وحدات القوات المسلحة الجنوبية والأمن في حالة الجاهزية القصوى، والاستعداد الدائم لمواجهة المخاطر، على امتداد حدود الجنوب.
وأشادت الهيئة بتفاعل المواطنين وتجاوبهم وتعاونهم اللامحدود مع حالة الطوارئ المعلنة، ومساندتهم المتواصلة لرجال الأمن في مهامهم الوطنية.