كشفت وكالة ”بلومبيرغ“ الأمريكية أن إمارة أبوظبي تكثف جهودها للبحث عن مستثمرين في الطاقة لبناء منشآت لتصدير الهيدروجين، الذي يُنظر إليه على أنَّه وقود حاسم في الانتقال إلى طاقة أنظف.
ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة أن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، التي تضخُّ جُلّ النفط والغاز الطبيعي في الإمارات العربية المتحدة، تجري محادثات مع شركات الطاقة بشأن شرائها حصصاً في مشاريع الهيدروجين، وتوقيع عقود توريد طويلة الأجل قبل المضي قدما في الاستثمارات.
وبحسب BloombergNEF، فإن سوق الهيدروجين لا تزال صغيرة اليوم، لكن قيمتها قد تصل إلى 700 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2050.
وتكلِّف مشاريع تصدير الوقود الذي ينبعث منه بخار الماء فقط عند حرقه مليارات الدولارات، لكن دول الخليج العربي، وفي مقدمتها الإمارات والسعودية، تتوسع في هذه الاستثمارات بموجب استراتيجيتها لتقليل اعتمادها على النفط.
ونقلت ”بلومبيرغ“ عن سلطان الجابر رئيس شركة ”أدنوك“ ومبعوث الإمارات للمناخ، قوله إن الهيدروجين يمكن أن يصبح مصدرًا رئيسيًا للطاقة في السنوات العشرين المقبلة، وقد وقعت الشركة اتفاقيات لاستكشاف مبيعات الوقود مع الحكومة اليابانية وشركة GS Energy الكورية.
وبحسب ”بلومبيرغ“، تريد شركات النفط المملوكة للدولة في الخليج تحويل خبراتها في تصدير الوقود السائل إلى شحن الهيدروجين أو الأمونيا للعملاء في جميع أنحاء العالم؛ من أجل الكهرباء والنقل والاستخدام الصناعي.
وتهدف ”أرامكو“ السعودية إلى الحصول على ”حصة كبيرة“ من السوق التي تراها ناشئة من عام 2030 فصاعدًا.
وقالت أدنوك، يوم الأربعاء، إنها ستدرس الفرص التجارية لمشروعات الأمونيا في الإمارات مع شركتي ”إنبكس“ اليابانية و“جيرا“، ومع شركة الطاقة الحكومية في الدولة الآسيوية.
ونقلت ”بلومبيرغ“ عن مصادر ذات صلة أن أدنوك التي تنتج بالفعل الهيدروجين لمصافيها، ستعزز الإنتاج من خلال توسيع مصنع معالجة النفط، ومنشأة بروج للبتروكيماويات في مركز ”الرويس“ الصناعي. وسيتمُّ استخدام الهيدروجين الإضافي في منشأة للأمونيا، خُطِط لها مع شركة الأسمدة ”فيرتيغلوب“ (Fertiglobe).
وتريد أبوظبي أيضًا تطوير الهيدروجين الأخضر، الذي يتم إنتاجه باستخدام الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية، في عملية لا ينبعث منها أي كربون، علماً أن الهيدروجين الأزرق أرخص ومن المتوقع أن يظل كذلك لسنوات عديدة.
وكانت ”بلومبيرغ“ قد ذكرت الشهر الماضي أن الإمارات تدرس وضع هدف لانبعاثات صفرية، وهو أمر لم يفعله أي عضو في أوبك حتى الآن. كما أنها تتطلع إلى زيادة قدرتها في مجال الطاقة المتجددة.
وأشارت الوكالة إلى أنه بجانب المبادرات الخضراء، تنفق الإمارات مليارات الدولارات لتتمكَّن من ضخِّ المزيد من النفط الخام، ولهذا السبب طلبت من اجتماع ”اوبك+“ الأخير إقرار حصة عادلة لها في الإنتاج؛ كون حصتها الحالية من إنتاج النفط منخفضة للغاية.