خبر

تراجع مبيعات الذهب في المغرب بسبب الجائحة

لم تنتعش مبيعات المجوهرات المصنعة من الذهب في المغرب خلال الصيف الحالي. فلم يتخلص التجار من الركود الذي أصاب نشاطهم، خصوصاً بعد الارتباك الذي أصاب تنظيم حفلات الزواج في الفترة الأخيرة.
وكان تجار الذهب قد حرموا في الصيف الماضي من عملاء كانوا يعطون دفعة قوية لتجارتهم في هذه الفترة من العام، إذ كانوا يراهنون على موسم الزواج الذي تعرف فيه تجارتهم رواجا كبيراً.
ويؤكد صائغ أنّ الصاغة كما التجار كانوا يعولون على عودة الرواج في الصيف الحالي، خاصة بعد تخفيف التدابير وعودة المغتربين المغاربة منذ يونيو/ حزيران الماضي، حيث بدت مظاهر عودة الطلب.

غير أنّ عزيزي يشير إلى أن عدد الإصابات ارتفع في الفترة الأخيرة، وواكبت ذلك قرارات اتخذتها الحكومة، بتشديد التدابير الاحترازية والإبقاء على جميع القيود الاحترازية الأخرى التي تم إقرارها سابقاً في حالة الطوارئ الصحية، حيث يشمل ذلك منع تنظيم الأعراس والحفلات.
ويصل سعر غرام الذهب من عيار 18 الذي يميل إليه المغرب والذي يحوي 75 في المائة من الذهب الخالص و25 في المائة من الفضة والنحاس بالإضافة إلى مزيج أبيض أو أحمر أو أصفر، إلى نحو 38 دولاراً، علماً أن ذلك السعر قد يرتفع حسب التفاصيل الفنية في إعداد المجوهرات.

ويؤكد العامل في قطاع الذهب، محمد شاهد أنه في ظل ارتفاع أسعار الذهب الذي انتقل من 11 دولاراً للغرام قبل اثني عشر عاماً إلى أكثر من 35 دولاراً حالياً، لم يعد الشباب المقبل على الزواج يقبل على شراء المجوهرات المرتفعة الثمن، بل إن السواد الأعظم من الرجال يكتفون بالمصوغات المصنوعة من الفضة.

ويشير إلى أنه حتى قبل الأزمة الصحية التي انعكست على إيرادات الأسر والشباب المقبل على الزواج، بدأ الذين يضطرون لشراء المجوهرات تلبية لإكراهات الزواج، يلجؤون إلى تجار يمكنهم أن يسمحوا لهم بسداد المقابل بالقسط على فترات.

وتجلى من بحث المندوبية السامية للتخطيط (حكومية)، حول الظرفية لدى الأسر، أن 74.6 في المائة منها تعتبر في الفصل الثاني من العام أن الظروف غير ملائمة للقيام لشراء سلع مستديمة، بينما ترى 9 في المائة من الأسر المستجوبة عكس ذلك.

وتتوفر المجوهرات من الاستيراد، خاصة من تركيا في الأعوام الأخيرة، لكن هناك تجاراً يعتمدون على ما يوفره الصناع المحليون.

وفي كل سوق للذهب يقام كل يوم مزاد علني للمجوهرات والحلي القديمة، التي يتم تذويبها وتعرض على إدارة الجمارك من أجل تحديد ما إذا كانت توافق العيار المعمول به بالمغرب، بعد ذلك يعاد تصنيعها مجوهرات وحلياً جديدة.

غير أنّ من الملاحظ أن عرض المجوهرات القديمة من أجل تذويبها وإعادة صناعتها لم يعد بالزخم الذي كان عليه في فترات سابقة، خاصة أن التجار لم يعودوا يتوفرون على السيولة التي تتيح لهم شراءها في الأعوام الأخيرة، وهي الوضعية التي فاقمتها الجائحة.

ويؤكد مواطنون أن ضعف الإقبال لا يعود فقط للجائحة، إذ إن الأسر التي كان تعمل بشعار “الذهب زينة وخزينة” لم تعد لديها القدرة على أن تدخر أموالاً في ظل زيادة الأعباء المعيشية.