كشفت وثيقة تورط مجموعة الاتصالات الصينية “هواوي” في استهداف مسلمي الإيجور من خلال برامج تقنية تتيح تعقبهم وتنبيه السلطات الحكومية بتحركاتهم.
وأظهرت الوثيقة المذكورة أن “هواوي” اختبرت برمجيات للتعرف على الوجه يمكن أن ترسل “إنذارات آلية عن الإيجور” إلى السلطات الحكومية عندما تحدد أنظمة الكاميرات الخاصة بها ملامح وجوهم.
وتواجه “هواوي” اتهامات من واشنطن بالتجسس لصالح بكين والتحايل على ضوابط التصدير الأمريكية.
ووفق صحيفة “واشنطن بوست”؛ فإن نظام مسح الوجه أو التعرف على الوجه يمكن أن يطلق ما يسمي “إنذار الإيجور”.
وذكرت الصحيفة أنه يمكن استخدام تقنية التعرف على الوجه لتحديد عرق الشخص وإرسال تنبيه إلى السلطات الحكومية عندما تحدد أنظمة الكاميرات أعضاء المجموعة الأقلية المسلمة.
والشهر الماضي، أفاد تقرير نشره موقع إذاعة “NPR” الأمريكية، إلى أن “الصين شددت القيود على مسلمي الإيجور، ما دفعهم إلى حرق كتبهم الإسلامية وإخفاء آثارها”.
وأضاف التقرير “الأسر المسلمة تحرق كتبها عن الدين الإسلامي وتخفي آثار ذلك من بيوتها خوفا من مداهمات للأمن الصيني”.
واستشهد التقرير بقضية “14 رجلا نقلوا خلال العام الجاري إلى مكاتب الشرطة، وأخضعوا واحدا تلو الآخر لأسابيع من الاستجوابات حول مراسلاتهم وآرائهم السياسية على الإنترنت”.
واعتقل الأشخاص المذكورين في “ييوو” بالصين، وهي مركز تجاري دولي على الساحل الشرقي الغني للبلاد تتنامى فيه أعداد المسلمين.
ونقل التقرير عن أحد الناشرين المسلمين قوله: “كل أسرة في المنطقة تحرق كتبها، وتتخلص من رماد الحرق في المرحاض”.
ومنذ عام 1949، تسيطر الصين على إقليم تركستان الشرقية، وهو موطن أقلية الإيجور التركية المسلمة، وتطلق عليه اسم “شينجيانغ”، أي “الحدود الجديدة”.
وتشير إحصاءات رسمية إلى وجود 30 مليون مسلم في البلاد، 23 مليونا منهم من الإيجور، فيما تؤكد تقارير غير رسمية أن أعداد المسلمين تناهز 100 مليون.
وفي مارس/آذار الماضي، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية، تقريرها السنوي لحقوق الإنسان لعام 2019، أشارت فيه إلى أن احتجاز الصين للمسلمين بمراكز الاعتقال “يهدف إلى محو هويتهم الدينية والعرقية”.
غير أن الصين عادة ما تقول إن المراكز التي يصفها المجتمع الدولي بـ”معسكرات اعتقال”، إنما هي “مراكز تدريب مهني” وترمي إلى “تطهير عقول المحتجزين فيها من الأفكار المتطرفة”.