السياسي -وكالات
يستثمر قطاع المنتجات الفاخرة في العالم الافتراضي الجديد الذي يمثل سوقاً تحظى فيه منتجاته بقيمة إضافية، مع خوض شركات عدة بينها غوتشي، وبُربُري غمار تقنيات الـ”ان اف تي” والميتافيرس، وهو مجال واعد يُنظر إليه على أنه مستقبل الإنترنت.
ويوضح مدير موقع “جورنال دو لوكس” إريك بريونس أن “قطاع السلع الفاخرة في طليعة عالمي ميتافيرس وإن إف تي الافتراضيين الجديدين لأنهما يتشاركان القيم نفسها بالندرة والحصرية والطابع الفخم والأسعار الباهظة”.
ويشكل ميتافيرس ما يشبه عالماً موازياً يوصف بمستقبل الإنترنت ويمكن الولوج إليه بتقنيات الواقع المعزز والافتراضي.
أما الـ”إن إف تي”، فهي منتجات افتراضية تكمن قيمتها في شهادة تثبت أصالتها وتجعلها فريدة. ويطلق الخبراء على العالمين مصطلح “ويب 3.0”.
وأنشأت مجموعة “كيرينغ” لصاحبها فرنسوا هنري بينو، مجموعات مخصصة بالكامل لغوتشي، وبالنسياغا وللشركة الأم نفسها.
وقال الرئيس التنفيذي للمجموعة خلال مؤتمر صحافي: “بدل أن نكون في عقلية، فلننتظر لنرى، التي تمثل غالباً موقف دور الأزياء الفاخرة، نحن في مرحلة اختبر وتعلّم”.
وأثناء الإعلان عن النتائج السنوية لمجموعته LVMH، أعرب برنار أرنو عن حذره من الميتافيرس قائلاً إنه “عالم افتراضي بالكامل. علينا الحذر من الفقاعات” الوهمية.
ورغم ذلك، تنغمس الدار الأولى عالمياً في المنتجات الفاخرة في العالم الافتراضي، وابتكرت علامتها التجارية الرائدة لوي فويتون، لعبة فيديو خاصة في الذكرى المئوية الثانية لتأسيسها، تضمنت منتجات “إن إف تي” على شكل جوائز للمشاركين.
وبعد أيام قليلة من تصريحات أرنو، نشر ابنه ألكسندر، نائب الرئيس التنفيذي لتيفاني، صورة جديدة عبر مواقع التواصل يظهر فيها على شكل شخصية من “كريبتو بانك”، مجموعة منتجات الـ”إن إف تي”.
وجاء في مذكرة أصدرها مصرف “إتش إس بي سي”: “إذا كنتم تتساءلون عن سبب انغماس معظم العلامات التجارية الفاخرة في العالم الافتراضي، فجزء من الأمر يرتبط بالصفقات المتاحة” في هذا المجال.
وأشارت دراسة لبنك “مورغان ستانلاي” في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021 إلى أن منتجات الـ”إن إف تي” والألعاب الافتراضية يمكن أن تمثل 10% من سوق المنتجات الفاخرة في 2030، ما يعادل إيرادات بـ50 مليار دولار.
وباعت دار “دولتشي أند غابانا” في سبتمبر (أيلول) 9 منتجات “إن إف تي” على شكل فساتين، وبزات، وتيجان بـ 1885.719 إيثر المشفرة، أي ما يعادل أكثر من 6.6 ملايين دولار.
وأعلنت العلامة التجارية الإيطالية منذ مدة مشروعاً يضم منتجات “إن إف تي” تنطوي على “مزايا رقمية ومادية وتجريبية تأخذ حامليها في رحلة بين الحياة الواقعية والميتافيرس”.
ويقول إريك بريونس إن “التكنولوجيا والموضة تزول، لكن الإنسان يبقى إنساناً، مع هوس البشر بالتباهي بمكانتهم الاجتماعية”، ما يفسر انجذاب “سكان ميتافيرس” الأوائل، مجتمع “أصحاب الملايين بالعملات المشفرة” إلى المنتجات الفاخرة.
وتلجأ العلامات التجارية إلى الـ”ويب 3.0″ كذلك لكسب زبائن جدد يتمثلون في الأصغر سناً الذين يستخدمون الانترنت بشكل كبير يشير “إتش إس بي سي” إلى أنّ نحو 70% من مشتري منتجات الـ”إن إف تي” من الرجال، مقابل 30% من مجموع الذين يشترون المنتجات الفاخرة بالطريقة التقليدية.
ويعتبر بريونس أن “لا خيار” أمام العلامات التجارية، ويقول: “إذ لم تدخلوا عالم الويب 3.0 فسيأتي بنفسه إليكم”، لافتاً إلى دار هرماس التي لم تنغمس في هذا العالم الافتراضي ورفعت أخيراً دعوى قضائية ضد مصمّم نسخ افتراضية من حقائبها الشهيرة بيركين.
ويرى بريونس أنّ هذا العالم واسع جداً وبينما يحقق مكاسب مهمة لمستخدميه، يواجه هؤلاء في الوقت نفسه إخفاقات كثيرة.
ويشير فرنسوا هنري بينو إلى 3 فرص يقدّمها العالم الافتراضي الجديد، الأولى توسيع تجربة العالم الحقيقي إلى العالم الافتراضي، بمنتجات “إن إف تي” مرتبطة بمنتجات مادية موجودة.
أما الثانية، فتشمل المنتجات الافتراضية بالكامل التي “تتيح مجالات جديدة”. ويقول: “هل ستكون هذه المنتجات متعلقة بمهننا، وهل ستمثل ملابس أو أحذية؟ ربما. ويمكن أن تمثّل أموراً أخرى كذلك”.
وتشكل الفرصة الثالثة “إنشاء خدمات جديدة” مثل “دخل مدى الحياة بفضل منتج افتراضي”.
وفيما لا تحقق العلامة التجارية اليوم أي أرباح من إعادة بيع منتج مستعمل، سيتيح لها أي عقد توقعه لمنتجات الـ”إن إف تي” في المستقبل تحقيق أرباح في كل مرة يباع فيها المنتج.
ويعتبر بينو أن “هذه الفرصة تنشئ معادلة اقتصادية مختلفة تماماً”.