طالبت المنظمات البيئية في تل أبيب بإلغاء الاتفاق الذي توصلت إليه الإمارات وإسرائيل، والذي بموجبه سيتم نقل النفط الإماراتي إلى أوروبا عبر أنبوب “إيلات عسقلان”.
وذكرت صحيفة “غلوبس” الاقتصادية، اليوم الأربعاء، أنّ المنظمات البيئية الإسرائيلية، وعلى رأسها “شركة حماية البيئة”، حذّرت الجهات الحكومية من “كارثة بيئية غير مسبوقة” جراء تلوث “خليج إيلات” الذي سيستقبل الناقلات التي ستنقل النفط الإماراتي إلى إيلات، ليتم نقله من هناك عبر أنبوب إلى عسقلان ومنها إلى أوروبا.
وأعادت الصحيفة للأذهان حقيقة أنّ الشركة الحكومية الإسرائيلية التي تدير أنبوب “إيلات عسقلان” (كاتسا) وقعت، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مذكرة تفاهم “ملزمة” مع شركة “MED-RED” الإماراتية حول تدشين “جسر بري” يتم عبره نقل النفط الإماراتي في ناقلات تمر عبر البحر الأحمر إلى إيلات، ومن ثم يتم إفراغ حمولاتها هناك ليتم نقلها إلى ميناء عسقلان عبر أنبوب.
تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي:
ورأت المنظمات البيئية الإسرائيلية أنّ نقل النفط الإماراتي عبر “خليج إيلات” يحمل في طياته خطر تسرب الوقود إلى مياه الخليج، مع كل ما ينطوي عليه الأمر من مخاطر بيئية.
وعلى الرغم من السرية التي تحيط “كاتسا” الاتفاق بها، إلا أنّ الصحيفة تنقل عن منظمة “تسلول” البيئية تقديرها أنّ الاتفاق يسمح بمرور 120 ناقلة نفط “هائلة” تحمل عشرات الملايين من النفط.
وبحسب الصحيفة، فإنّ المنظمات البيئية فوجئت عندما توجهت إلى وزارة المالية الإسرائيلية المشرفة على أنشطة شركة “كاتسا” للاطلاع على بنود الاتفاق مع الإمارات، بأنّ الوزارة لا تملك نسخة عنه.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ “كاتسا” عادة ما تحيط أنشطتها والاتفاقات التي توقعها بسرية، وهو ما جعل المنظمات البيئية تخشى أن يتم نقل النفط الإماراتي دون رقابة، في منطقة “تعد بالغة الحساسية”، بحسب تقدير هذه المنظمات.
وأوضحت الصحيفة أنّ الحملة التي تشنّها المنظمات البيئية حظيت بدعم وزارة شؤون البيئة التي ترفض تحويل إسرائيل إلى منطقة لنقل النفط، إذ حذّرت الوزارة من أنّ تطبيق الاتفاق يمكن أن يسهم في تلويث سواحل إسرائيل على البحر المتوسط، الذي تمر فيه 30% من الحركة البحرية العالمية، رغم أنه يمثل 1% من مساحة المسطحات المائية في العالم.
ونقلت الصحيفة عن وزيرة شؤون البيئة الليكودية غيلا غمليئيل، قولها إنها طالبت بنقاش حول الاتفاق، الذي أشارت إلى أنه يمثل “خطوة في الاتجاه الخاطئ”.
وأبرزت الصحيفة أنّ شركة “كاتسا” ردّت على انتقادات المنظمات البيئية بالقول إنّ أنشطتها “تكتسب أهمية استراتيجية لاقتصاديات الطاقة” في إسرائيل، مشيرة إلى أنّ الاتفاق مع الإمارات يمثل جزءاً من أنشطتها الاعتيادية التي تنفذ منذ عشرات السنين.
وشددت “كاتسا” على أنّ الاتفاق مع الإمارات سيعزز الاقتصاد الإسرائيلي، وسيضمن أمن الطاقة في ظل الحفاظ على البيئة، ومع الأخذ بكل الاحتياطات التي تضمن النقل الآمن للوقود.