أطلقت وزارة السياحة اللبنانية اليوم الخميس، “الرزمة السياحية الشتوية 2021 – 2022” في السرايا الحكومية برعاية رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، والتي حملت شعار “بجنونك بحبك” معلنةً عن خطة اللامركزية الإدارية السياحية وتلك الإعلانية وبعض ما أسمته مفاجآت تصبّ في مصلحة لبنان.
وقال وزير السياحة وليد نصار إن “إطلاق الرزم السياحية اليوم هو داعمٌ أول للسياحة الشتوية عدا عن موسم التزلج الذي شهد نكسة كبيرة السنة الماضية مثل كل القطاع السياحي والقطاعات الأخرى بسبب الظروف الصحية والأزمة الاقتصادية والمالية في البلد وتفجير مرفأ بيروت”.
وأكد نصار أنه “لدينا إصرار هذه السنة بأن تعود السياحة الشتوية وسننجز بالتعاون مع الوزارات الأخرى والإدارات والجهات المعنية الأمور المطلوبة لإنجاح الموسم باعتبار أن موسم الشتاء لا يقتصر على التزلج فقط بل هناك أنشطة سياحية شتوية كثيرة برزت خصوصاً في آخر عامَيْن مثل السياحة الريفية والدينية وسياحة النبيذ وغيرها”.
وكشف وزير السياحة أننا “سنعلن عن مفاجأة مع منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة أوائل ديسمبر/كانون الأول المقبل خلال انعقاد الجمعية العامة في مدريد الاسبانية تصب في مصلحة لبنان بعد الإعلان عن قرية لبنانية من أفضل القرى السياحية في العالم التي تم اختيارها من بين 170 قرية في 75 بلداً”.
كذلك، كشف نصار عن “أنه اجتمع بوزير السياحة الإيطالي ورئيس الوكالة الوطنية الإيطالية للسياحة ENIT وكان اتفاق على إطلاق خطة لتبادل سفر مجموعات من إيطاليا إلى لبنان في إطار دعم السياحة البيئية والدينية في لبنان”، معلناً عن تفعيل دور المكاتب السياحية الموجودة في المناطق اللبنانية وعددها حالياً 11 وسيصار إلى زيادة 26 مكتباً ليصبح العدد 37 مكتباً سياحياً.
وشدد وزير السياحة على أن “أهم مشروع هو تأمين الرزم السياحية لاستقطاب العدد الأكبر من السياح والمغتربين وبمقارنة الأرقام فإن عدد الوافدين إلى لبنان من بعض الدول من العام 2018 إلى عام 2020 تراجع نتيجة الأوضاع ونظراً لذلك وتزامناً مع الأوضاع المعيشية والاقتصادية وأخيراً الدبلوماسية مع العلم أننا وضعنا الرزم قبل الأزمة الدبلوماسية سيكون في الشهرين المقبلين 280 رحلة تقريباً ويمكن أن يستفاد من هذه الرزم ويأتي إلى لبنان أكثر من أربعين ألف مواطن لبناني وأجنبي”.
ولفت نصار إلى أن “عدد الرحلات يمكن أن يزيد حسب الطلب”، كما قدم مثالاً عن الرزم، “أي شخص لبناني أو أجنبي يحب أن يزور لبنان يستطيع من خلال Roundtrip Ticket إضافة النقل من المطار إلى الفندق وبالعكس مع ثلاث ليالي إقامة في الفندق مقابل سعر يبدأ من 269 دولارا أميركيا والسعر يتضمن فحص PCR وضرائب المطارات”.
وتوقف قسم كبير من اللبنانيين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي عند إطلاق السياحة الشتوية بالتوقيت الراهن بينما لبنان مُقاطع من أكثرية الدول الخليجية التي طلبت وتطلب من رعاياها أيضاً مغادرة لبنان وعدم التوجه إليه كما تنصح دول عدة في العالم مواطنيها بعدم السفر إلى لبنان نتيجة الأوضاع الأمنية وهشاشة الاستقرار والترقب الحذر للمرحلة المقبلة في ظل قرب الاستحقاق النيابي وسط مخاوف من افتعال مشاكل للإطاحة به، علماً أن لبنان منذ أكثر من سنتين ما عاد وجهة السياح الأجانب والخليجيين ويقتصر الوافدون إليه من المغتربين اللبنانيين وبعض الجنسيات العربية خصوصاً من العراق والأردن ومصر.
وفيما اعتبروا أن لبنان الذي لطالما اشتهر بالسياحة الشتوية نظراً لطقسه الرائع وثلوجه التي تغطي الجبال ومناطقه الخلابة ولقمته الطيبة والأنشطة المميزة يطلق خطته اليوم من دون سياح وفي ظل أزمة كهرباء ومازوت أيضاً أشاروا إلى أن اللبنانيين حتى لم يعد بإمكانهم التنقل على الطرقات ربطاً بالغلاء الجنوني لسعر البنزين، أو التوجه إلى القرى والجبال في موسم الشتاء والبرد القارس بعدما أصبحت التدفئة متاحة للأغنياء فقط وتكلف مصادرها ووسائلها وموادها الراتب بأكمله عند الكثير من العائلات عدا عن الأسعار المرتفعة للمطاعم والمؤسسات السياحية والنشاطات التي باتت تفوق قدرة المواطن الشرائية الذي لم يعد أصلاً للترفيه مكان في أجندته هو غير القادر حتى على شراء ربطة الخبز التي تشهد هي الأخرى ارتفاعاً ملحوظاً.
وفي ديسمبر/كانون الأول العام الماضي لم تتخطَّ نسبة اشغال الفنادق في لبنان خلال فترتي عيد الميلاد للطائفة المسيحية ورأس السنة العشرة في المائة وفق ما كان أكد نقيب الفنادق بيار الأشقر بعدما كان القطاع يستقطب بين تسعين إلى 100% في هذه الفترة من السنة، وقد كانت نسبة الحجوزات الأكبر من المغتربين الذين يأتون إلى لبنان لتمضية العيد مع عائلاتهم وقلة من مصر والعراق والأردن.