خبر

أوبك + تدرس عدة خيارات لزيادة الإنتاج

السياسي -وكالات

استأنف وزراء النفط والطاقة في منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” وحلفاؤهم المستقلون تحالف “أوبك +” غدا الإثنين، اجتماعهم المشترك الذي بدأ قبل عدة أيام للتوافق على مستوى الإمدادات النفطية الملائم للسوق، بدءا من آب (أغسطس) المقبل حتى نهاية العام الجاري.

 

ويواجه الاجتماع الوزاري هذه المرة بعض الصعوبات في تحقيق التوافق والتغلب على تباين وجهات النظر بين المنتجين الذي يصر بعضهم على إجراء زيادات واسعة في الإمدادات، بينما يتحفظ البعض الآخر ويتمسك بزيادة إمدادات النفط بشكل حذر تبعا لتطورات وضع الطلب، خاصة في ضوء تجدد المخاوف في السوق من متغير “دلتا” الفيروسي الجديد، الذي ينتشر سريعا في عديد من دول العالم.

واستقرت الأسعار نسبيا في نهاية الأسبوع الماضي بسبب عدم حسم الزيادة الجديدة في الإمدادات، وانتظارا لما ستسفر عنه المفاوضات في الأسبوع الجاري.

وفي هذا الإطار، ذكر بنك “أوستريا” في تقرير له، أنه بعد يومين صعبين من المفاوضات تأخر اتفاق منظمة أوبك والدول الشريكة لها على استراتيجية إنتاج جديدة، بدءا من آب (أغسطس) المقبل، مشيرا إلى تباين وجهات النظر في تحالف “أوبك +”حتى الآن حول الدولة التي سيسمح لها بدعم الإمدادات بشكل أكبر في المستقبل.

وذكر التقرير، أنه في ضوء القرار المعلق بشأن الزيادة التي يقدم عليها المنتجون الرئيسون استقرت أسعار النفط وبلغ سعر برميل خام برنت 76.12 دولار، بارتفاع 28 سنتا أكثر من اليوم السابق، بينما انخفض سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بشكل معتدل بمقدار 13 سنتا إلى 75.10 دولار.

وأشار إلى أنه في ضوء الانتعاش الاقتصادي المتوقع ومخاطر كورونا المستمرة تخطط “أوبك +” بشكل أساسي لزيادة الإنتاج تدريجيا من آب (أغسطس) إلى نهاية العام، مشيرا إلى أن الدول الـ23 الأعضاء في “أوبك +” يسعون إلى الاتفاق على سياسة نمو الإمدادات النفطية بدءا من الشهر المقبل، لكن الأمر تأخر بعض الشيء بسبب تباين وجهات النظر.

ورجح التقرير أن يتم تقريب وجهات النظر في ختام المفاوضات. ومن المتوقع أن تقوم السعودية كعادتها بدورها الريادي في السوق للحفاظ على توازن السوق وضمان عدم تجدد تخمة المعروض في الأسواق.

وأشار إلى تمسك السعودية وهي أكبر منتج للنفط الخام في “أوبك” بزيادات إنتاجية حذرة وقناعتها بضرورة عدم التسرع فيما يخص توسيع الإنتاج، بينما روسيا التي تقود شركاء “أوبك” المستقلين في التعاون المشترك تدعو إلى استراتيجية إنتاجية أكثر تحررا، لكنها توافق على التمسك بزيادة حذرة في الإنتاج، حيث يراقب تحالف المنتجين في “أوبك +” المتغيرات الفيروسية الأكثر عدوى وعواقب مساعدات كورونا الضخمة على الميزانيات الوطنية.

ونوه إلى أن المنتجين يدرسون عدة اقتراحات، منها زيادة حجم الإنتاج اليومي بمقدار 400 ألف برميل شهريا من آب (أغسطس) إلى كانون الأول (ديسمبر) وهو الاقتراح موضع الترحيب من السعودية وروسيا، لكنه يواجه بتحفظ من منتجين آخرين، بينما يحاول كبار المنتجين تسليط الضوء على عوامل ما زالت تهدد استقرار السوق وأبرزها عدم اليقين في وضع جائحة كورونا وتأثيره في تعافي الطلب على النفط الخام.

ونقل التقرير عن بنك “كومرتس” الألماني تأكيده أن “أوبك +” تزداد الثقة بالنفس يوما بعد آخر، نظرا لارتفاع الأسعار وندرة وضع الإمدادات وعدم وجود رد فعل من خارج التحالف، مشيرا إلى قلق الولايات المتحدة بشأن تأثير ارتفاع أسعار النفط في المستهلكين، حيث ارتفع سعر النفط بنحو 40 في المائة منذ بداية العام.

من جانب آخر، ذكرت وكالة “بلاتس” الدولية للمعلومات النفطية، أن العقود الآجلة للنفط الخام حققت استقرارا إلى حد كبير وسط تفاؤل بأن مجموعة “أوبك +” ستوافق على زيادات أقل في الإنتاج وهي أقل من توقعات السوق حتى نهاية عام 2021 وذلك على الرغم من استقرار أسعار النفط قبل التوصل إلى اتفاق نهائي.

وأشار التقرير إلى أن بعض الدول المنتجة تسعى إلى الحصول على مستوى إنتاج أعلى، كما تتحفظ على رغبة “أوبك +” في تمديد اتفاقية خفض الإنتاج إلى ما بعد نهاية عام 2021، ومع ذلك لا يزال بإمكان “أوبك +” الموافقة على زيادة إجمالي إنتاجها بمعدل 400 ألف برميل يوميا فقط في الشهر بدءا من آب (أغسطس) المقبل وهو أقل من تنبؤات السوق السابقة وتمديد الاتفاقية حتى عام 2022.

ولفت إلى تأكيد شركة ريستاد إنرجي في أحدث بياناتها، أن العقود الآجلة للنفط تراجعت يوم الجمعة مع تزايد المخاوف من تأخر نتائج محادثات “أوبك +”، لكن الأسعار عادت للارتفاع بعد عودة التفاؤل بإمكانية التوصل في النهاية إلى حل وسط بالإجماع.

وأشار التقرير إلى أن الإمارات تطالب بحصة إنتاج أعلى وبمزايا وتسهيلات مشابهة للممنوحة إلى روسيا والعراق مستبعدا استمرار تعثر التوافق بين “أوبك +” وصعوبة عودة حرب الأسعار المؤقتة التي حدثت عقب اجتماع آذار (مارس) 2020.

وعد أن احتمال بقاء أحجام الإنتاج الحالية ثابتة قد يتسبب في حدوث حالة من سوق النفط الضيق للغاية واستمرار ارتفاع الأسعار مع نمو الطلب العالمي خلال أشهر الصيف، لافتا إلى قول الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنه يشعر بالقلق إزاء ارتفاع أسعار البنزين، حيث أكد أن هناك طاقة إنتاجية احتياطية كافية على مستوى العالم لاستيعاب الطلب المتزايد على النفط في جميع أنحاء العالم، خاصة خلال أشهر السفر الصيفية المزدحمة.

وأشار التقرير إلى أن السوق تتلقى دعما من أرقام الوظائف الأمريكية التي شهدت إضافة 850 ألف وظيفة إلى جداول الرواتب في حزيران (يونيو) الماضي وجاءت هذه الإحصائيات أعلى من التوقعات السابقة، على الرغم من أن معدل البطالة ارتفع بشكل طفيف إلى 5.9 في المائة.

ونقل عن محللين دوليين تأكيدهم، أن أسعار النفط الخام ستستمر في الارتفاع بشكل متصل، حيث ارتفعت بأكثر من 10 في المائة، في حزيران (يونيو) وحده، خاصة مع إعادة فتح الاقتصادات، مشيرا إلى أن الطلب المتزايد يقابل حاليا بإمدادات محدودة، نظرا لتخفيضات إنتاج “أوبك” وقد يؤدي الحذر في زيادة الإنتاج إلى اتجاه أسعار النفط نحو 100 دولار للبرميل عاجلا وليس آجلا.

من جانبه، قال تقرير “وورلد أويل” الدولي إن تأخر قرار “أوبك +” أدى إلى تراجع نسبي في أسعار النفط الخام انتظارا لحسم “أوبك +” واتخاذ قرار بشأن عودة مزيد من البراميل إلى السوق الإثنين.

وتوقع ألا تنضم إحدى الدول الأعضاء إلى اتفاقية جديدة لإضافة إجمالي مليوني برميل يوميا من الإنتاج المشترك للمجموعة بين آب (أغسطس) وكانون الأول (ديسمبر) المقبلين، مشيرا إلى أن الأسعار كانت قد تلقت دعما سابقا بفعل تقارير عن توصل روسيا والسعودية إلى اتفاق مبدئي لإضافة مزيد من البراميل إلى الإمدادات العالمية.

وأكد التقرير، أن حجم الزيادة المقترحة في الإنتاج ربما يكون أقل مما توقعه معظم المحللين، حيث يتردد أنها بمتوسط إضافة شهرية قدرها 400 ألف برميل يوميا في حين كانت التوقعات السابقة تبلغ 500 ألف برميل يوميا.

من ناحية أخرى، وفيما يخص أسعار النفط الخام في ختام الأسبوع الماضي، استقرت أسعار النفط الجمعة بعد أن استأنف وزراء “أوبك +” محادثات بشأن زيادة إنتاج النفط في اليوم التالي لعرقلة التوصل إلى اتفاق ما قد يؤخر خطط ضخ مزيد من النفط حتى نهاية العام.

وقالت مصادر لـ”رويترز” إن منظمة الدول المصدرة للبترول وحلفاءها سيجتمعون مرة أخرى وسط مخاوف أن تتقوض الزيادة الكبيرة ارتفاع الأسعار إذا اتبعت دول “أوبك +” طرقها على نحو منفصل وزادت المعروض على النحو الذي تراه مناسبا.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 33 سنتا لتبلغ عند التسوية 76.17 دولار للبرميل، بعد ارتفاعها 1.6 في المائة، يوم الخميس.

وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 7 سنتات لتبلغ عند التسوية 75.16 دولار للبرميل، بعد أن قفزت 2.4 في المائة، الخميس لتغلق عند أعلى مستوياتها منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2018.

وقال جون كيلدوف الشريك في أجين كابيتال في نيويورك “نحن في وضع الانتظار والترقب هنا مع “أوبك”، سيتعين علينا أن نراقب دور السعودية في الحفاظ على تماسك المجموعة”.

ارتفع كلا العقدين القياسيين الجمعة بعد أن قالت مصادر في “أوبك +” إن المجموعة تهدف إلى زيادة الإنتاج بأقل من المتوقع، ثم تراجعت عندما عارضت إحدى الدول المنتجة المقترحات التي تضمنت أيضا تمديد اتفاق الإنتاج حتى نهاية 2022.

وزادت شركات الطاقة الأمريكية حفارات النفط والغاز الطبيعي للمرة الثالثة في أربعة أسابيع. وقالت شركة خدمات الطاقة بيكر هيوز في تقريرها الذي يحظى بمتابعة وثيقة إن عدد حفارات النفط والغاز، وهو مؤشر مبكر للإنتاج المستقبلي، ارتفع خمسة إلى 475 في الأسبوع المنتهي في 2 تموز (يوليو)، وهو أعلى مستوى منذ نيسان (أبريل) 2020.