كشفت كبرى الشركات التجارية في سوق ”وول ستريت“ للأسهم بالولايات المتحدة، عن خطط لدخول أسواق العملات المشفرة؛ في محاولة لفتح جبهة جديدة في معركتهم، لكسب أعمال مربحة من المستثمرين المؤسسيين في هذا المجال المتنامي.
وذكرت صحيفة ”فاينانشال تايمز“ البريطانية، اليوم الجمعة، أن شركات مثل ”Jump Trading“ و“GTS“ و“Jane Street“، التي تعتبر من بين أكبر اللاعبين في سوق الأسهم الأمريكية، بدأت تعمل أخيرا على تكثيف تداولاتها في سوق الأصول الرقمية، بعد سنوات من السرية، التي أحاطت بـ“غزواتهم“ المُبكرة لهذه الأسواق.
وأشارت إلى أن هذه الشركات تعد من أكثر مؤسسات التداول تنافسية، التي تسعى بقوة لتحقيق مكاسب في أسواق الأسهم والعملات والعقود الآجلة العالمية، مبينة أن ”هذه الشركات تخطط الآن للاستيلاء على بعض الجسور بين عالم التشفير ومديري الأصول الحريصين على التداول في السوق سريع النمو“.
وقالت مينا نجوين، رئيس الاستراتيجية المؤسسية في ”Jane Street“: ”بدأنا التداول في السوق الرقمية عام 2017 ولا نزال نقوم بهذه التداولات في أسواق العالم“، مضيفة أنه ”شهدنا زيادة في الاهتمام المؤسسي بشكل كبير، ونحن نشارك خبراتنا بنشاط لدعم أسواق التشفير الأكثر كفاءة“.
ولفتت الصحيفة إلى أن المتداولين ذوي الخبرات العالية هم في طليعة موجة التغيير، التي اجتاحت سوق الأسهم الأمريكية الأكبر في العالم على مدى العقدين الماضيين، موضحة أن هؤلاء استخدموا التكنولوجيا فائقة السرعة والتغيير التنظيمي لجعل السوق أكثر كفاءة؛ ما أكسبهم عائدات بمليارات الدولارات.
وذكرت أن العديد من هؤلاء المتداولين الذين يعتمدون على الكمبيوتر يستهدفون تداول ”أساس“ العملة المشفرة، وهو الفرق بين السعر الفوري وسعر المشتقات.
وبينت الصحيفة أن ”الكثيرين الآن حريصون أيضا على جذب الصفقات خارج البورصة نيابة عن المستثمرين المؤسسيين، ويعملون كقناة للتداول على الشبكات اللامركزية التي لا تتم فيها المعاملات في مكان واحد“، مشيرة إلى أن ذلك يضعهم في مواجهة شركات تداول العملات المشفرة المتخصصة مثل ”Genesis“ و“B2C2 ”و“Bequant“.
ونبهت الصحيفة إلى بيان صدر، يوم أمس الأربعاء، عن ”Coinbase“، وهي أول بورصة عملات مشفرة مدرجة في الولايات المتحدة، قالت فيه إنها تقدمت بطلب لتصبح ”تاجرا بالعمولة الآجلة“؛ ما سيسمح لها بالتعامل مع أوامر العقود الآجلة من العملاء.
وأوضحت أن كبار المستثمرين في العملات المشفرة في ”وول ستريت“ يشملون أيضا الملياردير الأمريكي ستيفن كوهين وآري روبنشتاين، الرئيس التنفيذي لشركة“GTS“، الذي قال إنه يرى ”حاجة إلى لاعبين متطورين على نطاق واسع؛ بدعوى أنهم سيجعلون السوق ”أكثر كفاءة وجاذبية للمستثمرين“.