أقام الحزب التقدمي الاشتراكي، برعاية رئيسه “وليد جنبلاط” مؤتمرًا تحت عنوان “لبنان والنازحون من سوريا” في فندق “راديسون بلو “في بيروت، بحضور سفراء عدد من البلدان العربية إضافة إلى عدد من الوزراء والنواب وشخصيات سياسية وإجتماعية.
خلال المؤتمر، توجّه وزير الشؤون الاجتماعية “ريشار قيوميجيان” إلى “وليد جنبلاط” مشيرا إلى أن هناك “تحصل معها في الحياة فنحتفظ بها لانفسنا الى ان يأتي الوقت المناسب لنبوح بها”.
وقال: “تريدون عودة النازحين؟ اضغطوا على روسيا لتفعّل مبادرتها واضغطوا على صديقكم وحليفكم بشار وليبدي حسن النية ويدعو النازحين السوريين للعودة”.
وأضاف: “طالبنا بعودة النازحين الى ديارهم مع اعلى المسؤولين الدوليين وطرحنا معهم سبل العودة والخطوات الواجبة لتحقيق العودة التي باتت اليوم في سلم اولويات الغرب ولكن ماذا فعلتم انتم غير المزايد”، لافتًا إلى أن “الحقيقة الساطعة وهي ان شروط العودة موجودة في سوريا وليس في لبنان فالظروف الافضل في سوريا تعني الشروط الافضل للعودة وهذه الشروط ليست عند الحكومة اللبنانية والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة”.
بدورها، شددت ممثلة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين “ميراي جيرار” على “أهمية هذا المؤتمر الئي ينعقد في الوقت المناسب”.
ورأت أن “الوضع في لبنان لا يزال الوضع هشا رغم انه حصل على الكثير من التمويل لكنه لم يكن كافيا لتقليص المساعدات المتزايدة”، مشيرة إلى أن “هناك الكثير قد تم انجازه فتمكنا من تأمين الغذاء والخدمات الصحية والتعليمية.. والجهات المانحة ستستمر بالدعم لتخفيف اعباء النازحين عن الدول المضيفة”.
وأوردت أن “20 % من النازحين في مخيمات في مناطق ريفية وربما ليس كل النازحين يحترمون شروط البيئة ونحن نحتاج الى المزيد من أجل تخفيف التوتر”، معتبرة أن “عملية اعادة البناء قد لا تكون كافية لجذب النازجين للعودة ولذلك نعمل على تحديد الاسباب التي تساعدهم على العودة”.
وشددت ممثلة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين على ضرورة “العمل على تحسين جمع النفايات الصلبة وهناك نوفر بيئة افضل للجميع ولكن هناك مشاكل اخرى ومن المهم ان نحدد الاسباب خلف كل مشكلة”.
وأكدت أن “وصول المساعدات الى النازحين تشكل عنصرا من عناصر الثقة التي تساعد النازحين على العودة ويجب تأمين الكرامة لهؤلاء والعيش السلمي”.
وأضافت: “يجب ان نبذل قصارى جهدنا لكي نقوم بتقديم استجابة جدية وعقلانية ومبنية على الوقائع وتكون ناجحة”.
وقال وزير التربية “أكرم شهيّب” إن: “الدستور واضح لجهة رفض التوطين وكل القوى السياسية ترفضه وتجمع على العودة”، معتبرًا أن “العائق الوحيد امام عودة النازحين هو مناخ الخوف والظلم في سوريا”.
ولفت إلى أن “أكثر من 83% من اللاجئين يرغبون في العودة و5% منهم فقط يريدون العودة هذا العام”.
واعتبر أن “تعليم اولاد النازحين واجب انساني يصب في مصلحة لبنان والنازحين على السواء حيث نساهم من منع الشباب من الانغماس بالعنف والانفتاح على الآخر”.
وأكد أن “وزارة التربية مستمرة بجهودها لتوفير دعم اكبر من الجهات المانحة لان المجتمع الحاضن يستنزف ايضا في حين ان هناك مواليد مرتفعة من النازحين”.
وسأل شهيّب: “أين البديل عن بروكسل؟واننا نعلن تأييدنا لاي مبادرة توفر عودة آمنة للنازحين والمبادرة الوحيدة هي الروسية والتي نؤيدها ولكنها تحتاج الى المزيد من الضمانات”.
بدوره، أشار جنبلاط الى ان “عودة النازحين السوريين لن تتحقق طالما ان النظام السوري يرفض العودة”.
وفي حديث له لجريدة “الانباء” الالكترونية، على هامش المؤتمر، إعتبر جنبلاط أن “هناك خوف لدى هؤلاء”، سائلا “من سيؤمن العودة الآمنة لهم كي لا يعودوا ويُعذيوا ويُقتلوا”.
واضاف جنبلاط “نؤيد المبادرة الروسية ولكن عليها ان تعطي ضمانات”.
وتابع “نتمنى ان يبقى هذا الملف بعيداً عن الوزارات المعنية كي يؤمَن الحد الادنى لهم من العيش الكريم في التعليم وغير التعليم”.