خبر

شهور صعبة تنتظر شركات السيارات العالمية

السياسي -وكالات

حذرت شركات صناعة السيارات في العالم من شهور صعبة مقبلة، بسبب تفشي متحور دلتا في عديد من دول جنوب شرق آسيا، ما أدى إلى نقص إمدادات الرقائق المستخدمة في صناعة السيارات، بحسب وكالة “بلومبيرج” للأنباء.

وتعتزم عملاقة صناعة السيارات الألمانية “فولكسفاجن” تقليص الإنتاج في أكبر مصنع تابع لها بسبب نقص إمدادات الرقائق الإلكترونية المستخدمة في صناعة السيارات.

وذكرت أكبر منتج للسيارات في أوروبا في بيان أمس أن مصنعها في مدينة فولفسبورج الألمانية، وهو أكبر مصنع في العالم من حيث عدد العاملين فيه “60 ألف عامل تقريبا”، سيعمل لفترة واحدة يوميا من الإثنين إلى الجمعة المقبلين بسبب نقص الرقائق.

كما ستمدد شركة أودي للسيارات الفارهة والتابعة لمجموعة فولكسفاجن الإجازة الصيفية لعمال اثنين من مصانعها في ألمانيا لمدة أسبوع إضافي بسبب نقص الرقائق.

وعطل النقص الشديد في أشباه الموصلات، إنتاج عديد من مصانع السيارات العالمية، وأرخى بظلاله السلبية على إمدادات الإنتاج ومكونات السيارات، في وقت تواجه فيه الأسواق العالمية صعوبة في التغلب على مخاوف تأخر التعافي الاقتصادي.

وذكرت صحيفة “نيكاي” الاقتصادية اليابانية أمس الأول أن “تويوتا كورب” اليابانية، أكبر منتج للسيارات في العالم، تعتزم إنتاج نحو 900 ألف سيارة فقط الشهر المقبل وفقا لتوقعات تموز (يوليو) الماضي، وهو ما يقل بمقدار 500 ألف سيارة تقريبا عن متوسط إنتاجها الشهري بسبب نقص إمدادات الرقائق.

وكان متحدث باسم وحدة التصنيع التابعة لشركة تويوتا في أدابازاري شمال غربي تركيا قال في وقت سابق من الأسبوع الحالي “إنه سيتم تعليق الإنتاج لأسبوعين بسبب النقص في أشباه الموصلات”، مضيفا أن “الإنتاج سيتوقف بين 20 من آب (أغسطس) الجاري والخامس من أيلول (سبتمبر) المقبل”.

ودفع تفشي متحور دلتا في مختلف دول العالم، ولا سيما جنوب شرق آسيا، آلاف العمال إلى تمديد عطلاتهم أو العمل بنظام الدوام الجزئي، وحرم الأسواق من مئات الآلاف من المركبات.

إلى ذلك، تشهد سوق السيارات السياحية ثورة تقنية، إذ لا يزال عالم رياضة السيارات الذي يستعد هذا الأسبوع لسباق 24 ساعة في لومان الشهير، أشبه بمختبر وأداة تسويق. السيارات الكهربائية أم الهجينة “هايبريد”، الوقود “المستدام” أم الهيدروجين.

وبحسب “الفرنسية”، تدين الشركات المصنعة للسيارات السياحية باعتمادها بعض التقنيات في إنتاجاتها لرياضة وسباقات السيارات، على غرار مرآة الرؤية الخلفية الداخلية وحزام الأمان ومصابيح الضباب وأسطوانات المكابح والمحرك التوربيني والإطار الشعاعي.

ولخص جيرلان شيشوريه السائق السابق ورجل الأعمال الفرنسي خلال معرض تجاري افتراضي لمجلة “أوتوسبورت” المتخصصة في آذار (مارس) الماضي “لتكون قادرا على قيادة سيارات السباق لأطول فترة ممكنة، هناك مشكلة يجب حلها عن طريق تغيير مصادر الطاقة المستخدمة للقيادة”.

من الواضح أن كل جهة رياضية تعمل على إيجاد المسار الخاص بها، تحديدا منذ 2010، حيث اعتمدت الفورمولا واحد على المحركات الهجينة، وبطولة العالم للتحمل “دبليو إي سي” على سيارات البروتوتايب “النموذجية”، فيما أبصرت النور بطولة العالم لسباقات “فورمولا إي” لسيارات المقعد الأحادي الكهربائية 100 في المائة، كما تم أخيرا إطلاق سلسلة سباقات إكستريم إي لسيارات الدفع الرباعي الكهربائية في المواقع المحمية.

قال الأمريكي زاك براون الرئيس التنفيذي لـ”مكلارين رايسينج”، “نحن لسنا سوى في الأيام الأولى فقط من تطوير هذه التقنيات في قطاع السيارات”، علما بأن فريقه يشارك في بطولة العالم للفورمولا واحد وبطولة سباقات إندي كار، كما يستعد أيضا للانغماس في منافسات سلسلة إكستريم إي، ويدرس إمكانية المشاركة في بطولة فورمولا إي.

في المقلب الآخر، تحديدا من ناحية بطولة سباقات فورمولا إي، يبرر المصنعون التزامهم من خلال عمليات نقل التكنولوجيا إلى سياراتهم السياحية التي تعمل بالطاقة الكهربائية.

قال ديلباج جيل الرئيس التنفيذي ومدير فريق “ماهيندرا”، في تقرير نشر في نهاية 2020 من قبل الاتحاد الدولي للسيارات “فيا”، “بين ما نقوم به في السباق وما نراه على الطريق، فإن التأخير يراوح بين 24 و30 شهرا”.

أسهمت التكنولوجيا الجديدة في انخفاض وزن البطاريات وزيادة استقلاليتها، حيث بات التحدي الجديد أمام المصنعين تسريع سرعة الشحن.

بالنسبة إلى فريديريك لوكيان الذي يشغل منصب المدير العام لبطولة العالم للتحمل “دبليو إي سي” التي من المقرر أن تستضيف سيارات تعمل على الهيدروجين في 2024 “ستجد كل بطولة التطور التكنولوجي الذي يتوافق مع برنامجها”.

وتابع محللا هذه الثورة التقنية “الهيدروجين هو بالتأكيد المستقبل في سباقات التحمل”.

وأضاف “من ناحية أخرى، للسيارات الكهربائية مكانها في السباقات السريعة الـ”سبرينت”. كما سيتم إحراز كثير من التقدم بسرعة كبيرة في الاستهلاك والمحركات “التقليدية”، لأن الانتهاء من المحركات الحرارية ليس أمرا سيحصل في الغد”.

في المقابل، تبحث بطولة العالم للفورمولا واحد التي اعتمدت على السيارات الهجينة منذ 2014،عن زيادة حصة الكهرباء، لكن أيضا تأمل في تطوير أنواع الوقود “المستدام” حتى منتصف 2020.

ومع كل هذه الخطوات المتسارعة في عالم السيارات، تبقى أيضا الدراجات النارية محط اهتمام الجميع، لذا يتطرق دافيدي بارانا المدير التقني لفريق دوكاتي في “موتو جي بي” الإيطالي إلى هذا الموضوع، قائلا “الاتجاه واضح، لكن من الصعب على مصنعي الدراجات النارية أن يكونوا روادا في التغيير التكنولوجي، لأنه استثمار مكلف إلى حد ما”.

وتابع “حجم عملنا أصغر بكثير، لذا فعادة ما يكون الأمر متروكا لشركات صناعة السيارات لتطوير هذه التقنيات. عندما تكون “التقنيات” ناضجة بدرجة كافية، يمكن نقلها إلى الدراجات النارية مع بعض التعديلات”.

وكان المشرفون على بطولة العالم للدراجات النارية اعتمدوا في 2019 فئة خاصة للدراجات النارية الكهربائية “موتو إي”، لكن من الواضح أن المسار ما زال طويلا بالنسبة إليهم.