رفع النظام السوري، اليوم الأحد، سعر آخر المواد التموينية المدعم، والتي تقتصر على القليل من السكر والأرز، بنسبة ما بين 90 و100%، واعداً المواطنين بتوزيع المخصصات بعد شبه انقطاع التوزيع لنحو ثلاثة أشهر، وحرمان شريحة منهم من فرصة الحصول على حصصهم المدعومة.
وأعلنت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، عبر صفحتها الرسمية على موقع “فيس بوك”، أنه “تم تحديد سعر كيلوغرام السكر والأرز بألف ليرة سورية (نحو 0.4 دولار)”، وذلك بعد أن كان سعر كيلوغرام السكر 500 ليرة وسعر كيلوغرام الأرز 600 ليرة.
ووعدت الوزارة أن يبدأ توزيع المخصصات يوم الأحد المقبل، وأن تكون الكمية عن شهرين، من دون أن تبين عن أي شهرين تقصد، حيث إن آخر مخصصات استلمها المواطنون كانت عن أشهر شباط/ فبراير وآذار/ مارس ونيسان/ إبريل من العام الجاري، بالرغم من تمديد التوزيع إلى منتصف الشهر الماضي بسبب نقص الكميات.
ويخصص كيلوغرام سكر وكيلوغرام أرز لكل فرد من أفراد العائلة، على ألا تتجاوز مخصصات العائلة 6 كيلوغرامات من السكر و5 كيلوغرامات من الأرز في الشهر الواحد، بغض النظر عن عدد أفرادها.
أم محي الدين عبد الله (33 عاماً) تقول إننا “كثيرا ما كنا نعجز عن شراء مخصصات العائلة من السكر والأرز، بسبب أولاً جمع الكميات الشهرية في عملية واحدة حيث لا يمكن شراؤها على دفعات، ثانيا لا نعلم متى يمكن أن تصل الرسالة التي تمنحنا 24 ساعة فقط حتى نتوجه إلى المؤسسة، ونثبت قطع الكمية عبر البطاقة وندفع ثمنها، وإلا يجب أن نجدد طلب الكمية القادرين على دفع ثمنها من جديد، وبالتالي الانتظار غير المحدود، حيث إن هناك عائلات انتظرت عدة أشهر لتحصل على جزء من مخصصاتها، وأخرى انتهت مدة التوزيع ولم تحصل على شيء”.
وتابعت “من الصعب جدا أن يكون لدينا المبلغ المطلوب، وهو نحو 25 ألف ليرة، وخاصة أننا نعيش كل يوم بيومه، لأن زوجي يوميته خمسة آلاف ليرة فقط، وهذا المبلغ لا يكفي لشراء ليتر زيت واحد”.
وأضافت أن “الأسعار ترتفع والليرة تفقد قيمتها، حتى أصبح طعام الشخص حملاً ثقيلاً لا يستطيع الشخص تأمينه إلا بشق الأنفس، وخاصة أن الدخل ضعيف جدا، والعمل غير متوفر”.
وانتابت أبو فؤاد حصباني (67 عاما) نوبة من الضحك عند سؤاله عن رأيه برفع سعر السكر والأرز المدعوم، قائلا إن ادعاء دعم السكر والأرز يلخص وهم الدعم في سورية، والذي لا يصل إلى غالبية المواطنين، وغالبا ما تجد النظام يجلدنا بهذه المكرمة، فكلما تحدث أحد عن الوضع الكارثي للحياة المعيشية، يخرج علينا المسؤولين ليحدثونا عن تكاليف الدعم، لكنهم لا يعترفون بأن كمية الأرز والسكر الموزعة غير كافية، وأنها لا توزع بشكل منتظم”.
وأضاف أن “كثيراً من السوريين لا يستطيعون شراء حتى هذه الكمية القليلة دفعة واحدة، فيجبرون على الاستغناء عن جزء منها أو حتى مادة كاملة”.
وتابع أن “النظام يخدعنا بشكل علني، فهو لا يؤمن المواد المدعمة، فقد أكد منذ أشهر أنه سيوزع لكل عائلة ليترين من الزيت بغض النظر عن عدد أفراد العائلة، لكنه إلى اليوم لم يؤمن الزيت”.
يشار إلى أن أكثر من نصف الشعب السوري بحاجة إلى مساعدات إنسانية، في ظل انهيار الوضع الاقتصادي وتفشي البطالة وانهيار القيمة الشرائية لليرة السورية، جراء اعتماد النظام العنف في قمع المظاهرات التي بدأت عام 2011 وسرعان ما تحولت إلى مواجهة مسلحة.